فهم بيت في الشاطبية

إنضم
20/09/2008
المشاركات
376
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الموقع الالكتروني
www.alukah.net
هل يصح هذا الفهم "أو التوجيه"؟
قوله - رحمه الله -:
.. ... .. * * * وفي أحرف وجهان عنه تهللا
فمع حملوا التوراة ثم الزكاة قل * * * وقل آت ذا الْ ولتأت طائفة علا
وفي جئت شيئا أظهروا لخطابه * * * ونقصانه والكسر الادغام سهلا
وجدتُ أكثر الطبعات تضبط (وفي جئت شيئا) بكسر التاء ... إشارة إلى الموضع الذي في سورة مريم، ومعنى "أظهروا" أي: أظهَرَ بعضُهم، و "الكسر الادغام سهَّلا" أي الوجه الثاني.
فيكون البيت معطوفا على ما قبله؛ وهو: وفي أحرف وجهان.
= =
هل يصح هذا الفهم:
(وفي جئت شيئا) بفتح التاء .. إشارة إلى الموضعين في سورة الكهف، و "أظهروا" أي: قولاً واحدًا للخطاب والنقص.
والكسْر، أي في: (جئت شيئا) الذي في سورة مريم سهل الإدغام، مع بقاء وجه الإظهار أيضًا.
فيتضح المعنى، والبيت بهذا مستقل عن البيت الذي قبله غير معطوف عليه.
هل يصح هذا التوجيه؟
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
لا يصح - حسبما ظهر لي- في ضبط تاء (جئتِ شيئاً) إلا الكسر والمراد بها (جئتِ شيئاً فرياً).

لأمرين:
1- لأن التاء المفتوحة في موضعي الكهف يمتنع إدغامها من عموم قول الناظم - رحمه الله-: (إذا لم ينون أو يكن تا مخاطبٍ)، فلا داعي لتكرار ذلك في هذا البيت، وإنما المراد حرف مريم على وجه الخصوص.
2- ولقول صاحب التيسير: ((وأقرأني أبو الفتح (لقد جئتِ شيئاً فرياً) بالإدغام لقوة الكسرة، وقرأتُه أيضاً بالإظهار لأنه منقوص العين)) انتهى، ولم ينص على الخطاب لأنه تقدم في قوله: ((هذا ما لم يكن الأول أيضاً منوناً أو مشدداً أو تاء خطاب أو معتىلاً)).
فنظم الشاطبي قول صاحب التيسير في هذا البيت.

فتبين بهذا أن المقصود في هذا البيت موضع مريم لا غير، أن هذا البيت مخصص لعموم قوله: (أو يكن تا مخاطب) كما قال الجعبري. والله أعلم.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله وبياكم وبعد . فقد ورد فى كتاب النفحات الالهية للشيخ محمد عبد الدايم خميس رحمه الله - أوصى كل طلبة العلم بهذا الكتاب القيم الذى لانظير له فى بابه - قوله تعالى " جئت شيئا فريا" ففيه الإظهار والإدغام . فلما كان الحرف الأول منه وهو المدغم حرفَ خطاب ذكر علة كل وجه فأخبر أن علة إظهاره للخطاب ونقصانه بحذف عينه , وعلة إدغامه الكسر فى التاء فلثقل الكسر خفف بالإدغام , فقوله (والكسر ) فيه إشارة أن مفتوح التاء لا خلافَ فى إظهاره وهو موضعا الكهف. انتهى كلامه
قلت ولعل المعنى باختصار شديد يقصد الشاطبى رحمه الله انه بالرغم من أن التاء هنا للخطاب وهو من موانع الادغام باتفاق الا أن كسرة التاء جعلته صالحا للادغام فنخرج بأن الممنوع من الإدغام تاء الخطاب للمذكر المفتوحة فإن كسرت صار الإدغام سهلا ومع ذلك فيها الوجهان وتذكر أخى الفاضل قاعدة ( وإدغام ذى التحريم طلقكن قل أحق وبالتأنيث والجمع أثقلا ) أنها أيضا أدغمت رغم فقدها لشرط وجود ميم الجمع بعد الكاف ولكن حل محلها نون التأنيث الدالة أيضا على الجمع وإن كان جمع الإناث وليس جمع الذكور .
وفى النهاية بارك الله فيك أشكرك بشدة وأقول لك حفظك الله إن دل رأيك هذا لا يدل إلا على عقل راجح فاهم وفقك الله لما يحبه ويرضاه ولك منى كل تقدير واحترام
 
