فقه بناء الكعبة

إنضم
09/04/2011
المشاركات
483
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
0040.gif

74927.png


فقه بناء الكعبة
بناء إبراهيم الخليل مع ابنه إسماعيل عليهما الصلاة والسلام للكعبة المشرفة
يقول الله سبحانه وتعالى في الآية السابعة والعشرين بعد المائة وآيتين بعدها من سورة البقرة , واصفا حال خليله إبراهيم وابنه إسماعيل
عليهما الصلاة والسلام أثناء بنائهما للبيت , تغمرهما البهجة وعشق أداء الواجب , مع حداء الأمل في القبول من الله سبحانه وتعالى ,
والدعاء لنفسيهما ولذريتهما من بعدهما بكل خير :[ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ
السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ *
رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ ](البقرة :127 ـ 129 ).
لقد أمر الله سبحانه وتعالى نبيه وخليله إبراهيم عليه الصلاة والسلام ببناء البيت بعد أن بوأه مكانه وحدده له ,
فنفذ الأمر الإلهي بكل شوق وعشق , وساعده في هذه المهمة العظيمة الشريفة ابنه إسماعيل عليهما الصلاة والسلام .
ولقد أتما البناء على الشكل العمراني التالي :
مرت علاقة إبراهيم صلى الله عليه وسلم بالكعبة المشرفة بثلاثة مراحل..
المرحلة الأولى:عندية المكان
إذ أن إبراهيم صلى الله عليه وسلم كان يعرف بتوجيه من الله سبحانه وتعالى بقعة خاصة من الوادي فيها بيت الله الحرام ،
وإن لم يكن يعرف بالتحديد مكان البيت في هذه البقعة، فلما جاء بهاجر ووليدها أسكنهما بهذه البقعة،
وحينئذ دعا ربه سبحانه وتعالى بقوله:[ رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا
لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ](إبراهيم : 37 ).
فعندية البيت هنا كانت معروفة، ومقصودة وقت الإسكان، وإسماعيل عليه السلام لا يزال طفلاً:
[ رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍعِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ]..
ولكن البيت لم يكن محدداً ..
المرحلة الثانية: التحديد
في هذه المرحلة بين الله سبحانه وتعالى لنبيه إبراهيم عليه الصلاة والسلام مكان البيت بالتحديد، ويشرح الله
سبحانه وتعالى هذه المرحلة في سورة الحج، فيقول عز وجل:[ وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً ]
(الحج : 26 )..
وهذا المطلب بالطبع لا يتطلب جهداً عضلياً.
ثم قال سبحانه وتعالى: [ وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ](الحج : 26 ).
وذلك عمل سهل يتطلبه إبراهيم عليه الصلاة والسلام وحده لأنه لا يتطلب إلا إزالة
ما قد ستر من القواعد من تراكم للرمال والصخور والأحجار..
ولهذا لم يظهر لإسماعيل أي دور في هذه المرحلة، والتي يمكن فيها أن يساعد، مما يدل على أن إسماعيل عليه السلام
كان في سنٍ لا تسمح له حتى بهذه المهمة البسيطة وهي تطهير البيت..
المرحلة الثالثة: رفع القواعد
هذه المرحلة تتطلب تحملاً يحتاج إلى معونة..لهذا ظهر إسماعيل في هذه المرحلة..
يقول سبحانه وتعالى: [ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ](البقرة : 127 ).
فمهمة إبراهيم عليه الصلاة والسلام رفع القواعد فقط مع سيدنا إسماعيل عليه السلام..أما القواعد فكانت موجودة قبل إبراهيم عليه الصلاة والسلام..

[ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ] (آل عمران : 96 ).

