[align=justify]سأل نحوي أعرابيا أيام قامت للنحو مدارس , وظهر هذا العلم كعلم مستقل له ظوابط وأصول .. سأله : أتجر فلسطين ؟؟ فقال الأعرابي إني إذن امرؤ قوي !!!! فلم يفهم النحوي قول الأعرابي ولم يكن الأعرابي قد فهم على النحوي .. فسأله النحوي : أتهمز إسرائيل ؟؟؟ فقال الأعرابي إني إذن امرؤ سوء !!! وهنا أيضا لم يفهم أحدهما عن الآخر شيئا ..
ولا أحسب أن أبا بكر أو عمر رضي الله عنهم كانوا سيجيبون هذا النحوي غير جواب الأعرابي لو أنه توجه إليهما بالسؤال عينه ..
ما أريد قوله سادتي الأكارم .. ملتقى أهل التفسير ..
هو أن هذه الاصول والظوابط التي وضعت بعد جيل الصحابة -أتكلم عن أصول التفسير أو أصول فهم القرآن-لم يكن أحد من الصحابة يعرفها على هذا النحو من التبويب الفني والتقسيم الأكاديمي ..
لم يكن ابو بكر أو عمر أو عثمان أو بلال .. لم يكن أحدهم أنحى من الكسائي وسيبويه .. ولم يكن أحدهم افقه من أبي حنيفة وأبي يوسف وزفر .. ولم يكن أحدهم يجاري الزمخشري في بلاغته .. أو ينبري للجرجاني في النظم والبيان .. أو يقارع الغزالي في منطقياته .. أو ابن سنا في عقلياته .. أو يفحم أبو الحسن الأشعري في كلامه وجدلياته ..
كلهم كانوا أبعد مدى في تخصصاتهم هذه من أبي بكر وعمر وعثمان وجمع الصحابة رضي الله عنهم .. ولكن لم يكن أحدهم أفهم لكتاب الله من أبي بكر وعمر وعثمان ..
والسؤال الذي يساق هنا ... لماذا ؟؟؟
لماذا كان الجيل الأول أدق فهما لكتاب الله من التابعين و تابعيهم ممن قد أصلوا الأصول وقننوا القوانين وظبطوا الظوابط , أقول لماذا فهموم وهم بعد لم يستوفوا عدة التفسير من الظوابط والأصول والقواعد ..
أقول لكم سادتي الأفاضل لماذا..
لأنهم كانوا يعيشون التنزيل سورة سورة وآية آية .. كانوا ينفعلون للتنزيل انفعالا حيا واقعيا .. كان يشعرون في قرارة نفوسهم أن القرآن يخاطبهم هم هم لا غير .. وليسوا هم فحسب حتى المنافقين كانوا يشعرون أن الله مطلع على سريرتهم فيحذرون أن ينزل القرآن بما في طويتهم فيفضحهم .. أقول يحذرون ملئ نفوسهم ويخافون ملئ قلوبهم من آيات القرآن لأنها تخاطب مجتمعا حيا لأنها تحاتكي شعور الإنسان ووجدانه بل تخاطب كيان الإنسان جملة وتفصيلا ..
ولذلك لم يكونوا بحاجة إلى هذه التقسيمات الفنية والتبويبات الأكاديمية ..
سادتي الأكارم .. لست أغض من قدر هذه الأصول وما ينبغي لي .. ولكني أقول أننا إذ نتقيد بهذه الأصول والقواعد التي وضعت بعد جيل الصحابة , سنفهم القرآن فهم التابعين وتابعيهم وهو فهم راق رفيع ولا شك في ذلك , ولكنا وقد تقيدنا بهذه الأصول وحصرنا فهم القرآن بها , لن نفهم القرآن فهم الجيل الأول الذي عاش التنزيل .. وهذه هي الدرجة التي يختلف بها فهم عن فهم ..
وهذا ما كنت اريد قوله وأنا أتكلم عن الطريقة المثلى لفهم القرآن ..
أنا إنما أردت أن يرتحل المسلم بخياله إلى الفترة التي نزلت بها السورة ويعيش ظرف الجماعة المسلمة آنذاك , يجلس إليهم , ينظر للمجتمع الجاهلي يموج من حوله , يعيش عداء الكفار والمشركين , ويعيش أذاهم وبغيهم على المسلمين , يعيش قبل هذا كله عقيدة قد هدمت في قرارته , ويعيش عقيدة جديدة تبنى مكانها , حينئذ سيشعر ولو نسبيا بهذا القرآن يتنزل على سمعه بلون جديد وبإيقاع آخر لم يعهده .. وأرجع وأقول .. كلما كان خياله خصبا واستحظر في شعوره ووجدانه فترة التنزيل كلما انفتحت له أكمام القرآن , وكلما حلت أمامه معمياته وأحاجيه , حينئذ وأن مؤمن بذلك سيفهم القرآن الكريم فهما فوق ما تبلغه إياه هذه التقسيمات الفنية والتبويبات الأكاديمية .. وفي الموضوع متسع للكلام وسيجيئ كل شيء بأوانه المناسب إن شاء الله ..
وفقنا الله وإياكم -سادتي الأكارم-لفهم كتابه العزيز ..
ولا أحسب أن أبا بكر أو عمر رضي الله عنهم كانوا سيجيبون هذا النحوي غير جواب الأعرابي لو أنه توجه إليهما بالسؤال عينه ..
ما أريد قوله سادتي الأكارم .. ملتقى أهل التفسير ..
هو أن هذه الاصول والظوابط التي وضعت بعد جيل الصحابة -أتكلم عن أصول التفسير أو أصول فهم القرآن-لم يكن أحد من الصحابة يعرفها على هذا النحو من التبويب الفني والتقسيم الأكاديمي ..
لم يكن ابو بكر أو عمر أو عثمان أو بلال .. لم يكن أحدهم أنحى من الكسائي وسيبويه .. ولم يكن أحدهم افقه من أبي حنيفة وأبي يوسف وزفر .. ولم يكن أحدهم يجاري الزمخشري في بلاغته .. أو ينبري للجرجاني في النظم والبيان .. أو يقارع الغزالي في منطقياته .. أو ابن سنا في عقلياته .. أو يفحم أبو الحسن الأشعري في كلامه وجدلياته ..
كلهم كانوا أبعد مدى في تخصصاتهم هذه من أبي بكر وعمر وعثمان وجمع الصحابة رضي الله عنهم .. ولكن لم يكن أحدهم أفهم لكتاب الله من أبي بكر وعمر وعثمان ..
والسؤال الذي يساق هنا ... لماذا ؟؟؟
لماذا كان الجيل الأول أدق فهما لكتاب الله من التابعين و تابعيهم ممن قد أصلوا الأصول وقننوا القوانين وظبطوا الظوابط , أقول لماذا فهموم وهم بعد لم يستوفوا عدة التفسير من الظوابط والأصول والقواعد ..
أقول لكم سادتي الأفاضل لماذا..
لأنهم كانوا يعيشون التنزيل سورة سورة وآية آية .. كانوا ينفعلون للتنزيل انفعالا حيا واقعيا .. كان يشعرون في قرارة نفوسهم أن القرآن يخاطبهم هم هم لا غير .. وليسوا هم فحسب حتى المنافقين كانوا يشعرون أن الله مطلع على سريرتهم فيحذرون أن ينزل القرآن بما في طويتهم فيفضحهم .. أقول يحذرون ملئ نفوسهم ويخافون ملئ قلوبهم من آيات القرآن لأنها تخاطب مجتمعا حيا لأنها تحاتكي شعور الإنسان ووجدانه بل تخاطب كيان الإنسان جملة وتفصيلا ..
ولذلك لم يكونوا بحاجة إلى هذه التقسيمات الفنية والتبويبات الأكاديمية ..
سادتي الأكارم .. لست أغض من قدر هذه الأصول وما ينبغي لي .. ولكني أقول أننا إذ نتقيد بهذه الأصول والقواعد التي وضعت بعد جيل الصحابة , سنفهم القرآن فهم التابعين وتابعيهم وهو فهم راق رفيع ولا شك في ذلك , ولكنا وقد تقيدنا بهذه الأصول وحصرنا فهم القرآن بها , لن نفهم القرآن فهم الجيل الأول الذي عاش التنزيل .. وهذه هي الدرجة التي يختلف بها فهم عن فهم ..
وهذا ما كنت اريد قوله وأنا أتكلم عن الطريقة المثلى لفهم القرآن ..
أنا إنما أردت أن يرتحل المسلم بخياله إلى الفترة التي نزلت بها السورة ويعيش ظرف الجماعة المسلمة آنذاك , يجلس إليهم , ينظر للمجتمع الجاهلي يموج من حوله , يعيش عداء الكفار والمشركين , ويعيش أذاهم وبغيهم على المسلمين , يعيش قبل هذا كله عقيدة قد هدمت في قرارته , ويعيش عقيدة جديدة تبنى مكانها , حينئذ سيشعر ولو نسبيا بهذا القرآن يتنزل على سمعه بلون جديد وبإيقاع آخر لم يعهده .. وأرجع وأقول .. كلما كان خياله خصبا واستحظر في شعوره ووجدانه فترة التنزيل كلما انفتحت له أكمام القرآن , وكلما حلت أمامه معمياته وأحاجيه , حينئذ وأن مؤمن بذلك سيفهم القرآن الكريم فهما فوق ما تبلغه إياه هذه التقسيمات الفنية والتبويبات الأكاديمية .. وفي الموضوع متسع للكلام وسيجيئ كل شيء بأوانه المناسب إن شاء الله ..
وفقنا الله وإياكم -سادتي الأكارم-لفهم كتابه العزيز ..
التعديل الأخير: