فاتحَةُ الكتابِ والسَّبْعُ المَثاني

محمد يزيد

Active member
إنضم
24/01/2012
المشاركات
534
مستوى التفاعل
26
النقاط
28
العمر
44
الإقامة
الجزائر
بسم1(1)
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)}
‏وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليله؛ صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الكرام وصحابته الطيبين الطاهرين ومن اتبعهم ‏بإحسان.

أنقل في هذا المنشور اجتهادًا مني كان منذُ ستِّ سنواتٍ لتلمُّس معاني فاتحة الكتاب وإيجازها بعبارة سهلة، وجمع أسماء الله وصفاته حسب ورودها في القرآن وتوزيعها على آيات وكلمات السورة المباركة.
___​
ما من موضوع وددت أن أكتب فيه إلا ووجدت شدَّ أسري وقَوْدي بالتدرج إلى الافتتاح بفاتحة الكتاب، بل إن فيها أصل الموضوع كلِّه وافياً شافيا، وهذه آية عظيمة باهرة، وإذا تدبرتَها وجدْت فيها حقائق الوجود كلها:

1. المعرفة التامة بالله جل شأنه من أصول الأسماء الحسنى والصفات العلا.
2. علمَ كلِّ شيءٍ من العالمين مجموعاً في معاني كلماتها العظيمة الجليلة فسبْحان من جعلها أمَّ كتابه.
3. تأريخاً مرتباً ببلاغة معجزةٍ لما حدث وما هو حادث منذ ما قبل الخلق إلى أن يصير المكلَّفون المبلَّغون بحسابٍ ودونه إلى جنةٍ أو نار نسأل الله فردوسه ونعوذ بوجهه الكريم من النار.
 
وبتفصيل آخر؛ جمعَتْ أمُّ الكتاب سبعة مواضيع قد تكونُ بعضًا من المثاني المستنبطة من آياتها السبع، أوْ جامعةَ المثاني، والله أعلم:

1. الله *** العالمون
2. قبل الخلق وعلمه *** بعد الخلق وحفظه
3. أسماء الله الحسنى وصفاته *** مراتب الخلق وصفاتهم
4. القيامة والحساب *** الدنيا والتكليف
5. الصراط المستقيم *** السُّبل
6. الفائزون *** الخاسرون
7. الثواب والجنة *** العقاب والنار
 
وفيها تجد كل معاني أسماء الله الحسنى المذكورة في القرآن الكريم (تسعة وتسعين اسمًا):

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1)
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)

