عبدالرحمن الوشمي
New member
- إنضم
- 24/02/2009
- المشاركات
- 87
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 6
قال تعالى (وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا ـ60)
1ـ إطلاق الفتى على التابع . فتح الباري
2ـ سبب قوله هذا أن الله أوحى إلى موسى أن عبدا لنا هو أعلم منك عند مجمع البحرين ، فسار موسى إليه طلبا للعلم . ابن عثيمين
3ـ جواز أخذ الخادم في الحضر والسفر ، لكفاية المؤن وطلب الراحة . السعدي
4ـ أن المسافر لطلب علم أو جهاد أونحوه ، إذا اقتضت المصلحة الإخبار بمطلبه وأين يريده ، فإنه أكمل من كتمه فإن في إظهاره فوائد من الاستعداد له عدته وإتيان الأمر على بصيرة وإظهار الشوق لهذه العبادة الجليلة . ابن سعدي
(فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما فاتخذ سبيله في البحر سربا ـ61)
1ـ أضاف الفعل إليهما مع أن الناسي هو الفتى وليس موسى ، ولكن القوم إذا كانوا في شأن واحد نسب فعل الواحد منهم أو القائل إلى الجميع ، ونسيان الحوت نسيان ذهول وليس نسيان ترك ، وهذا من حكمة الله وهو علامة لموسى أنك متى فقدت الحوت فثّم الخضر . والحوت قد اتخذ طريقه في البحر سربا ، والسرب هو السرداب أي أنه يشق الماء ولا يتلاءم عليه وهذا من آيات الله وكذلك كونه ميتا ثم صار حيا . ابن عثيمين
(فلما جاوزا قال لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا ـ62 )
1ـ جواز إخبار الإنسان عما هو من مقتضى طبيعة النفس من نصب أو جوع أو عطش إذا لم يكن على وجه التسخط وكان صدقا . السعدي
2ـ استحباب إطعام الإنسان خادمه من مأكله وأكلهما جميعا . السعدي
3ـ طواعية الخادم لمخدومه ، وجواز الإخبار بالتعب ويلحق به الألم من مرض ونحوه ، إذا كان على غير سخط ، وفيه جواز طلب القوت والضيافة . فتح الباري
4ـ أن المعونة تنزل على العبد على حسب قيامه بالمأمور به ، وأن الموافق لأمر الله يعان مالا يعان غيره . السعدي
5ـ هذا من آيات الله فقد سارا قبل ذلك مسافة طويلة ولم يتعبا ، ولما جاوزا المكان الذي فيه الخضر تعبا سريعا من أجل ألا يتماديا في البعد عن المكان . ابن عثيمين
(قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجباـ 63)
1ـ قيام العذر بالمرة الواحدة وقيام الحجة بالثانية . فتح الباري
2ـ إضافة الشر وأسبابه إلى الشيطان على وجه التسويل والتزيين ، وإن كان الكل بقضاء الله وقدره . السعدي
3ـ أن محل العجب أن الماء سيال يمر به هذا الحوت ولم يتلاءم الماء عليه . ابن عثيمين
(قال ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصاـ 64 ـ فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما ـ65)
1ـ استحباب الحرص على الازدياد من العلم والرحلة فيه ، ولقاء المشايخ وتجشم المشاق في ذلك ، والاستعانة في ذلك بالاتباع . فتح الباري
2ـ فضيلة العلم والرحلة في طلبه وأنه أهم الأمور ، كما فعل موسى . السعدي
3ـ البداءة بالأهم فالأهم ، فإن زيادة العلم وعلم الإنسان أهم من ترك ذلك والاشتغال بالتعليم من دون تزود من العلم ، والجمع بين الأمرين أكمل . السعدي
4ـ أن ذلك العبد وهو الخضرالذي لقياه ليس نبيا بل عبدا صالحا لأنه وصفه بالعبودية وذكر منة الله عليه بالرحمة والعلم ولم يذكر رسالته ولا نبوته ، ولو كان نبيا لذكر ذلك ، وأما قوله (وما فعلته عن أمري ) فإنه لا يدل على أنه نبي وإنما يدل على الإلهام والتحديث ، كما لأم موسى والنحل . السعدي
