محمد محمود إبراهيم عطية
Member
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ، صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما .
أما بعد :
فعبر التاريخ كان للرؤيا شأن في حياة الأمم أفرادا وجماعات ، فقد كان لها تأثير في رائيها ، وربما انسحب الأثر على مجتمعه كله إن كان حاكما ؛ ففرعون قتل أولاد بني إسرائيل لرؤيا رآها ، وعبرت له بأنه سيولد في بني إسرائيل من سيكون زوال ملكه على يديه ؛ فكان موسى عليه السلام ، والقصة معروفة .
وتغيرت في مصر أحوال برؤيا رآها ملك مصر وعبرها له يوسف عليه السلام ، وترتب على ذلك ما كان من تولية يوسف عليه السلام خزائن مصر ، فأحيا الله تعالى به البلاد والعباد وتفادى الناس مجاعة محققة .
وخرج صاحبا يوسف في السجن من السجن ، أحدهما إلى الإكرام بالقرب من الملك ، والآخر إلى الإهانة بصلبه وأكل الطير من رأسه .. لرؤيا عبرها لهما يوسف عليه السلام .
ولو تتبع أحد أحداث التاريخ لوجد للرؤيا أثرًا بالغًا في حياة الناس ؛ ذلك لأن الرؤيا من الغيب الذي يريد الله تعالى كشفه للناس قبل وقوعه لحكمة يريدها ، وهو العليم الحكيم .
وليس تعبير الرؤى ضربًا من الخيال ، أو نسجًا من الشعوذة ، وإنما علم التعبير علم شريف لطيف ، علَّمه الله تعالى أنبياءه وبعض خلقه ؛ وليس كل أحد يحسنه .
وقد أشكل على الناس أمور مما يتعلق بالرؤيا ؛ فأردت بهذه الرسالة أن أبيَّن فصولا من الرؤيا توضح معالمها ، وترفع إشكالات ظهرت عند البعض حولها ، وتشرح آدابها ، ليكون المرء على بينة من أمره فيها ، فلا يحزن لحلم رآه من تحزين الشيطان ، وإنما يستعيذ بالله تعالى ، وينفث عن شماله ، ويقوم فيصلي ، ولا يقصه على أحد ؛ فإنه لا يضره ؛ كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم .
وكذلك لا يسارع هو بتعبير رؤيا ظاهرها مكروه ، فقد تكون علامة على بشرى لا يقف هو عليها ، وإنما يعرضها على عالم بتعبير الرؤى ليقف على حقيقة تأويلها ؛ كما أن هناك نوعا آخر من الرؤى ، وهو الرؤيا من تحديث النفس ، وهذه لا تفسير لها ، وكذلك أضغاث الأحلام ، التي يختلط فيها الأمور ، ولا يذكر صاحبها منها شيئا يمكن أن يكون مفهوما ، فإنها ليس لها تأويل أيضا .
لهذا ستتناول هذه الرسالة الفصول الآتية :
تعريف الرؤيا
أهمية الرؤيا وتعلم تعبيرها
أقسام الرؤى
آداب الرؤيا والحلم
أصدق الرؤى
من تحلَّم كاذبا
من الذي يعبر الرؤيا ؟
الرؤيا في القرآن
أمثلة للرؤى من السنة
أمثلة من تعبير المعبرين
والله أسأل أن ينفع بها ، وأن يتقبلها مني ، وأن يجعل لها القبول في الأرض ؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه ، لا رب غيره ولا أرجو إلا خيره ، عليه توكلت وإليه أنيب ، وصلى الله وسلم وبارك على النبي محمد وعلى آله .
أما بعد :
فعبر التاريخ كان للرؤيا شأن في حياة الأمم أفرادا وجماعات ، فقد كان لها تأثير في رائيها ، وربما انسحب الأثر على مجتمعه كله إن كان حاكما ؛ ففرعون قتل أولاد بني إسرائيل لرؤيا رآها ، وعبرت له بأنه سيولد في بني إسرائيل من سيكون زوال ملكه على يديه ؛ فكان موسى عليه السلام ، والقصة معروفة .
وتغيرت في مصر أحوال برؤيا رآها ملك مصر وعبرها له يوسف عليه السلام ، وترتب على ذلك ما كان من تولية يوسف عليه السلام خزائن مصر ، فأحيا الله تعالى به البلاد والعباد وتفادى الناس مجاعة محققة .
وخرج صاحبا يوسف في السجن من السجن ، أحدهما إلى الإكرام بالقرب من الملك ، والآخر إلى الإهانة بصلبه وأكل الطير من رأسه .. لرؤيا عبرها لهما يوسف عليه السلام .
ولو تتبع أحد أحداث التاريخ لوجد للرؤيا أثرًا بالغًا في حياة الناس ؛ ذلك لأن الرؤيا من الغيب الذي يريد الله تعالى كشفه للناس قبل وقوعه لحكمة يريدها ، وهو العليم الحكيم .
وليس تعبير الرؤى ضربًا من الخيال ، أو نسجًا من الشعوذة ، وإنما علم التعبير علم شريف لطيف ، علَّمه الله تعالى أنبياءه وبعض خلقه ؛ وليس كل أحد يحسنه .
وقد أشكل على الناس أمور مما يتعلق بالرؤيا ؛ فأردت بهذه الرسالة أن أبيَّن فصولا من الرؤيا توضح معالمها ، وترفع إشكالات ظهرت عند البعض حولها ، وتشرح آدابها ، ليكون المرء على بينة من أمره فيها ، فلا يحزن لحلم رآه من تحزين الشيطان ، وإنما يستعيذ بالله تعالى ، وينفث عن شماله ، ويقوم فيصلي ، ولا يقصه على أحد ؛ فإنه لا يضره ؛ كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم .
وكذلك لا يسارع هو بتعبير رؤيا ظاهرها مكروه ، فقد تكون علامة على بشرى لا يقف هو عليها ، وإنما يعرضها على عالم بتعبير الرؤى ليقف على حقيقة تأويلها ؛ كما أن هناك نوعا آخر من الرؤى ، وهو الرؤيا من تحديث النفس ، وهذه لا تفسير لها ، وكذلك أضغاث الأحلام ، التي يختلط فيها الأمور ، ولا يذكر صاحبها منها شيئا يمكن أن يكون مفهوما ، فإنها ليس لها تأويل أيضا .
لهذا ستتناول هذه الرسالة الفصول الآتية :
تعريف الرؤيا
أهمية الرؤيا وتعلم تعبيرها
أقسام الرؤى
آداب الرؤيا والحلم
أصدق الرؤى
من تحلَّم كاذبا
من الذي يعبر الرؤيا ؟
الرؤيا في القرآن
أمثلة للرؤى من السنة
أمثلة من تعبير المعبرين
والله أسأل أن ينفع بها ، وأن يتقبلها مني ، وأن يجعل لها القبول في الأرض ؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه ، لا رب غيره ولا أرجو إلا خيره ، عليه توكلت وإليه أنيب ، وصلى الله وسلم وبارك على النبي محمد وعلى آله .
وكتبه
أفقر العباد إلى عفو رب البرية
محمد بن محمود بن إبراهيم عطية
أفقر العباد إلى عفو رب البرية
محمد بن محمود بن إبراهيم عطية