فرضية الوتر

إنضم
05/07/2014
المشاركات
305
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
العمر
56
الإقامة
مصر
في جلسات متعدد على بعض المنتديات وبعض المواقع،
كيف كان قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم في بداية الدعوة؟
كم (تحفظ/تحفظي) من القرآن الكريم؟ وكيف (تقوم/تقومي) به؟
كان الحديث متداولا بين المتابعين عن فرضية الوتر على أهل القرآن، وأن أكثر الناس لا يعلمون ذلك بل هناك من الناس من يحافظ على السنن الرواتب وهي نافلة بالاتفاق ولا يحافظ على الوتر، حتى كثير من العلماء والوعاظ لا يرون ذلك.

بل إن كثيرا من المشتغيلين بالقرآن يعلمون هذا الحديث ولا يعملون به.

يظن بعضهم أن الحديث غير مشهور ولا يعرفه أكثر أهل العلم.
الحديث رواه الإمام أحمد، والنسائي، وابن ماجه، أبو داود، وابن خزيمة، وابن حبان، والطبراني، وابن عدي، والدار قطني، وأبو نعيم، والبيهقي، وابن العربي، والمنذري، والنووي، وغيرهم.

يظن البعض الآخر أن الحديث فيه شك من جهة الإسناد.
وهذا صحيح قد ينطبق على بعض الطرق. لكن أكثر أهل التحقيق صححوا هذا الحديث. ويكفي أن تسأل أي أحد مهتم بعلم الحديث، أو أن تدخل على أي موقع يعتني بالتخريج لتطمئن على صحة الحديث.

يظن البعض أن الحديث مخالف للأصول التي بني عليها الإسلام، فقد بني على خمس ليس فيها الوتر، وهذا الحديث متعارض مع كثير من الأحاديث منها قوله صلى الله عليه وسلم: الوتر ليس بحتم، وغيرها من الأحاديث.
وبالفعل هناك تعارض بين هذه الأحاديث، لكن ليس من عادة أهل العلم أن يضعفوا حديثا تعارض مع آخر بل المتبع الجمع بينهما ما أمكن، والجمع سهل جدا فالأحاديث التي فيها أن الفروض خمسة أحاديث عامة لكل المسلمين، وأما الأحاديث التي أوجبت الوتر فأنها خاصة بأهل القرآن، فلا تعارض بينها.

بقيت لنا حجة قوية جدا جدا جدا، وأعتقد أنها السبب الرئيس في الخلاف الذي وقع بين العلماء، فالنصوص أوجبت على كل من نطق بالشهادتين أن يصلي الفرائض بداية من الفريضة التي دخل فيها الإسلام، وهذا وصف منضبط، نعلم به متى تجب الفريضة ومتى تسقط، فكيف نضبط أهل القرآن، بعد كم صفحة من الحفظ أو بعد كم سنة من الحفظ...، فليس عندنا ضابط نستطيع أن نعول عليه.

وهذا حق فقد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يحدد لنا من يجب عليه الوتر ومن لا يجب عليه الوتر. ومن هم أهل القرآن الذين يجب عليهم الوتر.
وما كان ربك نسيا.
وهنا نقول ندع الأمر على إطلاقه، كما أراد الله.
فمن أراد أن يكون من أهل القرآن، حتى لو كان لا يجيد القراءة ولا الكتابة ولا يحفظ من القرآن شيئا ولكنه أحب أن يكون مع أهل القرآن، فهو مع من أحب، فعليه أن يداوم على الوتر كما يداوم على الفريضة.

ومن بطأت به نفسه، حتى لو كان من المهرة بالقرآن، فهو اختار ما اختار، وله عاقبة ما اختار.

من خالف أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الأمر وفي غيره، ينبغي عليه أن يدرك أنه محتاج للطاعة - وخاصة إذا كانت يسيرة كالوتر -، أكثر مما يتصور، فالمسألة ليست حسنات وسيئات فقط، وإنما هي البركات، وإنما هي الرحمات، وإنما هي سكينة من الله، يقول البراء بن عازب رضي الله عنه: قرَأ رجلٌ الكهفَ، وفي الدارِ الدابَّةُ، فجعلَتْ تنفِرُ، فسلَّمَ، فإذا ضبابَةٌ، أو سَحابَةٌ، غشِيَتْه، فذكَره للنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: (اقرَأْ فُلانُ، فإنها السكينةُ نزلَتْ للقرآنِ، أو تنزَّلَتْ للقرآنِ)، رواه البخاري.

نفعني الله وإياكم بالذكر الحكيم،،،
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين...اما بعد...أخي المعتزبالله جزاك الله تعالى خيرا...أرجو ان تتقبل
مني النصيحة ان هذا الملتقى متخصص بعلوم القرآن وتفسيره...وان موضوع صلاة
الوتر هو من مواضيع الفقه...فمن الاولى الكتابة في منتديات الفقه...لإننا لحد الآن لم
نشبع علوم القرآن والتفسير بالبحث والشرح والتعليق....وانت أخي الكريم...متخصص
باللغة العربية ونحن نحتاج تخصصك لإن أغلبنا ضعفاء في اللغة وان لي مشاركة بعنوان
(فوائد لغوية) أتمنى عليك ان تساعدني بشرح تلك الفوائد بشرط ذكر أمثلة قرآنية
أخي الكريم...أرجو ان لا أثقلت عليك هذا الذي ذكرته رأي شخصي لك أن تأخذ به
او لا تأخذ...فأنت حر...والله تعالى أعلم.
 
اخي /البهيجي
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
لايوجد هنا في الملتقى قسم خاص بالفقه ، قال تعالى (يا ايها الذين امنوا ادخلوا في السلم كافة ) . يقول ابن كثير رحمه الله حول الاية (قول الله تعالى آمرا عباده المؤمنين به المصدقين برسوله أن يأخذوا بجميع عرى الإسلام وشرائعه والعمل بجميع أوامره وترك جميع زواجره ما استطاعوا من ذلك ) أنتهي . مشاراكات أخونا / المعتز الاخيره كانت حول مسائل فقهيه كتلاوة القران ، حفظ القران ،قيام الليل ، الاهتمام بالصلوات ، هي نوع قيم من التذكيروالتنوع المطلوب في طرح المشاراكات ، وله من الأهميه ، ما لايخفى عليك .
وطلبي من الاخ / معتز ، مشكورا ، التحضير الجيد ( كمسألة الوتر هل هو سنة مؤكده أم فرض ) ومن ثم الاختصار ماأمكن خشيه الإطاله .

والله اعلم
 
الأخوة الأعزاء: البهيجي، وعمر أحمد، والمتابعين:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أسعدتني مشاركتكما، وتلمست فيها روح الغيرة على الشريعة الغراء، فزادكم الله حرصا، ونفع بكم.

أعتذر عن تأخري في الرد لانشغالي، فلو قبلتم اعتذاري أكون ممونا منكم.
وأعترف أن موضوعي غير متكامل ويحتاج إلى مزيد إيضاح، سأوافيكم بذلك في القريب إن شاء الله تعالى.
 
التوضيح:

* يقول الله تعالى في آخر سورة المزمل وهي السورة التي نزلت في أول الدعوة وفرضت الوتر على رسول الله، يقول تعالى:{إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ}.
أول آيات نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم مطلع سورة العلق، فكلف بالقرآءة: {اقرأ باسم ربك}، ثم نزلت سورة القلم على الراجح فكلف فيها بقوله: {فلا تطع الكافرين}، وفي آخر السورة: {فاصبر}، ثم قال: {فسبح}، ثم نزلت المزمل فكان أول تكليف بدني: {قم الليل}، فأمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم وحده دون سائر المؤمنين، لكن الصحابة قاموا كما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنزلت آخر آية في سورة المزمل في المدينة - الآية السابقة - فخفف الله عن الصحابة وعنا بعدهم فننسخت بعض أحكام قيام الليل وجاءت بأحكام جديدة وهي:
1- الأمر بقيام الليل لطائفة وكرر ذلك مرتين في الآية فقال: {فاقرؤوا ما تيسر من القرآن}، ثم قال: {فاقرؤوا ما تيسر منه}، وواو الجماعة هنا إما يكون لعموم المسلمين وإما يكون للطائفة التي وردت في أول الآية، وقد بينت السنة أن الطائفة التي أشارت إليها الآية الكريمة هي أهل القرآن.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ اللَّهَ وترٌ يحبُّ الوترَ, أوتروا يا أَهلَ القرآنِ)), فقالَ أعرابيٌّ: ما يقولُ رسولُ اللهِ صلَّى الله عليْهِ وسلَّمَ؟ قالَ: ((ليسَ لَكَ ولاَ لأصحابِك)). رواه ابن ماجه وصححه الألباني.
فبين رسول الله صلى الله عليه وسلم للأعرابي أن هذا الأمر ليس للعوام بل هو للخواص وهم أهل القرآن.

