فهرست ابن النديم ( نظرة أخرى )

إنضم
03/09/2008
المشاركات
389
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى ، والصلاة والسلام على نبينا محمد .
أما بعد :

لقد حصلت على كتاب الفهرست لــ " النديم "
بعد نصيحة بعض أهل العلم بشرائه .
ووجدت أن الرجل وكما ذكر المحقق كان شيعيا معتزليا ، ويشير إلى كذبه في بعض الأمور .
والحمد لله أن البائع شعر أني زاهدة فيه فأعطاني إياه بنصف السعر تقريبا ، فقد زهدت فيه وأنا أتصفحه، وكانت النسخة الأخيرة فتخلص منها البائع ببيعها بهذا السعر.
ومن العجيب أن " النديم " يعظم المعتزلة جدا ، وقد ضاع القسم الخاص بكتبهم كما أشار المحقق .
وقد قال البعض أن كتب المعتزلة قليلة جدا لأنها أتلفت أيام الغزو التتاري على بغداد.
وحتى من كتاب النديم ضاعت أسمماؤها !.
فما الفائدة المرجوة من مثل هذا الكتاب اخواني الأكارم ؟
 
هذا الكتاب أحد أجل وأقدم أمات التراث العربي في مجال البيبليو جرافيا ،وهو مرجع لا غنى عنه لمعرفة مصنفات المحدثين والفقهاء والمفسرين والأصوليين والإخباريين والفلاسفة وأهل المذاهب قبل القرن الرابع الهجري..

وكم من كتاب كان مفقوداً تم التنقير عنه فاكتشف لم يكن ليعرف لولا أن دلنا هذا الكتاب على أنه تم تأليفه..

وعبارتي من رأس القلم هذه لا تكفي للتعريف بعشر فضل هذا الكتاب وجلالته،فتفضلي بمراجعة مقدمة أي تحقيق جيد للكتاب؛لتعرفي أهميته..
 
هذا الكتاب أحد أجل وأقدم أمات التراث العربي في مجال البيبليو جرافيا ،وهو مرجع لا غنى عنه لمعرفة مصنفات المحدثين والفقهاء والمفسرين والأصوليين والإخباريين والفلاسفة وأهل المذاهب قبل القرن الرابع الهجري..

وكم من كتاب كان مفقوداً تم التنقير عنه فاكتشف لم يكن ليعرف لولا أن دلنا هذا الكتاب على أنه تم تأليفه..

وعبارتي من رأس القلم هذه لا تكفي للتعريف بعشر فضل هذا الكتاب وجلالته،فتفضلي بمراجعة مقدمة أي تحقيق جيد للكتاب؛لتعرفي أهميته..
إن التحقق الذي أملكه يعد أفضل تحقق لهذا الكتاب حتى الآن ، إنه تحقيق دار الفرقان في لندن ، وقد قام المحقق بجهد مشكور لإخراج الكتاب ولم يدخر جهدا .
ولكن المحقق كان صريحا ، وعرض عدة نقاط أزعجتني والحمد لله أني مسجلة في هذا الملتقى ، فقلت أسأل ، والنقاط التي أزعجتني :
1- أن البعض على مر الأيام أضاف على النص الأصلي كالوزر المغربي .
2- أن النديم نقل من كتب أخرى ، ولم يكن كل ما كتب نتاج خبرته .
3- أنه كان يكرر اسم الكتاب فيقول مثلا : غريب القرآن ، وينسبه في كل مرة لشخص آخر ، مما حدى بالمحقق لأن يرى بأن هذه هي السمة الغالبة في تلك العصور تشابه أسماء الكتب .
4- أن المحقق في ذهنه ما أشرت إليه أبا فهر بخصوص قضية دلالته على بعض الكتب ، فراح يجمع صور لصفحات بعض المخطوطات لإثبات كلامه .
وهذا الأمر يجعلني في حيرة كيف لي أن أحكم على النديم فأحدد مذهبه وصفاته ، أو أتأكد من المعلومات الموجودة ، فهل توجد إثباتات على كل ما قال ، وأذكر أنه قد نقل عن مسافر إلى الصين حال أهل الصين التقى به ، فهل يكفي ذلك لتوثيق المعلومة .
فإذا لم أسألكم أنتم اخواني فمن أسأل !
 
1- زيادات الوزير معروفة بنصها.
2- كذلك جل كتب التراث بل جل كتب الناس فيها منقول وفيها ما هو من قلم المؤلف.
3- التكرار الشكلي في كتب البيبليو جرافيا معتاد ؛لتشابه أسماء الكتب وتغاير أسماء الكتاب الواحد.
4-لا علاقة لمذهبه بفائدة الكتاب.
5- أي مؤلف أو أي كتاب يصيب ويخطيء ،وواجب الباحث مع النديم ومع أحمد بن حنبل هو التوثق والتحري،أما إن أردت صدقه = فلا يعلم عنه موضع يقال : هذا كذب.
 
بارك الله فيكم يا أبا فهر على جوابك ، وهذا الكتاب حقاً أقدم الكتب العربية في فنه ، وهو مفيد جداً لقدم مؤلفه وثبوت صدقه في المؤلفات التي ذكرها .
 
1- زيادات الوزير معروفة بنصها.
2- كذلك جل كتب التراث بل جل كتب الناس فيها منقول وفيها ما هو من قلم المؤلف.
3- التكرار الشكلي في كتب البيبليو جرافيا معتاد ؛لتشابه أسماء الكتب وتغاير أسماء الكتاب الواحد.
4-لا علاقة لمذهبه بفائدة الكتاب.
5- أي مؤلف أو أي كتاب يصيب ويخطيء ،وواجب الباحث مع النديم ومع أحمد بن حنبل هو التوثق والتحري،أما إن أردت صدقه = فلا يعلم عنه موضع يقال : هذا كذب.
1- جيد أن زيادات الوزير عرفت ، وبقولك " كذلك جل كتب التراث ..فيها منقول وفيها ما هو من قلم المؤلف " ، يجعلني أشك في بعض الأسطر التي تضاف هنا وهناك ، والتي قد تخالف المنهج العام ، وقد يشكل علي أن يكون الوراق النديم هو من كتب ذاك الكلام .
2- قلت : " لا علاقة لمذهبه بفائدة الكتاب " ، سأعطيك مثال لأنه سيغني عن الشرح المطول :
قال ابن النديم :
" وعمل الأصمعي قطعة كبيرة من أشعار العرب ليست بالمرضية عند العلماء لقلة غربتها واختصار دواوينها "
انظر من فضلك كيف استفاد أحدهم من هذه العبارة :
والشعر الجاهلي، شعر صلد متين، يميل إلى الرَّصَانة وإلى استعمال اللفظ الرَّصين، الذي يغلب عليه طابع البداوة، وشعر هذا طابعه، لا يمكن أن يتحرر، وأن يعبر عن المعاني بحرية، إذ يكون الشاعر مقيدًا بقيود الخضوع للعرف وللشكليات التي اصطلح عليها الشعراء والناس، ولهذا لم يتمكن الشعراء من التطرق إلى مختلف المعاني والتصورات الإنسانية، وصار الطابع الغالب عليه هو الطابع اللغوي، فخشونة الشعر، وجزالته وغرابته، من مميزات هذا الشعر ومن محبباته إلى النفوس، وكلما كان الشعر غريبًا وبألفاظ غريبة، نال التقدير والاستحسان، ولقد عمل الأصمعي قطعة كبيرة من أشعار العرب، لكنها لم تنل الاستحسان ولم يَرْضَ عنها العلماء لقلة غربتها واختصار روايتها"3. والشعر الذي ينال التقدير، هو الشعر الخشن، الذي روي بألفاظ نجدية، ولذلك لم يحفل العلماء بشعر عدي بن زيد،" أهـ
ـــــــ
1 بروكلمن "1/ 60".
2 السيوطي، شرح شواهد "2/ 529".
3 الفهرست "89
الكتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام
المؤلف : الدكتور جواد علي" أهــ
3- أما يخص ما أشار المحقق إلى أنه كذب فيه :
قوله أي " النديم " : " كان الإمام الشافعي شديدا في التشيع "
وأشار المحقق إلى تعليق في هامش النسخة المخطوطة مضمونه :
" المصنف شيعي جلد فأراد أ يفتخر بالشافعي بأنه منهم فكذب " .
جزاك الله خيرا .
 
بارك الله فيكم يا أبا فهر على جوابك ، وهذا الكتاب حقاً أقدم الكتب العربية في فنه ، وهو مفيد جداً لقدم مؤلفه وثبوت صدقه في المؤلفات التي ذكرها .
جزاك الله خيرا شيخنا الشهري ، وفعلا أريد أن أصل للقناعة التي وصلتم إليها حتى أعرف كيف لي أن أستفيد من هذا الكتاب .
 
هل كان النديم شيعيا معتزليا فعلا ؟
الاخوة الكرام لا بأس بأن يكون النديم شيعيا ، فأهل الحديث يقبلون روايتهم بالقواعد المعروفة ، وأنا أشتري منهم وقد أتعالج عندهم كأطباء ، وأرجو لهم الهداية .
لكن كتاب ابن النديم فيه تناقضات ، وقد وجدت بحثا جيدا لأحد الاخوة يخص كتاب الفهرست قال فيه :
في الفهرست المثبتة في أصل الكتاب و ليقارن بينها و بين ما أورده المحقق رضا-تجدد في تكملة الترجمة في الحاشية . فتكملة الترجمة تفضح من وضعها وفيها من التعصب الواضح بل و التعريض بأبي بكر الصديق الذي ما ترضى عليه في الوقت الذي يقول فيه : "جعفر الصادق عليه السلام" . و لا أعلم أهذا الاختلاف من النديم نفسه أم من الناسخ أم من المحقق . و مع افتراض أن الاختلاف كان من النديم فما الذي يجعله يخفي شعار التشيع أحيانا و يبديه أحيانا أخرى . لكن بالرجوع إلي تاريخ الفترة التي كان يعيش خلالها النديم نجد أن القرن الرابع شهد الحركات الاستقلالية في بلاد فارس بل فكرت بعض الحركات الاستقلالية بالإطاحة بالخلافة العباسية و استعادة مجد فارس ( ) . و من العناصر الفارسية التي سيطرت علي بعض أقاليم الدولة الإسلامية بنو بويه الذين حكموا العراق و فارس و الري و همدان و بلاد الجيل ( 334- 447هـ) ( ). و كان هؤلاء البوهيون من غلاة الشيعة الذين يخالفون مذهب الخليفة العباسي السني . بل إن معز الدولة البويهي هو الذي استن سنة النواح علي الحسين في يوم عاشوراء و جعلها عزاءا رسميا و لم تكن كذلك قبله فأمر بغلق الدكاكين و الأسواق و إظهار النواح و لم يستطع الخليفة العباسي أن يمنع حدوث ذلك( ) . و لا شك أن النديم عاصر هذه السيطرة السياسية للشيعة فلعله كان يبطن التشيع في أول أمره ثم رأى إظهار أمره لما صار للشيعة دولة . " أهـ

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1229903
 
والإضافة على نص الكتب قديمة فمنها على سبيل المثال ، ما وجد في طبقات ابن سعد ، فقد وردت ترجمة ابن سعد نفسه في كتابة :
محمد بن سعد صاحب الواقدي
وهو مولى الحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي، وتوفي ببغداد يوم الأحد لأربع خلون من جمادى الآخرة سنة ثلاثين ومائتين ودفن في مقبرة باب الشام وهو بن اثنتين وستين سنة، وهو الذي ألف هذا الكتاب كتاب الطبقات واستخرجه وصنفه وروي عنه، وكان كثير العلم كثير الحديث والرواية كثير الكتب كتب الحديث وغيره من كتب الغريب والفقه." أهــ

" ينظر الطبقات الكبرى "
 
وللفائدة :
وجدت نصا زائدا في كتاب الفهرست نقل من كتاب معجم الأدباء لياقوت الحموي، وبين هذا المحقق في الهامش ، فقد قال ياقوت :
" قرأت في كتاب الفهرست الذي تتمه الوزير الكامل أبو القاسم المغربي "
ثم قال ياقوت :
" ولم أجد هذا في النسخة التي بخط المصنف ، أو قد ذهب عن ذكري "
ومعنى هذا أن الوزير المغربي قد أضاف ما يعتبر تتمة ، وما قد لا يستطيع أحد أن يفرق بينه وبين ما سطره المؤلف ، والله أعلم .
 

ورد في كتاب الفهرست لابن النديم وهو يتحدث عن أبي عمر الزاهد :
" وكان يقول انه شاعر مع عاميته.
فمن شعر.
إذا ما الرافض الشامي تمت * معايبه تختم في يمينه
فاما ان اتاك لسمت وجه * فان الرفض باد في جبينه
ويكفيه جهلا هذا الشعر. "
ومن أسباب نسبة النديم للتشيع هذا العبارة ، فقد نسبه للتشيع على سبيل المثال ابن حجر مستشهدا بها ، إلا أن هذا الشعر لم أجد له أثرا ، وأيضا لا حظت أن المحقق وضع هذه العبار بين العلامتينـــ [ ] ، وظهر أن هذه عبارة عن زيادة وجدها في نسخة المكتبة الوطنية الفرنسية ، وعلق المحقق على هذه النسخة في المقدمة بقوله :
" وانفردت هذه النسخة بكثير من الزيادات والإضافات التي ملأت مواضع الفراغات التي بيض لها النديم في دستوره ... وقد رجحت أن هذه النسخة تضمنت الإضافات والزيادات التي قام بها الوزير أبو القاسم المغربي " أهــــ
ومن ثم يذكر ابن النديم الترجمة التالية وهي أقوى بلا تعليق :
شبيل بن عزرة الضبعى من خطباء الخوارج وعلمائهم، وهو صاحب قصيدة الغريب.
وكان اولا رافضيا نحو سبعين سنة، ثم انتقل إلى الشراية وقال: برئت من الروافض في القيامة وفى دار المقامة والسلام.
ومات بالبصرة وله بها عقب. " أهـــ
 
ورد في الفهرست عن الإمام الشافعي ما يلي :
" كان الشافعي شديداً في التشيّع؛ وذكر له رجلٌ يوماً مسألة فأجاب فيها، فقال له: خالفتَ علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقال له: ثبّت لي هذا عن علي بن أبي طالب حتى أضع خدّي على التراب وأقول: قد أخطأتُ، وأرجع عن قولي إلى قوله "
أما العبارة المعترضة ، وهي :
" و كان الشافعي شديدا في التشيع " فلا أستبعد أنها أضيفت ، لأنها بعيدة عن نسق السياق الذي حواها كل البعد لذلك وضعها المحقق بين نقطتين ، أما ما ورد بعد ذلك في القصة المذكورة ، فيرجع لرأي الإمام الشافعي في ما يخص المسألة الأصولية وهي " حجية قول الصحابي " ، وهذا على افتراض صحة هذه القصة ، فلم أجد أحدا ذكرها إلا صاحب الفهرست ، وبالنسبة لمذهب الإمام الشافعي ورأيه في حجية قول الصحابي فكما علمت أنه يرى حجية قول الصحابي ، ولم يرجع عن ذلك بعد رحيله لمصر كما يرجح البعض .
قال الإمام الشافعي:
إن كـان رفـضا حـب آل محـمد * فليشـهد الثـقـلان أني رافـضـي
فحب آل النبي صلى الله عليه وسلم من ديننا ، من غير غلو ولا إجحاف ولا سب لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بل كما علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم .
وإن كان صاحب الفهرست يريد أن ينسب الشافعي للتشيع فلماذا لم يضعه في القسم الذي تحدث فيه عن فقهاء الشيعة ، أيكون الرجل بهذه السذاجة وخفة العقل ، مع أن ترتيبه وتبويبه ينبىء عن عقله ! .
والله أعلم وأحكم.
 
وإن كان صاحب الفهرست يريد أن ينسب الشافعي للتشيع فلماذا لم يضعه في القسم الذي تحدث فيه عن فقهاء الشيعة ، أيكون الرجل بهذه السذاجة وخفة العقل ، مع أن ترتيبه وتبويبه ينبىء عن عقله ! .
والله أعلم وأحكم.

وقد فعلها ابن النديم ، فقد ترجم لأحدهم في موقعين لانتسابه للمذهبين الشافعي والشيعي ، وهو :
محمد بن أحمد بن إبراهيم بن يوسف بن أحمد الكاتب ، فقد ذكره من ضمن الشافعي وأصحابه ، ومن ضمن الشيعة الإمامية ، وقال النديم :
" كان على الظاهر يتفقه على مذهب الشافعي ، ويرى رأي الشيعة الإمامية في الباطن " أهــ
 
لقد اطلعت على كتاب ابن النديم بكامله ورأيت فيه أمورا تدل على أنه شيعي إذا صح أنه قال الكلام الذي وجد في الكتاب ، لكن ما لاحظته أن الكتاب يحتوي على متناقضات ، ربما لقدم المخطوط وكونه متعلقا بعلم غير القرآن والسنة لم يهتم بتوثيقه كما ينبغي ، فتسللت إليه يد العابثين ، وخصوصا أن ما يثبت تشيع النديم عدة عبارات ، ليس من الصعب إضافتها هنا وهناك ، مع الترتيب العام والعبارات الأكثر مع من يرجح عدم تشيعه ، وهناك أمر آخر وهو أن من كان قريبا من عهد النديم أو وجد نسخة بخطه لم ينقل عنه العبارات التي تثبت تشيعه كابن النجار صاحب ذيل تاريخ بغداد ، وعندي بعض الأمور التي سأضيفها بإذن الله تعالى استغربتها فيما يلي والله المستعان .
 
س : ماذا قصد ابن النديم من إيرده مصطلح " الحشوية " ؟
حاولت أن أفهم مراده من خلال ما كتب أولا وليس من خلال آراء الآخرين ، والله أعلم بالصواب :
أولا : رأيت أن ابن النديم استعمله في العبارة التالية :
" بسم الله الرحمن الرحيم الفن الثاني - من المقالة الاولى من الكتاب في اسماء كتب الشرائع المنزلة على مذهب المسلمين ومذاهب اهلها قال محمد بن اسحق: قرأت في كتاب وقع إلى قديم النسخ يشبه ان يكون من خزانة المأمون، ذكر ناقله فيه اسماء الصحف وعددها والكتب المنزلة ومبلغها واكثر الحشويه والعوام يصدقون به ويعتقدونه فذكرت منه ما تعلق بكتابي هذا وهذه حكاية ما يحتاج إليه منه على الفظ الكتاب، قال احمد بن عبد الله بن سلام مولى أمير المؤمنين هارون، احسبه الرشيد: ترجمت هذا الكتاب من كتاب الحنفاء وهم الصابيون الابراهيمية الذين آمنوا بابراهيم عليه السلام، وحملوا عنه الصحف التى انزلها الله عليه وهو كتاب فيه طول إلا انى اختصرت منه ما لا بد منه ليعرف به سبب ما ذكرت من اختلافهم وتفرقهم، وادخلت فيه ما يحتاج إليه من الحجة في ذلك من القرآن والاثار التى جاءت عن الرسول صلعم وعن اصحابه وعن من اسلم من اهل الكتاب، منهم عبد الله بن سلام ويامين بن يامين ووهب بن منبه وكعب الاخبار وابن التيهان وبحير الراهب.
قال احمد عبد الله بن سلام: ترجمت صدر هذا الكتاب والصحف والتوراة والانجيل وكتب الانبياء والتلامذة، من لغة العبرانية واليونانية والصابية وهى لغة اهل كل كتاب إلى لغة العربية حرفا حرفا ولم ابتغ في ذلك تحسين لفظ ولا تزيينه مخافة التحريف ولم ازد على ما اوجدته في الكتاب الذى نقلته ولم انقص الا ان يكون في بعض ذلك من الكلام ما هو متقدم بلغة اهل ذلك الكتاب، فلا يستقيم لفظه في النقل إلى العربية الا ان يؤخر، ومنه ما هو مؤخر لا يستقيم الا ان يقدم ليستقيم ذلك بالعربية. " أهــ
ويعرف الجميع أن أهل السنة لا يصدقون مثل هذه الأمور ولا يكذبونها ، كما هي القاعدة المعروفة ، وهذا ما فعله ابن النديم استفاد من هذه الكتب وذكر ما يدل على مذهب أهل السنة فيما يخص ما ينقل عن أهل الكتاب .
ثم ان النديم أفرد فنا ذكر فيه " أخبار متكلمي المجبرة ونابتة الحشوية ..." ومن ضمن من ترجم لهم ابن كلاب ، وفي أول ترجمته قال النديم ما يلي :
" وكان يقول " كلام الله هو الله " . فكان عباد يقول : " إنه نصراني بهذا القول " أهــ
وتكلم عن أبو الحسن الأشعري وعن رجوعه عن الاعتزال واستخدم لفظ " توبته " خلال هذا الباب الذي أفرده .
وهذا يجعلني أعتقد أن ابن النديم لم يقصد أن يلصق مصطلح الحشوية بأهل السنة بتاتا ، والله أعلم وأحكم.
وللفائدة يمكنكم مقارنة أقواله في هذ الباب بالمعتقد الصحيح لأهل السنة ، كما ورد في الرابط التالي :
http://shrajhi.com/?Cat=2&SID=5780
 
س : مصطلح " خاصي عامي " هل استخدمه ابن النديم حقا ؟
من خلال اطلاعي على كتاب الفهرست رأيت أن النديم قد استخدم مصطلح " خاصي عامي " في موضعين فقط عند ترجمة شخصين ، الشخص الأول هو :
الفضل بن شاذان ، وقال النديم " الشيعة تدعيه وقد استقصيت ذكره عند ذكرهم " ولم يذكره فلا أثر لهذه الترجمة هناك كما أشار المحقق .
وذكر هذا المصطلح عند ترجمة ابن أبي الثلج فقال " خاصي عامي والتشيع أغلب عليه ... ونحن ذكرناه قبل هذا "أهــ
ولم يذكره قبل هذا كما أشار المحقق .
وابن النديم أشار إلى أنه ترجم لشخص قبل هذا فترجم له فعلا فالكتاب صغير الحجم لا يصعب عليه إدراك أنه لم يترجم لهم ، وأتعجب لما تكرر الخطأ عند الترجمتين السابقتين فقط واللتان احتويتا على المصطلح السابق ، هل أضافهما أحد الأشخاص في الزمان الغابر ، الله أعلم وأحكم.
 
س : كيف وظف ابن النديم مصطلح " النصب " ؟
قبل أن نحلل هذا الأمر لا بد أن نذكر تعريف مصطلح " النصب " عند أهل السنة :
قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى :
" وَلِهَذَا اتَّفَقَ أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ عَلَى رِعَايَةِ حُقُوقِ الصَّحَابَةِ وَالْقَرَابَةِ وَتَبَرَّءُوا مِنْ النَّاصِبَةِ الَّذِينَ يُكَفِّرُونَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَيُفَسِّقُونَهُ وَيَنْتَقِصُونَ بِحُرْمَةِ أَهْلِ الْبَيْتِ ؛ مِثْلَ مَنْ كَانَ يُعَادِيهِمْ عَلَى الْمُلْكِ أَوْ يُعْرِضُ عَنْ حُقُوقِهِمْ الْوَاجِبَةِ أَوْ يَغْلُو فِي تَعْظِيمِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ." أهــ
وقال السعدي في التنبيهات:
" وأما النواصب فهم الذين نصبوا العداوة والأذية لأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان لهم وجود في صدر هذه الأمة؛ لأسباب وأمور سياسية معروفة ، ومن زمن طويل ليس لهم وجود والحمد لله." أهـ
فهل استخدم النديم هذا المصطلح كما استخدمه أهل السنة أم كما استخدمه الشيعة ؟
هذا الأمر محير ، فقد استخدم النديم هذا المصطلح في موضعين ، الأول عند ترجمة أبي عمر الزاهد ، فقد قال عنه :
" وكان نهاية في النصب والميل على علي عليه السلام" أهـ
ومعلوم أن صاحب معجم الأدباء ينقل عن النديم ولم ينقل إشارته تلك، ولم أجد أحدا غيره ينقل هذه الإشارة من القدماء !
واستخدم ابن النديم هذا المصطلح أيضا عند ترجمتة " أبو العبر الهاشمي " ، فقد قال :
في نهاية النصب واللعنة ، وقتل بقصر ابن هبيرة وقد خرج لاخذ ارزاقه، قتله قوم من الشيعة سمعوه تناول عليا عليه السلام فرموا به من (فوق) سطح (خان) كان بايتا علية فمات، (وذلك) في سنة خمسين ومائتين." أهــ
قال صاحب معجم الأدباء :
" قال: وكان يظهر الميل على العلويين والهجاء لهم " أهـ
وهذا لا يجوز كما أشار أهل العلم فيما سبق .
والله أعلم وأحكم.
 
س : ماذا قصد النديم من مصطلحي " الخاصة والعامة " ؟
يظهر من استخدام ابن النديم لمصطلح الخاصة والعامة أنه يقصد بالخاصة أهل العلم وبالعامة من لم يكن من أهل العلم ، ففي ترجمة الصولي أبو بكر محمد بن يحيى ذكر النديم المصطلحين السابقين ، ويظهر ما أشرت إليه سابقا من خلال تعامل أهل العلم مع النص التالي :
" وتوفى مستترا بالبصرة، لانه روى جزأ في على عليه السلام، فطلبته الخاصة والعامة لتقتله " أهـ
فقد قال الذهبي في سير أعلام النبلاء :
" فذكر محمد بن إسحاق النديم أن الصولي نادم الراضي، وكان أولا يعلمه، وكان ألعب أهل زمانه بالشطرنج، ويضرب به المثل.
توفي بالبصرة مستترا، لانه روى خبرا في [ حق ] علي عليه السلام، فطلبته العامة لتقتله."
ونقل ابن خلكان هذا الخبر فقال :
" توفي الصولي المذكور سنة خمس - وقيل ست - وثلاثين وثلثمائة بالبصرة مستترا، لأنه روى خبرا في حق علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فطلبته الخاصة والعامة لتقتله فلم تقدر عليه." أهـ
أما في ترجمة العياشي أبو النضر محمد بن مسعود العياشي فقد ورد النص التالي في الفهرست:
" ومما صنفه من رواية العامة، كتاب سيرة ابى بكر.
كتاب سيرة عمر /كتاب سيرة عثمان/كتاب سيرة معاوية/كتاب معيار الاخبار..." أهـ
لكن بالنظر لما كتبه النديم وهوما يظهر في النص التالي :
" كتب جنيد بن محمد بن نعيم، ويكنى أبا أحمد، إلى أبى الحسن على بن محمد العلوي كتابا في آخره نسخة ما صنفه العياشي.
وقد ذكرته على ما رتبه صاحبه هذا..." أهـ
فقد نقل النديم ما وجده في هذه النسخة ، هذا مع ملاحظة أن الترجمة وردت في معرض الحديث عن الشيعة الإمامية .
هذا والله أعلم وأحكم.
 
س : ما منهج ابن النديم الذي ساعده على الإشارة إلى عقيدة الذين ترجم لهم ؟
كما يظهر من خلال الفهرست يبدو أن النديم يصدر حكمه فيما يخص هذا الأمر من خلال الروايات التي يرويها العالم ، كما حصل مع الواقدي ، فقد قرر أنه شيعي يلزم التقية ؛ لأنه روى روايات تعزز المذهب الشيعي ، فقد قال :
" وكان يتشيع، حسن المذهب، يلزم التقية.
وهو الذى روى ان عليا عليه السلام كان من معجزات النبي صلى الله عليه، كالعصى لموسى (صلى الله عليه) وإحياء الموتى لعيسى (بن مريم عليه السلام) وغير ذلك من الاخبار." أهـ
وقد تكرر منه ذلك في ظني عندما نسب رأي الزيدية فيما يخص الإمامة إلى جلة أهل الحديث فقال :
" واكثر المحدثين على هذا المذهب، مثل سفيان بن عيينة وسفيان الثوري "
فهو " إن كان " قد سطر ما كتب لا يفرق بين أن يروي الراوي حديثا ، وبين أن يتخذه مذهبا وحجة .
وكما يظهر فهو لا يمحص الروايات ويحقق الروايات الواردة عن المترجم له ليفهم توجهه ، وهذا قد يوقعه في الخطأ مرارا ، فقد ترجم لمصعب بن عبدالله الزبيري ، وقال :
" وكان ابوه عبد الله من اشرار الناس، متحاملا على ولد على عليه السلام.
وخبره مع يحيى بن عبد الله معروف." أهـ
وفعلا وردت هذه القصة في كتاب مقاتل الطالبيين ، ولكن قد ورد ما يناقضها في كتاب أقوى وهو تاريخ بغداد، فقد ورد فيه ما يلي :
" مصعب بن عبد الله قال: حدثني أبي عبد الله بن مصعب قال: قال لي أمير المؤمنين المهدي: يا أبا بكر ما تقول فيمن ينقص أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قلت زنادقة قال: ما سمعت أحدا قال هذا قبلك الحديث . قال: قلت هم قوم أرادوا رسول الله بنقص فلم يجدوا أحداً من الأمة يتابعهم على ذلك فتنقصوا هؤلاء عند أبناء هؤلاء وهؤلاء عند أبناء هؤلاء فكأنهم قالوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يصحبه صحابة السوء وما أقبح بالرجل أن يصحبه صحابة السوء. فقال: ما أراه إلا كما قلت." أهــ
وعلى كل حال فقد أثر هذا المنهج على ابن النديم ، فقد أخطأ باتخاذه منهجا ، لعدم صلاحيته كمنهج ، ولأنه شكك بعض أهل العلم في عقيدته ، فقد وقع ابن النديم في حفرة منهجه ، ولا ألوم النديم على اختيار هذا المنهج فقد كان وراقا بالدرجة الأولى ، وربما كان يملك بعض العلم فيما يخص اللغة ، والله أعلم وأحكم.
وبهذا انتهيت والحمد لله تعالى ، والصلاة والسلام على نبينا محمد .
 
