سالم سرور عالي
New member
- إنضم
- 15/04/2006
- المشاركات
- 161
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 16
[FONT="]فِقه العِراك في العِراق [/FONT]
[FONT="]سألني أحد طلابي بالأمس عن فِقه العِراك في العراق في الحديث المرويِّ : " أربع فتن تكون بعدي ، الأولى : يُسفك فيها الدماء , والثانية : يُستحل فيها الدماء والأموال[/FONT][FONT="]،[/FONT][FONT="]والثالثة : يُستحل فيها الدماء والأموال والفروج , والربعة : صمَّاء عمياء مُطبقة [/FONT][FONT="]تمور مور الموج في البحر ، حتى لا يجد أحدٌ من الناس ملجأً، تطوف بالشام و تغشى العراق ، و[/FONT][FONT="]تخبط الجزيرة بيدها ورجلها ، تُعرك الأمة فيها بالبلاء عرك الأديم ، ثم لا يستطيع أحد[/FONT][FONT="]من الناس أن يقول مه مه ، لا يدفعونها من ناحيةٍ إلا إنفتقت من ناحية أخرى[/FONT][FONT="]" [/FONT][FONT="]. وهو حديث في إسناده إنقطاع وله شواهد ومتابعات .[/FONT]
[FONT="]أعلى درجات فقه العراك في العراق : كفُّ اللسان كما في حديث ابن عمرو رضي الله عنهما مرفوعاً : " تكون فتنة تستنظف العرب ، قتلاها في النار ، اللسان فيها أشد من وقع السيف " أخرجه أبو داود وصححه أحمد شاكر .[/FONT]
[FONT="]الأخبار المرسلة والملفقة لا يجوز قبولها شرعاً وهي ساقطة في الإعتبار الحديثي والتأريخي ، وقد قال الناظم :[/FONT]
[FONT="]فحيثما بعضُ الرواة يُفقد[/FONT]
[FONT="]فمرسلٌ وما عداه مسندُ[/FONT]
[FONT="]همسة للذين يُحلِّلون مقالات الصحفييِّن عن فصائِل العراق وجماعاته وأحزابه ، تذكروا قول الله تعالى : " وكفى بالله حسيباً " ( النساء : 6) .[/FONT]
[FONT="]وقوله سبحانه : " وكفى بالله شهيداً " ( النساء: 79 ) وقوله سبحانه : " لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالاً ولأوضعوا خِلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سمَّاعون لهم " ( التوبة : 47 ) . [/FONT]
[FONT="]ويقول الحبيب صلى الله عليه وسلم: " من خلَّف غازياً في أهله بخير فقد غزا " متفق عليه من حديث زيد بن خالد رضي الله عنه . [/FONT]
[FONT="]وحتى يظهر فقه العِراك في العراق يجب وصفه وصفاً مُنضبطاً كما هو متقرِّر عند الأصوليين كما قال الناظم :[/FONT]
[FONT="]ومن شروط الوصف الانضباط[/FONT]
[FONT="]وإلَّا فحكمةٌ بها يناطُ[/FONT]
[FONT="]العراق قديماً وحديثاً يموج بالفتن ، ولا غرابة في ذلك لإخبار الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا الأمر كما في رواية ابن عمر رضي الله عنهما قال: رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يُشير بيده يؤم[/FONT][FONT="]العراق : "ها إن الفتنة هَهنا ، إن الفتنة هَهنا، ثلاث مرات ،من حيث يطلع قرن الشيطان[/FONT][FONT="] " . أخرجه الإمام أحمد في مسنده بإسناد صحيح .[/FONT]
[FONT="]لقد ظهرت قرون لشياطين كثيرة في العراق في تاريخه القديم والمعاصر ، حكام جَور وأحزاب وجماعات هدَّامة زرعها الغرب لتفتيت وحدة المسلمين .[/FONT]
[FONT="]أطماع الفرس في العراق قديمة – وما زالت - لأنهم ورثوها بعد الإغريق قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وشيَّدوا – لاحقاً -فيها الأضرحة والمقامات البدعية ، كمقام موسى الكاظم ومحمد الجواد ومقام الجيلاني . ثلاث عوراتٍ لهم ! .[/FONT]
