عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة
New member
قوله تعالى
( وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا ) الكهف: 80
قوله ( فَخَشِينا ): أي فعلمنا.
قاله الجرجاني، ومقاتل، والفراء، والطبري، وابن قتيبة، والثعلبي، والبغوي، والواحدي( بسيط ).
وزاد الطبري: أنه يرهقهما.
قال القرطبي: قال ابن عباس أي فعلمنا.
وقال نجم الدين النيسابوري، والعز بن عبدالسلام: كرهنا، أو علمنا.
وزاد العز بن عبدالسلام: أو خفنا.
قال أبو الهلال العسكري في الوجوه والنظائر: وكذلك الخشية بمعنى العلم، قال الله: ( فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا ).
فقوله تعالى ( فخشينا أن يرهقهما ): أي فعلمنا.
وقال البصريون يقال خشيت الشيء بمعنى كرهته وبمعنى فزعت منه كما يقال للرجل أخشى أن يكون كذا وكذا أي أكره.
حكاه النحاس.
قال الأخفش: وأما ( فَخَشِينَا ): فمعناه: كَرِهنا.
وحكاه الواحدي في البسيط عن: قطرب.
قال مكي بن حموش في الهداية: فإذا كان من قول الله_ عز وجل_ فمعناه فعلمنا، كما يقال: طننت بمعنى علمت. وقيل: وقيل معناها فكرهنا...
قال الزجاج: وقوله (فخشينا) من كلام الخضر، وقال قوم لا يجوز أن يكون فخشينا عن الله، وقالوا دليلنا على أن فخشينا من كلام الخضر قوله ( فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا )،
ثم قال الزجاج _ رحمه الله_ وهذا جائز أن يكون عن الله عز وجل: (فخشينا)،
لأن الخشية من الله عز وجل معناه الكراهة، ومعناها من الآدميين الخوف.
انتهى
قال ابن قتيبة، والفراء، والثعلبي، وغيرهم: وهي فِي قراءة أُبَيّ ( بن كعب رضي الله عنه ) « فخافَ ربُّك أن يرهقهما ».
وعزاه الطبري، وغيره إلى مصحف عبدالله بن مسعود.
قال الفراء، والثعلبي: علم.
وزاد الفراء: ربُّك.
وقال يحيى بن سلام: تفسير فخاف ربك: فكره ربك.
قال أبو حيان الأندلسي : فخشينا أي: خفنا.
قال النحاس: والكلام في خفت وخشيت واحد.
قلت ( عبدالرحيم ): ومنه قوله تعالى ( فَمَنْ خَافَ مِن مُّوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ): قال السمرقندي، والواحدي، وأبو الهلال العسكري: أي علم.
قال السمعاني: الخوف ها هنا بمعنى العلم.
وزاد الواحدي في الوسيط: والخوف يستعمل بمعنى العلم، لأن في الخوف طرقا من العلم، وذلك أن القائل إذا قال: أخاف أن يقع أمر كذا. كأنه يقول: أعلم.
وقوله ( وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا ): خافت: قال مقاتل، ويحيى بن سلام: يعني علمت.
وقوله ( وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَن يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ ): فقوله ( إلا أن يخافا ): قال الفراء: أي إلا أن يعلما. وقوله ( فإن خفتم ): قال يحيى بن سلام: إن علمتم.
وقوله تعالى ( وَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى ): أي فإن علمتم أنكم لا تعدلوا في اليتيمة؛ باعتبار ما كان؛ وخفت الجور عليها طمعا في مالها؛ فاعدل إلى غيرها. قال ابن قتيبة في الغريب أي: فإن علمتم أنكم لا تعدلون بين اليتامى.
وقوله ( وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا ): قال يحيى بن سلام: يعني إن علمتم.
قال الألوسي: والمراد فإنعلمتم.
وقوله ( وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ): فسر المفسرون ( يخافون ): يعلمون.
حكاه النحاس.
قال يحيى بن سلام: يعني يعلمون ويستيقنون.
قال ابن قتيبة: لأن في الخشية، والمخافة طرفا من العلم.
قال النحاس: كما يقال ظننا بمعنى علمنا.
قلت ( عبدالرحيم ): ومنه قوله تعالى ( وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن نُّعْجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَن نُّعْجِزَهُ هَرَبًا ): قال أبو السعود، والألوسي: أي علمنا الآن.
وقال البغوي: علمنا وأيقنا.
قال الطبري: وأنا علما أن لن نُعجز الله في الأرض إن أراد بنا سوءا.
______
المصدر:
تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة، غريب القرآن لابن قتيبة، معاني القرآن، للأخفش، معاني القرآن للزجاج، معاني القرآن للفراء، معاني القرآن للنحاس، تفسير الطبري، التصاريف ليحيى بن سلام، تفسير أبي السعود، تفسير الألوسي، الكشف والبيان للثعلبي، الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي القيسي، الوسيط للواحدي، درج الدرر في تفسير الآي والسور للجرجاني، تفسير البغوي، إيجاز البيان عن معاني القرآن لنجم الدين النيسابوري، تفسير العز بن عبد السلام، تفسير السمرقندي، الوسيط للواحدي، تفسير السمعاني، الوجوه والنظائر لأبي الهلال العسكري، البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي.
كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
للاشتراك، للإبلاغ عن خطأ 00966509006424
( وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا ) الكهف: 80
قوله ( فَخَشِينا ): أي فعلمنا.
قاله الجرجاني، ومقاتل، والفراء، والطبري، وابن قتيبة، والثعلبي، والبغوي، والواحدي( بسيط ).
وزاد الطبري: أنه يرهقهما.
قال القرطبي: قال ابن عباس أي فعلمنا.
وقال نجم الدين النيسابوري، والعز بن عبدالسلام: كرهنا، أو علمنا.
وزاد العز بن عبدالسلام: أو خفنا.
قال أبو الهلال العسكري في الوجوه والنظائر: وكذلك الخشية بمعنى العلم، قال الله: ( فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا ).
فقوله تعالى ( فخشينا أن يرهقهما ): أي فعلمنا.
وقال البصريون يقال خشيت الشيء بمعنى كرهته وبمعنى فزعت منه كما يقال للرجل أخشى أن يكون كذا وكذا أي أكره.
حكاه النحاس.
قال الأخفش: وأما ( فَخَشِينَا ): فمعناه: كَرِهنا.
وحكاه الواحدي في البسيط عن: قطرب.
قال مكي بن حموش في الهداية: فإذا كان من قول الله_ عز وجل_ فمعناه فعلمنا، كما يقال: طننت بمعنى علمت. وقيل: وقيل معناها فكرهنا...
قال الزجاج: وقوله (فخشينا) من كلام الخضر، وقال قوم لا يجوز أن يكون فخشينا عن الله، وقالوا دليلنا على أن فخشينا من كلام الخضر قوله ( فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا )،
ثم قال الزجاج _ رحمه الله_ وهذا جائز أن يكون عن الله عز وجل: (فخشينا)،
لأن الخشية من الله عز وجل معناه الكراهة، ومعناها من الآدميين الخوف.
انتهى
قال ابن قتيبة، والفراء، والثعلبي، وغيرهم: وهي فِي قراءة أُبَيّ ( بن كعب رضي الله عنه ) « فخافَ ربُّك أن يرهقهما ».
وعزاه الطبري، وغيره إلى مصحف عبدالله بن مسعود.
قال الفراء، والثعلبي: علم.
وزاد الفراء: ربُّك.
وقال يحيى بن سلام: تفسير فخاف ربك: فكره ربك.
قال أبو حيان الأندلسي : فخشينا أي: خفنا.
قال النحاس: والكلام في خفت وخشيت واحد.
قلت ( عبدالرحيم ): ومنه قوله تعالى ( فَمَنْ خَافَ مِن مُّوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ): قال السمرقندي، والواحدي، وأبو الهلال العسكري: أي علم.
قال السمعاني: الخوف ها هنا بمعنى العلم.
وزاد الواحدي في الوسيط: والخوف يستعمل بمعنى العلم، لأن في الخوف طرقا من العلم، وذلك أن القائل إذا قال: أخاف أن يقع أمر كذا. كأنه يقول: أعلم.
وقوله ( وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا ): خافت: قال مقاتل، ويحيى بن سلام: يعني علمت.
وقوله ( وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَن يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ ): فقوله ( إلا أن يخافا ): قال الفراء: أي إلا أن يعلما. وقوله ( فإن خفتم ): قال يحيى بن سلام: إن علمتم.
وقوله تعالى ( وَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى ): أي فإن علمتم أنكم لا تعدلوا في اليتيمة؛ باعتبار ما كان؛ وخفت الجور عليها طمعا في مالها؛ فاعدل إلى غيرها. قال ابن قتيبة في الغريب أي: فإن علمتم أنكم لا تعدلون بين اليتامى.
وقوله ( وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا ): قال يحيى بن سلام: يعني إن علمتم.
قال الألوسي: والمراد فإنعلمتم.
وقوله ( وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ): فسر المفسرون ( يخافون ): يعلمون.
حكاه النحاس.
قال يحيى بن سلام: يعني يعلمون ويستيقنون.
قال ابن قتيبة: لأن في الخشية، والمخافة طرفا من العلم.
قال النحاس: كما يقال ظننا بمعنى علمنا.
قلت ( عبدالرحيم ): ومنه قوله تعالى ( وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن نُّعْجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَن نُّعْجِزَهُ هَرَبًا ): قال أبو السعود، والألوسي: أي علمنا الآن.
وقال البغوي: علمنا وأيقنا.
قال الطبري: وأنا علما أن لن نُعجز الله في الأرض إن أراد بنا سوءا.
______
المصدر:
تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة، غريب القرآن لابن قتيبة، معاني القرآن، للأخفش، معاني القرآن للزجاج، معاني القرآن للفراء، معاني القرآن للنحاس، تفسير الطبري، التصاريف ليحيى بن سلام، تفسير أبي السعود، تفسير الألوسي، الكشف والبيان للثعلبي، الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي القيسي، الوسيط للواحدي، درج الدرر في تفسير الآي والسور للجرجاني، تفسير البغوي، إيجاز البيان عن معاني القرآن لنجم الدين النيسابوري، تفسير العز بن عبد السلام، تفسير السمرقندي، الوسيط للواحدي، تفسير السمعاني، الوجوه والنظائر لأبي الهلال العسكري، البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي.
كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
للاشتراك، للإبلاغ عن خطأ 00966509006424