( فغفرنا له ذلك ) إلامَ يعود اسم الإشارة هنا ؟

حسين بن محمد

فريق إشراف ملتقى الكتب
إنضم
08/09/2008
المشاركات
934
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
القاهرة
الموقع الالكتروني
www.tafsir.net
01.png


بعد حمد الله سبحانه ؛ قال عز من قائل في قصة الخصمين مع داود عليه السلام ( سورة ص : 24 - 25 ) :

"
105.gif
106.gif
107.gif
108.gif
109.gif
110.gif
111.gif
112.gif
113.gif
115.gif
116.gif
117.gif
118.gif
119.gif
120.gif
121.gif
122.gif
123.gif
"

وجدت - فيما اطلعت عليه - اتفاقا في إعراب اسم الإشارة هنا مفعولا به عائدا على ما جرى من داود عليه السلام ؟

لكن : ما قول الأفاضل في اعتباره مبتدأً محذوف الخبر ، يعود على الأمر قبله ؟

نفع الله بكم وبارك فيكم .
 
وبالمناسبة فقد جوّز أبو البقاء العكبري أن يكون خبرَ مبتدأٍ مضمرٍ، أي: الأمر ذلك وأي حاجة إلى هكذا؟ الإملاء 2/21 ونقله السمين الحلبي في الدر 9/372
 
على إعراب (ذلك) مبتدأ، يكون الوقف على ((فغفرنا له))
ثم يبتدئ القارئ: ((ذلك وإن له عندنا...)) كما في قوله تعالى: ((ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له...)) ((ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها)) فيكون متعلقاً بما بعده.
ولا يخفى ما فيه من التكلف​
 
بارك الله فيكم يا شيخ محمد ، ما أشار إليه العكبري هو ما قصدتُ ، مع اختلاف اعتباره مبتدأ خبر مضمر ، أو خبر مبتدأ مضمر ، فالمعنى قريب . وقد وجدت عبارته في ( التبيان ) قال : " وذلك : مفعول ( غفرنا ) . وقيل : خبر مبتدأ ؛ أي الأمر ذلك " . [ التبيان للعكبري / 1099 ح البجاوي ، ط الحلبي ] ، فجزاك الله خيرا إذ نبهتني لها .
أعني أن اسم الإشارة يعود إلى المصدر المفهوم من الفعل ( غفر ) ، والواو مستأنفة ، كأن المعنى : ذلك الغفران في الدنيا ، وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب في الآخرة .

أما الفعل ( غفر ) فقد وقع كثيرا في القرآن بتقدير مفعوله :
قال عز وجل : ((( قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ))) [ القصص : 16 ] .
ومثلها في القرآن : ( واغفر لنا ) ، ( يغفر لمن يشاء ) ، ( لم يكن الله ليغفر لهم ) ، ( وإن تغفر لهم ) ، ( لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا ) ، ( ربنا اغفر لي ولوالدي ) ، ( ويغفر لكم ) . دون تعدٍ لمفعول ، أو بتقديره .

هذا من جهة التعلق اللفظي . أما من جهة الابتداء باسم الإشارة ، فهو أكثر ما وقع في القرآن ؛ قال الشيخ عُضَيمة رحمه الله :
" أكثر مواقع اسم الإشارة في القرآن كان مبتدأً ، فهذا هو الكثير الغالب في أسلوب القرآن . ويلي ذلك المجرور بالحرف ، وبالإضافة ، والمفعول به ، واسم ( إن ) وأخوتها . وجاء اسم الإشارة في مواضع قليلة اسما لكان وأخوتها ، وفاعلا ونائب فاعل ، ومنادى ، وخبرا للمبتدأ ، ونعتاً " [ دراسات لأسلوب القرآن ، القسم الثالث ، 1 / 162 ] .

وفي السورة نفسها : ( هذا وإن للطاغين لشر مآب ) [ ص : 55 ] ؛ أي هذا للمؤمنين .

وقد عجبتُ لتعقب الحلبي : " وأي حاجة إلى هكذا ؟! " .