  • الموجودات: لا تعدو أن تكون أحد اثنين الله أو العالمين.
  • مِن قَبْل خلق العالمين؛ وجب الحمد لله[SUP]1[/SUP] الحي[SUP]2[/SUP] الأحد[SUP]3 [/SUP]الصمد[SUP]4[/SUP] الأول[SUP]5[/SUP] الآخر[SUP]6[/SUP] الظاهر[SUP]7[/SUP] الباطن[SUP]8[/SUP].
  • الْحَمْدُ: لمن كملت صفاته الحميدِ[SUP]9[/SUP] القدوسِ[SUP]10[/SUP]، وشاء وهو العليم[SUP]11[/SUP] الحكيم[SUP]12[/SUP] أن يخلق خلقاً طوعاً أو كرهاً يسبحون بحمده ويسجدون له، ويسخرهم لأكرمهم آدم جاعلا إياه خليفةً[SUP]13[/SUP] في الأرض ومن بني آدم أئمة.
  • مِن بعْد الخلق وجبت العبادة لـ :
  • لِلَّهِ: الذي لا إله إلا هو الإله المعبود بحق.
  • رَبِّ: أي خالق ورازق ومالك ومدبر الأمر لكل العالمين.
  • الْعَالَمِينَ: كل ما سوى الله، وكل عالَمٍ (الإنس والجن والملائكة والسماء والأرض والبر والبحر والطير والحيتان والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب) فبعلم الله خُلق ورُزق ومُلك ودبر شأنه.
  • ولله إرادة كونية تفهم من ربوبية الله (رب العالمين): فلا دخل لأحد في خلقه هو رب[SUP]13[/SUP] وقيوم[SUP]14[/SUP] ونور[SUP]15[/SUP] وبديع[SUP]16[/SUP] وفاطر[SUP]17[/SUP] السموات والأرض، الماهد[SUP]18[/SUP] الأرض الزارع[SUP]19[/SUP] نباتها فالق[SUP]20[/SUP] حبها ونواها وإصباحها، الموسع[SUP]21 [/SUP]السماء المنزل [SUP]22[/SUP]ماءها ورحماتها، الخالق[SUP]23[/SUP] البارئ[SUP]24[/SUP] المصور[SUP]25[/SUP] فتبارك الله أحسن الخالقين، ولا دخل لأحد في خزائن رحمته ورزقه فهو الوهاب[SUP]26[/SUP] الرزاق[SUP]27[/SUP] ذو الطول[SUP]28[/SUP]، بالغ أمره[SUP]29[/SUP] قد جعل الله لكل شيء قدرا، يهدي من يشاء ويضل من يشاء وهو على كل شيء قدير، الفعّال[SUP]30[/SUP] لما يريد، وهو المحيي[SUP]31[/SUP] المتوفي الوارث[SUP]32[/SUP].
  • ولله إرادة شرعية مبدأها كون (الله) الإله المعبود بالحق، فدل على وجود معبودات بالباطل، ووجود الضلال والهدى، والكفر والإيمان، والله مطلع على ذلك كله فهو السميع [SUP]33[/SUP] الخبير [SUP]34[/SUP] البصير[SUP]35[/SUP] الواسع [SUP]36[/SUP] الرقيب [SUP]38[/SUP] المحيط [SUP]39[/SUP] بكل شيء، الكاتب [SUP]40[/SUP] لكل صغيرة وكبيرة، الشهيد [SUP]41[/SUP] على كل شيء، وليقيم الحجة على عباده الذين جرت في الإنس منهم مقادير الله بالمعصية والنسيان بدءا من أبيهم آدم؛ وفي الجن بالمعصية والسفاهة؛ فإنه المرسل [SUP]42[/SUP] خلقا ممن اصطفى من الناس والملائكة لإنذار وإرشاد الإنس والجن فالحمد لله رب العالمين.
___

  • الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وسعت رحمته كل شيء من العالمين فهو:
  • الرَّحْمَن قبل يوم القيامة حتى للكافر، وذلك مقتضى إرادته الكونية، ولله بتلك الرحمة صفات الإحسان لمن أطاعه وعصاه: الودود[SUP]43[/SUP] العفو[SUP]44[/SUP] القدير[SUP]45[/SUP] الغفور[SUP]46[/SUP] الرحيم[SUP]47[/SUP] الحليم[SUP]49[/SUP] اللطيف[SUP]50[/SUP] الحفيظ[SUP]51[/SUP] القريب[SUP]52[/SUP] المجيب[SUP]53[/SUP] كاشف[SUP]54[/SUP] العذاب البَرّ[SUP]55[/SUP] الشكور[SUP]56[/SUP] التواب[SUP]57 [/SUP]الرؤوف[SUP]58 [/SUP]الكريم[SUP]59[/SUP].
  • الرَّحِيم بعد الموت ورحمته سيكتبها للذين يتقون والذين يوتون الزكاة والذين هم بآيات الله يؤمنون، وذلك مقتضى إرادته الشرعية، ولله بتلك الرحمة صفات الإحسان لمن أطاعه وهو السلام[SUP]60 [/SUP]المؤمن[SUP]61[/SUP].
___​

  • مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ: لما كانت أيام الدنيا لا يؤبه لها في سلم الخلود يوم القيامة، وهي تعج بالباطل أسند الله ملكه ليوم الدين إذ الملك يومئذ الحق للرحمن[SUP]62 [/SUP]جامع[SUP]63[/SUP] الناس، الصادق المقيت الحسيب، والخلائق وملوك الدنيا كافة وجباروها عنده أذلة، والله لملكه ذاك مستوجب صفات العزة والعدل والجبروت والقوة والبطش فهو الملك[SUP]64 [/SUP]الحق[SUP]65 [/SUP]المبين الكبير[SUP]66 [/SUP]ذو المعارج [SUP]67 [/SUP]العلي[SUP]68 [/SUP]العظيم [SUP]69[/SUP] ذو العرش[SUP]70 [/SUP]المجيد[SUP]71 [/SUP]الحكم[SUP]72[/SUP] الفتاح [SUP]74 [/SUP]وهو القوي[SUP]75 [/SUP]المتين[SUP]76 [/SUP]العزيز[SUP]77 [/SUP]الجبار[SUP]78 [/SUP]المتكبر[SUP]79[/SUP].والمعصوم يومئذ من قصد في دنياه ذا الجلال والإكرام [SUP]80[/SUP] والتجأ إلى أهل التقوى[SUP]81[/SUP] وأهل المغفرة بالتضرع والتذلل بين يديه:
___​

  • إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ: والتكليف بالعبادة في إرادته الشرعية يستوجب تمايز المحسن عن المسيء، والمحسن هو الذي عبد الله واتخذه الولي[SUP]83 [/SUP]الوكيل[SUP]84 [/SUP]على كل شيء الكفيل[SUP]85 [/SUP]دون سواه، واقتدى بالأنبياء والرسل المصطفين وبالخليل إبراهيم الذي بعث بالحنيفية السمحة وكان الله به حفيا[SUP]86 [/SUP]، وحفيده المصطفى ، واعتقد أن الله هو الغني[SUP]87[/SUP] لا تنفعه طاعة ولا تضره معصية.
___​

  • اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ: وإن الله لهادي[SUP]88[/SUP] الذين آمنوا إلى صراط مستقيم.
___​

  • صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ: صراط أهل الجنة من النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، وذلك لتمام فضله ورحمته يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل[SUP]89[/SUP] العظيم.
  • غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ: وأظهرهم اليهود، ممن آتاهم الله العلم فلم يعملوا به وكتموا الحق والله مخرج ما يكتمون وكتموا ما أنزل إليهم من الكتاب، ثم حرفوه وكفروا به وصدوا عنه، وعادوا الله وملائكته ورسله فكان الله عدوًّا لهم وهو المستعان[SUP]90 [/SUP]على ما يصفون، القهار[SUP]91[/SUP] المهيمن[SUP]92[/SUP] سريع العقاب[SUP]93[/SUP] المنتقم[SUP]94[/SUP] من المجرمين.
  • وَلَا الضَّالِّينَ: وأظهرهم النصارى، ممن سلك سبل طائفة أخرى من أهل النار عبدوا الله بغير علم واتبعوا أهواءهم وغرتهم الحياة الدنيا فضلوا وطغوا وآذوا الله ورسوله والمؤمنين وكادوا وأبرموا، لكن الله المبتلي[SUP]95[/SUP] ‏خلقه مظهر دينه وهو المبرم[SUP]96[/SUP] ، وهو سبحانه الرافع [SUP]97[/SUP] عيسى بن مريم ومن يشاء إليه ومطهره، وفريق آخر أشر من الفريقين وجمع صفات أهل السبيلين نافق وظن أنه يخدع الله وأهل الإيمان لكن الله خادع المنافقين الكافي[SUP]98[/SUP] لعبده النبي المصطفى ابتداء ولأوليائه المتقين تبعا، وهو لهم نعم المولى ونعم النصير[SUP]99[/SUP]، ثم يدخلهم جنات النعيم آمين.
 
وبالاستنباط تجد المثاني التاليةَ، وأغلبُ ما في القرآن مؤلفٌ على هذا النحو من المثاني، وقد جعلْتُ في الهوامش بعض الأمثلة:

  1. الإرادة الكونية ﴿رَبِّ الْعَالَمِينَوالإرادة الشرعية ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾ .
  2. أفعال الرب ﴿رَبِّ الْعَالَمِينَوصفاته وأسماؤه ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ .
  3. رحمة الخلق جميعا ﴿الرَّحْمَنِورحمة المؤمنين ﴿الرَّحِيمِ﴾ .
  4. الرحمة ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ والعمل الصالح ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ .
  5. الرحمة ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِوالهدى ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ .
  6. الرحمة ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِوالملك ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ .
  7. الرحمة ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِوالعزة ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ .
  8. الألوهية ﴿لِلَّهِوالربوبية ﴿رَبِّ﴾ .
  9. الألوهية ﴿لِلَّهِ) والعلم ﴿رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ .
  10. التربية ﴿رَبِّوالتعليم ﴿الْعَالَمِينَ﴾ .
  11. الإله المعبود بالحق ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِوالآلهة المعبودة بالباطل ﴿غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾ .
  12. الألوهية والربوبية والرحمة قبل القيامة ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِوالعزة والرحمة يوم القيامة ﴿الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)﴾.
  13. العبادة ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُوالاستعانة ﴿وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾.
  14. العبادة ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُوالتوكل (وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾.
  15. الذي أُعِينَ من ربِّه ﴿وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُوالذي وكل إلى نفسه ﴿وَلَا الضَّالِّينَ﴾.
  16. المتواضعون لجلال الله ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُوالذين غرهم بالله الغرور ﴿الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ﴾.
  17. العبادة ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُوالهداية ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾.
  18. الإقرار بربوبية الله ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَوالاستقامة ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾.[1]
  19. الاستقامة ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَوالنعمة ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾.
  20. النبوة ﴿الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَوالأنبياء ﴿الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾.
  21. الكتاب ﴿الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَوالعاملون به ﴿الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾.
  22. المقرون بربوبية الله الساعون للاستقامة ﴿رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)ونفي الخوف والحزن عنهم ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)[2]
  23. اليهود ومن حذا حذوهم ﴿غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْوالنصارى ومن حذا حذوهم ﴿وَلَا الضَّالِّينَ﴾.
  24. الرجاء ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْوالخوف ﴿غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾.
  25. أمن المؤمن ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْوخوف الكافر ﴿غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾.
  26. أمن المؤمن ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْوحزن الكافر ﴿غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾.
  27. الثناء ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)﴾ والدعاء ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)﴾.
  28. حمد الله والثناء عليه[3] ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3)﴾ وتمجيد الله[4] ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾.
  29. الدعاء ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَوالإجابة ﴿أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ
  30. قال الله هذا لي[5] ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)﴾ وله-أي لعبده- ما بقي ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ(7)﴾.
  31. حمد الله والثناء عليه ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)والدعاء والإجابة ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)﴾.
  32. حمد الله والثناء عليه ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)والوفاء بالوعد[6] ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)﴾.
  33. الله يسجد له خلق كثير ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْويحق العذاب على كثير (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾.
  34. يرحم من يشاء ﴿أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾ ويعذب من يشاء ﴿غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾.[7]
  35. البشرى والنذارة ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)والجنة والنار ﴿أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾.
  36. الكلم الطيب ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)﴾ والعمل الصالح ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)﴾.[8]
  37. العزة لله والكلم الطيب والعمل الصالح والقبول ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾ والعمل السيء وعذاب الله ﴿غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾.
___​
[1] ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ﴾ [فصلت: 30].
[2] ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [الأحقاف: 13].
[3] روى البيهقي عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله عز وجلّ: (قَسَمت الصلاة بيني وبين عبدي نِصْفين، وله ما سَأل ". فإذا قال العبد: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ قال الله: " حمدَني عَبدي"، وإذا قال: الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، قال: " أثنى عليّ عَبدي"، وإذا قال: مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ قال: " مجَّدني عَبدي" قال: " هذا لي، وله ما بقي).
[4] انظر الحديث السابق.
[5] انظر الحديث السابق.
[6] هذا لي ولعبدي ما سأل.
[7] تأمل يرحمك الله قول الله تعالى في الحديث القدسيِّ ‏عَنْ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ رَضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ‏"لَمَّا قَضَى اللَّهُ الْخَلْقَ، كَتَبَ فِي كِتَابِهِ، فَهُوَ عِنْدَهُ فَوْقَ الْعَرْشِ: (إِنَّ رَحْمَتِي غَلَبَتْ غَضَبِي).
[8] ﴿ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ﴾ [فاطر:10].
 
وفي اللغة:
الصرف والنحو:​

  1. المبتدأ ﴿الْحَمْدُ والخبر﴿لِلَّهِ.
  2. المفرد ﴿لِلَّهِ والجمع ﴿الْعَالَمِينَ.
  3. المفرد العَلمُ الذي لا جمع له ﴿اللَّهِ وجمع الجمع الذي لا مفرد له ﴿الْعَالَمِينَ﴾.
  4. اسمٌ لعَلمٍ لا يشتركُ معه غيره فيه ﴿لِلَّهِ﴾ واسمٌ لعالمٍ لا يختص أحد دونَ غيرهِ به ﴿الْعَالَمِينَ﴾
  5. النكرة ﴿رَبِّ والمعرفة ﴿الْعَالَمِينَ.
  6. اسم المصدر ﴿الْحَمْدُ واسم الفاعل ﴿اللَّهِ.
  7. اسم على وزن فَاعِل ﴿اللَّهِ واسم على وزن فاعَل ﴿الْعَالَمِينَ.
  8. العامل ﴿لِـــ والمعمول ﴿اللَّهِ.
  9. الجر بعامل ﴿لِلَّهِ والجر بالإضافة ﴿رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾.
  10. المنعوت ﴿لِلَّهِ﴾ والنعت ﴿رَبِّ.
  11. المضاف ﴿رَبِّ﴾ والمضاف إليه ﴿الْعَالَمِينَ.
  12. المضاف إلى واحد ﴿رَبِّ الْعَالَمِينَ والمضاف إلى اثنين ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ.
  13. الخبر إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ والطلب ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ.
  14. المعطوف عليه ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ والمعطوف ﴿وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ.
  15. وزن اسم الفاعل الفعلان ﴿الرَّحْمَنِ ووزن اسم الفاعل الفعيل ﴿الرَّحِيمِ.
  16. وزن اسم الفاعل المضعف فعْل ﴿رَبِّ ووزن اسم الفاعل المفكوك فعِل ﴿مَلِكِ.
  17. اسمٌ على وزن الفِعال ﴿الصِّرَاطَ وصفةٌ على وزن المستفعل ﴿الْمُسْتَقِيمَ.
  18. القلب لاشتراك في المخرج كالسِّراط تصبحُ ﴿الصِّرَاطَوالقلب بسبب الثقل كالمستقومِ تصبحُ ﴿الْمُسْتَقِيمَ
  19. الفعل المجرد ﴿نَعْبُدُ والفعل المزيد ﴿نَسْتَعِينُ.
  20. المفعول به المقدم ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ والمفعول به مكانَه ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ.
  21. التعدي لمفعول ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ والتعدي لمفعولين ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ.
  22. الضمير الظاهر ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ والضمير المستتر ﴿اهْدِنَا.
  23. المفعول به الضمير ﴿اهْدِنَا والمفعول به الاسم ﴿الصِّرَاطَ.
  24. الفاعل الضمير المستتر ﴿نَعْبُدُ والفاعل الضمير الظاهر ﴿أَنْعَمْتَ﴾.
  25. المبني ﴿اهْدِنَا والمعرب ﴿الصِّرَاطَ.
  26. المشتق ﴿اهْدِنَا والجامد ﴿الَّذِينَ.
  27. المفعول به لفعل ظاهر ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ والمفعول به لفعل مقدر ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ
  28. المبدل منه ﴿الصِّرَاطَ﴾ والبدل ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ.
  29. النعت المجرور ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ والنعت المنصوب ﴿الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ.
  30. شبه الجملة ذات المحل من الإعراب ﴿لِلَّهِ﴾ والجملة غير ذات المحل من الإعراب ﴿الَّذِينَ أَنْعَمْتَ.
  31. جر الاسم ﴿لِلَّهِ﴾ وجر الضمير﴿عَلَيْهِمْ.
  32. الضمير في محل النصب ﴿اهْدِنَا﴾ والضمير في محل الجر ﴿عَلَيْهِمْ﴾.
  33. الضمير المنفصل ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ والضمير المتصل ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْغَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ.
  34. الفعل المضارع ﴿نَعْبُدُ وفعل الطلب -الأمر- ﴿اهْدِنَا﴾.
  35. الطلب بالفعل المضارع ﴿نَسْتَعِينُ والطلب بفعل الأمر ﴿اهْدِنَا.
  36. اسم المفعول ﴿الْمَغْضُوبِ واسم الفاعل ﴿الضَّالِّينَ.
  37. النفي بـ ﴿غَيْرِ والنفي بـ ﴿لَا.
  38. همزة الوصل في (الـ) تعريف الأسماء ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ وهمزة القطع في الضمائر ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ.
  39. همزة الوصل في الأفعال الثلاثية ﴿اهْدِنَا وهمزة القطع في الأفعال الرباعية ﴿أَنْعَمْتَ.

___
وآخر دعوانا أن
﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.​
 
الفتحُ في فقه سِرِّ التَّرتيب والتحْضِير لفاتحةِ الكتاب العَجِيب:
___​
لم تكنِ الفاتحةُ أولَ ما أنزلَ، وسبقتها نجومُ سورٍ قبلها، تحضيرًا للنفوسِ وتهيئةً للمؤمنينَ لاستقبال الوافدِ الجديد في عالمِ العلمِ والهدى، وافدٌ هو أمُّ الكتابِ.
وترتيبَا النزولِ والمصحفِ متكاملانِ لتشكيلِ النظرَة الكليَّةِ زمانًا ومكانًا، تاريخًا وشريعةً.
سبَقَ الفاتحةَ فواتح العلق والقلم والمزمل والمدثر، وفيها:

- أركان التوحيدِ مجملة.
- إعلان النبوة والرسالة.
- أول ركنٍ عمليٍّ في الإسلامِ، وهو الصلاة، مع الإشارةِ إلى ما يميِّزُ هذا الركنَ من خصائص عامَّة قبل الوصول إلى الفاتحة التي تعتبرُ الصلاة دونها هداجًا:

* القراءة: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} (سورة العلق 1).
* والنية: {بِاسْمِ رَبِّكَ} (سورة العلق 1).
* والعلم: {اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} (سورة العلق 3 - 5).

* وشروط الصِّحة:
- كالعقلِ {مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ} (سورة القلم 2).

* وشروط الوجوب:
- ارتباطِ العبادة بالوقت، لذا كان تمهيد الحديث عن العلمِ بالوَقتِ تهيئةً لشرط العلم بدخول الوقت: {قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ} (سورة المزمل 2 – 4).
- والطهارة الحسية والمعنوية للثياب والجسم والنفس والمكان{وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} (سورة المدثر 4 – 5).

* وأركان:
- كالقيامِ {قُمِ اللَّيْلَ} (سورة المزمل 2).
- والتكبير: {وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ} (سورة المدثر 3).
اللذين يمهِّدانِ للركن الثالث وهو قراءة الفاتحة.

وأما باقي الأركان والسنن فنزلت التمهيداتُ لها متفرقة في النجوم التي تلت الفاتحة على الراجح:

  • كالأركان والواجبات القولية من تكبير وتسميع وتشهد {إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ} (سورة المزمل 7-8)
  • والطمأنينة والخشوع {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا} (سورة المزمل 8)
  • والأركان العملية كالسجود والتسبيح فيه {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} (سورة الأَعلى 1).
  • والسنن كالجهر والسرّ {إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى} (سورة الأَعلى 7)
وأوقات الصلاة في اليوم والليلةِ على مدار الزمانِ قدَّرها الله في أزمنة جعل لها من كتابه سُورًا جليلة بأسمائها نزلت بعد العلق والقلم والمزمل والمدثر والفاتحة وتبت والتكوير وسبحْ:
الليل والفجر والضحى والشرح والعصر وقد نزلت بترتيبها هذا، فسبحان الله.

ربَّما اتضحَ بعض جوانب جواب السؤالِ: لمَ لمْ تكن الفاتحةُ لعظمتها أول ما أنزل، أو آخر ما أنزل؟ فحسبُكَ منه الإيضاح السابق المتضمنُ ضرورة التحضير العلميِّ والنفسيِّ، وأنهَا وضعتْ في ترتيب المصحفِ على غيرِ تلك الخطة المناسبة لوقت النزول لا لما بعدهُ في تاريخ العالمين، لأنها أم الكتاب وفاتحته.
 
سَبِِّحِِ اسْمَ رَبِّكَ الأعْلَى

سَبِِّحِِ اسْمَ رَبِّكَ الأعْلَى

ووجهُ تأويل ارتباطِ التسبيح بالركوع والسجودِ لهُ شاهدٌ من السُّنَّة النبويةِ الشَّريفة.
فعن عائشةَ رضي اللَّه عنها قَالَتْ: مَا صَلَّى رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم صلاةً بعْد أَنْ نزَلَت علَيْهِ {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} [النصر:1] إلاَّ يقول فِيهَا: "سُبْحانك ربَّنَا وبِحمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي" متفقٌ عَلَيهِ.
وفي رواية الصحيحين عنها: "كَانَ رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم يُكْثِر أنْ يَقُول فِي ركُوعِه وسُجُودِهِ: "سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ ربَّنَا وَبحمْدِكَ، اللَّهمَّ اغْفِرْ لِي" يتأوَّل الْقُرْآن".
 
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وأخرج ابن مردويه عن أبِي هُريرةَ قال: (قلنا: يا رسول الله كيف نقول في سجودنا؟ فأنزل الله {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} [الأعلى: 1] فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نقول في سجودنا: سبحان ربي الأعلى)). [الدر المنثور: 15/361].
 
عودة
أعلى