أبو العز النجدي
New member
- إنضم
- 30/08/2009
- المشاركات
- 15
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
الحمد لله
والــصــلاة الـسـلام على أشرف الأنـبـياء والـمـرسـلـيـن
فهذه فائدة اطلعت عليها في أحد المواقع فأحببت ذكرها لعموم الفائدة
الطــريـقـة الأولــى
من الورد الجوري،
حيث يُوضع في قدر كبيرة، ثم يُغلى بالماء الحار حتى ينحلّ. ويقطر منه ماء الورد، ثم تؤخذ البقية (الحثالة) ويوضع فيها حديد صدئ فيفاعل معها بالتأكسد، ويتبدّل لون الحثالة إلى أسود، ثم تُجفَّف هذه الحثالة حتى تكون كالفصوص، ثم تُطحن جيداً وتُـذاب بالماء الحار فتكون حِبراً أسوداً، يضاف إليها قليل من الصَّمْغ العربي حتى لا يلتصق الحبر بالورقة عند الكتابة، ولا يسقط بالنفط أو النفخ، كذلك ليكتسب الحبر من الصمغ لمعاناً، ويضاف إلى الحبر قليل من الملح)(2)
ويضع الخطاط الحبر في المحبرة، ثم يضع في المحبرة قليلاً من خيوط الحرير وتسمى (ليقة) أو (طُرّة) تقوم هذه الخيوط بتأمين كميةِ محدودةٍ من الحِبْر للقصبة.
كما أن الحبر ضمن هذه الليقة يختمرُ فيشـتـد لونه أكثر مما هو أسفل المحبرة
وهناك أمر أهم من ذلك كله، ألا وهو أن الخطاط حين يغمس القصبة أو القلم في محبرة الزجاج أو المعدن، فإن الريشة (طرف القلم) تلامس أسفل الدواة فتتأثر بذلك.
الــطــريـقـة الــثانـيـة
وهناك طريقة أخرى لصناعة الحبر من الدخان المتجمّع في المدافئ، حيث يُؤخذ هذا الدخان الكثيف (السُّخام) ويطبخ في وعاء ثم يضاف إليه كمية من الصمغ العربي، والعفص، والملح، وبعض الخطاطين يضيف ماء قشر الـرُّمان بدلاً من العفص، ثم يغلي جيداً ويُصفى.
ويصف ابنُ البواب الحبرَ وطريقةَ صناعتِه فيقول شعراً:
وألِقْ دواتك بالدخان مدبّراً*** بالخل أو بالحصرم المعصور
وأضف إليه مُغْرَة قد صُوّلت*** مع أصفر الزرنيخ والكافور
حتى إذا ما خُمّرت فاعمد إلى*** الورق النقي الناعم المخبور
فاكبسه بعد القطع بالمعصار كي*** ينأى عن التشعيث والتغيير
ثم اجعل التمثيل وابك صابراً*** ما أدرك المأمول مثل([3]) صبور
والحبر المصنوع من سخام النفط أفضل من غيره.
قال الوزير ابن مقلة:
(أجود المداد ما اتّخذ من سخام النفط)([4]).
وقال ابن الجوزي:
(كان ابن مقلة على المائدة، فلما غسل يده رأى على ثوبه نقطة صفراء من الحلوى، فأخذ القلم وسوّدها وقال: تلك عيب وهذا أثر صناعة. وأنشد:
وقال جعفر بن محمد
لفتى على ثيابه أثر مداد وهو يستره:
لا تجزعنّ من المداد فإنه ***عطر الرجال وحلية الكُتّاب([6])
وقال بعض الأدباء:
عطّروا دفاتر آدابكم بجيّد الحبر، فإن الأدب غواني، والحبر غوالي)([7]) وكانوا يختارون الألوان المناسبة للخطوط والصور التي تتخلل كتبهم، ولهم طريقة ناجحة في صنع الأحبار الملونة، وتمازج الألوان، واشتقاق من كل لون ألواناً أخرى تختلف درجاتها عن الأصل، وذلك بإضافة مسحوق نباتات أو أزهار أو عفص، أو أتربة، أو حشرات ملونة.
لقد صنعوا الأحبار من المواد الملوّنة التالية:
اللون الأزرق: صنعوه من النيلة أو الصبر.
اللون الأصفر: صنعوه من الزعفران أو الليمون.
اللون الأحمر: من الشمع المذاب لحشرة البق المرقّط.
اللون الزيتوني: من خلط الأزرق بالزعفران
اللون الأخضر: من مزج الزعفران بالزنجبار([8])
اللون البنفسجي: من الأزرق والأحمر([9])
ووصف أحد الخطاطين الأدباء حياته البائسة فقال:
(عيشي أضيق من محبرة) وجسمي أدق من مسطرة، وجاهي أرق من الزجاج، ووجهي أشد سواداً من الحبر، وحظّي أحقر من شقّ القلم، ويدي أضعف من قصبة، وطعامي أمرّ من العفص، وسوء الحال ألزم لي من الصمغ)([10]).
يتبع إن شــاء الله
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) العقد الفريد (4/201).
([2]) تراجم خطاطي بغداد (ص46-47).
([3]) الخط العربي (ص84)
([4]) صبح الأعشى (2/476)
([5]) المنتظم (13/295-296)
([6]) العقد الفريد (4/200)
([7]) المصدر السابق.
([8]) الزنجبار: هو صدأ النحاس أو البرونز. ويسميه العامة في منطقة وادي الفرات: الجنزار.
([9]) الكتاب العربي منذ نشأته (ص91).
([10]) أدب الكاتب للصولي (ص97).
والــصــلاة الـسـلام على أشرف الأنـبـياء والـمـرسـلـيـن
فهذه فائدة اطلعت عليها في أحد المواقع فأحببت ذكرها لعموم الفائدة
الطــريـقـة الأولــى
من الورد الجوري،
حيث يُوضع في قدر كبيرة، ثم يُغلى بالماء الحار حتى ينحلّ. ويقطر منه ماء الورد، ثم تؤخذ البقية (الحثالة) ويوضع فيها حديد صدئ فيفاعل معها بالتأكسد، ويتبدّل لون الحثالة إلى أسود، ثم تُجفَّف هذه الحثالة حتى تكون كالفصوص، ثم تُطحن جيداً وتُـذاب بالماء الحار فتكون حِبراً أسوداً، يضاف إليها قليل من الصَّمْغ العربي حتى لا يلتصق الحبر بالورقة عند الكتابة، ولا يسقط بالنفط أو النفخ، كذلك ليكتسب الحبر من الصمغ لمعاناً، ويضاف إلى الحبر قليل من الملح)(2)
ويضع الخطاط الحبر في المحبرة، ثم يضع في المحبرة قليلاً من خيوط الحرير وتسمى (ليقة) أو (طُرّة) تقوم هذه الخيوط بتأمين كميةِ محدودةٍ من الحِبْر للقصبة.
كما أن الحبر ضمن هذه الليقة يختمرُ فيشـتـد لونه أكثر مما هو أسفل المحبرة
وهناك أمر أهم من ذلك كله، ألا وهو أن الخطاط حين يغمس القصبة أو القلم في محبرة الزجاج أو المعدن، فإن الريشة (طرف القلم) تلامس أسفل الدواة فتتأثر بذلك.
الــطــريـقـة الــثانـيـة
وهناك طريقة أخرى لصناعة الحبر من الدخان المتجمّع في المدافئ، حيث يُؤخذ هذا الدخان الكثيف (السُّخام) ويطبخ في وعاء ثم يضاف إليه كمية من الصمغ العربي، والعفص، والملح، وبعض الخطاطين يضيف ماء قشر الـرُّمان بدلاً من العفص، ثم يغلي جيداً ويُصفى.
ويصف ابنُ البواب الحبرَ وطريقةَ صناعتِه فيقول شعراً:
وألِقْ دواتك بالدخان مدبّراً*** بالخل أو بالحصرم المعصور
وأضف إليه مُغْرَة قد صُوّلت*** مع أصفر الزرنيخ والكافور
حتى إذا ما خُمّرت فاعمد إلى*** الورق النقي الناعم المخبور
فاكبسه بعد القطع بالمعصار كي*** ينأى عن التشعيث والتغيير
ثم اجعل التمثيل وابك صابراً*** ما أدرك المأمول مثل([3]) صبور
والحبر المصنوع من سخام النفط أفضل من غيره.
قال الوزير ابن مقلة:
(أجود المداد ما اتّخذ من سخام النفط)([4]).
وقال ابن الجوزي:
(كان ابن مقلة على المائدة، فلما غسل يده رأى على ثوبه نقطة صفراء من الحلوى، فأخذ القلم وسوّدها وقال: تلك عيب وهذا أثر صناعة. وأنشد:
وقال جعفر بن محمد
لفتى على ثيابه أثر مداد وهو يستره:
لا تجزعنّ من المداد فإنه ***عطر الرجال وحلية الكُتّاب([6])
وقال بعض الأدباء:
عطّروا دفاتر آدابكم بجيّد الحبر، فإن الأدب غواني، والحبر غوالي)([7]) وكانوا يختارون الألوان المناسبة للخطوط والصور التي تتخلل كتبهم، ولهم طريقة ناجحة في صنع الأحبار الملونة، وتمازج الألوان، واشتقاق من كل لون ألواناً أخرى تختلف درجاتها عن الأصل، وذلك بإضافة مسحوق نباتات أو أزهار أو عفص، أو أتربة، أو حشرات ملونة.
لقد صنعوا الأحبار من المواد الملوّنة التالية:
اللون الأزرق: صنعوه من النيلة أو الصبر.
اللون الأصفر: صنعوه من الزعفران أو الليمون.
اللون الأحمر: من الشمع المذاب لحشرة البق المرقّط.
اللون الزيتوني: من خلط الأزرق بالزعفران
اللون الأخضر: من مزج الزعفران بالزنجبار([8])
اللون البنفسجي: من الأزرق والأحمر([9])
ووصف أحد الخطاطين الأدباء حياته البائسة فقال:
(عيشي أضيق من محبرة) وجسمي أدق من مسطرة، وجاهي أرق من الزجاج، ووجهي أشد سواداً من الحبر، وحظّي أحقر من شقّ القلم، ويدي أضعف من قصبة، وطعامي أمرّ من العفص، وسوء الحال ألزم لي من الصمغ)([10]).
يتبع إن شــاء الله
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) العقد الفريد (4/201).
([2]) تراجم خطاطي بغداد (ص46-47).
([3]) الخط العربي (ص84)
([4]) صبح الأعشى (2/476)
([5]) المنتظم (13/295-296)
([6]) العقد الفريد (4/200)
([7]) المصدر السابق.
([8]) الزنجبار: هو صدأ النحاس أو البرونز. ويسميه العامة في منطقة وادي الفرات: الجنزار.
([9]) الكتاب العربي منذ نشأته (ص91).
([10]) أدب الكاتب للصولي (ص97).