د محمد الجبالي
Well-known member
تقصير العلماء المعاصرين في اختلاف بلاد المسلمين في مطلع هلال ذي الحجة وهلال رمضان
وقف الحجيج بعرفة أمس الإثنين، ثم نزلوا مزدلفة فباتوا، ثم قاموا بأداء المناسك تباعا، واليوم الثلاثاء صباح عيد الأضحى في مكة.
أما عندنا في ماليزيا فاليوم الثلاثاء هو يوم عرفة وأكثر الناس صائمون، والعيد غدا الأربعاء.
وجاءتني رسالة واتساب من أحد الأخوة وهو قارئ مُجاز على علم وفضل أرسل إليّ متألما قال:
راودتني هذه الأسئلة بعد صلاة الفجر ولقد هَمَمْتُ أن أكبر تكبيرات العيد لولا خوفي من شَق الصف:
ما حكم صيام يوم العيد؟!
ولعلي أسأل السؤال ما حكم من وقف بعرفة في غير يوم عرفة؟!
وأي شعور يراود المسلم وهو يعلم أن لا أحد موجود اليوم في صعيد عرفة؟!
وما شعوره وهو يصوم عرفة
ويعلم أن الحجاج قد نحروا أضاحيهم وتحللوا؟!
فأجبته:
إياك إياك أن تزرع الخلاف والشقاق؛ فإنك تعلم أن أكثر العلماء يقولون باختلاف مطالع ذي الحجة وإمكان اختلاف يوم عرفة والعيد وعلى أهل البلد أن يتبعوا إمامها.
ثم وقع في قلبي الألم الذي وقع في قلب صاحبي،
وتساءلت:
لقد كان للعلماء فيما مضى من الأزمان وصعوبة وسائط الاتصال عذر في اختلاف مطالع هلال ذي الحجة أو هلال رمضان،
فهل مازال هذا العذر قائما في هذا الزمان وتلك الأحوال التي جعلت من الأرض قرية صغيرة،
بل أصبح أكثر الناس يحملون العالم كله أخباره وأحواله وأسراره في آلة صغيرة (الهاتف) يحملها في يده أينما ذهب،
هل مازال هذا العذر قائما؟!
ودليل علماء السلف آية وحديث، وقد أطاعوا -رحمهم الله- وعملوا بما يوافق زمانهم وأحوالهم.
أما اليوم وفي عصرنا هذا وبقاء العلماء المعاصرين على العمل بنفس الفتوى فإنهم - وربي- بفتواهم بوجوب متابعة إمام كل بلد في مطلع هلال ذي الحجة وهلال رمضان إنهم يخالفون العمل بالآية والحديث اللذين استند عليهما علماء السلف.
أما الآية فهي قول الله عز وجل: (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ)
فتأولوها: العبرة برؤية الهلال.
وأما الحديث فهو قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوْا الْهِلالَ وَلا تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْهُ فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ"
والسؤال: لماذا لا يجتمع العلماء على كلمة الله وأمره وكلمة رسول الله وأمره؟!
ألا يجب عليهم أن يجمعوا بلاد الإسلام التي تتقارب في التوقيت الزمني على الصيام في يوم واحد، وعلى مطلع واحد لذي الحجة ورمضان بل وسائر شهور الهجرة؟!
ألا يجب عليهم ذلك وهم يستطيعون أن يجتمعوا في مؤتمر عام واحد ويقرروه؟!
فبدلا من أن يتكئوا على فتيا السلف التي ناسبت زمانهم وأحوالهم،
وبدلا من أن يلووا عنق الفقه فيتغافلوا عن زمانهم وعن أحوال زمانهم بدعوى طاعة الإمام ولي الأمر،
وبدلا من أن يلووا أعناق الناس فيمزقوا المسلمين أشتاتا بدعوى وجوب طاعة ولي الأمر الإمام في بلدك،
أليس الواجب هو طاعة الله وطاعة رسوله؟!
أليس من الواجب على العلماء توحيد كلمة المسلمين في أداء شعائرهم؟!
أليس من الواجب على العلماء أن يجمعوا المسلمين صفا واحدا يوم صومهم ويوم حجهم؟!
ومازلت أذكر، منذ عدة سنوات، اجتمع علماء ثماني عشرة دولة مسلمة متقاربة في التوقيت الزمني فاتفقوا، وقرروا أن يصوموا جميعا معا إذا ثبت ظهور الهلال في إحدى هذه الدول الثماني عشر، وبالفعل اتفقوا وصاموا معا، فلما أزف آخر رمضان اختلفوا، أو قل أُمِروا ألا يتفقوا، فاختلفوا.
المسئولية في مطلع هلال ذي الحجة وهلال رمضان تقع كاملة على عاتق العلماء فلو اجتمعوا واتفقوا وقرروا لاضطر ولاة الأمر للخضوع والاستسلام للحق رغم أنوفهم.
ألا إلى الله المشتكى
في رجال لبسوا لبوس العلم وقعدوا عن أداء حقه.
د. محمد الجبالي
وقف الحجيج بعرفة أمس الإثنين، ثم نزلوا مزدلفة فباتوا، ثم قاموا بأداء المناسك تباعا، واليوم الثلاثاء صباح عيد الأضحى في مكة.
أما عندنا في ماليزيا فاليوم الثلاثاء هو يوم عرفة وأكثر الناس صائمون، والعيد غدا الأربعاء.
وجاءتني رسالة واتساب من أحد الأخوة وهو قارئ مُجاز على علم وفضل أرسل إليّ متألما قال:
راودتني هذه الأسئلة بعد صلاة الفجر ولقد هَمَمْتُ أن أكبر تكبيرات العيد لولا خوفي من شَق الصف:
ما حكم صيام يوم العيد؟!
ولعلي أسأل السؤال ما حكم من وقف بعرفة في غير يوم عرفة؟!
وأي شعور يراود المسلم وهو يعلم أن لا أحد موجود اليوم في صعيد عرفة؟!
وما شعوره وهو يصوم عرفة
ويعلم أن الحجاج قد نحروا أضاحيهم وتحللوا؟!
فأجبته:
إياك إياك أن تزرع الخلاف والشقاق؛ فإنك تعلم أن أكثر العلماء يقولون باختلاف مطالع ذي الحجة وإمكان اختلاف يوم عرفة والعيد وعلى أهل البلد أن يتبعوا إمامها.
ثم وقع في قلبي الألم الذي وقع في قلب صاحبي،
وتساءلت:
لقد كان للعلماء فيما مضى من الأزمان وصعوبة وسائط الاتصال عذر في اختلاف مطالع هلال ذي الحجة أو هلال رمضان،
فهل مازال هذا العذر قائما في هذا الزمان وتلك الأحوال التي جعلت من الأرض قرية صغيرة،
بل أصبح أكثر الناس يحملون العالم كله أخباره وأحواله وأسراره في آلة صغيرة (الهاتف) يحملها في يده أينما ذهب،
هل مازال هذا العذر قائما؟!
ودليل علماء السلف آية وحديث، وقد أطاعوا -رحمهم الله- وعملوا بما يوافق زمانهم وأحوالهم.
أما اليوم وفي عصرنا هذا وبقاء العلماء المعاصرين على العمل بنفس الفتوى فإنهم - وربي- بفتواهم بوجوب متابعة إمام كل بلد في مطلع هلال ذي الحجة وهلال رمضان إنهم يخالفون العمل بالآية والحديث اللذين استند عليهما علماء السلف.
أما الآية فهي قول الله عز وجل: (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ)
فتأولوها: العبرة برؤية الهلال.
وأما الحديث فهو قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوْا الْهِلالَ وَلا تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْهُ فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ"
والسؤال: لماذا لا يجتمع العلماء على كلمة الله وأمره وكلمة رسول الله وأمره؟!
ألا يجب عليهم أن يجمعوا بلاد الإسلام التي تتقارب في التوقيت الزمني على الصيام في يوم واحد، وعلى مطلع واحد لذي الحجة ورمضان بل وسائر شهور الهجرة؟!
ألا يجب عليهم ذلك وهم يستطيعون أن يجتمعوا في مؤتمر عام واحد ويقرروه؟!
فبدلا من أن يتكئوا على فتيا السلف التي ناسبت زمانهم وأحوالهم،
وبدلا من أن يلووا عنق الفقه فيتغافلوا عن زمانهم وعن أحوال زمانهم بدعوى طاعة الإمام ولي الأمر،
وبدلا من أن يلووا أعناق الناس فيمزقوا المسلمين أشتاتا بدعوى وجوب طاعة ولي الأمر الإمام في بلدك،
أليس الواجب هو طاعة الله وطاعة رسوله؟!
أليس من الواجب على العلماء توحيد كلمة المسلمين في أداء شعائرهم؟!
أليس من الواجب على العلماء أن يجمعوا المسلمين صفا واحدا يوم صومهم ويوم حجهم؟!
ومازلت أذكر، منذ عدة سنوات، اجتمع علماء ثماني عشرة دولة مسلمة متقاربة في التوقيت الزمني فاتفقوا، وقرروا أن يصوموا جميعا معا إذا ثبت ظهور الهلال في إحدى هذه الدول الثماني عشر، وبالفعل اتفقوا وصاموا معا، فلما أزف آخر رمضان اختلفوا، أو قل أُمِروا ألا يتفقوا، فاختلفوا.
المسئولية في مطلع هلال ذي الحجة وهلال رمضان تقع كاملة على عاتق العلماء فلو اجتمعوا واتفقوا وقرروا لاضطر ولاة الأمر للخضوع والاستسلام للحق رغم أنوفهم.
ألا إلى الله المشتكى
في رجال لبسوا لبوس العلم وقعدوا عن أداء حقه.
د. محمد الجبالي
التعديل الأخير بواسطة المشرف: