فلا تظلموا فيهن أنفسكم

إنضم
27/11/2010
المشاركات
166
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد اطلاعي على شروطكم رعاكم الله فها هو الموضوع لم يتم نقله ولا اقتباسه فهذه محاضرة حضرتها منذ زمن ودونتها هنا
فأحببت أن أجود بها في شهر الجود والكرم ولا أحب أن أكون ممن يأخذ ولا يعطي ليعم الخير
فأتحفوني بمزيد استنباطاتكم أيها المشائخ الفضلاء


إ(ِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ }التوبة36
الأشهر الحرم هي : محرم , رجب, ذو القعدة , ذو الحجة
وشهر رجب شهر مغبون لأنه فرد وقلما يتفطن الإنسان له
قال الشيخ السعدي رحمه الله (عدة الشهور عند الله :أي قضاؤه وقدره , اثنا عشر: وهي الشهور المعروفة , في كتاب الله :أي في حكمه القدري , يوم خلق السموات والأرض :أجرى ليلها ونهارها وقدر أوقاتها )
وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الشهور فعن أبي بكرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض ,السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم : ثلاث متواليات (ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان ) صحيح البخاري – باب بدء الخلق 3197
(مضر : قبيلة كانت ترى ان شهر رجب انه شهر حرام بخلاف قبيلة ربيعة التي كانت ترى رمضان هو شهر حرام)
قال الحسن رحمه الله (إن الله افتتح السنة بشهر حرام واختتمها بشهر حرام)
وقال الحافظ بن حجر(الحكمة في جعل محرم أول السنة ؛ أن يحصل الإبتداء بشهر حرام وتتوسط السنة بشهر حرام وهو رجب وإنما توالى شهران في الآخر لإرادة تفضيل الختام والأعمال بالخواتيم)
ما معنى حرم؟
هو ما يجب احترامه وحفظه من الحقوق والأشخاص والأزمنة والأمكنة
وهذا فيه إشارة أننا بحاجة إلى أن نتربى في هذه الشهور دون غيرها
لماذا سميت الأشهر الحرم بهذا الاسم؟
1/لعظم حرمتها 2/ حرمة الذنب فيها

ما معنى فلا تظلموا فيهن أنفسكم ؟
إذا فرط الإنسان ب1/ فعل معصية أو ب2/ ترك طاعة فإنه يكون ممن ظلم نفسه
قال بن عاشور: (إن الله جعلها مواقيت للعبادة فإن لم يكن أحد متلبس بالعبادة فليكن غير متلبس بالمعاصي وليس النهي عن المعاصي فيها يقتضي أن المعاصي في غير هذه الأشهر ليس منهيا عنها بل المراد أن المعصية فيها أعظم وأن العمل الصالح فيها أكثر أجرا ,ونظيره قوله تعالى(فلا فسوق ولا جدال في الحج) فإن الفسوق منهي عنه في الحج وفي غيره)
فالشهر الحرام تغلظ فيه الآثام وتضاعف فيه الحسنات
ولهذا تغلظ الدية في مذهب الشافعية في الاشهر الحرم دون غيرها وكذا في حق من قتل في الحرم أو قتل محرما
فالسيئة يعظم إثمها وشؤمها في الأشهر العادية فكيف بها في الأشهر الحرم!!؟؟
فلا تظلموا فيهن أنفسكم أي: التزموا حدود الله وأقيموا الفرائض وأدوا الحقوق واجتنبوا المحرمات
والجامع لكل هذا (التــعـــظــــيـــــــــــــــــم)
ماذا أعظم؟
1/ الحرمات (ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه )
والمحرمات هي ما تقترفه الجوارح والقلوب
ومن أعظم ما حرمه الله : الشرك بأنواعه
والذي يعين على تعظيم الحرمات 1/ التعلم عنها والميزان الدقيق الذي يحكم لك فيها هو :الشرع
2/تفاوت الذنوب من جهة العمل القلبي المصاحب للذنب
3/ الخوف منها واجتناب الطرق الموصلة إليها
4/ كثرة التوبة والرجوع والإنابة


2/ الشعائر (ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
الشعائر هي :أعلام الدين الظاهرة وكل الأوامر الشرعية التي يحبها الله
قال الشيخ السعدي رحمه الله(فتعظيم شعائر الله صادر من تقوى القلوب فالمعظم لها يبرهن على تقواه وصحة إيمانه لأن تعظيمها تابع لتعظيم الله وإجلاله)
كيف أكون شخصا معظما للشعائر في الأشهر الحرم خصوصا؟
1/بعد العلم بها : ترتيب الأولويات ومحبة ما يحبه الله
وأولى الأولويات الصلاة كما في حديث النبي صلى الله عليه وسلم ( وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه )
2/ اعلم أن هناك أسباب وأعمال يضاعف بها الأجور ولها خمسة أسباب
إما تكون متعلقة بالعامل ,أو بالعمل نفسه,أو بزمانه أو بمكانه ,أو بآثاره
انظر كتاب أسباب مضاعفة الأجور للشيخ عبد الرحمن السعدي

من يستطيع فعل ذلك ؟
هو العبد الموحد فكلما زاد العبد توحيدا كلما زاد تعظيما للحرمات والشعائر
وتأمل بارك الله فيك سياق الآيات (َ ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ* {حُنَفَاء لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ * ذلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ)سورة الحج 30_32
فآية 31 وردت بين آيتي التعظيم
على العبد أن يدخل الشهر الحرام وهو مستصحبا مفهومين :
1/ أن الله تبارك وتعالى حكيم فلا تسأل : لمذا خص الله شهور دون شهور وأيام دون أيام وليال دون ليال وأمكنة دون أمكنة ؟ بل الصحيح أن تسأل : خص الله الأشهر بمزيد فضل فماذا علي أن أفعل ؟؟
واعلم أن عدم الإيمان بالحكمة مولد لمفاسد منها:
· الحسد _فاليهود كرهو تفضيل جبريل عليه السلام على الملائكة
_ مؤسس القاديانية ذكر ان سبب بناءه للكعبة في الهند هو صرف الناس عن أرض الحجاز تعصبا لجنسه وانه لماذا يفضل العرب على غيرهم
وقد استنبط بعض العلماء الحكمة في أنها تأديب من الله للعبد لكي يعظمه سبحانه في كل حياته :في أول السنة وأوسطها وآخر السنة _فرجب قبل رمضان وذو القعدة قبل الحج_



وختاما : تذكر أنه كان عند العرب عادة جاهلية وهي النسيء (تأخير الأشهر الحرم لأجل إرادة القتال فعلمهم بأهميتها دفعهم إلى ذلك فكيف بنا نحن الذين غفلنا عن أهميتها ؟!!
لو نظرنا لحال الناس في الاسواق عند وجود التخفيضات وازدحامهم عليهاألا يكون هذا الحال عند قدوم الاشهر الحرم وازدحامنا على الطاعت فيها !!

هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ومضة : الزمن في غير رمضان رخاء وفي رمضان شدة فمن تعرف على الله في الرخاء عرفه في الشدة
 
عودة
أعلى