فائدة لطيفة في قوله تعالى : " وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا "

إنضم
30/04/2011
المشاركات
60
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
المدينة النبوية
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد المختار، وعلى أصحابه الأخيار، وآله الأطهار ، وأتباعه الأبرار إلى يوم القرار وبعد :
كم هو جميل ، وعذب وجليل ؛ أن يقيد طالب العلم الفوائد ، ويجمع الفرائد خلال قراءته بطونَ الكتب الأمهات ، وسبره لبعض المطولات ؛ فالقلم الرديء خيرٌ من الذاكرة القوية !!!
وفي الحديث الصحيح في صحيح الجامع : " قيدوا العلم بالكتابة "
وإليك هذه الفائدة اللطيفة ، والنكتة الظريفة !! :
قال الإمام القرطبي ـ رحمه الله ـ في أثناء تفسيره لقوله تعالى : "وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا " (الحجرات :13) :
حكى أبو عبيد عن ابن الكلبي عن أبيه : الشعب أكبر من القبيلة ثم الفصيلة ثم العمارة ثم البطن ثم الفخذ ، وقيل : الشعب ثم القبيلة ثم العمارة ثم البطن ثم الفخذ ثم الفصيلة ثم العشيرة ، وقد نظمها بعض الأدباء فقال :​

اقصد الشعب فهو أكثر حي ... عدداً في الحواء ثم القبيله
ثم تتلوها العمارةُ ثم الـ ... ـبطن والفخذُ بعدها والفصيله
ثم من بعدها العشيرةُ لكن ... هي في جنب ما ذكرنا قليله
وقال آخر:
قبيلةٌ قبلها شعبٌ وبعدهما ... عمارةٌ ثم بطنٌ تلوُهُ فخِذُ
وليس يُؤوي الفتى إلا فصيلتُه ... ولا سَدادَ لسَهم مالَه قُذَذُ

الجامع لأحكام القرآن (ج 19 / ص 416)

وكتبه
أبو قدامة المدني
سعيد بن إبراهيم بن "محمد سعيد" النمارنة
مرحلة الماجستير / قسم القراءات / الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية
 
جزاك الله خيراً شيخنا الدكتور أحمد الرويثي على شكرك لي فقد سعدت به كثيراً ، وقد استفدت منك كثيراً في المرحلة الجامعية حفظك الله ورعاك .
وأشكر الأخ عبد الحميد عرادة على ردّه المبارك.
أخوكم : أبو قدامة
 
بارك الله بك على تلك اللطيفة. أما قوله تعالى (لتعارفوا ) فهي تحوي لطيفة أخرى . فإن فيها إشارة خفيّة لحفظ الأنساب ومعرفة أصولها وتتبعها. فإن كلمة (تعارفوا) تفيد التعارف بين تلك القبائل من خلال معرفة الأنساب والبطون والأصول. إذ أن معرفة النسب تزيد في التعارف وتؤصل العلاقة والمحبة بين الناس.
فمثلاً لو أن قبيلة ما تبين أنها من أصل نجدي وتبين أن قبيلة أخرى هي نجدية أيضاً فإن أطر المحبة تتعزز بين القبيلتين من خلال أن مصدرهما واحد وأصلهما واحد . وهذا هو الجزء المهم من معنى قوله تعالى: (لتعارفوا) . والله أعلم.
 
بالأمس وفي جلسة علمية تداولنا هذه الآية وخاصة قوله (لتعارفوا) فأجمع القوم أن المعنى المراد ليس التعارف بل : لتعرفوا بعضكم بعضاً. فهناك فارق بسيط بين المعنيين. فالتعرّف يشمل المسلم وغير المسلم. بينما العارف يون محصوراً ضمن إطار العشيرة أو البلد أو حتى القطر الواحد. أما التعرف فهو يشمل سكان الأرض قاطبة. فتعرف الصيني والروسي والاسترالي والأمريكي وجميع الملل والنحل. . والله أعلم.
 
عودة
أعلى