هل يصح هذا الفهم "أو التوجيه"؟
قوله - رحمه الله -:
.. ... .. * * * وفي أحرف وجهان عنه تهللا
فمع حملوا التوراة ثم الزكاة قل * * * وقل آت ذا الْ ولتأت طائفة علا
وفي جئت شيئا أظهروا لخطابه * * * ونقصانه والكسر الادغام سهلا
وجدتُ أكثر الطبعات تضبط (وفي جئت شيئا) بكسر التاء ... إشارة إلى الموضع الذي في سورة مريم، ومعنى "أظهروا" أي: أظهَرَ بعضُهم، و "الكسر الادغام سهَّلا" أي الوجه الثاني.
فيكون البيت معطوفا على ما قبله؛ وهو: وفي أحرف وجهان.
= =
هل يصح هذا الفهم:
(وفي جئت شيئا) بفتح التاء .. إشارة إلى الموضعين في سورة الكهف، و "أظهروا" أي: قولاً واحدًا للخطاب والنقص.
والكسْر، أي في (وفي جئت شيئا) الذي في سورة مريم سهل الإدغام، مع بقاء وجه الإظهار أيضًا.
فيتضح المعنى، والبيت بهذا مستقل عن البيت الذي قبله غير معطوف عليه.
هل يصح هذا التوجيه؟

تساؤل حسن ، فقد يجوز لغةً لو عزلنا البيت عن سياقه وموضعه من القصيدة، ولمّا كان السياق ركن من اركان المعنى[تعمدت رفع ركن ليكون اسم كان الحال] كان الاحتمال الذي أشرتم إليه بعيدا جدا أي في أضعف درجات الاحتمال، لأنه لا ينصره السياق. ولكن إن كان تساؤلكم عن جوازه لغة فقط ، وأحسب أن هذا ما تريدونه ، أي لو روينا البيت دون إحالة أو دون افتراض سياقه أو بعزل المعنى عن قصد المؤلف لجاز ذلك، وعليه تكونون اكتشفتم وجه معنى في بيت من الشاطبية يجوز لغة.
ولكن لا يجوز ذكر هذا الوجه في شرح للشاطبية لأن مجيزه يجيز أن تذكر كل ما جاز لغةً ..
وهذا لا يقول به أحد، فإذا كنتم تذكرون قول ابن القيم في زاد المعاد "ومراد الشرع أخص من مراد اللغة" وتفكرتم في الأساس العلمي لهذه القاعدة، وجدتم أن الشرع يأخذ قرائن قريبة وبعيدة في محددات المعنى منها ما هو من كليات الدين كما هو مبدأ أبي حنيفة ومنها ما هو العمل كما هو إطار أهل المدينة الشرعي في فهم النصوص ومنها ما هو تتبعات الروايات كما هو شأن إطار محدثي الفقهاء. ولأن الوحدة الأكبر في اللغة كانت "الجملة" على حين أن الوحدة الأكبر للدين هو الدين نفسه أي مجموع كلياته وأصوله ومقاصده. من هنا كان مراد الشرع أخص من مراد اللغة. وفي مثالكم يقال إن مراد الشاطبي أو الشاطبية أخص من مراد اللغة.

ولكن هل يمكن أن تعدّ التفاتتكم هذه من ضمن ما ألمح إليه الشاطبي رحمه الله بقوله لو أن أصحابي تفكروا في قصيدتي لاستنبطوا منها علوما جمة أو كما قال؟
حسب المبدأ الذي أتبناه في فهم الدلالات لا أرى ذلك لأني أذهب الى أن وظيفة الناقد والشارح كشف مقاصد المؤلف من أسيقتها وقرائنها ومراجعها، لا الابتعاد عن عمد عن قصد المؤلف ولا بتجاهل الأسيقة والقرائن، ، ولأننا لو قلنا ذهبنا إلى غير ذلك فمعناه أننا نفترض ضمنيا تلميح الشاطبي إلى جواز أخذ كل معنى تحتمله اللغة في الاعتبار حتى ولو لم يدر بخلد المؤلف، وهذا ما لا يجرؤ على القول به من يعتبر عادات كل عصر في طرائق فهمه، وأحسب أني من هؤلاء أو ممن يسعى لأن يكون منهم

