فائدة من البلاغة القرآنية

إنضم
21/08/2004
المشاركات
17
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
فائدة من البلاغة القرآنية

سلسلة اللطائف القرآنية (1) :

قال تعالى موجهاً الخطاب لمن عبد عيسى وأشرك به من النصارى ((إنكم وما تعبدون من دون الله حصب
جهنم)) قيل : كيف يكون عيسى عليه السلام في جهنم لأنه مما يعبد النصارى من دون الله :
الجواب: أن الله تعالى ذكر (ما تعبدون) و(ما) هي لغير العاقل وعيسى عليه السلام عاقل . فسبحان الله تعالى الذي يقول (بلسانٍ عربيٍ مبين) . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
 
أقول للأخ الكريم :

ليس الأمر كما ذكرت ...

الذي يظهر لي أن استعمال "ما" يحدده السياق ، وقد قال عنها الدكتور فاضل السامرائي : ( ويعتقد الكثيرون ان (ما) تستخدم لغير العاقل فيقولون (ما) لغير العاقل و(من) للعاقل ، ولكن الحقيقة أن ما تستعمل لذات غير العاقل كما في قوله: (يأكل مما تأكلون منه ويشر مما تشربون) ولصفات العقلاء كما في قوله: (فانكحوا ما طاب لكم من النساء) (ونفس وما سواها) ويؤتى بها في التفخيم والتعظيم في صفات العقلاء، ولذلك قال تعالى (وما خلق الذكر والانثى) ويعني به ذاته العلية. ) انتهى كلام السامرائي .

والجواب الأقرب والله أعلم عن قول الله تعالى : (( إنكم وما تعبدون من دون الله حصب
جهنم أنتم لها واردون )) هو أنها من العام المخصوص بقوله تعالى بعدها : (( إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون ))

قال الألوسي في تفسيره للآية التي ذكرها الأخ الكريم : ( وقال بعضهم: إن { مَا } تعم العقلاء وغيرهم وهو مذهب جمهور أئمة اللغة كما قال العلامة الثاني في التلويح، ودليل ذلك النص والإطلاق والمعنى.
أما النص فقوله تعالى:{ وَمَا خَلَقَ ٱلذَّكَرَ وَٱلاْنثَىٰ }[الليل: 3] وقوله سبحانه:
{ وَٱلسَّمَاء وَمَا بَنَـٰهَا }[الشمس: 5] وقوله سبحانه:{ وَلاَ أَنتُمْ عَـٰبِدُونَ مَا أَعْبُدُ }
[الكافرون: 3]
وأما الإطلاق فمن وجهين، الأول: أن { مَا } قد تطلق بمعنى الذي باتفاق أهل اللغة والذي يصح إطلاقه على من يعقل بدليل قولهم الذي جاء زيد فما كذلك،
الثاني: أنه يصح أن يقال ما في داري من العبيد أحرار .

وأما المعنى فمن وجهين أيضاً، الأول أن مشركي قريش كما جاء من عدة طرق عن ابن عباس لما سمعوا هذه الآية اعترضوا بعيسى. وعزير. والملائكة عليهم السلام. وهم من فصحاء العرب فلو لم يفهموا العموم لما اعترضوا، الثاني: أن { مَا } لو كانت مختصة بغير العالم لما احتيج إلى قوله تعالى: { مِن دُونِ ٱللَّهِ } وحيث كانت بعمومها متناولة له عز وجل احتيج إلى التقييد بقوله سبحانه: { مِن دُونِ ٱللَّهِ } وحينئذٍ تكون الآية شاملة عبادة لأولئك الكرام عليهم الصلاة والسلام ويكون الجواب الذي تولاه الله تعالى بنفسه جواباً بالتخصيص .. ) إلخ كلامه في روح المعاني
 
أخي ابن إبراهيم


إضافة إلى ما ذكره أخونا أبوعبدالله المسلم

في زاد المسير لبن الجوزي مايلي
قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ) (الأنبياء : 101 ) سبب نزولها أنه لما نزلت إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم شق ذلك على قريش، وقالوا: شتم آلهتنا، فجاء ابن الزبعري، فقال: ما لكم؟ قالوا: شتم آلهتنا، قال: وما قال؟ فأخبروه، فقال: ادعوه لي، فلما دعي رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: يا محمد، هذا شيء لآلهتنا خاصة، أو لكل من عبد من دون الله؟ قال: لا، بل لكل من عبد من دون الله، فقال ابن الزبعري: خصمت ورب هذه البنية، ألست تزعم أن الملائكة عباد صالحون، وأن عيسى عبد صالح، وأن عزيرا عبد صالح، فهذه بنو مليح يعبدون الملائكة، وهذه النصارى تعبد عيسى، وهذه اليهود تعبد عزيرا، فضج أهل مكة، فنزلت هذه الآية، قاله ابن عباس. وقال الحسين ابن الفضل: إنما أراد بقوله: {وَمَا تَعْبُدُونَ } الأصنام دون غيرها. لأنه لو أراد الملائكة والناس، لقال: ومن، وقيل إن بمعنى: إلا، فتقديره: إلا الذين سبقت لهم منا الحسنى، وهي قراءة ابن مسعود، وأبي نهيك، فإنهما قرءا الا الذين. وروي عن علي بن أبي طالب أنه قرأ هذه الآية، فقال: أنا منهم، وأبو بكر، وعمر، وعثمان، وطلحة، والزبير، وسعد، وعبد الرحمن.

وفي لباب النقول في أسباب النزول للإمام السيوطي مايلي
أخرج الحاكم عن ابن عباس قال: لما نزلت إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون . قال ابن الزبعري: عبد الشمس والقمر والملائكة وعزيز ، فكل هؤلاء في النار مع آلهتنا ، فنزلت إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون . ونزلت ولما ضرب ابن مريم مثلا -إلى- خصمون .

وفي شرح بن عقيل لألفية ابن مالك مايلي
أكثر ما تستعمل ما في غير العاقل وقد تستعمل في العاقل ومنه قوله تعالى (فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى ) (النساء : 3 ) وقولهم سبحان ما سخركن لنا و سبحان ما يسبح الرعد بحمده و من بالعكس فأكثر ما تستعمل في العاقل وقد تستعمل في غيره .

فيتضح أن (ما) قد تستخدم للعاقل
 
عودة
أعلى