فاذكروني أذكركم

إنضم
01/12/2010
المشاركات
29
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين...وبعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يقول ربي سبحانه وتعالى : ((( فاذكروني أذكركم واشكروا لىِ ولاتكفرون ))) آية152سورة البقرة
وقفت عند هذه الآيه وقلت من نحن حتى يذكرنا ربُنا ..مانحن إلا عبيد من عبيده وخلقاً من خلقه ..بَشر ضعاف مفتقرون إليه ليس له حاجة فينا حتى يذكرنا ..بل حوائجنا كلها مرفوعة إليه لا يقضيها إلا هو سبحانه ..
قرأت كلام جميل في تفسير هذه الآيه أنقله لكم نصاً :::​

من فوائد هذه الايةالكريمه.......
$$ وجوب ذكر الله تعالى للأمر به,, مطلق الذكر واجب: يجب على كل انسان أن يذكر ربه , بل كل مجلس يجلسه الإنسان ولا يذكر الله فيه ولا يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم إلا كان عليه تره - اي خساره _ وحسرة يوم القيامه فالعبد مأمور بذكر الله تعالى.

$$ أن من ذَكر الله ذكرهُ الله لقوله تعالى(( أذكركم)) وكون الله يذكرك أعظم من كونك تذكره , ولهذا قال تعالى في الحديث القدسي { من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي , ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه}
وذكر الله يكون بالقلب وباللسان وبالجوارح,,,
فالأصل ذكر القلب كما قال صلى الله عليه وسلم(ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله , وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب)
فذكر الله تعالى باللسان او الجوارح بدون القلب قاصر جدا كجسد بلا روح,,وصفة الذكر في القلب التفكر في آيات الله ومحبته وتعظيمه والإنابة اليه والخوف منه والتوكل عليه وغيرها من اعمال القلوب..
وأما ذكر الله باللسان فهو النطق بكل قول يقرب الى الله..
وأما ذكر الله بالجوارح فبكل فعل يقرب الى القيام : القيام في الصلاة , الركوع , الزكاة , وكلها ذكر لله تعالى.

$$ فضيلة الذكر لأن به يحصل ذكر الله للعبد وذكر الله للعبد امر له شأن كبير وعظيم .
$$ وجوب الشكر (( واشكروا لي)) والشكر يكون بالقلب وباللسان وبالجوارح ولا يكون الا في مقابلة نعمة فسببه اخص من سبب الحمد ومتعلقه اعم من متعلق الحمد , فيختلفان إذا من حيث السبب , ويختلفان من حيث المتعلق , سبب الحمد كمال المحمود وانعام المحمود , فإذا كان سببه انعام المحمود كان الحمد من الشكر , اما الشكر فسببه واحد وهو نعمة المشكور , واما متعلق الحمد فيكون باللسان فقط , واما متعلق الشكر فثلاثة يكون باللسان والقلب والجوارح...
فالشكربالقلب ان يعتقد الانسان بقلبه ان هذه النعمة من الله عز وجل , فيحب الله تعالى لهذا الانعام , فان الانسان اذا شعر بأن هذه النعمة من الله تعالى احب الله لان النفوس مجبولة على محبة من يحسن اليها...
واما الشكر باللسان بان يتحدث الانسان بنعمه تعالى لا افتخارا بل شكرا (( وأما بنعمة ربك فحدث)) الضحى
واما الشكر بالجوارح بان يقوم الانسان بطاعة الله ويصرف هذه النعمة لما جعلت له, فإن هذا من شكر النعمة.
$$ وجوب ملاحظةالاخلاص, لقوله تعالى(( واشكروا لي)) يعني مخلصين لله تعالى عز وجل, لأن الشكر طاعة, والطاعة لابد فيها من الأخلاص لقوله تعالى(( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا )) الكهف
$$ تحريم كفر النعمة لقوله تعالى(( ولاتكفرون)) ولهذا اذا انعم الله على عبده نعمة , فإنه يحب ان يرى اثر نعمته عليه ,,فاذا انعم الله عليه بعلم فان الله تعالى يحب من هذا العالم ان يظهر اثر هذه النعمة عليه..
* على سلوكه هو بنفسه بحيث يكون معروفا بعلمه وعمله به
* ينشر علمه ماستطاع سواء كان ذلك على وجه العموم او الخصوص
* ان يدعو الى الله على بصيرة بحيث انه في كل مجال يمكن ان يتكلم في الدعوة الى الله بقدر مايستطيع حتى في المجالس الخاصه.

تفسير القران العظيم / المجلد الثاني / سورة البقره
لفضيلة الشيخ العلامه // محمد بن صالح العثيمين ....... رحمه الله وغفر له


انتهى الكلام المنقول ,,,

ومن لديه أي إضافات فلا يبخل علينا بها ...

░◄▓ وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين ¤ وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه ▓►░​
 
بارك الله لكم
قال الإمام الرازي رحمه الله في قوله تعالي ( فاذكروني أذكركم) :
اذكروني بطاعتي أذكركم برحمتي.
اذكروني بالثناء والطاعة أذكركم بالثناء والنعمة.
اذكروني في الدنيا أذكركم في الآخرة.
اذكروني في الخلوات أذكركم في الفلوات.
اذكروني في الرخاء أذكركم في البلاء.
اذكروني بطاعتي أذكركم بمعونتي.
اذكروني بمجاهدتي أذكركم بهدايتي.
اذكروني بالصدق والإخلاص أذكركم بالخلاص ومزيد الاختصاص.
اذكروني بالربوبية في الفاتحة أذكركم بالرحمة والعبودية في الخاتمة.

 
من تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ)
{ فَٱذْكُرُونِيۤ أَذْكُرْكُمْ وَٱشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ }

قوله تعالى: { فَٱذْكُرُونِيۤ أَذْكُرْكُمْ } أَمْرٌ وجوابُه، وفيه معنى المجازاة فلذلك جُزم. وأصل الذِّكر التَّنبه بالقلب للمذكور والتيقظ له. وسُمي الذِّكر باللسان ذِكراً لأنه دلالة على الذكر القلبي؛ غير أنه لما كثر إطلاق الذكر على القول اللساني صار هو السابق للفهم.

ومعنى الآية: ٱذكروني بالطاعة أذكركم بالثواب والمغفرة؛ قاله سعيد بن جبير. وقال أيضاً: الذكر طاعة الله؛ فمن لم يطعه لم يذكره وإن أكثر التسبيح والتهليل وقراءة القرآن، وروي عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: " من أطاع الله فقد ذكر الله وإن أقلّ صلاته وصومه وصنيعه للخيرَ ومن عصى الله فقد نسي الله وإن كثّر صلاتَه وصومَه وصنيعَه للخير " ذكره أبو عبد اللَّه محمد بن خُوَيْزِ مَنْداد في «أحكام القرآن» له. وقال أبو عثمان النَّهْدِي: إني لأعلم الساعة التي يذكرنا الله فيها؛ قيل له: ومن أين تعلمها؟ قال يقول الله عز وجل: { فَٱذْكُرُونِيۤ أَذْكُرْكُمْ }. وقال السُّدِّي: ليس من عبدٍ يذكر الله إلا ذكره الله عز وجل، لا يذكره مؤمن إلا ذكره الله برحمته، ولا يذكره كافر إلا ذكره الله بعذاب. وسُئل أبو عثمان فقيل له: نذكر الله ولا نجد في قلوبنا حلاوة؟ فقال: ٱحمدوا الله تعالى على أن زَيّن جارحة من جواركم بطاعته. وقال ذو النُّون المصري رحمه الله: من ذكر الله تعالى ذِكراً على الحقيقة نَسِيَ في جنب ذكره كل شيء، وحفظ الله عليه كل شيء، وكان له عوضاً من كل شيء. وقال معاذ بن جبل رضي الله عنه: ما عمل ٱبن آدم من عمل أنجى له من عذاب الله من ذكر الله. والأحاديث في فضل الذكر وثوابه كثيرة خرّجها الأئمة. روى ٱبن ماجه " عن عبد اللَّه بن بُسر: أن أعرابيًّا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إن شرائع الإسلام قد كثرت عليّ فأنبئني منها بشيء أتشبّث به؛ قال: «لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله عز وجل» " وخرّج عن أبي هريرة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله عز وجل يقول أنا مع عبدي إذا هو ذكرني وتحرّكت بي شفتاه " وسيأتي لهذا الباب مزيد بيان عند قوله تعالى:
{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً }
[الأحزاب: 41] وأن المراد ذكر القلب الذي يجب ٱستدامته في عموم الحالات.

قوله تعالى: { وَٱشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ } قال الفَرّاء يقال: شكرتك وشكرت لك، ونصحتك ونصحت لك؛ والفصيح الأوّل. والشكر معرفة الإحسان والتحدّث به؛ وأصله في اللغة الظهور؛ وقد تقدّم. فشكر العبد لله تعالى ثناؤه عليه بذكر إحسانه إليه، وشكر الحق سبحانه للعبد ثناؤه عليه بطاعته له؛ إلا أن شكر العبد نطقٌ باللسان وإقرارٌ بالقلب بإنعام الربّ مع الطاعات.

قوله تعالى: { وَلاَ تَكْفُرُونِ } نَهْيٌ؛ ولذلك حُذفت منه نون الجماعة، وهذه نون المتكلم. وحذفت الياء لأنها رأس آية، وإثباتها أحسن في غير القرآن؛ أي لا تكفروا نعمتي وأيادي. فالكفر هنا ستر النعمة لا التكذيب.
 
ومن تفسير التحرير والتنوير/ ابن عاشور (ت 1393 هـ)

http://javascript<b></b>:ReadAyah_onclick()
{ فَٱذْكُرُونِيۤ أَذْكُرْكُمْ وَٱشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ }

الفاء للتفريع عاطفة جملة الأمر بذكر الله وشكره على جمل النعم المتقدمة أي إذ قد أنعمت عليكم بهاته النعم فأنا آمركم بذكري.

وقوله: { فاذكروني أذكركم } فعلان مشتقان من الذكر بكسر الذال ومن الذكر بضمها والكل مأمور به لأننا مأمورون بتذكر الله تعالى عند الإقدام على الأفعال لنذكر أوامره ونواهيه قال تعالى:
{ والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم }
[آل عمران: 135] وعن عمر بن الخطاب أفضل من ذكر الله باللسان ذكر الله عند أمره ونهيه ـــ، ومأمورون بذكر اسم الله تعالى بألسنتنا في جمل تدل على حمده وتقديسه والدعوة إلى طاعته ونحو ذلك، وفي الحديث القدسي: " وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه ".

والذكر في قوله: { أذكركم } يجيء على المعنيين، ولا بد من تقدير في قوله: { فاذكروني } على الوجهين لأن الذكر لا يتعلق بذات الله تعالى فالتقدير اذكروا عظمتي وصفاتي وثنائي وما ترتب عليها من الأمر والنهي، أو اذكروا نعمي ومحامدي، وهو تقدير من دلالة الاقتضاء، وأما { أذكركم } فهو مجاز، أي أعاملكم معاملة من ليس بمغفول عنه بزيادة النعم والنصر والعناية في الدنيا، وبالثواب ورفع الدرجات في الآخرة، أو أخلق ما يفهم منه الناس في الملأ الأعلى وفي الأرض فضلكم والرضى عنكم، نحو قوله
{ كنتم خير أمة }
[آل عمران: 110]، وحسن مصيركم في الآخرة، لأن الذكر بمعنييه الحقيقيين مستحيل على الله تعالى. ثم إن تعديته للمفعول أيضاً على طريق دلالة الاقتضاء إذ ليس المراد تذكر الذوات ولا ذكر أسمائها بل المراد تذكر ما ينفعهم إذا وصل إليهم وذكر فضائلهم.

وقوله: { واشكروا لي } أمر بالشكر الأعم من الذكر من وجه أو مطلقاً، وتعديته للمفعول باللام هو الأفصح وتسمى هذه اللام لام التبليغ ولام التبيين كما قالوا نصح له ونصحه كقوله تعالى:
{ فتعساً لهم }
[محمد: 8] وقول النابغة:شَكَرتُ لك النُّعْمَى وأثنيتُ جاهداً وعطَّلْتُ أَعراض العُبَيْدِ بنِ عَامروقوله: { ولا تكفرون } نهي عن الكفران للنعمة، والكفران مراتب أعلاها جحد النعمة وإنكارها ثم قصد إخفائها، ثم السكوت عن شكرها غفلة وهذا أضعف المراتب وقد يعرض عن غير سوء قصد لكنه تقصير.

قال ابن عرقة: «ليس عطف قوله: { ولا تكفرون } بدليل على أن الأمر بالشيء ليس نهياً عن ضده وذلك لأن الأمر بالشكر مطلق (أي لأن الأمر لا يدل على التكرار فلا عموم له) فيصدق بشكره يوماً واحداً فلما قال { ولا تكفرون } أفاد النهي عن الكفر دائماً» اهــــ، يريد لأن الفعل في سياق النهي يعم، مثل الفعل في سياق النفي لأن النهي أخو النفي.
 
قال الألوسي:وكم من فرق بين قوله تعالى للمحمديين : { فاذكرونى أَذْكُرْكُمْ } [ البقرة : 152 ] وبين قوله للإسرائليين : { اذكروا نِعْمَتِى التى أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ } [ البقره : 40 ] وبين ما حكى عن الحبيب من قوله : { لاَ تَحْزَنْ إِنَّ الله مَعَنَا } [ التوبه : 0 4 ] وبين ما حكاه عن الكليم من قوله : { إِنَّ مَعِىَ رَبّى سَيَهْدِينِ } [ الشعراء : 2 6 ] .
بارك الله بأختنا الفقيرة لعفو ربها. وغفر الله لنا ولها.
 
بارك الله لكم
قال الإمام الرازي رحمه الله في قوله تعالي ( فاذكروني أذكركم) :
اذكروني بطاعتي أذكركم برحمتي.
اذكروني بالثناء والطاعة أذكركم بالثناء والنعمة.
اذكروني في الدنيا .............الخ

إضافه جميلة أعجبتني ,أول مرة أقرأها ..
جزاك الله الفردوس الاعلى وبارك فيك


 
قال الألوسي:وكم من فرق بين قوله تعالى للمحمديين : { فاذكرونى أَذْكُرْكُمْ } [ البقرة : 152 ] وبين قوله للإسرائليين : { اذكروا نِعْمَتِى التى أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ } [ البقره : 40 ] وبين ما حكى.....الخ .
بارك الله بأختنا الفقيرة لعفو ربها. وغفر الله لنا ولها.

اللهم آمين...وجزاك الله الفردوس الأعلى
على هذه اللـفتـه الجميله
 
عودة
أعلى