ودمتم بودّ​
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله وبياكم وبعد . فقد ورد فى كتاب النفحات الالهية للشيخ محمد عبد الدايم خميس رحمه الله - أوصي كل طلبة العلم بهذا الكتاب القيم الذى لانظير له فى بابه...
وأنا أشاطرك الرأي، فالكتاب قيم، وكنت أيام دراستي للشاطبية لا أعدل به سواه، ونصحت به كثيرا من الإخوان فأعجبهم جدا، وأخيرا اكتشف مصدر قيمته، حين وجدت مؤلفه رحمه الله يعتمد اعتمادا كبيرا على المحقق السمين الحلبي رحمه الله في العقد النضيد، بالإضافة إلى توشيحه شرحه بالأبيات الجامعة، وأبيات التحريرات.
وعيب هذا الكتاب طبعته السيئة، فلو اعتني بطبعه مرة أخرى لكان جميلا.
وكل هذا من باب: الشيء بالشيء يذكر.
 
جزاكم الله خيرا ، ونفع بكم وبارك الله فيكم شيخنا الدكتور عبد الرحمن الصالح على هذا التعليق الرائع .
 
جزى الله بالخيرات كل من ساهم فى نشر علم وفى _ فريق إشراف ملتقى القراءات- ولكم منى كل تقدير واحترام .
 
الإخوة الأفاضل، بوركتم جميعًا.
ودون هذا من الإشارة والتلميح كان كافيًا، فإني أحسبني لبيبًا.
ولنعدَّ ما أطرحه من التساؤلات تدارُسًا.
= = =
وأخرى:
الإدغام الكبير للسوسي في نحو: (فيه هدى)، (لا يجدون نكاحا)، (وقال لَهم) ونحوه مما قبل الإدغام حرف علَّة.
مِن أين نأخُذُ منَ الشَّاطبيَّة أنَّ هذا المدَّ يُشبِه مدَّ العارض للسكون؟
 
الإخوة الأكارم فيمَ توقفتم عن المدارسة وإفادة أخيكم!!
- -
وأخرى:
هل (باب اتفاقهم في إدغام إذ وقد ..... ... ) مما زاده الحرز على التيسير؟
ومَن الذي نبَّه على هذا من الشُّرَّاح؟
وما الصحيح في عنوان هذا الباب في شرح السيوطي؛ لأني أرى أنَّ التحقيقين اللذين خرجا له لم يُحسِنا قراءة العنوان؟
 
بارك الله فيكم شيخنا الكريم على التذكير.
هل (باب اتفاقهم في إدغام إذ وقد ..... ... ) مما زاده الحرز على التيسير؟
ومَن الذي نبَّه على هذا من الشُّرَّاح؟​
نعم هو من زيادات القصيد، نبه على ذلك العلامة أبو شامة في إبراز المعاني بقوله: "هذا الباب ليس في التيسير" ابراز المعاني ص192 دار الكتب العلمية.
 
الإدغام الكبير للسوسي في نحو: (فيه هدى)، (لا يجدون نكاحا)، (وقال لَهم) ونحوه مما قبل الإدغام حرف علَّة.
مِن أين نأخُذُ منَ الشَّاطبيَّة أنَّ هذا المدَّ يُشبِه مدَّ العارض للسكون؟​
ليس في الشاطبية ما يدل على عليه، لذلك قال صاحب إتحافا البرية مدمجا قوله مع قول الإمام الشاطبي:
[poem=font=",6,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
وعن كلهم بالمد ما قبل ساكن=وفي الوقف كالإدغام ثلث لتجملا
[/poem]والله أعلم.
 
نعم هو من زيادات القصيد، نبه على ذلك العلامة أبو شامة في إبراز المعاني بقوله: "هذا الباب ليس في التيسير" ابراز المعاني ص192 دار الكتب العلمية.
سبحان الله، لو وقفتُ عليْه قبل أن أكتب السؤال ... ما كتبتُه.
"إبراز المعاني" لديَّ، وأنا كثير الرجوع إليه، لكنَّا صرنا نستسهِل الرُّجوعَ إلى "برنامج الشاملة" ولا حول ولا قوة إلا بالله، وللأسف سقطت الفقرة التي بعد العنوان "باب اتفاقهم ...." من الشاملة [النسخة القديمة التي معي].
 