وجزى الله خيرا فضيلة الدكتور أحمد الرويثي على مشاركته ، وأسألكم : ما وجه التكلف في هذا ؟​
 
وجزاكم خيراً أخي الكريم على هذا النقاش المفيد
التكلف الذي أقصده هنا هو من الجانب التفسيري وليس الإعرابي.
قال الإمام الطبري رحمه الله: (( ((( فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ ))) فعفونا عنه، وصفحنا له عن أن نؤاخذه بخطيئته وذنبه ذلك
((( وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى ))) يقول: وإن له عندنا للقُرْبة منا يوم القيامة.
وبنحو الذي قلنا في قوله((( فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ ))) قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة((( فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ ))) الذنب)).اهـ.
وهذا المعنى هو الذي جرى عليه أكثر المفسرين المتقدمين والمتأخرين فيما أعلم.
إلا أنني وجدتُ الشيخ ابن عاشور رحمه الله ذكر في تفسيره ما يفيد إعرابه (ذلك) مبتدأ فقال:
((وَاسْمُ الْإِشَارَةِ فِي قَوْلِهِ: (((فَغَفَرْنا لَهُ ذلِكَ))) إِلَى مَا دَلَّتْ عَلَيْهِ خُصُومَةُ الْخَصْمَيْنِ مِنْ تَمْثِيلِ مَا فَعَلَهُ دَاوُدُ بِصُورَةِ قَضِيَّةِ الْخَصْمَيْنِ، وَهَذَا مِنْ لَطَائِفِ الْقُرْآنِ إِذْ طَوَى الْقِصَّةَ الَّتِي تَمَثَّلَ لَهُ فِيهَا الْخَصْمَانِ ثُمَّ أَشَارَ إِلَى الْمَطْوِيِّ بِاسْمِ الْإِشَارَةِ، وَأَتْبَعَ اللَّهُ الْخَبَرَ عَنِ الْغُفْرَانِ لَهُ بِمَا هُوَ أَرْفَعُ دَرَجَةً وَهُوَ أَنَّهُ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ عِنْدَ اللَّهِ الْمَرْضِيِّ عَنْهُمْ وَأَنَّهُ لَمْ يُوقَفْ بِهِ عِنْد حد الْغُفْرَانِ لَا غَيْر)). اهـ
ولعله تبع في ذلك بعض المعربين، واتباع المعربين في كل ما يُجوِّزون من الأوجه الإعرابية لا ينبغي أن يعتمد عليه إذا خالف ما عليه المفسرون من السلف.
قال الإمام ابن الجزري رحمه الله ((ليس كل ما يتعسفه بعض المعربين أو يتكلفه بعض القراء ، أو يتأوله بعض أهل الأهواء مما يقتضي وقفاً وابتداءً ينبغي أن يتعمد الوقف عليه، بل ينبغي تحري المعنى الأتم والوقف الأوجه، وذلك نحو الوقف على (((وارحمنا أنت))) ، والابتداء (((مولانا فانصرنا))) على معنى النداء ونحو (((ثم جاءوك يحلفون))) ثم الابتداء (((بالله إن أردنا))) ونحو (((وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يابني لا تشرك))) ثم الابتداء (((بالله إن الشرك))) على معنى القسم...)) إلخ كلامه رحمه الله
فالمعنى الأتم والوقف الأوجه ما اقتصر عليه الطبري وغيره، ولم يذكر السيوطي في الدر المنثور عن السلف سواه، والله أعلم.

 
بارك الله فيكم د. أحمد على النقل، وإن كنا لم نتبين مذهبكم
وأظن أن الوقوف على له غير سديد، ولا أدري من قال به قبل ابن عاشور، ومع ذلك، فهو من الناحية اللغوية مرجوح
ولا سواء مع الآيات الأخرى {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ }الحج30
{ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ }الحج32
{ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ }الحج60
و (ذلك) وظيفتها هنا الاستفتاح وابتداء الكلام، ولا مكان لهذا في آية (ص) بل يكون الكلام ركيكا
ويحتاج الأمر - مع ذلك - أن نرجع إلى القصة الصحيحة، لا الإسرائيليات.
 
عودة
أعلى