ثم
[ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ](البقرة : 127 ).
بعد ذلك توجها عليهما الصلاة والسلام إلى ربهما بهذا الدعاء..
[ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ
وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ * رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ
وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ ](البقرة :127 ـ 129 )
لقد بنى إبراهيم عليه الصلاة والسلام الكعبة المشرفة بالحجارة , وجعل ارتفاعها إلى السماء تسعة أذرع ,
وجعل طولها من الجنوب من ركن الحجر الأسود إلى الركن الشمالي مما يلي الجهة الشرقية أي من واجهة
الباب الحالي اثنين وثلاثين ذراعا , ومن الجنوب من الركن اليماني إلى الركن الشمالي مما يلي الجهة الغربية
إحدى وثلاثين ذراعا , ومن الشرق إلى الغرب مما يلي الجهة الجنوبية أي من الحجر الأسود إلى الركن
اليماني عشرين ذراعا , ومن الشرق إلى الغرب من جهة حجر إسماعيل عليه السلام اثنتين وعشرين ذراعا ,
وجعل لها بابين ملاصقين للأرض أحدهما من الجهة الشرقية مما يلي الحجر الأسود , والآخر من الجهة الغربية
مما يلي الركن اليماني على سمت الباب الشرقي , وحفر في جوفها على يمين من دخلها حفرة بعمق ثلاثة
أذرع لتكون خزانة للكعبة المشرفة أو مستودعا لمقتنياتها وهداياها , ولم يجعل لها سقفا ولا وضع على بابيها أبوابا تفتح وتغلق .
كما أن البناء كان على شكل صف الحجارة صفوفا بعضها فوق بعض بدون مادة ماسكة للحجارة,
وكان يكمل كل يوم صفا واحدا , وهذا الأسلوب في البناء بدون مونة يسمى رضما.
وقد جعل إبراهيم عليه الصلاة والسلام للبيت ركنين فقط , ركن الحجر الأسود والركن اليماني,
ولم يجعل له أركانا من الجهة الشمالية بل جعله منحني الشكل, وجعل إلى جانبه عريشا أو زربا متناسبا
في شكله مع انحناء جدار الكعبة المقابل له , تقتحمه غنم إسماعيل عليه الصلاة والسلام .
ويمثل الرسم المصاحب في هذه الصفحة الشكل التخطيطي للكعبة على بناء سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام ,
وذلك كما تصوره الشيخ محمد طاهر كردي رحمه الله تعالى .



وبعد رفع القواعد، بواسطة إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام نرك إبراهيم سيدنا إسماعيل عليهما الصلاة


والسلام وعهد بولاية البيت إلى سيدنا إسماعيل عليه السلام..


بداية تحديد المواقيت:

وهذه لها قصة ..
ذلك أنه قد حدث وأن دخل شاب إلى سيدنا إسماعيل عليه السلام وقال له أن أحدهم قد صاد بعضاً من حمام الحرم..
وعلى الفور أرسل سيدنا إسماعيل إلى ذلك الرجل، فاستقدمه وسأله عن الأمر فأقسم الرجل أنه لم يفعل، وأن كل ما اصطاده كان خارج الحرم..
وحتى ذلك الوقت لم يكن للحرم حدود تفصل بينه وبين الطريق، فنبهت هذه الواقعة سيدنا إسماعيل
عليه السلام بضرورة إقامة حدود تفصل بين الحل والحرم ليكون الحرام بينّاً والحلال بينّاً.
وعلى الفور قام عليه السلام بترسيم الحدود ..والتي عرفت بالمواقيت..
 
تعاقب القبائل على البيت العتيق..
1 ـ كانت قبيلة جرهم متمركز في شمال مكة، وكان سيدن إسماعيل عليه السلام قد تزوج منها..وكانت قد تكاثرت
حتى ملأت الفجاج وجعلتها تضيق على أصحابها الأصليين أبناء إسماعيل عليه السلام..
وكان على الجراهمة مضاض بن عمرو الجرهمي، هذا الرجل القوي الشكيمة عنيف التصرفات..
وكانت قبيلة العماليق متمركزة في جنوب مكة..وكان على رأسهم السميذع بن قطوراء، ذلك الرجل العصبي المزاج الحاقد
على الجراهمة لاستمرار صلة النسب بينهم وبين أبناء إسماعيل عليه السلام..
2 ـ بعد موت إسماعيل عليه السلام آلت ولاية البيت إلى ابنه الكبير نابت والذي حرص بعد موت أبيه على بقاء
الوئام بين القبيلتين، لئلا تسفك الدماء في البيت الحرام، الذي جُعلَ للناس أمناً ومثاباَ..حرم الله سبحانه وتعالى
فيه القتل والقتال..وظلت الحال هادئة والسلام مرفرفاً على مكة جنوبها وشمالها.. برها وبحرها..حتى واتت المنية نابت فآلت الولاية إلى أخيه قيدار..
وكان قيدار شيخاً ضعيفاً، دائم المرض، فاستأثر بها مضاض بن عمرو الجرهمي..
أي أن الولاية آلت إلى الجراهمة وتم سلبها من أبناء إسماعيل عليه السلام..
وهنا لم يرض السميذع عن هذا الأمر..
يستحيل أن تؤول الولاية إلى الجراهمة، فما كان من السميذع إلا أن قام بجمع رجاله وقاتل الجراهمة في حرب ضروس
سالت فيها الدماء أنهاراً على أرض أم القرى وانحدرت إلى البيت العتيق، وانتهت بقتل السميذع وفر من بقي
من رجاله وسيطر مضاض بن عمرو الجرهمي على مكة كلها، ووقف على جبل أبي قبيس مفتخراً بنصره وراح ينشد شعراً فيقول:


ونحـن قتلنـا سيد الحـي عنـوة **فأصبح فيها وهو حيران موجع
ومـا كان يبغي أن يكون سواءنـا** بـها ملكاً حتى أتـانا السميذع
فـذاق وبـالاً حين حـاول ** ملكنـا وعالـج منـا غصـة تترجع
فنحن عـمرنا البيت كـنا ولاتـه ** ندافـع عنه من أتانـا وندفـع
ومن كان يبغي أن يلي ذلك عزنـا** ولـم يـك حىّ قبلنـا ثم يمنع
وكنا ملوكاً في الدهور التي مضت** ورثنـا ملوكاً لا ترام فتوضع

3 ـ ولما آل الأمر لجرهم بغت وأكلت أموال الكعبة بالباطل، وفرضت الإتاوات على حجاج بيت الله الحرام والمعتمرين،
والقوافل التجارية التي تمر بمكة، فسلط الله سبحانه وتعالى عليها خزاعة فحاربتها وانتصرت
عليها وأخرجت جبابرتها من مكة أذلة صاغرين.
4 ـ وكان يفترض أن تسير خزاعة على جادة الصواب، لأنها قاتلت الجراهمة لبغيهم، ولانحرافهم عن
جادة الصواب وعن منهج الله سبحانه وتعالى.
ومع ذلك وجدناهم وقد انحرفوا هم أيضاً عن منهج الله سبحانه وتعالى وسارت خزاعة على نفس منهج الجراهمة،
بل إنهم أحاطوا الكعبة بالأصنام وقد بلغ عدد الأصنام التي وضعوها 360 صنماً.
وكان أول من جلب الأصنام إلى الكعبة وحرض الناس على عبادتها هو قائدهم عمرو بن لحيي الخزاعي.
5ـ أحس النضر بن كنانة كبير أولاد إسماعيل عليه السلام ـ الجد الثاني عشر للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ـ
بالخطأ الكبير الذي ارتكبه هو وإخوته بتركهم الكعبة لم لا يعرفون قدرها، ولا يقدرون حرمتها، فسعى حتى أعاد
إخوته إلى مكة وقرشهم في قبيلة واحدة أُطلِقَ عليها اسم (قريش)..يقال قرّش يقرش تقريشاً..أي جمع يجمع تجميعاً..فقرشهم..أي جمعهم..
بناء قريش للكعبة المشرفة
كانت الكعبة المشرفة في عهد قريش وما قبله مبنية بالحجارة المصفوفة , وكان بابها بالأرض ,
ولم يكن لها سقف وإنما تدلى الكسوة على الجدار من الخارج وتربط من أعلى الجدر من بطنها ,
وكان في بطن الكعبة عن يمين الداخل جب يكون فيه ما يهدى إلى الكعبة من مال ,
كهيئة الخزانة , وكان قرنا الكبش الذي ذبحه سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام معلقين
في بطنها بالجدر , ثم إن امرأة من قريش ذهبت تجمر الكعبة المشرفة , فطارت من مجمرتها شرارة ,
فاحترقت كسوتها وتصدعت الجدران , وزاد في ذلك التصدع السيول الجارفة التي أتت بعد ذلك ,
ففكرت قريش في هدمها وتجديد بنائها , وحدث أن سمعوا بأن سفينة رومية انكسرت عند
الشعيبة ميناء مكة المكرمة , فركب الوليد بن المغيرة مع نفر من قريش , واشتروا خشبها ,
وتعاقدوا مع نجار من بين ركابها اسمه (باقوم) على أن يبني الكعبة معهم بناء أهل الشام ,
وقرروا ألا يدخلوا في بناء الكعبة مالا من ربا أو ميسر أو مهر بغي أو مال قطيعة أو مظلمة,
فإن الله طيب لا يقبل إلا طيبا, ولكنهم حينما جمعوا الأموال وجدوها لا تكفي إلا لبناء نصف كعبة فقط..
فهل يتم بناء الكعبة بناء كاملاً وذلك بمال مختلط فيه الحلال والحرام وهم بذلك في حكم المضطرين..
أم أنهم يبنون نصف كعبة بمال حلال على أن يكون البناء جيداً بما يتناسب مع بيت الله الحرام..
وصدر القرار بالإجماع بأن يتم بناء نصف كعبة فقط بأموال حلال غير مختلطة بأموال حرام أفضل من أن يتم بناء كعبة كاملة بأموال مختلطة..
وهذا هو تصور بناء نصف الكعبة في عهد قريش

