سامي القدومي
New member
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه .
أما بعد :
فإن فقه الكلمة القرآنية يكون بالرَّد إلى أصل المادة اللغوية ، وهذه المادة تستعمل عدة استعمالات ، وفي كل استعمال يشترك معنى المادة مع معنى آخر لينتج عنه معنى جديد واستعمال لغوي جديد ، فليس من الصواب ربط الكلمة القرآنية بالاستعمالات ، لأننا قد نربط الكلمة بأحد الاستعمالات ، ولكن يكون الربط في القدر غير المشترك بين الكلمة وأصل المادة ، فيخرج الباحث عن معنى الأصل إلى معنى آخر جديد ، ظاناً أنه قد رد الكلمة إلى أصلها ، ولذا على الباحث في فقه الكلمة القرآنية أن يرجع إلى المادة الأصلية مع الاسترشاد بالاستعمالات اللغوية ، أقول الاسترشاد فقط .
وأذكر مثالاً توضيحياً :
قال تعالى (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا) فلماذا جاء التعبير بـ "الضرب" لا "الذكر" ؟
فعند الرجوع إلى أصل المادة (ضرب) فإن المعاجم اللغوية - كما في (لسان العرب) وغيره - تذكر أن الضرب معروف .
وعلى هذا ، فقد جاء التعبير بـ "الضرب" لا "الذكر" ؛ لما في الضرب من وقع يلفت النظر ، ولفت النظر هذا يتناسب والمثل ؛ لأن المثل يلفت الأنظار ، ويدق الأذهان فيوقظ النائم وينبِّه الغافل .
ولكن بعض المفسرين قال : إن ضرب المثل من ضرب الدراهم ؛ لأن المثل هو ذكر شيء يظهر أثره في غيره.
ولكن ألا ترى أن ما نتج عن استعمال الضرب للدراهم من ظهور أثر في الدراهم جراء الضرب هو معنى زائد عن أصل مادة (ضرب) لأن الضرب لا يتوقف معناه على ظهور الأثر ، فقد يكون وقد لا يكون ، وهنا تم فهم الكلمة في ضوء أحد الاستعمالات اللغوية للمادة ، وهذا مجانب للصواب ؛ لأننا قد نربط الكلمة بأحد الاستعمالات ، ولكن يكون الربط في القدر غير المشترك بين الكلمة وأصل المادة ، فيخرج الباحث عن معنى الأصل إلى معنى آخر جديد ، ظاناً أنه قد رد الكلمة إلى أصلها ، ولذا على الباحث في فقه الكلمة القرآنية أن يرجع إلى المادة الأصلية مع الاسترشاد بالاستعمالات اللغوية ، أقول الاسترشاد فقط .
فتأمَّل بارك الله فيك .
أما بعد :
فإن فقه الكلمة القرآنية يكون بالرَّد إلى أصل المادة اللغوية ، وهذه المادة تستعمل عدة استعمالات ، وفي كل استعمال يشترك معنى المادة مع معنى آخر لينتج عنه معنى جديد واستعمال لغوي جديد ، فليس من الصواب ربط الكلمة القرآنية بالاستعمالات ، لأننا قد نربط الكلمة بأحد الاستعمالات ، ولكن يكون الربط في القدر غير المشترك بين الكلمة وأصل المادة ، فيخرج الباحث عن معنى الأصل إلى معنى آخر جديد ، ظاناً أنه قد رد الكلمة إلى أصلها ، ولذا على الباحث في فقه الكلمة القرآنية أن يرجع إلى المادة الأصلية مع الاسترشاد بالاستعمالات اللغوية ، أقول الاسترشاد فقط .
وأذكر مثالاً توضيحياً :
قال تعالى (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا) فلماذا جاء التعبير بـ "الضرب" لا "الذكر" ؟
فعند الرجوع إلى أصل المادة (ضرب) فإن المعاجم اللغوية - كما في (لسان العرب) وغيره - تذكر أن الضرب معروف .
وعلى هذا ، فقد جاء التعبير بـ "الضرب" لا "الذكر" ؛ لما في الضرب من وقع يلفت النظر ، ولفت النظر هذا يتناسب والمثل ؛ لأن المثل يلفت الأنظار ، ويدق الأذهان فيوقظ النائم وينبِّه الغافل .
ولكن بعض المفسرين قال : إن ضرب المثل من ضرب الدراهم ؛ لأن المثل هو ذكر شيء يظهر أثره في غيره.
ولكن ألا ترى أن ما نتج عن استعمال الضرب للدراهم من ظهور أثر في الدراهم جراء الضرب هو معنى زائد عن أصل مادة (ضرب) لأن الضرب لا يتوقف معناه على ظهور الأثر ، فقد يكون وقد لا يكون ، وهنا تم فهم الكلمة في ضوء أحد الاستعمالات اللغوية للمادة ، وهذا مجانب للصواب ؛ لأننا قد نربط الكلمة بأحد الاستعمالات ، ولكن يكون الربط في القدر غير المشترك بين الكلمة وأصل المادة ، فيخرج الباحث عن معنى الأصل إلى معنى آخر جديد ، ظاناً أنه قد رد الكلمة إلى أصلها ، ولذا على الباحث في فقه الكلمة القرآنية أن يرجع إلى المادة الأصلية مع الاسترشاد بالاستعمالات اللغوية ، أقول الاسترشاد فقط .
فتأمَّل بارك الله فيك .