قال صاحب إتحاف البرية:
وعن كلهم بالمد ما قبل ساكن * * * وفي الوقف كالإدغام ثلِّث لتجملا
- - -
حسنًا، وبهذا قرأتُ كما يقرأ الناس.
لكن عندي إشكال في قول الإمام ابن الجزري:
[والصَّوابُ أنَّ سُكُونَ إِدْغَامِ أَبِي عَمْرٍو عَارِضٌ كَالسُّكُونِ فِي الوَقْفِ؛ والدَّلِيلُ على ذَلِكَ إِجْرَاءُ أَحْكَامِ الوَقْفِ عَلَيْه، مِنَ الإِسْكَانِ وَالرَّوْمِ وَالإِشْمَامِ، كَمَا تَقَدَّمَ. قَالَ الإِمَامُ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ الجَعْبَرِيُّ: وَلأَبِي عَمْرٍو فِي الإِدْغَامِ إِذَا كان قَبْلَهُ حَرْفُ مَدٍّ ثَلاثَةُ أَوْجُهٍ: القَصْرُ وَالتَّوَسُّطُ وَالمَدُّ، كَالوَقْفِ، ثُمَّ مَثَّلَهُ، وَقَالَ: نَصَّ عَلَيْهَا أَبُو العَلاءِ.
قَالَ: وَالمَفْهُومُ مِنْ عِبَارَةِ النَّاظِمِ - يَعْني الشَّاطِبِيَّ - فِي بَابِ المَدِّ: المدُّ [من تحقيق د. الجكني وسقطت في المطبوع].

(قُلْتُ): أَمَّا مَا وَقَفْتُ عَلَيْهِ مِنْ كَلامِ أبي العَلاءِ فَتَقَدَّمَ آخِرَ بَابِ الإِدْغَامِ الكَبِيرِ.
وَأَمَّا الشَّاطِبِيُّ فَنَصُّهُ على كَوْنِ الإِدْغَامِ عَارِضًا قَدْ يُفْهَمُ مِنْهُ المَدُّ وَغَيْرُهُ، على أَنَّ الشَّاطِبِيَّ لَمْ يَذْكُرْ فِي سَاكِنِ الوَقْفِ قَصْرًا، بَلْ ذَكَرَ وَجْهَيْنِ، وهُمَا: الطُّولُ والتَّوَسُّطُ، كَمَا نَصَّ السَّخَاوِيُّ فِي شَرْحِهِ، وَهُوَ أَخْبَرُ بِكَلامِ شَيْخِهِ وَمُرَادِهِ، وهُوَ الصَّوَابُ فِي شَرْحِ كَلامِهِ؛ لِقَوْلِهِ بَعْدَ ذَلِكَ:
وفِي عَيْنٍ الوَجْهَانِ
فَإِنَّهُ يُرِيدُ الوَجْهَيْنِ المُتَقَدِّمَيْنِ مِنَ الطُّولِ وَالتَّوَسُّطِ؛ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ:
وَالطُّولُ فُضِّلا
وَلَوْ أَرَادَ القَصْرَ لَقَالَ: "والمَدُّ فُضِّلَ".
فَمُقْتَضَى اخْتِيَارِ الشَّاطِبِيِّ عَدَمُ القَصْرِ فِي سُكُونِ الوَقْفِ، فَكَذَلِكَ سُكُونُ الإِدْغَامِ الكَبِيرِ عِنْدَهُ؛ إِذْ لا فَرْقَ بَيْنَهُمَا عِنْدَ مَنْ رَوَى الإِشَارَةَ فِي الإِدْغَامِ.] اهـ.

وكان ابن الجزري قد قال قبل ذلك بقليل عن القصر في الساكن العارض للوقف: وكذلك لم يرتضه الشاطبي.
أعلمُ أنَّ هذا الإشكال قد ردُّوه من قبل، لكنِّي أُورده للمدارسة، وأريد ردًّا قويًّا ... مُقنِعًا، فإن مَن يُقرئون يظلُّون يعدِّدون الأوجه في نحو: "العالمينَ" "الرحيمِ" "نَستعينُ" عند الوقف، من الوقف بالسكون والإشمام والروم وما يترتب عليه من القصر والمد والتوسط.
 
عودة
أعلى