وهذا هو تصور البناء في عهد إبراهيم عليه الصلاة والسلام


والشكل التخطيطي المرسوم هنا هو من تصميم الشيخ الخطاط محمد طاهر الكردي .
 
وحين اختلفوا في توزيع الهدم والبناء اتفقوا على تجزئة البيت إلى أربعة أجزاء ثم تجزئة كل ربع إلى أربعة ,
واختصت كل قبيلة أو عدد من القبائل بجزء , وأسهمت النساء في البناء حيث كان على الرجال حمل الأحجار
وعلى النساء نقل الشيد (المونة) , وجمعوا ما بداخل الكعبة من حلية ومال ومعاليق وجعلوها عند أبي طلحة
عبد الله بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي وأخرجوا من البيت هبل ونصب عند المقام .
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقل معهم الحجارة وعمره إذ ذاك خمسة وثلاثون عاما.
وبدأ البناء , ولكن حين وصلوا إلى موضع الحجر الأسود اختلفوا فيمن يرفعه ويضعه في مكانه ,
وكانت خصومة بينهم لبضعة أيام كادت أن تنشب بسببها حرب دامية حتى اقترح عليهم أبو أمية حذيفة بن المغيرة المخرومي
أن يحكموا أول داخل من باب بني شيبة , فوافقوا على ذلك , فكان أول داخل هو رسول السلام , أمين مكة ,
وأمين الإسلام , سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام , فرضيت قريش به وحل النزاع بينهم بأن طلب رداء
وضع الحجر وسطه , وطلب عضوا من كل قبيلة يمسك بطرف الرداء فيرفعوه إلى موضعه ,
فكان في ربع عبد مناف عُتبة بن ربيعة..وفي الربع الثاني ابو زَمعْةَ بنُ الأسود..وفي الربع الثالث العصُ بن وائل..وفي الربع الرابع أبو أمية حذيفة بن المغيرة..
ثم أخذه صلى الله عليه وسلم بيده الشريفة ووضعه في مكانه ، ثم بعد ذلك بنوا حتى وصلوا إلى ارتفاع
أربعة أذرع وشبر , عند ذلك ردموا وكبسوا باطن الكعبة المشرفة ووضعوا بابها مرتفعا على هذا الذرع ,
ورفعوا البناء بعد ذلك مدماكا من خشب ومدماكا من حجارة حتى وصلوا إلى الارتفاع الذي هي عليه الآن.
إتقان العمل ثمرة الإحسان
الإنسان المسلم يفترض فيه أن تكون شخصيته إيجابية، مقبلة على الحياة، متفاعلة معها، ولأن الإنسان
المسلم مطالب باستيفاء شروط الخلافة في الأرض والسعي في مناكبها عبادةً لله، وإعماراً للأرض، واستفادة مما
فيها من ثروات وخيرات لا يصل إليها إلا بالعمل والعمل الجاد. لذلك كانت مطالبة الرسول صلى الله عليه وسلم
أن يتقن الإنسان عمله: (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه)( رواه ابو يعلى عن عائشة رضي الله عنها
في مجمع الزوائد، كتاب الإيمان، ج4،ص 98 والجامع الصغير للسيوطي، ج 1، ص 177).

