محمد محمود إبراهيم عطية
Member
( يوم العاشر من ذي الحجة )
يوم النحر هو يوم الحج الأكبر ، وروى أحمد وأبو داود عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " إِنَّ أَعْظَمَ الْأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمُ النَّحْرِ ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ "[SUP][1] [/SUP].ومن فضائله أن فيه أربعة أعمال للحاج هي : رمي جمرة العقبة ؛ ثم النحر أو الذبح ؛ ثم الحلق أو التقصير ؛ ثم الطواف بالبيت والسعي بعده للمتمتع ، وكذا للقارن والمفرد إذا لم يكونا سعيا مع طواف القدوم . والأفضل أن يرتب هذه الأعمال الأربعة لفعله صلى الله عليه وسلم ؛ فإن قدَّم الحاج بعض هذه الأعمال على بعض فلا حرج ، لثبوت الرخصة عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك ، ففي الصحيحين عَنْ عَبْدِ اللهِ ابْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رَضِي اللَّه عَنْهمَا - قَالَ : وَقَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ بِمِنًى لِلنَّاسِ يَسْأَلُونَهُ ، فَجَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ لَمْ أَشْعُرْ فَحَلَقْتُ قَبْلَ أَنْ أَنْحَرَ ؟ فَقَالَ : " اذْبَحْ وَلَا حَرَجَ " ثُمَّ جَاءَهُ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ لَمْ أَشْعُرْ فَنَحَرْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ ! فَقَالَ : " ارْمِ وَلَا حَرَجَ " قَالَ : فَمَا سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ شَيْءٍ قُدِّمَ وَلا أُخِّرَ إِلا قَالَ:"افْعَلْ وَلَا حَرَجَ"[SUP][2] .[/SUP]
وفيهما عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِي اللَّه عَنْهمَا - أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قِيلَ لَهُ فِي الذَّبْحِ وَالْحَلْقِ وَالرَّمْيِ وَالتَّقْدِيمِ وَالتَّأْخِيرِ ، فَقَالَ: " لا حَرَجَ "[SUP][3] [/SUP]. فدل ذلك كله على التيسير والتسهيل والرحمة والرفق بالحاج في هذه الأمور .
وفي هذا اليوم يقرب الحجيج هديهم ، والمسلمون الذين لم يذهبوا للحج يقربون أضاحيهم ؛ وأفضل ما يتقرب به إلى الله تعالى في هذا اليوم : إهراق الدم .
1 – رواه أحمد : 4 / 350 ، وأبو داود ( 1765 ) ، والنسائي في الكبرى ( 4098 ) عن عبد الله بن قرط وإسناده صحيح ، وصححه ابن خزيمة ( 2866، 2917، 2966 ) والحاكم : 4 / 221 ، ووافقه الذهبي .
[2] البخاري ( 85 ) ، ومسلم ( 1306 ) .
[3] البخاري ( 1734 ) ، ومسلم ( 1307 ) .