للفائدة قال أحد أعضاء ملتقى أهل الحديث مفيدا بما يلي :
كون الباحث يحب انتماء شخصية لمذهبه امر شائع، بؤدي الى العمى عن الحق (لدى السنة والشيعة) ... ولذا صعب على ان اقول بان شخص ما سني او شيعي من خلال عدة ابحاث ... لا اعرف هوى مؤلفيها، وحيادتهم العلمية ...

رجعت للكتاب بعد كتابة عدة سطور كتبتها،
فوجدت انه فيه ثلاث مقالات، وليس واحدة
* اولها حول نسب ابن النديم او النديم .. لـ محمد واعظ زاده خراساني
ويقول فيه: ان النسب يكون كالتالي: محمد بن اسحاق بن محمد بن اسحاق بن ابراهيم بن ماهان بن بهمن بن نسك .. اي انه من سلالة فارسية :)
* الثاني: وهو مربط الفرس، يقول ان الادلة على تشيعه كثيرة، ولكنه لا يقطع بهذا ... ثمة احتمال ان يكون زيدياً، ولكنه ضعيف ..
وحتى ان كان شيعياً، فلم يكن وثيق الصلة بالمجتمع الشعي ببغداد ... لان يذكر انه التقى -فقط- بالشيخ المفيد، فوجده عالماً ...
* حول مصادر ابن النديم

والخلاصة: يحتاج الامر لمزيد من البحث
وفقكم الله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=1453807&postcount=5
 
