[align=justify]سادتي الأكارم .. ملتقى التفسير وعلوم القرآن ..
ثمة طريقة مثلى لفهم القرآن الكريم .. أشار إليها علماؤنا وكبراؤنا .. ويبدو أن سواد المسلمين لم يتنبهوا لها .. وبالتالي بقي القرآن عند كثير من المسلمين ألغازا وأحاجي تستغلق على فهمه ..
ويخيل لي أن لو سأل سائل مسلما ما في سورة مريم على سبيل المثال .. لماذا وردت قصة زكريا قبل قصة مريم وقصة مريم قبل قصة إبراهيم .. لاستغلق عليه الجواب .. ولو كان هذا المسلم ممن تتبعوا هذه الطريقة إذن لفهم حكمة الترتيب على هذا النحو ..
الطريقة التي أشير إليها سادتي الأكارم وباختصار .. هي طريقة تسقيط الآيات على أزمان وقوعها ..
فالقرآن كما هو معلوم مكي ومدني .. وحال الجماعة المسلمة في مكة هو غير حالها في المدينة .. وأعني بذلك ضعفها وقوتها ..
وهذا يعني أن القرآن المكي تناول جوانب .. وتناول القرآن المدني جوانب أخرى .. وبمعنى أدق .. تناول القرآن المكي تقرير العقيدة .. بينما توسع القرآن المدني فأردف بالعقيدة المنهج ..
فكأن حكمة الله تعالى أرادت أن تري الأمة تنزيلين لكتاب الله .. تنزيل لهذه الأمة أيام ضعفها وهو يعالج العقيدة .. وتنزيل أيام قوتها وهو يتناول مع العقيدة المنهج والحدود والأحكام ..ووراء هذا الكلام كلام أضرب عنه الصفح لضيق المقام ..
إذن فإذا ما قرأ المسلم سورة ما فليتتبع نزولها .. ثم ليرتحل بخياله قبل الدخول في السورة .. ليرتحل بخياله إلى الفترة التي نزلت بها السورة .. وليحاول جاهدا أن يعيش شعورا حيا لتلك الفترة حتى كأنه يجلس إلى النبي والصحابة ويخوض معهم معترك العقيدة كما خاضوه .. ثم يشرع بعد ذلك بالقرآءة بروية وتأن .. عندها سيجد للسورة أفقا أوسع بل سيجدها أبين وأجلى وأوضح .. وستنكشف له معميات السورة .. وستحل أمامه ألغازها التي لطالما خفيت عليه .. وكلما كان خياله خصبا وشعوره حيا كلما كان أقرب لفهم دقائق السورة ومقاصدها ..
أقولها سادتي الأفاضل عن تجربة حية تذوقتها مع القرآن .. وتنشأ الملكة بالتعود وطول المران .. وجزاكم الله خيرا [/align]
ثمة طريقة مثلى لفهم القرآن الكريم .. أشار إليها علماؤنا وكبراؤنا .. ويبدو أن سواد المسلمين لم يتنبهوا لها .. وبالتالي بقي القرآن عند كثير من المسلمين ألغازا وأحاجي تستغلق على فهمه ..
ويخيل لي أن لو سأل سائل مسلما ما في سورة مريم على سبيل المثال .. لماذا وردت قصة زكريا قبل قصة مريم وقصة مريم قبل قصة إبراهيم .. لاستغلق عليه الجواب .. ولو كان هذا المسلم ممن تتبعوا هذه الطريقة إذن لفهم حكمة الترتيب على هذا النحو ..
الطريقة التي أشير إليها سادتي الأكارم وباختصار .. هي طريقة تسقيط الآيات على أزمان وقوعها ..
فالقرآن كما هو معلوم مكي ومدني .. وحال الجماعة المسلمة في مكة هو غير حالها في المدينة .. وأعني بذلك ضعفها وقوتها ..
وهذا يعني أن القرآن المكي تناول جوانب .. وتناول القرآن المدني جوانب أخرى .. وبمعنى أدق .. تناول القرآن المكي تقرير العقيدة .. بينما توسع القرآن المدني فأردف بالعقيدة المنهج ..
فكأن حكمة الله تعالى أرادت أن تري الأمة تنزيلين لكتاب الله .. تنزيل لهذه الأمة أيام ضعفها وهو يعالج العقيدة .. وتنزيل أيام قوتها وهو يتناول مع العقيدة المنهج والحدود والأحكام ..ووراء هذا الكلام كلام أضرب عنه الصفح لضيق المقام ..
إذن فإذا ما قرأ المسلم سورة ما فليتتبع نزولها .. ثم ليرتحل بخياله قبل الدخول في السورة .. ليرتحل بخياله إلى الفترة التي نزلت بها السورة .. وليحاول جاهدا أن يعيش شعورا حيا لتلك الفترة حتى كأنه يجلس إلى النبي والصحابة ويخوض معهم معترك العقيدة كما خاضوه .. ثم يشرع بعد ذلك بالقرآءة بروية وتأن .. عندها سيجد للسورة أفقا أوسع بل سيجدها أبين وأجلى وأوضح .. وستنكشف له معميات السورة .. وستحل أمامه ألغازها التي لطالما خفيت عليه .. وكلما كان خياله خصبا وشعوره حيا كلما كان أقرب لفهم دقائق السورة ومقاصدها ..
أقولها سادتي الأفاضل عن تجربة حية تذوقتها مع القرآن .. وتنشأ الملكة بالتعود وطول المران .. وجزاكم الله خيرا [/align]
التعديل الأخير: