فائدة:ما وجه الحكمة في تقديم الظالم وتأخير السابق ؟ ، وإنما يقدم الأفضل ؟ .

الجنوبي

New member
إنضم
18/04/2003
المشاركات
2,558
مستوى التفاعل
0
النقاط
36

في قوله تعالى ((فَمِنْهُم ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَات))
قال الثعلبي في تفسيره :
فإن قيل​
: ما وجه الحكمة في تقديم الظالم وتأخير السابق ؟ ، وإنما يقدم الأفضل ؟ .

فالجواب عنه أن نقول​
: إنما أخر السابق ليكون أقرب إلى الجنات والثواب ، كما قدم
الصوامع والبيع والصلوات في سورة الحج
( ١) على المساجد التي هي أفضل بقاع الأرض ، ليكون
الصوامع أقرب إلى الهدم والخراب ، وتكون المساجد أقرب إلى ذكر الله تعالى
.

ومنهم من قال​
: إنما فعل ذلك لأن الملوك إذا أرادوا الجمع بين أشياء بالذكر قدَّموا الأدنى على
الأفضل كقوله تعالى
: (إن ربك لشديد العقاب وإنه لغفور رحيم) ( ٢) ، وقال : (يولج الليل في
النهار
) ( ٣) ، وقال : (يهب لمن يشاء إناثًا ويهب لمن يشاء الذكور) ( ٤) وقال : (خلق الموت والحياة)
.
(٥)

وقيل​
: قدم الظالم لئلا ييأس من رحمته ، وأخر السابق لئلا يعجب بعلمه .

(​
وقال جعفر الصادق( ٦) : بدأ بالظالمين إخبا  را أنه لا يتقرب إليه إلا بصرف كرمه ، وأن الظلم( ٧

لا يؤثر في الاصطفائية​
( ٨) ، ثم ثنَّى بالمقتصدين لأم بين الخوف والرجاء ، ثم ختم بالسابقين لئلا
يأمن أحد مكره ، وكلهم في الجنة بحرمة كلمة الإخلاص
.
وقال بعضهم​
: قدَّم الظالم لأنه لم يكن له شيء يتكل عليه إلا رحمة الله ، فاعتمد الله واتَّكل
على رحمته ، واتَّكل المقتصد على حسن ظنه بربه ، واتَّكل السابق على حسناته وطاعاته
.

وقال محمد بن علي الترمذي​
( ١) : جمعهم في الاصطفاء إزالة للعلل عن العطاء ، لأن الاصطفاء
أوجب الإرث، لا الإرث أوجب الاصطفاء، لذلك
( ٢) قيل: صحيح( ٣) النسبة ثم أطمع في الميراث.

وقال أبو بكر الوراق الترمذي​
( ٤) : إنما رتبهم هذا الترتيب على مقامات الناس( ٥) ، لأن أحوال
العبد ثلاث
: معصية وغفلة ، ثم توبة ، ثم قربة ، فإذا( ٦) عصى دخل في حيز الظالمين/ ، وإذا تاب
دخل في جملة
/ المقتصدين ، وإذا صححت( ٧) التوبة ، وكثرت( ٨) العبادة وااهدة اتصل بالله ودخل

.​
( في عداد السابقين

 
جزاك الله خيرا ونفع الله بك ...........
 
عودة
أعلى