5ـ أن العلم الذي يعلمه الله لعباده نوعان : علم مكتسب يدركه العبد بجده واجتهاده ، وعلم لدّنيّ يهبه الله لمن يمن عليه من عباده . السعدي
6ـ النصوص تدل على أن الخضر ليس برسول ولا نبي إنما هو عبد صالح أعطاه الله كرامات ليبين أن موسى لا يحيط بكل شىء علما ، وأنه يفوته من العلم شىء كثير . ابن عثيمين ... واختار الإمام ابن باز أنه نبي لقوله (وما فعلته عن أمري)
7ـ علم الخضر هو علم الغيب وليس علم نبوة ولكنه علم خاص ، حيث أطلعه الله على معلومات لا يطلع عليها البشر . ابن عثيمين
(قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمنِ مما علمت رشدا ـ66)
1ـ التأدب مع المعلم وخطاب المتعلم إياه ألطف خطاب ، بخلاف ما عليه أهل الجفاء أو الكِبر الذي لا يظهر للمعلم افتقاره إلى علمه ، فالذل للمعلم وإظهار الحاجة إلى تعليمه من أنفع شىء للمتعلم . السعدي
2ـ تواضع الفاضل للتعلم ممن دونه ، فموسى بلا شك أفضل من الخضر ، فعلى هذا لا ينبغي للفقيه المحدث إذا كان قاصرا في أحد العلوم أن لا يتعلمه ممن مهر فيه وإن لم يكن محدثا ولا فقيها . السعدي
3ـ أدب موسى مع الخضر وتواضعه مع أفضليته ! ، وفي هذا دليل أن على طالب العلم أن يتلطف مع شيخه وأستاذه ، وأن يعامله بالإكرام . ابن عثيمين
4ـ كل إنسان أعطاه الله علما ينبغي أن يفرح أن يؤخذ منه هذا العلم ، لأن العلم الذي يؤخذ من الإنسان في حياته ينتفع به بعد وفاته كما ورد في حديث (أو علم ينتفع به ) صحيح مسلم . ابن عثيمين
5ـ إضافة العلم وغيره من الفضائل لله تعالى ، والإقرار بها وشكره عليها . السعدي
6ـ أن العلم النافع هو العلم المرشد إلى الخير ، وما سوى ذلك فإما أن يكون ضارا أو ليس فيه فائدة . السعدي
(قال إنك لن تستطيع معي صبرا ـ 67 ـ وكيف تصبر على مالم تحط به خبرا ـ68)
1ـ أن من ليس له قوة الصبر على صحبة العالم والعلم وحسن الثبات على ذلك أنه يفوته من العلم بحسب عدم صبره ، فمن لا صبر له لا يدرك العلم ، ومن استعمل الصبر ولازمه أدرك به كل أمر سعى إليه . السعدي
2ـ أن السبب الكبير لحصول الصبر إحاطة الإنسان علما وخبرة بذلك الأمر الذي أُمر بالصبر عليه ، وإلا فالذي لا يدري غايته وثمرته ليس عنده سبب الصبر . السعدي
(قال ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا ـ 69ـ قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شىء حتى أحدث لك منه ذكرا ـ70ـ)
1ـ الأمر بالتأني والتثبت وعدم المبادرة إلى الحكم على الشىء حتى يعرف ما يراد منه وما هو مقصود . السعدي
2ـ تعليق الأمور المستقبلية التي من أفعال العباد بالمشيئة . السعدي
3ـ أن العزم على فعل الشىء ليس بمنزلة فعله ، فإن موسى قال : (ستجدني إن شاء الله صابرا) فوطّن نفسه على الصبر ولم يفعل . السعدي
4ـ أن المعلم إذا رأى المصلحة في إيزاعه للمتعلم أن يترك الابتداء في السؤال عن بعض الأشياء حتى يكون المعلم هو الذي يوقفه عليها . السعدي
5ـ فيه توجيه من معلم لمن يتعلم منه ألا يتعجل في الرد على معلمه ، بل ينتظر حتى يحدث له بذلك ذكرا ، وهذا من آداب المتعلم ألا يتعجل في الرد حتى يتبين الأمر . ابن عثيمين
(فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها قال أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا ـ 71)
1ـ جواز ركوب البحر في غير الحالة التي يخاف منها . السعدي