[FONT="]ومن أطال النظر في سنن الله في بلاد الرافدين يلحظ أن رغد العيش فيها لا يستقر لأحد ، لا حاكم ولا محكوم ، ولله في ذلك حكمة .[/FONT]
[FONT="]فأبو جعفر المنصور العباسي ( ت: 158هـ ) عفى الله تعالى عنه مع هيبته وجبروته لم يهنأ له رغد الحياة في بغداد ، فقد اضطربت في عهده فتن عظيمة كفتنة الراوندية وفتنة محمد النفس الزكية وفتنة الخوارج وغيرها من القلاقل والزلازل.[/FONT]
[FONT="]وكذلك من جاء بعده من الخلفاء والزعماء والأمراء بلا استثناء، إلا النادر الذي لا حكم له .[/FONT]
[FONT="]طريقة الأعداء إذا لم يجدوا منفذاً بقوة السلاح على البلد المسلم الذي اجتمعت كلمته على العلماء ، قاموا بغرس الدُّخلاء من بني جلدتهم لضربهم وتفريقهم .[/FONT]
[FONT="]الخصومات والنزاعات بين الأضداد لا تُحلُّ إلا بالعقل ، لأن العقل سبيل الرشاد ، وقد قال الشاعر :[/FONT]
[FONT="]ونؤثر حكم العقل في كل شبهةٍ [/FONT]
[FONT="]إذا آثر الأخبارَ جُلاس قصاص[/FONT]
[FONT="]فسقوط بغداد في العهد العباسي كان سببه الرئيس الفتن الداخلية واتساع نفوذ الروافض وزرع المتربِّصين والمتآمرين من المنافقين لكسر المسلمين وشقِّ صفِّهم وتفريق كلمتهم .[/FONT]
[FONT="]ومن أسباب سقوط بغداد قديماً نفوذ القبائل التركية التي كان لها صولة في البلاد الإيرانية والعراقية .[/FONT]
[FONT="]وفي هذا دلالة على أهمية القبيلة ودورها في توطيد الحكم واستقراره . والعكس بالعكس .[/FONT]
[FONT="]الحقد على الإسلام والسنة ليس جديداً ، فقد أباد هولاكو ( ت: 663هـ) عامله الله بعدله ، نحو مليون نسمة في بغداد وضواحيها ، بينما أمَّن وحقن دماء الروافض في البصرة والكوفة ، فلم تُنتهك أعراضهم ولم تُستبح أموالهم كأهل السنة ! . [/FONT]
[FONT="]من يُصدِّق أن الفرس الذين يستميتون الآن في نشر التشيع في بلاد الرافدين بالقوة ، لم تكن نسبة التشيع في بلادهم سوى أربع مدن فقط ؟! .[/FONT]
[FONT="]العمل لنشر السنة والتوحيد وكشف شبهات الروافض بالعدل والرحمة من أهم المهمات اليوم . ووالله إنه من الفرائض التي ضيَّعناها وكانت سبباً في ضياع بلاد الرافدين من أيدي أهل السنة ! .[/FONT]
[FONT="]فوأسفاه على موت ضمائر المسلمين الذين ألهتهم الدنيا عن اخوانهم في محنتهم في الشام والعراق .[/FONT]
[FONT="]وأسفاه على هذه الغفلة التي لا ندري أين مآلها ؟![/FONT]
[FONT="]حال المسلمين اليوم – إلا من رحم الله تعالى – ينطبق عليه قول الحق سبحانه : " وتحسبهم أيقاظاً وهم رقود " ( الكهف : 18 ) .[/FONT]
[FONT="]إسماعيل الصفوي ( ت: 892هـ ) عامله الله بعدله ، الذي نشر التشيع بالقوة في بلاد فارس وأسس الدولة الصفوية بالمال والرجال ، كان عمره حين توفي سبعة وثلاثين عاماً ! . فهل من متعظ ؟! .[/FONT]
[FONT="]يا مسلمون اتركوا التناحر والتفرق والتحزُّب ، فوالله ما أهلكنا إلا لظاها ، وما باعد بين قلوبنا إلا حرها وأذاها ! . [/FONT]
[FONT="]التعاضد والموالاة للمؤمنين هي مفتاح الفلاح ، وقد خاب من حمل ظلماً . وهذه أدنى درجات الفقه للعِراك في العراق .[/FONT]
[FONT="]وأختم بقول حبر الأمة (ت: 68هـ ) رضي الله عنه لسعيد بن جبير (ت: 95هـ ) رحمه الله تعالى ، لما سأله عن تفسير قول الله تعالى: " وفتناك فتوناً " ( طه: 40 ) حيث قال : " استأنف النهار يا ابن جبير فإن لها حديثاً طويلاً " ! .[/FONT]
[FONT="]هذا ما تيسر تحريره ، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .[/FONT]