فالإتقان سمة أساسية في الشخصية المسلمة يربيها الإسلام فيه منذ أن يدخل فيه، وهي التي تحدث التغيير
في سلوكه ونشاطه، فالمسلم مطالب بالإتقان في كل عمل تعبدي أو سلوكي أو معاشي؛ لأن كل عمل
يقوم به المسلم بنيّة العبادة هو عمل مقبول عند الله يُجازى عليه سواء كان عمل دنيا أم آخرة.
قال تعالى: (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين)). [الأنعام: 162-163].
وتتمثل عملية الإتقان في تعلُّم المسلم للصلاة وأدائها بأركانها وشروطها التي تدرّب المسلم على الإتقان المادي الظاهري،
بل على الإتقان الداخلي النفسي المتمثل في مراقبة الله عز وجل والخوف منه، فهل نحن نربي الآن في مجتمعنا المسلم
الشخصية المسلمة التي تهتم بإتقان أمور الحياة كلها؟ فردية أو جماعية؟ وهل سبب تخلفنا وتأخرنا يرجع إلى فقدان
هذه الخاصية؟وما قيمة الشعائر والوسائل التعبدية التي لا تغير في سلوك الإنسان ونمط حياته ووسائل إنتاجه؟.
إننا نفتقد التربية الأسرية والمدرسية والاجتماعية التي تجعل عمل الإتقان في حياتنا مهارة داخلية تعبر عن قوة
الشخصية التي تكسب الإنسان الاتزان والثقة والاطمئنان والتفرد إلى جانب اكتساب المهارة المادية والحركية.
إننا مطالبون بترسيخ هذه القيمة التربوية الحياتية في واقعنا وسلوكنا؛ لأنها تمثل معيار سلامة الفرد وقوة شخصيته
وسمة التغيير الحقيقي فيه، كما أننا مطالبون ببذل الجهد كله في إتقان كل عمل في الحياة يطلب منا ضمن واجباتنا الحياتية أو التعبدية.
وعادة الإتقان تكسب الأمة المسلمة الإخلاص في العمل لارتباطه بالمراقبة الداخلية، كما أنها تجرد العمل من مظاهر النفاق والرياء،
فكثير من الناس يتقن عمله ويجوّده إن كان مراقباً من رئيس له، أو قصد به تحقيق غايات له أو سعى إلى السمعة
والشهرة لأنه يفتقد المراقبة الداخلية التي تجعله يؤدي عمله بإتقان في كل الحالات دون النظر إلى الاعتبارات التي اعتاد بعضهم عليها.
ظاهرة حضارية:
والإتقان كما قلنا هدف تربوي، ومن أسس التربية في الإسلام، لأن الإتقان في المجتمع المسلم ظاهرة سلوكية
تلازم المسلم في حياته، والمجتمع في تفاعله وإنتاجه، فلا يكفي الفرد أن يؤدي العمل صحيحاً بل لا بد أن يكون
صحيحاً ومتقناً، حتى يكون الإتقان جزءاً من سلوكه الفعلي.
والإتقان في المفهوم الإسلامي ليس هدفاً سلوكياً فحسب، بل هو ظاهرة حضارية تؤدي إلى رقي الجنس البشري،
وعليه تقوم الحضارات، ويعمر الكون، وتثرى الحياة، وتنعش، ثم هو قبل ذلك كله هدف من أهداف الدين يسمو
به المسلم ويرقى به في مرضاة الله والإخلاص له لأن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً لوجهه، وإخلاص العمل لا يكون إلا بإتقانه.
