فرغلي عرباوي
New member
- إنضم
- 24/03/2004
- المشاركات
- 109
- مستوى التفاعل
- 1
- النقاط
- 18
فائدة من كتاب (التحديد في صنعة الإتقان والتجويد) للإمام سعيد بن عثمان الداني (ت444هـ) بتحقيق/ فرغلي عرباوي
[url=http://www.0zz0.com]
[/url]
[url=http://www.0zz0.com]
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
وبه نستعين
الحمد للهالقائل: (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)(ق:18)، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيِّدنا محمَّد صلى الله عليه وسلم القائل: « خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ »([1])، أما بعد:
فأقول وبالله التوفيق والسداد:
أوَّل هذا المخطوط: " الحمدُ لله المتفرِّد بالنَّعْمَاءِ، الْمُتَوَحِّدِ بالآلاء، ذِي العزِّةِ الغالبِ، والدِّينِ الوَاصِبِ، أَحْمَدُهُ على نعمائِهِ التي لا تَخْفَى، وآلائِهِ التي لا تُحْصَى. وصلى اللهُ على مُحَمَّدٍ، خَاتمِ الأنبياءِ، وسَيِّدِ الأصفياءِ، وعلى آلِهِ الطيِّبِينَ، وأصحابِهِ الْمُنْتَجِبِين، وسلِّم تسليماً. أمَّا بعد: فقد حَدَانِي ما رأيتُ مِن إِهْمَالِ قُرَّاء عصرنا، ومُقْرِئِي دَهْرِنَا تجويدَ التلاوةِ وتحقيقَ القراءةِ، وَتَرْكِهِمُ استعمالَ ما نَدَبَ اللهُ تَعَالَى، وحثَّ نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم وأُمَّتَهُ عليه من تلاوةِ التنزيلِ بالتَّرَسُّل والترتِيلِ - أنْ أَعْمَلْتُ نفسي في رَسْمِ كتابٍ خفيفِ المحملِ، قريبِ المأخذِ، في وَصْفِ عِلْمِ الإتقانِ والتجويد، وكيفيةِ الترتيلِ والتحقيقِ، على السَّبيل التي أدَّاها المشْيَخَةُ من الخَلَفِ، عن الأئِمَّةِ السَّلَفِ. واجْتهدتُ في بيان ذلك، وبذلتُ طَاقَتِي، وبالغتُ في إِيضاحِهِ عِنَايَتِي، وأَفْصَحْتُ عن جلِيِّهِ وظَاهِرِهِ، وَدَلَلْتُ على خَفَيِّهِ وَدَاثِرِهِ، وأَوْدَعْتُهُ الواردَ من السُّنَنِ والأخبار في معناه، على حَسَبِ ما إلينا أدَّاهُ من لَقِينَاهُ من العلماءِ، وشاهدناه من الفُهَمَاءِ، عن الأئِمَّةِ الماضينَ، والقُرَّاء السَّالفينَ؛ لِتَتَوَفَّرَ بذلك فائدتُهُ، ويَعُمَّ نَفْعُهُ مَنْ رَغِبَ حِفْظَهُ، وأرادَ معرفتَهُ من الْمُتَنَاهِينَ [2/أ] والْمُقْصِرِينَ، إن شاء الله تعالى.
وآخر هذا المخطوط: " والذي يلزمُ القرَّاءِ أن يَجْتَنِبُوا الوقوفَ عليه: أن لا يفصلوا بين العاملِ وما عمل فيه، كالفعلِ وما عمل فيه من فاعلٍ ومفعولٍ وحالٍ وظرفٍ ومصدرٍ. ولا يفصلوا بين الشرطِ وجزائِهِ، ولا بين الأمرِ وجوابِهِ، ولا بين الابتداءِ وخبرِهِ، ولا بين الصلةِ والموصولِ، ولا بين الصفةِ والموصوفِ، ولا بين البدلِ والْمُبْدَلِ منه، ولا بين المعطوفِِ والمعطوفِ عليه، ولا يقطعُ على المؤكَّدِ دون التوكيدِ، ولا على المضافِ دون المضافِ إليه، ولا على شيءٍ من حروفِ المعاني دون ما بعدَها. وهذا كلُّه وسائِرُ ما ذكرناه قبل؛ لا يَتَمكَّنُ معرفتُهُ للقرَّاءِ إلا بنصيبٍ وافرٍ من علمِ العربيةِ، وذلك من آكدِ ما يلزمهم تعلمُهُ والتفقُّهُ فيه؛ إذ به يُفْهَمُ الظاهرُ الجليُّ، ويدرك الغامِضُ الخفيُّ، وبه يعلمُ الخطأُ من الصوابِ، ويُمَيَّزُ السقيمُ من الصحيحِ. أعاذنا الله وإياهم من القُنُوعِ في العلمِ بالتقصيرِ، والرضى فيه بترك الجدِّ والتشميرِ، وعلَّمنا منه ما نصل بِهِ إلى معرفتِهِ، وأداءِ واجِبِ حَقِّهِ، وبلَّغنا [48/أ] بذلك مراتبَ العلماءِ، وأنزلنا منازلَ الفقهاءِ، وعصمنا من البدعِ المضلَّةِ، والأهواءِ المهلكةِ، آمين، وحسبنا الله ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد سيد الأولين والآخرين، وعلى آله الطبيبين الطاهرين ".
فهرست هذا المخطوط بعد طباعته على النحو التالي:
· الإهداء
· شكر وتقدير
· الباب الأوَّل: الدِّراسة
· مقدِّمة الدِّراسة
· الفصل الأوَّل
· أداء قراءة القرآن العظيم عبادة توقيفية
· الوحي هو المصدر الوحيد للقراءات والتجويد
· التعريف بمصطلح الخلاف في التجويد
· كيفية الترجيح في قواعد التجويد الخلافية
· باب الاجتهاد منقطع مع قواعد التجويد
· إذا دخل الاجتهاد في مسألة تجويدية كثرت فيها الأقوال
· الفصل الثاني
· ترجمة الإمام الداني
· مولده
· اسمه ونسبه
· شهرته
· صفاته وأخلاقه ورحلته
· مكانته العلمية وثناء العلماء عليه مذهبه
· حركة الحياة من حوله وتأثره بها
· شيوخه
· تلامذته
· مؤلفاته
· وفاته الداني
· الفصل الثالث
· رحلة تاريخية مع مصنفات التجويد
· الفصل الرابع
· التعريف بكتاب التحديد
· عنوان الكتاب
· وتوثيق نسبة الكتاب للمؤلف
· أيهما صُنِّفَ قبل الرعاية لمكي أم التحديد للداني
· وصف المخطوط
· بيان منهج التحقيق
· مصورات من المخطوط
· الباب الثاني: النص المحقق
· المقدِّمة
· باب ذكر البيان عن معنى التجويد وحقيقة الترتيل والتحقيق
· ذكر الآثار الواردة في الترتيل والتحقيق وتجويد القراءة
· باب في قراءة التحقيق وتجويد الألفاظ ورياضة الألسن بالحروف
· باب ذكر الأخبار الواردة عن أئمة القراءة في استعمال التحقيق
· باب ذكر الإفصاح عن مذاهب الأئمة في حدِّ التحقيق ونهاية التجويد
· باب ذكر البيان عن حقائق الألفاظ وحدود النطق بالحروف
· تجويد الحركات الثلاث
· تجويد الحروف السواكن
· تجويد الحروف المختلسة المرويَّة بالتوقيف
· تجويد الوقف على الحروف المرامة
· تجويد الوقف على الحروف المشمَّة
· تجويد الحروف المهموزة
· تجويد الحروف الممدودة
· تجويد الحروف المظهرة
· تجويد الحروف المدغمة
· تجويد الحروف المخفاة
· تجويد الحروف المفتوحة والممالة
· باب ذكر مخارج الحروف المعجمة وتفصيلها
· باب ذكر أصناف هذه الحروف وصفاتها
· فصل في حروف القلقلة
· باب ذكر أحوال النون الساكنة والتنوين
· الحالة الأولى الإظهار الحلقي
· الحالة الثانية الإدغام بنوعيه
· الحالة الثالثة القلب
· الحالة الرابعة الإخفاء الحقيقي
· باب ذكر الحروف التي يلزم استعمال تجويدها وتعمُّل بيانها وتلخيصُها
· اللحن الجلي والخفي
· تجويد الهمزة الفصيحة
· تجويد الألف الفصيحة
· تجويد الهاء الفصيحة
· تجويد العين الفصيحة
· تجويد الحاء الفصيحة
· تجويد الغين الفصيحة
· تجويد الخاء الفصيحة
· تجويد القاف الفصيحة
· تجويد الكاف الفصيحة
· تجويد الجيم الفصيحة
· تجويد الشين الفصيحة
· تجويد الياء الفصيحة
· التحذير من تكرار الراءات
· تجويد الحروف المشدَّدة المتكرِّرة
· تجويد الحركات
· تجويد الطاء الفصيحة
· تجويد الدال الفصيحة
· تجويد التاء الفصيحة
· تجويد الظاء الفصيحة
· تجويد الذال الفصيحة
· تجويد الثاء الفصيحة
· تجويد الصاد الفصيحة
· تجويد السين الفصيحة
· تجويد الزاي الفصيحة
· تجويد النون الفصيحة
· تجويد الراء الفصيحة
· حكم تفخيم وترقيق الراءات
· تجويد اللام الفصيحة
· تجويد لام التعريف
· تجويد اللام المفخمة والمرققة
· تجويد الضاد الفصيحة
· تجويد الفاء الفصيحة
· تجويد الباء الفصيحة
· تجويد الميم الفصيحة
· تجويد الواو الفصيحة
· باب ذكر أحوال الحركات في الوقف
· وبيان الروم والإشمام
· باب الوقف وبيان أقسامه
· فصل فيما يجتنب الوقف عليه
· باب ذكر الوقف على (كلا)
· باب ذكر الوقف على (بلى)
· منظومة في الفرق بين الضاد والظاء
· تكملة باب المدِّ والقصرِ
· أهم المصادر والمراجع
· فهرس الموضوعات
من الفوائد الواردة في هذا الكتاب قوله:
ذكرُ الميمِ: وهو حرفٌ أَغَنٌّ مجهورٌ، فإذا التقى بمثلِهِ أُدغم لا غير، وإن التقى بالفاء أو الواو أُنْعِمَ بيانُهُ للغُنَّةِ التي فيه إذ كان الإدغام يذهبُهُ [43/ب] فيختَلّ بذلك، على أن أحمد بن أبي شريح قد روي عن الكسائيِّ إدغامه في الفاء، وذلك غير صحيح ولا جائز.
فالفاء نحو: (هُمْ فِيهَا)(البقرة: من الآية39)، (وَيَمُدُّهُمْ فِي)(البقرة: من الآية15)، و(لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ)(محمد: من الآية30) وما أشبهه.
والواو نحو: (هُمْ وَقُودُ النَّارِ)(آل عمران: من الآية10)، و(أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ)(الزخرف: من الآية70) وهذا على مذهب من سكَّنَ الميمَ.
وكذلك (قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ)(الأعراف: من الآية44)، و(قُمْ فَأَنْذِرْ)(المدثر:2)، و(لا تَقُمْ فِيهِ)(التوبة: من الآية108)، و(حم * وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ)(الزخرف:1-2)، (وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ)(لقمان: من الآية22) وشبهه.
فإن التقت الميمُ بالباءِ نحو: (آمَنْتُمْ بِهِ)(البقرة: من الآية137)، (وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ)(المائدة: من الآية49)، و(كُنْتُمْ بِهِ)(يونس: من الآية51)، (وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ)(آل عمران: من الآية101)، و(أَمْ بَعِيدٌ)(الأنبياء: من الآية109) وما أشبهه، فعلماؤُنا مختلفون في العبارةِ عنها معها.
فقال بعضهم: هي مُخْفَاةٌ لانطباقِ الشَّفَتَيْنِ عليهما كانطباقِهِمَا على أحدِهِمَا، وهذا مذهبُ ابنِ مجاهدٍ، فيما حدَّثنا به الحسين بن علي، عن أحمد بن نصر عنه قال: والميمُ لا تدغمُ في الباءِ لكنَّها تُخْفَى؛ لأنَّ لَهَا صَوْتاً في الخياشيمِ تُؤَاخِي به النون الخفيفة.
وإلى هذا ذهب شيخُنا علي بن بشر - رحمة الله - قال أبو العباس محمد بن يونس النحوي المقرئ: في أهل اللغةِ مَنْ يُسَمِّي الميمَ [44/أ] الساكنةَ عندَ الباءِ إخفاءً، قال: وقال سيبويه: الْمُخْفَى بوزنِ الْمُظْهَرِ.
وقال آخرون: هي مُبَيَّنَةٌ للغُنَّةِ التي فيها، قال أبو الحسين بن المنادى: أخذنا عن أهل الأداءِ بيانُ الميمِ الساكنةِ عند الواوِ والفاءِ في حُسْنٍ مِنْ غيرِ إِفْحَاشٍ.
وقال أحمد بن يعقوب التائب: أجمعَ القراءُ على تَبْيِينِ الميمِ الساكنةِ وترك إدغامها إذا لقيتها باءٌ في جميع القرآن، قال: وكذلك الميمُ عندَ الفاءِ.
وذهب إلى هذا جماعة من شيوخِنا، وحكاه أحمد بن صالح عن ابنِ مجاهدٍ، وبالأوَّل أقول. انتهى كلامه. ينظر: التحديد في صنعة الإتقان والتجويد للداني (ص287-289)، بتحقيقي.
([1]) أخرجه البخاري في باب (خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ)، من رواية عثمان بن عفان رضي الله عنه. ينظر: صحيح البخاري (17/27)،ح5027.