أ/ أحمد بن مسفر بن معجب العتيبي
[FONT="]عضو هيئة التدريس بمعاهد القوات البرية
( منقول ) [/FONT]
[FONT="]سألني أحد طلابي بالأمس عن فِقه العِراك في العراق في الحديث المرويِّ : " أربع فتن تكون بعدي ، الأولى : يُسفك فيها الدماء , والثانية : يُستحل فيها الدماء والأموال[/FONT][FONT="]،[/FONT][FONT="]والثالثة : يُستحل فيها الدماء والأموال والفروج , والربعة : صمَّاء عمياء مُطبقة [/FONT][FONT="]تمور مور الموج في البحر ، حتى لا يجد أحدٌ من الناس ملجأً، تطوف بالشام و تغشى العراق ، و[/FONT][FONT="]تخبط الجزيرة بيدها ورجلها ، تُعرك الأمة فيها بالبلاء عرك الأديم ، ثم لا يستطيع أحد[/FONT][FONT="]من الناس أن يقول مه مه ، لا يدفعونها من ناحيةٍ إلا إنفتقت من ناحية أخرى[/FONT][FONT="]" [/FONT][FONT="]. وهو حديث في إسناده إنقطاع وله شواهد ومتابعات .[/FONT]
[FONT="]أعلى درجات فقه العراك في العراق : كفُّ اللسان كما في حديث ابن عمرو رضي الله عنهما مرفوعاً : " تكون فتنة تستنظف العرب ، قتلاها في النار ، اللسان فيها أشد من وقع السيف " أخرجه أبو داود وصححه أحمد شاكر .[/FONT]
[FONT="]الأخبار المرسلة والملفقة لا يجوز قبولها شرعاً وهي ساقطة في الإعتبار الحديثي والتأريخي ، وقد قال الناظم :[/FONT]
[FONT="]فحيثما بعضُ الرواة يُفقد[/FONT]
[FONT="]فمرسلٌ وما عداه مسندُ[/FONT]
[FONT="]همسة للذين يُحلِّلون مقالات الصحفييِّن عن فصائِل العراق وجماعاته وأحزابه ، تذكروا قول الله تعالى : " وكفى بالله حسيباً " ( النساء : 6) .[/FONT]
[FONT="]وقوله سبحانه : " وكفى بالله شهيداً " ( النساء: 79 ) وقوله سبحانه : " لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالاً ولأوضعوا خِلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سمَّاعون لهم " ( التوبة : 47 ) . [/FONT]
[FONT="]ويقول الحبيب صلى الله عليه وسلم: " من خلَّف غازياً في أهله بخير فقد غزا " متفق عليه من حديث زيد بن خالد رضي الله عنه . [/FONT]
[FONT="]وحتى يظهر فقه العِراك في العراق يجب وصفه وصفاً مُنضبطاً كما هو متقرِّر عند الأصوليين كما قال الناظم :[/FONT]
[FONT="]ومن شروط الوصف الانضباط[/FONT]
[FONT="]وإلَّا فحكمةٌ بها يناطُ[/FONT]
[FONT="]العراق قديماً وحديثاً يموج بالفتن ، ولا غرابة في ذلك لإخبار الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا الأمر كما في رواية ابن عمر رضي الله عنهما قال: رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يُشير بيده يؤم[/FONT][FONT="]العراق : "ها إن الفتنة هَهنا ، إن الفتنة هَهنا، ثلاث مرات ،من حيث يطلع قرن الشيطان[/FONT][FONT="] " . أخرجه الإمام أحمد في مسنده بإسناد صحيح .[/FONT]
[FONT="]لقد ظهرت قرون لشياطين كثيرة في العراق في تاريخه القديم والمعاصر ، حكام جَور وأحزاب وجماعات هدَّامة زرعها الغرب لتفتيت وحدة المسلمين .[/FONT]
[FONT="]أطماع الفرس في العراق قديمة – وما زالت - لأنهم ورثوها بعد الإغريق قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وشيَّدوا – لاحقاً -فيها الأضرحة والمقامات البدعية ، كمقام موسى الكاظم ومحمد الجواد ومقام الجيلاني . ثلاث عوراتٍ لهم ! .[/FONT]
[FONT="]ومن أطال النظر في سنن الله في بلاد الرافدين يلحظ أن رغد العيش فيها لا يستقر لأحد ، لا حاكم ولا محكوم ، ولله في ذلك حكمة .[/FONT]
