فائدة مهمة

إنضم
11/01/2012
المشاركات
3,868
مستوى التفاعل
11
النقاط
38
العمر
67
الإقامة
الدوحة - قطر
روى الجماعة عن أبي برزة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَسْتَحِبُّ أَنْ يُؤَخِّرَ الْعِشَاءَ الَّتِي تَدْعُونَهَا الْعَتَمَةَ ، وَكَانَ يَكْرَهُ النَّوْمَ قَبْلَهَا وَالْحَدِيثَ بَعْدَهَا ؛
والعلة في كراهة النوم قبل صلاة العشاء لأنه مظِنّة تضييع صلاة العشاء ، فإن من كان يجهد في عمل النهار فإنه - غالبًا - إذا نام بعد المغرب فاتته العشاء ؛ وسبب كراهة الحديث بعدها أنه يؤدي إلى السهر ، ويخاف منه غلبة النوم عن قيام الليل أو الذكر فيه ، أو عن صلاة الصبح في وقتها الجائز أو في وقتها المختار أو الأفضل .
مفهوم الحديث وواقع الناس
يعجب العاقل من أحوال الناس اليوم ، فإن كثيرًا منهم يخالفون الحكمة من خلق الليل والنهار ؛ وقد أشار إلى ذلك القرطبي - رحمه الله - في ( المفهم ) ، قال : ويظهر لي أن كراهة ذلك إنما هو لَمَّا أن الله جعل الليل سكنًا - أي : يسكن فيه - فإذا تحدث الإنسان فيه فقد جعله كالنهار الذي هو متصرَّف المعاش ، فكأنه قصد إلى مخالفة حكمة الله تعالى التي أجرى عليها وجوده .ا.هـ .
وهذا وجه حسن ، وقد رأينا آثاره السلبية في عصرنا هذا بعد اكتشاف الكهرباء واختراع أجهزة حولت ليل الناس من سكن إلى ضده ؛ حتى أصبح الذي لا يسهر يُستغرب حاله .
سبحان الله ! كَانَ عُمَر بْن الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - يَضْرِب النَّاس عَلَى ذَلِكَ وَيَقُول : أَسَمَرًا أَوَّلَ اللَّيْل وَنَوْمًا آخِرَهُ ؟ يستغرب ممن يسهر أول الليل ثم ينام آخره مضيعًا بذلك على نفسه ما في آخر الليل من الفضل ؛ فما أحوج كثير من الناس اليوم إلى درة عمر - رضي الله عنه .
أما العقلاء فيكفيهم أن يراجعوا أنفسهم في فهم الحكمة من الليل والنهار ، ليصلحوا مسيرتهم ، فالقاعدة ( اضبط ليلك تنضبط حياتك ) .
وأمر آخر لابد من التنبيه عليه ، وهو أن الحديث المكروه بعد العشاء هو ما كان مباحًا قبله ؛ أما ما كان مكروهًا من الأحاديث قبل العشاء فتشتد كراهته بعد العشاء ، وما كان منها محرمًا فتشتد حرمته .
فإذا كان هذا في الأحاديث ، فما بالنا بالمشاهدات والأفعال ؟ أعاذنا الله تعالى مما يسخطه ، ووفقنا والمسلمين لما يرضيه ... آمين .
 
عودة
أعلى