2ـ في قوله (فانطلقا) الفاعل موسى والخضر ، وسكت عن الفتى ، والذي يظهر ـ والله أعلم ـ أنه كان تابعا ، لكن لم يكن له تعلق بالمسألة ، فطوي ذكره . ابن عثيمين
3ـ أن موسى كان شديدا قويا في ذات الله ، فهو أنكر على الخضر ، وبين أن فعله ستكون عاقبته الإغراق ، وزاده توبيخا بقوله (لقد جئت شيئا إمرا) . ابن عثيمين
(قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا ـ 72 ـ قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا ـ73)
1ـ أن الناسي غير مؤاخذ بنسيانه ، لا في حق الله ولا في حق العباد . السعدي
2ـ أنه ينبغي للإنسان أن يأخذ من أخلاق الناس ومعاملاتهم العفو منها وما سمحت به أنفسهم ، لا أن يكلفهم ما لا يطيقون لأنه مدعاة إلى النفور والسآمة . السعدي
3ـ أن الإنسان ينسى ما سبق ، من شدة وقع ذلك في النفس . ابن عثيمين
(فانطلقا حتى إذا لقيا غلاما فقتله قال أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا ـ 74 )
1ـ أن الأمور تجري أحكامها على ظاهرها ، وتعلق بها الأحكام الدنيوية في الأموال والدماء وغيرها ، فظاهر هذه الأمور أنها من المنكر ، وموسى لا يسعه السكوت عنها في غير هذه الحال التي صحب عليها الخضر ، فاستعجل عليه السلام ، وبادر إلى الحكم ولم يلتفت إلى هذا العارض الذي يوجب عليه الصبر وعدم المبادرة إلى الإنكار . السعدي
2ـ القاعدة الكبيرة الجليلة وهو أنه يدفع الشر الكبير بارتكاب الشر الصغير ، ويراعى أكبر المصلحتين بتفويت أدناهما ، فإن قتل الغلام شر ، ولكن بقاءه حتى يفتن أبويه عن دينهما أعظم شرا منه ، فالخير ببقاء دين أبويه وإيمانهما خير من بقائه دون قتل وعصمته . السعدي
3ـ أن الغلام الصغير تكتب له الحسنات ولا تكتب له السيئات فهو زكي . ابن عثيمين
4ـ عبارة ( لقد جئت شيئا نكرا ) أشد من الأولى لأن خرق السفينة قد يكون به الغرق وقد لا يكون وهذا هو الذي حصل ، فلم تغرق السفينة ، أما قتل النفس فهو منكر حادث ما فيه احتمال . ابن عثيمين
5ـ أن القتل من أكبر الذنوب . السعدي
6ـ أن القتل قصاصا غير منكر لقوله (بغير نفس) . السعدي
(قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا ـ 75 ـ قال إن سألتك عن شىء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا ـ76)
1ـ شدة لوم الخضر لموسى ، لأنه قال له (ألم أقل لك) ولم يقلها في الأولى ، يعني أن الخطاب ورد عليك ورودا لا خفاء فيه ، ومع ذلك خالفت . ابن عثيمين
2ـ في قول موسى ( فلا تصاحبني ) إشارة إلى أنه يرى أن الخضر أعلى منه منزلة وإلا لقال (فلا أصاحبك) ! . ابن عثيمين
(فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه قال لو شئت لاتخذت عليه أجراـ 77ـ)
1ـ القاعدة الكبيرة هي أن عمل الإنسان في مال غيره إذا كان على وجه المصلحة وإزالة المفسدة أنه يجوز ، ولو بلا إذن ، حتى ولو ترتب على عمله إتلاف بعض مال الغير ، كما في أفعال الخضر . السعدي
2ـ ما أبهمه الله فلا حاجة إلى أن نبحث عن تعيينه . فالقرية لم يعينها الله عزوجل . ابن عثيمين
3ـ عدم الكرم نقص في الإيمان كما في الحديث ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ) متفق عليه . ابن عثيمين
4ـ في قول موسى (لو شئت لاتخذت عليه أجرا) لا شك أنه أسلوب رقيق فيه عرض لطيف . ابن عثيمين
(قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا ـ 78)
1ـ أنه ينبغي للصاحب أن لايفارق صاحبه في حالة من الأحوال حتى يعتبه ويعذر منه . السعدي