ولعلنا نلحظ أن من أسباب التخلف في المجتمعات الإسلامية افتقادها خاصية الإتقان كظاهرة سلوكية وعلمية في
الأفراد والجماعات، وانتشار الصفات المناقضة للإتقان كالفوضى والتسيب وفقدان النظام وعدم المبالاة بقيمة الوقت
واختفاء الإحساس الجمعي والإهمال والغش والخديعة، وهذا منعكس في فقدان المسلمين للثقة في كل شئ ينتج
في بلادهم مع ثقتهم في ما ينتج في غير بلاد المسلمين.
والشباب المسلم يتعرض للكثير من المخاطر بفقدان هدف الإتقان في المناشط المتعلقة به بينما كان المسلمون الأوائل
يحرصون على تعليم الشباب إتقان العمل حتى كان طالب الطب مطالباً بتحسين خطة وإتقانه قبل أن يتعلم مهنة الطب،
ليكون الإتقان سمة خلقية سلوكية، وقيمة إنسانية.
وصفة الإتقان وصف الله بها نفسه لتنقل إلى عباده (صنع الله الذي أتقن كل شئ)[النمل 88]
هناك علاقة متداخلة بين الإتقان والإحسان غير أن الإتقان عمل يتعلق بالمهارات التي يكتسبها الإنسان بينما الإحسان
قوة داخلية تتربى في كيان المسلم، وتتعلق في ضميره وتترجم إلى مهارة يدوية أيضاً، فالإحسان أشمل وأعم دلالة من الإتقان،
ولذلك كان هو المصطلح الذي ركز عليه القرآن والسنة، وقد وردت كلمة الإحسان بمشتقاتها المختلفة مرات
كثيرة في القرآن الكريم، منها ما ورد بصيغة المصدر اثنتي عشرة مرة، بينما وردت كلمة المحسنين ثلاثاً وثلاثين مرة،
وبصيغ اسم الفاعل أربع مرات، واللافت للنظر أنها لم ترد بصيغة الأمر إلا مرة واحدة للجماعة: ( وأحسنوا إن الله يحب المحسنين) [البقرة 195].
وكما ذكر الأستاذ سعيد حوى في كتابه جند الله ثقافة وأخلاقاً: إن الإحسان ذو جانبين، عمل الحسن أو الأحسن ثم الشعور
أثناء العمل بأن الله يرانا أو كأننا نراه، وهذا هو تعريف الرسول صلى الله عليه وسلم للإحسان بأن ((تعبد الله كأنك تراه،
فإن لم تكن تراه فإنه يراك)( متفق عليه: صحيح البخاري، كتاب الإيمان، باب سؤال جبريل النبي صلى الله عليه وسلم، ح رقم 48 ،
ومسلم كتاب الإيمان، باب بيان الإيمان والإسلام والإحسان ح رقم 9.) ، فالإحسان مراقبة دائمة لله، وإحساس بقيمة العمل،
وعلى هذا تندرج كل عبادة شرعية، أو سلوكية أو عائلية تحت مصطلح الإحسان الذي يعني انتقاء الأحسن في كل شئ
فالشخصية المسلمة تتميز بالإحسان الذي يرتبط بالتقوى وعبر عنه كمرحلة سامية من مراحل الإيمان المصاحب للعمل،
يقول تعالى: (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات،
ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين)[المائدة 93].