[FONT="]فأبو جعفر المنصور العباسي ( ت: 158هـ ) عفى الله تعالى عنه مع هيبته وجبروته لم يهنأ له رغد الحياة في بغداد ، فقد اضطربت في عهده فتن عظيمة كفتنة الراوندية وفتنة محمد النفس الزكية وفتنة الخوارج وغيرها من القلاقل والزلازل.[/FONT]
[FONT="]وكذلك من جاء بعده من الخلفاء والزعماء والأمراء بلا استثناء، إلا النادر الذي لا حكم له .[/FONT]
[FONT="]طريقة الأعداء إذا لم يجدوا منفذاً بقوة السلاح على البلد المسلم الذي اجتمعت كلمته على العلماء ، قاموا بغرس الدُّخلاء من بني جلدتهم لضربهم وتفريقهم .[/FONT]
[FONT="]الخصومات والنزاعات بين الأضداد لا تُحلُّ إلا بالعقل ، لأن العقل سبيل الرشاد ، وقد قال الشاعر :[/FONT]
[FONT="]ونؤثر حكم العقل في كل شبهةٍ [/FONT]
[FONT="]إذا آثر الأخبارَ جُلاس قصاص[/FONT]
[FONT="]فسقوط بغداد في العهد العباسي كان سببه الرئيس الفتن الداخلية واتساع نفوذ الروافض وزرع المتربِّصين والمتآمرين من المنافقين لكسر المسلمين وشقِّ صفِّهم وتفريق كلمتهم .[/FONT]
[FONT="]ومن أسباب سقوط بغداد قديماً نفوذ القبائل التركية التي كان لها صولة في البلاد الإيرانية والعراقية .[/FONT]
[FONT="]وفي هذا دلالة على أهمية القبيلة ودورها في توطيد الحكم واستقراره . والعكس بالعكس .[/FONT]
[FONT="]الحقد على الإسلام والسنة ليس جديداً ، فقد أباد هولاكو ( ت: 663هـ) عامله الله بعدله ، نحو مليون نسمة في بغداد وضواحيها ، بينما أمَّن وحقن دماء الروافض في البصرة والكوفة ، فلم تُنتهك أعراضهم ولم تُستبح أموالهم كأهل السنة ! . [/FONT]
[FONT="]من يُصدِّق أن الفرس الذين يستميتون الآن في نشر التشيع في بلاد الرافدين بالقوة ، لم تكن نسبة التشيع في بلادهم سوى أربع مدن فقط ؟! .[/FONT]
[FONT="]العمل لنشر السنة والتوحيد وكشف شبهات الروافض بالعدل والرحمة من أهم المهمات اليوم . ووالله إنه من الفرائض التي ضيَّعناها وكانت سبباً في ضياع بلاد الرافدين من أيدي أهل السنة ! .[/FONT]
[FONT="]فوأسفاه على موت ضمائر المسلمين الذين ألهتهم الدنيا عن اخوانهم في محنتهم في الشام والعراق .[/FONT]
[FONT="]وأسفاه على هذه الغفلة التي لا ندري أين مآلها ؟![/FONT]
[FONT="]حال المسلمين اليوم – إلا من رحم الله تعالى – ينطبق عليه قول الحق سبحانه : " وتحسبهم أيقاظاً وهم رقود " ( الكهف : 18 ) .[/FONT]
[FONT="]إسماعيل الصفوي ( ت: 892هـ ) عامله الله بعدله ، الذي نشر التشيع بالقوة في بلاد فارس وأسس الدولة الصفوية بالمال والرجال ، كان عمره حين توفي سبعة وثلاثين عاماً ! . فهل من متعظ ؟! .[/FONT]
[FONT="]يا مسلمون اتركوا التناحر والتفرق والتحزُّب ، فوالله ما أهلكنا إلا لظاها ، وما باعد بين قلوبنا إلا حرها وأذاها ! . [/FONT]
[FONT="]التعاضد والموالاة للمؤمنين هي مفتاح الفلاح ، وقد خاب من حمل ظلماً . وهذه أدنى درجات الفقه للعِراك في العراق .[/FONT]
[FONT="]وأختم بقول حبر الأمة (ت: 68هـ ) رضي الله عنه لسعيد بن جبير (ت: 95هـ ) رحمه الله تعالى ، لما سأله عن تفسير قول الله تعالى: " وفتناك فتوناً " ( طه: 40 ) حيث قال : " استأنف النهار يا ابن جبير فإن لها حديثاً طويلاً " ! .[/FONT]
[FONT="]هذا ما تيسر تحريره ، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .[/FONT]
أ/ أحمد بن مسفر بن معجب العتيبي
[FONT="]عضو هيئة التدريس بمعاهد القوات البرية
( منقول ) [/FONT]