فتية الكهف ... كيف تقرضهم الشمس بعد غروبها (دعوة للمدارسة والنقاش)

إنضم
16/04/2016
المشاركات
124
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
العمر
59
الإقامة
الأردن
يقول تعالى في سورة الكهف : وترى الشمس اذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين واذا غربت تقرضهم ذات الشمال وهم في فجوة منه ذلك من ايات الله من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا (17)

كيف تقرضهم الشمس بعد غروبها؟ ؟؟
غربت اي غابت واختفت ولا تعني انها متجهة الى الغرب.
هل هذه هي المعجزة والآية الكبيرة المقصودة بقوله تعالى: (ام حسبت ان اصحاب الكهف والرقيم كانوا من اياتنا عجبا)(9)
 
قال ابن فارس في معجم مقاييس اللغة 421/4 مادة "غرب": " والغربة: البعد عن الوطن، يقال: غربت الدار. ومن هذا الباب: غروب الشمس، كأنه بعدها عن وجه الأرض. وشأو مغرب(16) ، أي بعيد. قال:أعهدك من أولى الشبيبة تطلب *** على دبر هيهات شأو مغرب(17)
ويقولون: "هل من مغربة خبر"، يريدون خبرا أتى من بعد..".
- نفهم منكلام ابن فارس هذا أن العرب تستعمل "غروب الشمس " بمعنى إبتعادها , مثلما تستعمله بمعنى إختفاؤها , وكأنه في الآية بمعنى ابتعادها عن الكهف, وذلك بتأهبها إلى "المغيب", وهذا هو المعنى الذي فهمه المفسرون من سياق الآيات الكريمة .وفي هذا المضمار سنكتفي بإيراد مثالين للإستشهاد : *قال القاسمي في تفسيره "محاسن التأويل 11/7 : "وَتَرَى الشَّمْسَ إِذا طَلَعَتْ أي صعدت عند طلوعها تَتَزاوَرُ أي تميل عَنْ كَهْفِهِمْ أي بابه ذاتَ الْيَمِينِ أي يمين الكهف. وَإِذا غَرَبَتْ أي هبطت للغروب تَقْرِضُهُمْ ذاتَ الشِّمالِ أي تقطعهم وتعدل عن سمت رؤوسهم إلى جهة الشمال..".

*وقال محمد أبو زهرة في " زهرة التفاسير"4505/9: "أي أنها إذا طلعت تميل عن الكهف متجهة ناحية اليمين فلا تمسهم الشمس بل تميل عن الكهف، لَا ينالهم إلا شعاع قليل منها، لَا تلفحهم بسخونة، بل يكون هادئا منيرا، وتسير الشمس من وراء الكهف من جنوبه، حتى تصل نازلة إلى الغروب، مائلة إليه، فتقرضهم على شمائلهم، كما تزاورت لهم عن أيمانهم في الصباح،".والله اعلم , وصلى الله وسلم على محمد وآله.
 
أما التفريق بين مقصدهم من "الغروب" ميلان الشمس اليه أو "مغيبها " تماما وراء الأفق, فهذا يرجع إلى مقتضيات السياق , والقرائن المصاحبة له, ففي هته الآية , يحتم السياق أن نفهم من "الغروب" معنى مصير الشمس نحو غروبها , بقرينة "تقرضهم" التي تعني تتركهم, تتجاوزهم, تمدهم "سلفا" من حرارتها , على اختلاف أقوال المفسرين , الا أن القرينة الجامعة في ذلك كله أن الشمس لن تفعل شيئا من ذلك اذا حملنا الغروب على معنى "مغيب الشمس" .ثم أن التعبير عن ارادة الوقوع بعبارة الوقوع نفسه معهود في كلام العرب مثل قوله تعالى " يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ..الآية 6: سورة المائدة..
قال الواحدي في "التفسير البسيط "576/7: " قال الزجاج: المعنى: إذا أردتم القيام إلى الصلاة، وإنما جاز ذلك لأن (في (2)) الكلام والاستعمال دليلًا على معنى الإرادة، ومثل ذلك قوله تعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ} [النحل: 98]، المعنى: إذا أردت أن تقرأ (3).
قال ابن الأنباري: وهذا كما تقول: إذا اتجرت فاتجر في البزّ، وإذا آخيت فآخ أهل الحسب. تريد إذا أردت التجارة، وإذا أردت مؤاخاة الناس."..
 
اخونا الحبيب مسعود
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما جاء في معجم مقاييس اللغة التي ذكرتم في مداخلتكم ما هو الا تأكيد على أن معنى (وإذا غربت) أي اختفت وغابت عن الانظار فلم تعد ترى:
1- غربت الدار اي ابتعدت بحيث لا ترى
2- شأو مغرب: متباعد باتجاه الغرب بحيث لا يرى.
كما لم يذكر في الاية الكريمة باب الكهف كما ذكر لبن فارس. (تزاور عن كهفهم) وليس باب كهفهم.
كما ذكر في المداخلة عبارة(عن يمين الكهف) والسؤال هنا هل للكهف يمين وشمال؟ ؟؟!!!

والقول بأن (الشمس تسير من وراء الكهف من جنوبه) ليس له اي سند من الايات الكريمات. فما ذلك الا تخيل قد جانب الصواب والله اعلم

ثم ذكر في المداخله (فتقرضهم على شمائلهم)؟؟؟؟ اي شمائل الفتية؟؟؟

والسؤال هنا (كيف يكون اليمين المذكور في الاية الكريمة هو يمين الكهف عند التحدث عن طلوع الشمس واثرها على الكهف... ثم يصبح شمال الفتية عند التحدث عن غروب الشمس...؟؟؟
اما ما جاء في المداخله بأن لفظة (تقرضهم) هي القرينة التي تؤكد معنى إتجاه الشمس للغرب تاركة الفتية في كهفهم ؟؟؟؟؟؟
تقرضهم حسب ما هو مذكور في لسان العرب من القطع اي تقطعهم ولا تعني تنقطع عنهم
كما وتعني تمدهم وتزودهم (بأشعتها) دون ان يكون لهم حق فيه (بعد غياب الشمس)
(القرض : ان يأخذ الشخص ما ليس حقا له) مثل قرض البنك.

اخي مسعود
اذا كانت الشمس تشرق عليهم وتغرب حسب الناموس الكوني الذي خلقه الله.
واعتاد الناس على هذا الشروق والغروب كونه يتكرر كل يوم وليلة. حتى اصبحت من الامور الطبيعية التي اعتاد الناس عليها.

فما هو المقصود بقوله تعالى (ذلك من ايات الله)
اذا كان كل شئ طبيعيا.... فما هي الاية اذا؟ ؟؟
 
أما قوله تعالى: (وَإِذَا غَرَبَتْ):
قال تعالى:
{فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاء اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى}[طه:130]
{فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوب}[ق:39]
{حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَاذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا}[الكهف:86]
غرب (لسان العرب)
الغَرْبُ والـمَغْرِبُ: بمعنى واحد. ابن سيده: الغَرْبُ خِلافُ الشَّرْق، وهو الـمَغْرِبُ.
وقوله تعالى: رَبُّ الـمَشْرِقَيْن ورَبُّ الـمَغْرِبَيْنِ؛ أَحدُ الـمَغْرِبين: أَقْصَى ما تَنْتَهي إِليه الشمسُ في الصيف، والآخَرُ: أَقْصَى ما تَنْتَهِي إِليه في الشتاءِ؛ وأَحدُ الـمَشْرقين: أَقْصى ما تُشرِقُ منه الشمسُ في الصيف، وأَقْصَى ما تُشْرِقُ منه في الشتاءِ؛ وبين المغرب الأَقْصَى والـمَغْربِ الأَدْنى مائةٌ وثمانون مَغْرباً، وكذلك بين الـمَشْرقين. التهذيب: للشمس مَشْرِقانِ ومَغْرِبانِ: فأَحدُ مشرقيها أَقْصَى الـمَطالع في الشتاءِ، والآخَرُ أَقصى مَطالعها في القَيْظ، وكذلك أَحدُ مَغْرِبَيْها أَقصى الـمَغارب في الشِّتاءِ، وكذلك في الجانب الآخر.
وقوله جَلَّ ثناؤُه: فلا أُقْسِمُ برَبِّ الـمَشارق والـمَغارِب؛ جَمعَ، لأَنه أُريد أَنها تُشْرِقُ كلَّ يومٍ من موضع، وتَغْرُبُ في موضع، إِلى انتهاءِ السنة.
وفي التهذيب: أَرادَ مَشْرِقَ كلِّ يوم ومَغْرِبَه، فهي مائة وثمانون مَشْرقاً، ومائة وثمانون مغْرِباً. والغُرُوبُ: غُيوبُ الشمس. غَرَبَتِ الشمسُ تَغْرُبُ غُروباً ومُغَيْرِباناً: غابَتْ في الـمَغْرِبِ؛ وكذلك غَرَبَ النجمُ، وغَرَّبَ.
يتبين لنا من الآيات الكريمات ومعجم لسان العرب بأن فعل ((غَرَبَتْ)) فعل ماضي يدل على فترة زمنية تبدأ بعد غياب الشمس واختفاءها عن الأنظار، أما مرحلة ما قبل غياب الشمس واختفاءها (مرحلة الغروب) فقد بينها سبحانه وتعالى بقوله (قبل غروبها، وقبل الغروب)
 
وقوله تعالى: (تَّقْرِضُهُمْ) فقد جاء في لسان العرب:
(والقَرْضُ والقِرْضُ: ما يَتَجازَى به الناسُ بينهم ويَتَقاضَوْنَه، وجمعه قرُوضٌ، وهو ما أَسْلَفَه من إِحسانٍ ومن إِساءة، وهو على التشبيه؛ قال أُمية بن أَبي الصلت:
كلُّ امْرِئٍ سَوْفَ يُجْزَى قَرْضَه حَسَناً، أَو سَيِّئاً، أَو مَدِيناً مِثْلَ ما دانا
وقال تعالى: وأَقْرِضُوا اللّه قَرْضاً حَسَناً. ويقال: أَقْرَضْتُ فلاناً وهو ما تُعْطِيهِ لِيَقْضِيَكَه. وكلُّ أَمْرٍ يَتَجازَى به الناسُ فيما بينهم، فهو من القُروضِ. الجوهري: والقَرْضُ ما يُعْطِيه من المالِ لِيُقْضاه، والقِرْضُ، بالكسر، لغة فيه؛ حكاها الكسائي.)
وجاء في معجم المقاييس:
(القاف والراء والضاد أصلٌ صحيحٌ، وهو يدلُّ على القطع. يقال: قَرَضت الشيءَ بالمقراض. والقَرْض ما تُعطيه الإنسانَ من مالك لتُقْضَاه،وكأنَّه شيء قد قطعتَه من مالك. والقِراض في التِّجارة، هو من هذا، وكأنَّ صاحب المال قد قَطَع من ماله طائفةً وأعطاها مُقارِضَهُ ليتّجر فيها.) وعليه يصبح معنى تقرضهم أي تعطيهم جزءاً من شعاعها.
 
عودة
أعلى