2ـ أن موافقة الصاحب لصاحبه في غير الأمور المحذورة مدعاة وسبب لبقاء الصحبة وتأكدها ، كما أن عدم الموافقة سبب لقطع المرافقة . السعدي
(أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصباـ 79)
1ـ أن العمل يجوز في البحر كما يجوز في البر . السعدي
2ـ أن المسكين قد يكون له مال لا يبلغ كفايته ولا يخرج بذلك عن اسم المسكنة ، فأخبر الله أن هؤلاء لهم سفينة . السعدي
3ـ استعمال حسن الأدب مع الله تعالى في الألفاظ ، فالخضر أضاف عيب السفينة إلى نفسه . السعدي
(وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا ـ80ـ فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما ـ81)
1ـ الغالب أن الوالد يؤثّر على ولده ، ولكن قد يؤثر الولد على الوالد . ابن عثيمين
2ـ أن الله أراد أن يتفضل عليهما بمن هو أزكى منه في الدين ، وأوصل في صلة الرحم ، ويؤخذ منه أنه يقتل الكافر خوفا من أن ينشر كفره في الناس . ابن عثيمين
(وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك وما فعلته عن أمري ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا ـ 82)
1ـ أن العبد الصالح يحفظه الله في نفسه وفي ذريته . السعدي
2ـ أن خدمة الصالحين أو من يتعلق بهم أفضل من غيرها . السعدي
3ـ استعمال الأدب مع الله في الألفاظ ، فالخضر أضاف الخير إلى الله ( فأراد ربك) . السعدي
4ـ ما فعل الخضر كان بإلهام من الله وتوفيق ، لأنه فوق ما يدركه العقل البشري . ابن عثيمين .
5ـ أن هذه القضايا التي أجراها الخضر هي قدر محض أجراها الله وجعلها على يد هذا العبد الصالح ليستدل العباد على ألطافه في أقضيته ، وأنه يقدر على العبد أمورا يكرهها جدا وهي صلاح دينه كما في قضية الغلام ، أو هي صلاح دنياه كما في قضية السفينة . السعدي .
1ـ إطلاق الفتى على التابع . فتح الباري
2ـ سبب قوله هذا أن الله أوحى إلى موسى أن عبدا لنا هو أعلم منك عند مجمع البحرين ، فسار موسى إليه طلبا للعلم . ابن عثيمين
3ـ جواز أخذ الخادم في الحضر والسفر ، لكفاية المؤن وطلب الراحة . السعدي
4ـ أن المسافر لطلب علم أو جهاد أونحوه ، إذا اقتضت المصلحة الإخبار بمطلبه وأين يريده ، فإنه أكمل من كتمه فإن في إظهاره فوائد من الاستعداد له عدته وإتيان الأمر على بصيرة وإظهار الشوق لهذه العبادة الجليلة . ابن سعدي
(فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما فاتخذ سبيله في البحر سربا ـ61)
1ـ أضاف الفعل إليهما مع أن الناسي هو الفتى وليس موسى ، ولكن القوم إذا كانوا في شأن واحد نسب فعل الواحد منهم أو القائل إلى الجميع ، ونسيان الحوت نسيان ذهول وليس نسيان ترك ، وهذا من حكمة الله وهو علامة لموسى أنك متى فقدت الحوت فثّم الخضر . والحوت قد اتخذ طريقه في البحر سربا ، والسرب هو السرداب أي أنه يشق الماء ولا يتلاءم عليه وهذا من آيات الله وكذلك كونه ميتا ثم صار حيا . ابن عثيمين
(فلما جاوزا قال لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا ـ62 )
1ـ جواز إخبار الإنسان عما هو من مقتضى طبيعة النفس من نصب أو جوع أو عطش إذا لم يكن على وجه التسخط وكان صدقا . السعدي
2ـ استحباب إطعام الإنسان خادمه من مأكله وأكلهما جميعا . السعدي
3ـ طواعية الخادم لمخدومه ، وجواز الإخبار بالتعب ويلحق به الألم من مرض ونحوه ، إذا كان على غير سخط ، وفيه جواز طلب القوت والضيافة . فتح الباري
