فضرب بينهم بسور له باب !!! ما الحكمة في وجود هذا الباب ؟؟

إنضم
03/03/2007
المشاركات
344
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
الإقامة
الرياض
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
يقول ربنا تعالى في سورة الحديد
rb.gif
يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ
lb.gif
13.gif


هل من سبب لوجود هذا الباب؟؟ هل فيه دليل على أن هناك من يمر من هذا الباب بعد ضرب السور ؟؟ وهل ضرب السور يكون بعد تمايز المؤمنين من المنافقين

رأيت ابن عاشور يقول قريبا من هذا إذ يقول :
وَلَعَلَّ جَعْلَ الْبَابِ فِي سُورٍ وَاحِدٍ فِيهِ مَعَ ذَلِكَ لِيَمُرَّ مِنْهُ أَفْوَاجُ الْمُؤْمِنِينَ الْخَالِصِينَ مِنْ وُجُودِ مُنَافِقِينَ بَيْنَهُمْ بِمَرْأًى مِنَ الْمُنَافِقِينَ الْمَحْبُوسِينَ وَرَاءَ ذَلِكَ السُّورِ تَنْكِيلًا بِهِمْ وَحَسْرَةً حِينَ يُشَاهِدُونَ أَفْوَاجَ الْمُؤْمِنِينَ يُفْتَحُ لَهُمُ الْبَابُ الَّذِي فِي السُّورِ لِيَجْتَازُوا مِنْهُ إِلَى النَّعِيمِ الَّذِي بِبَاطِنِ السُّورِ.​

هذا يعني ان السور يضرب قبل تمايز الصفين ،ثم يوضع السور ببابه فيمر المؤمنون من بين المنافقين و على مرآهم، لكن أليست الآية تدل على أن السور يضرب بعد تمايز المؤمنين من الكفار ؟؟​

هل من مشاركة ؟​
 
هذه المشاركة للرفع لأنه لم يتم بعد الرد عليها من أهل الاختصاص بارك الله بكم.
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قال تعالى في أول سورة الحديد : { يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ(13) } سورة الحديد
قال الشيخ إسماعيل حقي الإستانبولي الحنفي الخلوتيرحمه الله في (تفسير روح البيان):<<{انظُرُونَا} أي انتظرونا يقولون ذلك لما أن المؤمنين يسرع بهم إلى الجنة كالبروق الخاطفة على ركاب تزف بهم وهؤلاء مشاة، أو انظروا إلينا، فإنهم إذا نظروا إليهم استقبلوهم بوجوههم فيستضيئون بالنور الذي بين أيديهم، فانظرونا على هذا الوجه من باب الحذف والإيصال لأن النظر بمعنى الأبصار لا يتعدى بنفسه وإنما يتعدى بإلى، وقرأ حمزة أَنظِرونا من النظرة وهي الإمهال على أن تأنيهم في المضي ليلحقوا بهم إنظار لهم وإمهال>>
وهنا-والله أعلم-يضرب بالسور
ثم قال صاحب (روح البيان): ({لَّهُ} أي لذلك السور {بَابُ} يدخل فيه المؤمنون، فيكون السور بينهم باعتبار ثاني الحال أعني بعد الدخول لا حين الضرب {بَاطِنُهُ} أي باطن السور أو الباب {فِيهِ الرَّحْمَةُ} لأنه يلي الجنة {وَظَـاهِرُه مِن قِبَلِهِ} أي من جهته وعنده {الْعَذَابُ} لأنه يلي النار>>
قال ابن كثيررحمه الله في (تفسيره): (وقول كعب الأحبار إن الباب المذكور في القرآن هو باب الرحمة الذي هو أحد أبواب المسجد، فهذا من إسرائيلياته وترهاته، وإنما المراد بذلك سور يضرب يوم القيامة ليحجز بين المؤمنين والمنافقين، فإذا انتهى إليه المؤمنون دخلوه من بابه، فإذا استكملوا دخولهم أغلق الباب وبقي المنافقون من وراءه فى الحيرة والظلمة والعذاب كما كانوا في الدار الدنيا في كفر وجهل وشك وحيرة(.</SPAN></SPAN>
وقد تكلم الشيخ الألبانيرحمه اللهعلى هذه الآثار التي بمعنى قول كعب الأحبار في (السلسلة الضعيفة) (5663) فقال (وبالجملة ؛ فهذه الأحاديث - مع ضعف أسانيدها - منكرة من حيث متونها ؛ لمخالفتها لما قبل الآية المذكورة وما بعدها ... فهذا السياق(يعني سياق الآيات) صريح بأن ضرب السور إنما هو يوم القيامة . وأن ( السور ) حائط بين الجنة والنار ؛ كما رواه ابن جرير عن قتادة وغيره .
وهو الصحيح ؛ كما قال ابن كثير .
وما أحسن ما قاله الشوكاني في هذه الآثار :
(( ولا يخفاك أن تفسير السُّوْر المذكور في القرآن في هذه الآية بهذا السور
الكائن ببيت المقدس فيه من الإشكال ما لا يدفعه مقال ، ولا سيما بعد زيادة قوله : " باطنه فيه الرحمة " : المسجد؛ فإن هذا غير ما سيقت له الآية، وغير ما دلت عليه، وأين يقع بيت المقدس أو سوره بالنسبة إلى السور الحاجز بين فريقي المؤمنين والمنافقين، وأي معنى لذكر مسجد بيت المقدس ههنا، فإن كان المراد أن الله سبحانه ينزع سور بيت المقدس ويجعله في الدار الآخرة سوراً مضروباً بين المؤمنين والمنافقين؛ فما معنى تفسير باطن السور وما فيه من الرحمة بالمسجد ؟!
وإن كان المراد أن الله يسوق فريقي المؤمنين والمنافقين إلى بيت المقدس، فيجعل المؤمنين داخل السور في المسجد، ويجعل المنافقين خارجه؛ فهم إذ ذاك على الصراط وفي طريق الجنة وليسوا ببيت المقدس. فإن كان مثل هذا التفسير ثابتاً عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبلنا وآمنا به، وإلا فلا كرامة ولا قبول ".
 
بورك فيكم
ظهور التمايز بين الفريقين ظاهر من قولهم " انظرونا نقتبس من نوركم " وأما تمام الممايزة والمباينة فحاصلة بضرب السور ، وأما السبب في وجود الباب أو في كون أحد يدخل منه بعد ضرب السور فهو من الأمور الغيبية التي لم تصرح الآية بها، ولكن الآية تعطي محاولة المنافقين اللحاق بالمؤمنين ، وأن هذه المحاولة قطع طمعهم فيها بعد ضرب السور ، فهل ضُرِبَ السور وكان بابه ليدخل المؤمنون فيحصل تمام التمايز ؟ أو ضُرِبَ بعد سبقهم للمنافقين وانفصالهم عنهم فتكون فائدته قطع طمع المنافقين في اللحاق بالمؤمنين وليس لدخول المؤمنين من بابه ؟
وأما الطاهر ابن عاشور فقد قال في كلام سابق لما نقله الأخ عبد الرحمن ( أي ضرب بينهم سورٌ للحجز به بين المنافقين والمؤمنين ، خلقه الله ساعتئذٍ قطعاً لأطماعهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون) ثم ذكر تجويزات واحتمالات ليست في قوة ما بدأ به ، وكان منها إشارته لاحتمال كون الآية كلها خارجة مخرج التمثيل ، ثم أشار بعد ذلك إلى احتمال أن كون الباب في السور ليمر منه المؤمنون أمام أعين المنافقين فيزدادون حسرة وألما ولهذا صدر كلامه ب( لعل) ، ثم إن هذا الاحتمال الذي ذكره لا يلزم منه كون السور ضرب بعد تمايزهم بل هو والله أعلم تصوير للاحتمال المذكور ولطريقة حصوله إذا كان صحيحا لا إلى وقت حصوله . والله أعلم
 
يُخرِج الله تعالى من استحق دخول النار من المؤمنين ويدخلهم الجنة. ويكون ذلك على مر الدهور غير المحددة لتفاوت الاستحقاقات.
قد يشير وجود الباب إلى هذا الأمر، أي أن السد فيه باب سيمر منه كل من أخذ عقابه.
 
عودة
أعلى