في قوله تعالى ((فَمِنْهُم ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَات))
قال الثعلبي في تفسيره :
فإن قيل
: ما وجه الحكمة في تقديم الظالم وتأخير السابق ؟ ، وإنما يقدم الأفضل ؟ .
فالجواب عنه أن نقول
: إنما أخر السابق ليكون أقرب إلى الجنات والثواب ، كما قدم
الصوامع والبيع والصلوات في سورة الحج( ١) على المساجد التي هي أفضل بقاع الأرض ، ليكون
الصوامع أقرب إلى الهدم والخراب ، وتكون المساجد أقرب إلى ذكر الله تعالى .
الصوامع والبيع والصلوات في سورة الحج( ١) على المساجد التي هي أفضل بقاع الأرض ، ليكون
الصوامع أقرب إلى الهدم والخراب ، وتكون المساجد أقرب إلى ذكر الله تعالى .
ومنهم من قال
: إنما فعل ذلك لأن الملوك إذا أرادوا الجمع بين أشياء بالذكر قدَّموا الأدنى على
الأفضل كقوله تعالى : (إن ربك لشديد العقاب وإنه لغفور رحيم) ( ٢) ، وقال : (يولج الليل في
النهار) ( ٣) ، وقال : (يهب لمن يشاء إناثًا ويهب لمن يشاء الذكور) ( ٤) وقال : (خلق الموت والحياة)
. (٥)
الأفضل كقوله تعالى : (إن ربك لشديد العقاب وإنه لغفور رحيم) ( ٢) ، وقال : (يولج الليل في
النهار) ( ٣) ، وقال : (يهب لمن يشاء إناثًا ويهب لمن يشاء الذكور) ( ٤) وقال : (خلق الموت والحياة)
. (٥)
وقيل
: قدم الظالم لئلا ييأس من رحمته ، وأخر السابق لئلا يعجب بعلمه .
(
وقال جعفر الصادق( ٦) : بدأ بالظالمين إخبا را أنه لا يتقرب إليه إلا بصرف كرمه ، وأن الظلم( ٧
لا يؤثر في الاصطفائية
( ٨) ، ثم ثنَّى بالمقتصدين لأم بين الخوف والرجاء ، ثم ختم بالسابقين لئلا
يأمن أحد مكره ، وكلهم في الجنة بحرمة كلمة الإخلاص .
يأمن أحد مكره ، وكلهم في الجنة بحرمة كلمة الإخلاص .
وقال بعضهم
: قدَّم الظالم لأنه لم يكن له شيء يتكل عليه إلا رحمة الله ، فاعتمد الله واتَّكل
على رحمته ، واتَّكل المقتصد على حسن ظنه بربه ، واتَّكل السابق على حسناته وطاعاته .
على رحمته ، واتَّكل المقتصد على حسن ظنه بربه ، واتَّكل السابق على حسناته وطاعاته .
وقال محمد بن علي الترمذي
( ١) : جمعهم في الاصطفاء إزالة للعلل عن العطاء ، لأن الاصطفاء
أوجب الإرث، لا الإرث أوجب الاصطفاء، لذلك( ٢) قيل: صحيح( ٣) النسبة ثم أطمع في الميراث.
أوجب الإرث، لا الإرث أوجب الاصطفاء، لذلك( ٢) قيل: صحيح( ٣) النسبة ثم أطمع في الميراث.
وقال أبو بكر الوراق الترمذي
( ٤) : إنما رتبهم هذا الترتيب على مقامات الناس( ٥) ، لأن أحوال
العبد ثلاث : معصية وغفلة ، ثم توبة ، ثم قربة ، فإذا( ٦) عصى دخل في حيز الظالمين/ ، وإذا تاب
دخل في جملة/ المقتصدين ، وإذا صححت( ٧) التوبة ، وكثرت( ٨) العبادة وااهدة اتصل بالله ودخل
العبد ثلاث : معصية وغفلة ، ثم توبة ، ثم قربة ، فإذا( ٦) عصى دخل في حيز الظالمين/ ، وإذا تاب
دخل في جملة/ المقتصدين ، وإذا صححت( ٧) التوبة ، وكثرت( ٨) العبادة وااهدة اتصل بالله ودخل
.
( في عداد السابقين