4ـ أن المعونة تنزل على العبد على حسب قيامه بالمأمور به ، وأن الموافق لأمر الله يعان مالا يعان غيره . السعدي
5ـ هذا من آيات الله فقد سارا قبل ذلك مسافة طويلة ولم يتعبا ، ولما جاوزا المكان الذي فيه الخضر تعبا سريعا من أجل ألا يتماديا في البعد عن المكان . ابن عثيمين
(قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجباـ 63)
1ـ قيام العذر بالمرة الواحدة وقيام الحجة بالثانية . فتح الباري
2ـ إضافة الشر وأسبابه إلى الشيطان على وجه التسويل والتزيين ، وإن كان الكل بقضاء الله وقدره . السعدي
3ـ أن محل العجب أن الماء سيال يمر به هذا الحوت ولم يتلاءم الماء عليه . ابن عثيمين
(قال ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصاـ 64 ـ فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما ـ65)
1ـ استحباب الحرص على الازدياد من العلم والرحلة فيه ، ولقاء المشايخ وتجشم المشاق في ذلك ، والاستعانة في ذلك بالاتباع . فتح الباري
2ـ فضيلة العلم والرحلة في طلبه وأنه أهم الأمور ، كما فعل موسى . السعدي
3ـ البداءة بالأهم فالأهم ، فإن زيادة العلم وعلم الإنسان أهم من ترك ذلك والاشتغال بالتعليم من دون تزود من العلم ، والجمع بين الأمرين أكمل . السعدي
4ـ أن ذلك العبد وهو الخضرالذي لقياه ليس نبيا بل عبدا صالحا لأنه وصفه بالعبودية وذكر منة الله عليه بالرحمة والعلم ولم يذكر رسالته ولا نبوته ، ولو كان نبيا لذكر ذلك ، وأما قوله (وما فعلته عن أمري ) فإنه لا يدل على أنه نبي وإنما يدل على الإلهام والتحديث ، كما لأم موسى والنحل . السعدي
5ـ أن العلم الذي يعلمه الله لعباده نوعان : علم مكتسب يدركه العبد بجده واجتهاده ، وعلم لدّنيّ يهبه الله لمن يمن عليه من عباده . السعدي
6ـ النصوص تدل على أن الخضر ليس برسول ولا نبي إنما هو عبد صالح أعطاه الله كرامات ليبين أن موسى لا يحيط بكل شىء علما ، وأنه يفوته من العلم شىء كثير . ابن عثيمين ... واختار الإمام ابن باز أنه نبي لقوله (وما فعلته عن أمري)
7ـ علم الخضر هو علم الغيب وليس علم نبوة ولكنه علم خاص ، حيث أطلعه الله على معلومات لا يطلع عليها البشر . ابن عثيمين
(قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمنِ مما علمت رشدا ـ66)
1ـ التأدب مع المعلم وخطاب المتعلم إياه ألطف خطاب ، بخلاف ما عليه أهل الجفاء أو الكِبر الذي لا يظهر للمعلم افتقاره إلى علمه ، فالذل للمعلم وإظهار الحاجة إلى تعليمه من أنفع شىء للمتعلم . السعدي
2ـ تواضع الفاضل للتعلم ممن دونه ، فموسى بلا شك أفضل من الخضر ، فعلى هذا لا ينبغي للفقيه المحدث إذا كان قاصرا في أحد العلوم أن لا يتعلمه ممن مهر فيه وإن لم يكن محدثا ولا فقيها . السعدي
3ـ أدب موسى مع الخضر وتواضعه مع أفضليته ! ، وفي هذا دليل أن على طالب العلم أن يتلطف مع شيخه وأستاذه ، وأن يعامله بالإكرام . ابن عثيمين
4ـ كل إنسان أعطاه الله علما ينبغي أن يفرح أن يؤخذ منه هذا العلم ، لأن العلم الذي يؤخذ من الإنسان في حياته ينتفع به بعد وفاته كما ورد في حديث (أو علم ينتفع به ) صحيح مسلم . ابن عثيمين
5ـ إضافة العلم وغيره من الفضائل لله تعالى ، والإقرار بها وشكره عليها . السعدي
6ـ أن العلم النافع هو العلم المرشد إلى الخير ، وما سوى ذلك فإما أن يكون ضارا أو ليس فيه فائدة . السعدي
(قال إنك لن تستطيع معي صبرا ـ 67 ـ وكيف تصبر على مالم تحط به خبرا ـ68)