فإذا كان المسلم مطالباً بالعبادة، والعمل المترجم للإيمان فإنه مطالب دائماً بالإحسان في العمل والحياة، غير أن هناك تفاوتاً
في مجالات الإحسان حيث ركز القرآن الكريم، في طلب الإحسان في أمور منها: الإحسان إلى الوالدين، مع دوام
الإحسان في كل شئ، يقول الله تعالى: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى
والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن
الله لا يحب من كان مختالاً فخورا) [النساء 36]، فالإحسان بنص هذه الآية انفتاح على قطاعات كثيرة في المجتمع،
يطالب المسلم بالتعامل معها والتفاعل على أساس من التقوى والحرص على الجماعة حتى يكون الجهد المبذول في
سبيل الإحسان إليها ذا قيمة اجتماعية يراعى فيها رضاء المولى عز وجل لقوله تعالى: (وإن تحسنوا وتتقوا فإن الله كان بما تعملون خبيراً)[النساء 128].
والرسول صلى الله عليه وسلم يربط بين الإتقان والإحسان فيقول: ( إن الله كتب الإحسان على كل شئ
فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة)( سنن الترمذي، كتاب الديات باب ما جاء في النهي عن المثلة،
ح رقم 1329) ، فالإحسان هنا مرادف لكلمة الإتقان، وقد أراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يزرع بذلك
الرحمة في قبل المسلم ويكسبه عادة الإتقان في العمل حتى ولو لم يكن للعمل آثار اجتماعية كالذبح الذي ينتهي بإتمام العمل كيفما كان.
وأول عمل يتطلب الإتقان في حياة المسلم هو الصلاة حيث يطالب بها في السابعة ويضرب عليها في العاشرة، فإذا
وصل مرحلة الشباب والتكليف كان متقناً للصلاة مجوداً لها محسناً أداءها، فالمسلم في الصلاة يتقن عدداً من المهارات
المادية والمعنوية، فإقامة الصلاة و ما يطلب فيها من خشوع واستحضار لعظمة الخالق، وطمأنينة الجوارح، وتسوية الصفوف،
ومتابعة الإمام، ثم ممارسة الصلاة خمس مرات في اليوم كل هذه من الممارسات التي تتطلب التعود على الإتقان حتى
تنتقل هذه العادة من الصلاة إلى سائر أعمال المسلم اليومية دنيوية أو أخروية.
إن الإحسان دعوة إلى إيجاد الشخصية المثلى، الشخصية التي اتجهت حركة المجتمع وجهود التربية إلى إيجادها، هذه
الشخصية تمثل المثالية التي تحققت في واقع المجتمع المسلم في الماضي، ويمكن أن تتحقق في واقعنا إذا توافرت الشروط
الموضوعية لتحقيقها. وقد اختصر القرآن الكريم الصورة الإنسانية المثالية في آية واحدة؛ يقول تعالى: (وقولوا للناس حسنا)[البقرة83]،
وللوصول إلى شخصية المسلم التي تحققت فيه معاني الإحسان نرى أن الأمر يحتاج إلى مجاهدة شديدة للنفس تتحقق
فيها كثير من الصفات، منها قول الله تعالى: (الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين)[آل عمران 134 ]
ولأن الإحسان مجاهدة وجهاد يقول سبحانه وتعالى: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين) [العنكبوت 69]
وقد وصف الله سبحانه الأنبياء جميعاً بأنهم من المحسنين الذين يستحقون حسن الجزاء عند الله لأنهم كانوا يجاهدون أنفسهم
خوفاً من الله وتقوى، يقول الله تعالى: (إن المتقين في جنات وعيون آخذين ما آتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين
كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون وفي أموالهم حق للسائل والمحروم) [ الذاريات 17-19]
وإلى جانب المجاهدة هناك وسيلة أخرى لاكتساب صفة الإحسان وهي الإقبال على الله بالطاعة والعبادة والذكر،
يقول الله تعالى: (إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها)[الإسراء 7].
والإحسان في أمور الدنيا يشمل الحياة كلها إذ إن الحياة لاتنموا ولا تزدهر، والحضارات لا تبنى ولا تتقدم إلا بالإحسان،
إحسان التخطيط وإحسان التنفيذ وإحسان التقدير((إن الله كتب الإحسان على كل شئ)) والمسلم لا يتربى على
الإحسان إلاّ إذا قصد الإحسان في تفاعله مع المجتمع، ليس بقصد اللياقة الاجتماعية المظهرية؛ بل بقصد مراعاة
حق الإنسان وحق الأخوة الإسلامية في إحسان التعامل على قاعدة من الأمانة والصدق والإخلاص والتقوى والمسؤولية الاجتماعية المتجذرة في وجدانه وكيانه.
الإحسان إيجابية، والمسلم مطالب بان يكون الإحسان هدفه، وغايته لأن الله يأمر بالعدل والإحسان قولاً وعملاً،
يقول تعالى: ( وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن)[الإسراء 53]، ويقول تعالى: (ليجزيهم الله أحسن ما كانوا يعملون)[التوبة 121]،
وكذلك فإن الإسلام توجه في تربيته إلى مجتمع العمل ليكون متقناً كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وجعل الإسلام العمل المعيار الأوحد لما يكسبه الإنسان في الحياة، وجعل إتقان العمل عبادة تحبب العامل إلى الله،
وتحقق له سر استخلافه ووجوده، فالمجتمع العامل هو المجتمع المنتج الذي يعتمد أفراده في كسبهم على جهدهم العضلي والفكري،
لذلك دعا الإسلام إلى العمل وباركه وجعل له جزاء في الآخرة مع جزاء الدنيا.
كما أن الإسلام يحرم استغلال الإنسان، وسلب جهده وطاقته ، كما أكد الإسلام على حق العامل في ملكية أجره
وحمايته والوفاء له والتعجيل بإعطاء الأجير حقه قبل أن يجف عرقه، بل جعل الإسلام كل عمل يقوم به المسلم طاعة لله
إذا قصد مصلحة البشر وأتقنه وأخلص فيه، وجعل العمل عبادة وقربى يعتبر من أعظم الدوافع لبذل الجهد وكثرة الإنتاج،
وفي المقابل حرم الإسلام البطالة وعابها فجعل اليد العليا خيراً من اليد السفلى وحض على العمل،
حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((لأن يأخذ أحدكم حبله فيأتي بحزمة الحطب على ظهره فيبيعها
فيكف الله بها وجهه خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه )( البخاري، كتاب الزكاة، باب الاستحقاق في المسألة، ح رقم 1378).

و المشكلة أننا نقر هذه المبادئ نظرياً ونحدث عنها كثيراً، ولكننا لا نترجمها في واقع مجتمعنا الذي يتميز بضعف الإنتاج،
والتهرب من العمل، وعدم الإتقان بل يحمل قيماً فكرية نحو العمل مخالفة لمفهوم الإسلام.
مجتمعنا يحتاج إلى تغيير جذري في مفاهيم العمل وأهمية الإنتاج ويحتاج إلى تعليم مكثف لأهمية الإتقان لكل عمل يقوم به،
فنحن لا نتعلم من ديننا ولا نتعلم من غيرنا، وتربيتنا الأسرية والمدرسية والحياتية لا تقوم على أهمية أن تعمل، وتكد
وتجتهد وتبني في الحياة بل إن مفاهيم خاطئة لا تفرق بين التكافل كقيمة حياتية، والتواكل والتكاسل كعيوب سلوكية وحياتية،
وإلى الآن لم توضع البرامج التي ستغير من أساليب العمل.
و مفاهيم الإنتاج في المستقبل والتعليم العام والجامعي في بلادنا يدلان على أننا لا نسعى لتغيير هذا المجتمع إلى الأفضل والأحسن،
وسنظل عالة على غيرنا نستهلك ما يصنعون وينتجون ونمارس فضيلة المناقشة والجدال والتنظير والتجديد للشعارات والأماني وأحلام اليقظة التي أدمنها مجتمعنا.
و المجتمع المتعلم هو المجتمع الذي يبشر بالحضارة والرفاهية والنظام والتخطيط والإنتاج والازدهار، وهو المجتمع المعصوم
من الفوضى والتسيب، والمبرأ من الأمية والجهل والخرافة، وكل مظاهر التخلف الحضاري والعلمي، وهو المجتمع الذي يربط
الأسباب بالمسببات، والنتائج بالمقدمات، ويكتشف قوانين الله في الكون، ويحسن التعامل معها والاستفادة منها، وأول آيات
الوحي كانت دعوة إلى المجتمع المتعلم المعتمد على المنهج العلمي.
والمنهج العلمي الذي أصله المسلمون وعممه علماء الحديث، وقبل ذلك وضع أساسه القرآن الكريم هذا المنهج
هو الذي أوجد مجتمع العلم والحضارة وكان سر التقدم وبناء العقلية المسلمة على منهجية العلم والإيمان.
والذين يظنون أن أكثر المؤسسات الفارغة من المضامين العلمية الحقيقية يمكن أن تحدث تغييراً في المجتمع –هؤلاء واهمون- لأن
هذا النوع من التغيير سيكون تغييراً شكلياً مظهرياً أجوف لا قيمة له في الحياة ولا أثر له في عملية التنمية والتقدم وسنظل نحرث في البحر ونضرب في حديد بارد.
 
عودة
أعلى