الفهرست كتاب قيِّم وضرورة لكل مثقف قراءته كله

الفهرست كتاب قيِّم وضرورة لكل مثقف قراءته كله

لي صداقة خاصة مع فهرست ابن النديم أو النديم (كان حيا 377 هـ) حتى اشتهرت بها بين أصحابي ، ذلك أني اتخذت ديدني أن أقرأه في كل عيد، وتلك عادة وإن كنت لم أستمر عليها إلا خمس سنين فإنها جعلت من صداقتي معه أمرا خالدا لا يفارقني، وما إن رأيت اسمه حتى قلت لنا في هذا السواد نخلة .
النديم أو ابن النديم محمد بن إسحق شخصية مثقفة فريدة في بابها، ونحسبه قد ثقفته الوِراقة وهي صنعته التي كان يحترفها ويلقب بها حتى سمي بالوراق، وأول من نشر كتابه المستشرق فلوجل ثم نشر عدة مرات، ولم اطلع على طبعة دار الفرقان وأحسبها ستكون خير الطبعات لأن دار الفرقان اسم محترم في خدمة التراث العربي.
للشخصية العلمية جوانب من أهمها ثلاثة تساعدنا في الحكم على الشخص.
جانب العقلية وهي إعلاء شأن العلاقات بين الأشياء وتقليل الخروقات وقد انتشر الإيمان بأن جميع الظواهر على الإطلاق خاضعة لقوانين غير قابلة للتخلف عرفها من عرفها وجهلها من جهلها منذ القدم وكانت الحضارة اليونانية أحسن من عبر عنها في القديم وقد تأثر بما ترجم عنها ، بالإضافة إلى الواقعية الفطرية التي كان عليها المجتمع العربي، في تراثنا العربي الإسلامي، كل من المعتزلة والفلاسفة وجماعة من الأدباء وعلماء الدين في الأندلس والمغرب، وكان لابن النديم مصدران واضحان في عقليته تبعده عن خرافات الفرس الإمامية وهما علوم الأوائل التي يظهر أن اطلاعه عليها عميق من خلال عرضه لكتب الفلسفة وتصنيفها، وثانيهما تيار الاعتزال الذي احترم معطيات العلم الطبيعي ، ولهذا فابن النديم من هذه الناحية ليس شيعيا إماميا.
القسم الثاني هو قسم المشاعر والانتماء الأسري يظهر منه أن النديم كان من أسرة شيعية ولكنا لا نجزم أنها إمامية فقد تكون زيدية أو إمامية معتدلة، ولا ننسى أن عصره هو العصر الذي شهد (انفصال الشيعة عن الأمة بصورة نهائية)[رأى بروكلمان وتابعه سزكين أنهم انفصلوا منذ القرن الثالث والصواب منذ الرابع لأن عصر الغيبة حصل بأثر رجعي واقتصى بعض الوقت ليشيع بين الإمامية أنفسهم] فلم ينفصلوا نهائيا حتى شاعت بينهم خرافة الغيبة وتشبعوا بها وأسقطوا تنفيس احتقانهم عن تراجيديا الحسين بفكرة التعويض الدنيوي لقادتهم مدعي النسب العلوي عما حصل للأسرة العلوية، ومعلوم أن الفرس قد طابقوا بين مصيبتهم بسقوط دولتهم وخضوعهم لعرب وبين مصيبة العلويين وفشلهم السياسي فتداخل الأمران إلى اليوم على جميع محبي آل البيت من الشيعة العرب وأصبح من شبه المتعذر فصل العناصر الفارسية من التشيع ولا سيما الإمامي.
وقبل عصر الانفصال النهائي للإمامية عن الأمة لم يكن من الممكن الفصل الحدي في المسألة بل كان في كل شخص نسبة من التشيع بحسب بيئته وأسرته، فأبو عبدالله الحاكم ابن البيع كانت نسبة التشيع فيه عالية ولولا أنه أنفق عمره في علم الحديث لما كان القول بإماميته بعيدا، لكن تبحره بعلم الحديث قربه من الأمة كثيرا وما نشك أنه كان مشطور الولاء في أعماقه لأن عصر انفصال الشيعة الإمامية عن الأمة كان عصر انشطار الولاء لدى كثير من العلماء.
وقد رأيت النديم يذكر أحد الجعافر قال وإليه تنسب الفرقة المعروفة بالجعفرية، والفرس اليوم يسمون أنفسهم جعفرية لأنهم يظنون أنهم يتفقهون بفقه جعفر الصادق،لكن النديم لم يكن يقصدهم فيبدو أنها فرقة انقرضت كما انقرض كثير من الفرق داخل مذهب الأمة وخارجه ، ومما انقرض من الفرق الفقهية داخل مذهب الأمة وكان النديم معاصرا لها هي مدرسة فقه ابن جرير أو الجريرية التي كان من أتباعها المعافى بن زكريا، والرد العلمي على الفرس وأتباعهم في تسمية أنفسهم بالجعفرية وأنهم ليسوا اسما على مسمى أن الجارود نقل فقه جعفر لليمن وهو لا يخالف مذهب الأمة في شيء، وأن مالك بن أنس روى أكثر من عُشر موطئه عن جعفر وليس فيه ما يخالف مذهب الأمة، هذا ونحن نجهل إلى أي مدى يخالف الفقه الفارسي الإمامي مذهب الأمة في الفروع لأن تمجيدهم لخرافة الإمامة وما خالفوا فيه الأمة هو الظاهر على السطح ولأن الصبر على ما حطبوه بليلهم للتنفيس عن عُقدهم يقتضي صبرا وتخصصا وإنفاق نفيس الأيام مما لم نفعله مع تراثهم.
الأمر الثالث الذي يميز العالم بعد العقلية والمشاعر هو المعلومات أو المعرفة ومثل النديم الوراق في موسوعيته لا بد أن تتأثر شخصيته بما اطلع عليه من كتب ، تجعله أميل إلى القول بنسبية الحقيقة لأن القراءة لمشارب مختلفة تجعل لدى القاري نوعا من الصداقة مع من يقرأ لهم ولما كان مقروئي النديم مختلفي المشارب كان قوله بنسبية الحقيقة وميله إلى ظرَف الزنادقة وأدباء المجان الذين يقبلون كل فكرة مرجحا.لكن النديم كان مدافعا عن الإيمان وثوابته ومخلصا للمعرفة ومجلا للعلم وأهله.

وإلى الأخت أم عبدالله بعد شكري لها على موضوعها أتمنى عليها أن تقرأ الكتاب مرتين أو ثلاثا وتلخص ما استوقفها منه بعد أن تستبين من قراءتها له ما يجيب على كثير من تساؤلاتها وأن تشارك الناس فيما يستقر عليه رأيها، والعلم كما قالوا ابن المذاكرة.
وأنا متأكد أنها ستفيد وتستفيد إن فعلت ذلك
 
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الدكتور عبدالرحمن الصالح أشكرك على ما سطرته ، وأنه لأمر عجيب أن تختار العيد لكتاب ابن النديم ، إلا أنه مناسب في وجهة نظري للعيد ، فه مقتطفات تستطيع أن تسرع وتنتهي منها لتفرح بالعيد بإذن الله تعالى ، إن الكتاب فعلا يحتاج لقراءة متأنية وفاحصة ، أننا أمام تاريخ يكتب بماء الذهب ، وأمام مجتمع أنتج إبداعا أيا كانت اتجاهات الكاتب ، وكم استفدت من تعليقك د. الصالح على قضية تأثر النديم بما يقرأ وانجرافه معه ، فهذا تعليق من من تفحص الكتاب جيدا . جزاك الله خيرا د. الصالح، وبإذن الله تعالى سأحاول أن اقتطع من وقتي أكثر للكتاب .
 
عودة
أعلى