1ـ أن من ليس له قوة الصبر على صحبة العالم والعلم وحسن الثبات على ذلك أنه يفوته من العلم بحسب عدم صبره ، فمن لا صبر له لا يدرك العلم ، ومن استعمل الصبر ولازمه أدرك به كل أمر سعى إليه . السعدي
2ـ أن السبب الكبير لحصول الصبر إحاطة الإنسان علما وخبرة بذلك الأمر الذي أُمر بالصبر عليه ، وإلا فالذي لا يدري غايته وثمرته ليس عنده سبب الصبر . السعدي
(قال ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا ـ 69ـ قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شىء حتى أحدث لك منه ذكرا ـ70ـ)
1ـ الأمر بالتأني والتثبت وعدم المبادرة إلى الحكم على الشىء حتى يعرف ما يراد منه وما هو مقصود . السعدي
2ـ تعليق الأمور المستقبلية التي من أفعال العباد بالمشيئة . السعدي
3ـ أن العزم على فعل الشىء ليس بمنزلة فعله ، فإن موسى قال : (ستجدني إن شاء الله صابرا) فوطّن نفسه على الصبر ولم يفعل . السعدي
4ـ أن المعلم إذا رأى المصلحة في إيزاعه للمتعلم أن يترك الابتداء في السؤال عن بعض الأشياء حتى يكون المعلم هو الذي يوقفه عليها . السعدي
5ـ فيه توجيه من معلم لمن يتعلم منه ألا يتعجل في الرد على معلمه ، بل ينتظر حتى يحدث له بذلك ذكرا ، وهذا من آداب المتعلم ألا يتعجل في الرد حتى يتبين الأمر . ابن عثيمين
(فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها قال أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا ـ 71)
1ـ جواز ركوب البحر في غير الحالة التي يخاف منها . السعدي
2ـ في قوله (فانطلقا) الفاعل موسى والخضر ، وسكت عن الفتى ، والذي يظهر ـ والله أعلم ـ أنه كان تابعا ، لكن لم يكن له تعلق بالمسألة ، فطوي ذكره . ابن عثيمين
3ـ أن موسى كان شديدا قويا في ذات الله ، فهو أنكر على الخضر ، وبين أن فعله ستكون عاقبته الإغراق ، وزاده توبيخا بقوله (لقد جئت شيئا إمرا) . ابن عثيمين
(قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا ـ 72 ـ قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا ـ73)
1ـ أن الناسي غير مؤاخذ بنسيانه ، لا في حق الله ولا في حق العباد . السعدي
2ـ أنه ينبغي للإنسان أن يأخذ من أخلاق الناس ومعاملاتهم العفو منها وما سمحت به أنفسهم ، لا أن يكلفهم ما لا يطيقون لأنه مدعاة إلى النفور والسآمة . السعدي
3ـ أن الإنسان ينسى ما سبق ، من شدة وقع ذلك في النفس . ابن عثيمين
(فانطلقا حتى إذا لقيا غلاما فقتله قال أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا ـ 74 )
1ـ أن الأمور تجري أحكامها على ظاهرها ، وتعلق بها الأحكام الدنيوية في الأموال والدماء وغيرها ، فظاهر هذه الأمور أنها من المنكر ، وموسى لا يسعه السكوت عنها في غير هذه الحال التي صحب عليها الخضر ، فاستعجل عليه السلام ، وبادر إلى الحكم ولم يلتفت إلى هذا العارض الذي يوجب عليه الصبر وعدم المبادرة إلى الإنكار . السعدي
2ـ القاعدة الكبيرة الجليلة وهو أنه يدفع الشر الكبير بارتكاب الشر الصغير ، ويراعى أكبر المصلحتين بتفويت أدناهما ، فإن قتل الغلام شر ، ولكن بقاءه حتى يفتن أبويه عن دينهما أعظم شرا منه ، فالخير ببقاء دين أبويه وإيمانهما خير من بقائه دون قتل وعصمته . السعدي
3ـ أن الغلام الصغير تكتب له الحسنات ولا تكتب له السيئات فهو زكي . ابن عثيمين
4ـ عبارة ( لقد جئت شيئا نكرا ) أشد من الأولى لأن خرق السفينة قد يكون به الغرق وقد لا يكون وهذا هو الذي حصل ، فلم تغرق السفينة ، أما قتل النفس فهو منكر حادث ما فيه احتمال . ابن عثيمين
5ـ أن القتل من أكبر الذنوب . السعدي
6ـ أن القتل قصاصا غير منكر لقوله (بغير نفس) . السعدي
(قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا ـ 75 ـ قال إن سألتك عن شىء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا ـ76)
1ـ شدة لوم الخضر لموسى ، لأنه قال له (ألم أقل لك) ولم يقلها في الأولى ، يعني أن الخطاب ورد عليك ورودا لا خفاء فيه ، ومع ذلك خالفت . ابن عثيمين
2ـ في قول موسى ( فلا تصاحبني ) إشارة إلى أنه يرى أن الخضر أعلى منه منزلة وإلا لقال (فلا أصاحبك) ! . ابن عثيمين
(فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه قال لو شئت لاتخذت عليه أجراـ 77ـ)
1ـ القاعدة الكبيرة هي أن عمل الإنسان في مال غيره إذا كان على وجه المصلحة وإزالة المفسدة أنه يجوز ، ولو بلا إذن ، حتى ولو ترتب على عمله إتلاف بعض مال الغير ، كما في أفعال الخضر . السعدي
2ـ ما أبهمه الله فلا حاجة إلى أن نبحث عن تعيينه . فالقرية لم يعينها الله عزوجل . ابن عثيمين
3ـ عدم الكرم نقص في الإيمان كما في الحديث ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ) متفق عليه . ابن عثيمين
4ـ في قول موسى (لو شئت لاتخذت عليه أجرا) لا شك أنه أسلوب رقيق فيه عرض لطيف . ابن عثيمين
(قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا ـ 78)
1ـ أنه ينبغي للصاحب أن لايفارق صاحبه في حالة من الأحوال حتى يعتبه ويعذر منه . السعدي
2ـ أن موافقة الصاحب لصاحبه في غير الأمور المحذورة مدعاة وسبب لبقاء الصحبة وتأكدها ، كما أن عدم الموافقة سبب لقطع المرافقة . السعدي
(أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصباـ 79)
1ـ أن العمل يجوز في البحر كما يجوز في البر . السعدي
2ـ أن المسكين قد يكون له مال لا يبلغ كفايته ولا يخرج بذلك عن اسم المسكنة ، فأخبر الله أن هؤلاء لهم سفينة . السعدي
3ـ استعمال حسن الأدب مع الله تعالى في الألفاظ ، فالخضر أضاف عيب السفينة إلى نفسه . السعدي
(وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا ـ80ـ فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما ـ81)
1ـ الغالب أن الوالد يؤثّر على ولده ، ولكن قد يؤثر الولد على الوالد . ابن عثيمين
2ـ أن الله أراد أن يتفضل عليهما بمن هو أزكى منه في الدين ، وأوصل في صلة الرحم ، ويؤخذ منه أنه يقتل الكافر خوفا من أن ينشر كفره في الناس . ابن عثيمين
(وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك وما فعلته عن أمري ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا ـ 82)
1ـ أن العبد الصالح يحفظه الله في نفسه وفي ذريته . السعدي
2ـ أن خدمة الصالحين أو من يتعلق بهم أفضل من غيرها . السعدي
3ـ استعمال الأدب مع الله في الألفاظ ، فالخضر أضاف الخير إلى الله ( فأراد ربك) . السعدي
4ـ ما فعل الخضر كان بإلهام من الله وتوفيق ، لأنه فوق ما يدركه العقل البشري . ابن عثيمين .
5ـ أن هذه القضايا التي أجراها الخضر هي قدر محض أجراها الله وجعلها على يد هذا العبد الصالح ليستدل العباد على ألطافه في أقضيته ، وأنه يقدر على العبد أمورا يكرهها جدا وهي صلاح دينه كما في قضية الغلام ، أو هي صلاح دنياه كما في قضية السفينة . السعدي .