2- ثم نسخت النصف والثلث والوقت الذي في أول السورة، إلى: {ما تيسر} فما هو أقل ما تيسر.
أكدت السنة على مشروعية أن يختار كل شخص ما يناسبه من حزب وورد ووقت، كل حسب طاقته.
ففي الحديث الآخر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الوترُ حقٌّ، فمن شاءَ أوترَ بخمسٍ ومن شاءَ أوترَ بثلاثٍ، ومن شاءَ أوترَ بواحدةٍ)). رواه النسائي وصححه الألباني.
وهل يقال حق للنوافل.
وقال: ((الوِترُ حقٌّ علَى كلِّ مسلِمٍ، فمَن شاءَ أوترَ بسَبعٍ، و مَن شاءَ أوترَ بخَمسٍ، ومن شاءَ بثَلاثٍ، و مَن شاءَ أوترَ بواحِدةٍ، فمن غُلِبَ فليُومِئْ إِيماءً)). رواه الألباني في صحيح الجامع.
ولا حظ كلمة: ((فمن غُلِبَ فليُومِئْ إِيماءً))، فهل يقال مثل ذلك على نافلة.
وجاءت السنة فحددت أن أقل قراءة في الوتر سورة الإخلاص، والأحاديث في ذلك مشهورة وكثيرة.
فعندنا أمر الله مؤكد مرتين وعندنا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، له روايات كثيرة جدا وألفاظ كثيرة.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم))، فهل صلاة ركعة واحدة وقراءة سورة الإخلاص، يطلق عليها شاقة. بل هي في وسع كل أحد ولا شك.
* أما أقوال العلماء فقد قال بالوجوب أبو حنيفة، وعنده الفرض مرتبة أعلى من الواجب، والصحيح أنه ليس بواجب على عموم المسلمين، بل هو واجب على خواصهم.
وقال الإمام أحمد: (من ترك الوتر عمداً فهو رجل سوء ولا ينبغي أن تقبل له شهادة).
وقال الباجي المالكي في شرح الموطأ: (وأما ترك المندوب إليه بما كان منه يتكرر ويتأكد كالوتر وركعتي الفجر وتحية المسجد وما قد واظب عليه الناس فإن أخل أحد بفعله مرة أو مراراً لعذر أو غير عذر فلا تسقط بذلك عدالة، وأما من أقسم أن لا يفعل أو تركه جملة فإن ذلك يسقط شهادته).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى الكبرى: (الوتر سنة مؤكدة باتفاق المسلمين، ومن أصر على تركه فإنه ترد شهادته).
* الأهم:
سأسلم لكم جدلا أن الوتر ليس بواجب، لأن القول بأنها نافلة قول قوي، وهو خلاف قديم معتبر بين الصحابة والتابعين إلى يومنا هذا، ولا ينبغي أن نفسد ما بيننا بسبب خلاف معتبر ولا حتى بسبب خلاف غير معتبر.
كنت إلى عهد قريب أجتهد في قيام الليل سنوات وأترك سنوات، أو أجتهد شهور وأترك شهور، أو أجتهد أيام وأترك أيام، وكان هذا حال كثير من أهل القرآن الذين أعرفهم، إلا من رحم الله، فبحثت عن سبب ذلك ووقفت أمام حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد سُئِلَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أيُّ الأعمالِ أحبُّ إلى اللهِ؟ قال: ((أدوَمُها وإن قلَّ)). وقال: ((اكلُفوا من الأعمالِ ما تُطيقون). رواه البخاري.
فأهمس في أذن من يرى أن الوتر نافلة أقول له داوم على الوتر وإن كان نافلة لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ أحبَّ العملِ إلى اللهِ تعالى أَدْوَمُه و إن قَلَّ)).
وأهمس في أذن من يجتهد في الوتر فأقول سيأتي يوم وتمل لا شك فعليك بأخذ رخصة رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: ((اكلَفوا من العملِ ما تُطيقون)).
يقول عبد الله بن عمرأنكَحَني أبي امرأةً ذاتَ حسَبٍ، فكان يتعاهَدُ كَنَّتَه فيَسألهُا عن بعلِها، فتقولُ: نِعمَ الرجلُ من رجلٍ، لم يَطَأْ لنا فِراشًا، ولم يَفتِشْ لنا كنَفًا مُذ أتَيناه، فلما طال ذلك عليه، ذكَر للنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال: ((القَني به)). فلَقِيتُه بعدُ، فقال: ((كيف تصومُ)). قلتُ: كلَّ يومٍ، قال: ((وكيف تَختِمُ)). قلتُ: كلَّ ليلةٍ، قال: ((صُمْ في كلِّ شهرٍ ثلاثةً، واقرَأِ القرآنَ في كلِّ شهرٍ). قال: قلتُ: أُطيقُ أكثرَ من ذلك، قال: ((صُمْ ثلاثةَ أيامٍ في الجمُعةِ). قلتُ: أُطيقُ أكثرَ من ذلك، قال: (أفطِرْ يومينِ وصُمْ يومًا). قال: قلتُ: أُطيقُ أكثرَ من ذلك، قال: ((صُمْ أفضلَ الصومِ، صومَ داودَ، صيامَ يومٍ وإفطارَ يومٍ، واقرَأْ في كلِّ سبعِ ليالٍ مرةً)). فلَيتَني قَبِلتُ رُخصَةَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وذاك أني كَبِرتُ وضَعُفتُ، فكان يَقرَأُ على بعضِ أهلِه السُّبعَ منَ القرآنِ بالنهارِ، والذي يَقرَؤه يَعرِضُه منَ النهارِ، ليكونَ أخَفَّ عليه بالليلِ، وإذا أراد أن يتقَوَّى أفطَر أيامًا، وأحصى وصام أيامًا مثلَهن، كراهيةَ أن يَترُكَ شيئًا فارَق النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عليه)، وراه البخاري.
فانظر أخيَّ قول ابن عمر: فليتني قبلت رخصة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكلف نفسك ما تطيق في الشيخوخة، ولا تكلف نفسك ما تطيق في الشباب، فمن مات على شيء بعث عليه.
 
أخي العزيز البهيجي،

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا،

الواضح أنك زكي جدا فبارك الله لك في زكائك، كيف أني درست اللغة؟

لكن لعلي أكون عند حسن ظنك فأنا ضعيف في اللغة.

أراء كل المتابعين تهمني وخاصة النقد، فلولا النفس اللوامة ما دخلنا الجنة وأنت تهدي لي عيوبي.

الموضوع مهم جدا لأنه في تفسير آية من كتاب الله، وكتاب الله نزل لنتدبره في قيام الليل، فلابد أن نحافظ على قيام الليل، وهذا أول تكليف للرسول صلى الله عليه وسلم، فالأمر جد خطير.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعنا بما فيه من الذكر الحكيم.
 
أخي عمر أحمد

نصيحتك مشكورة أدعو الله أن يجزل لك العطاء مضاعفا.
 
عودة
أعلى