فائدة قال عنها الرازي: لو لم يكن في كتاب "الكشاف" إلا هذه الفائدة لكفاه فخراً وشرفاً

عمر المقبل

New member
إنضم
06/07/2003
المشاركات
805
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
فائدة قال عنها الرازي: لو لم يكن في كتاب "الكشاف" إلا هذه الفائدة لكفاه فخراً وشرفاً

جاء في تفسير الرازي (27 / 488) في تفسير الآية 7 من سورة غافر:
"مما حكى الله عن هؤلاء الملائكة هو قوله تعالى: {ويؤمنون به} فإن قيل: فأي فائدة في قوله: {ويؤمنون به} فإن الاشتغال بالتسبيح والتحميد لا يمكن إلا وقد سبق الإيمان بالله؟
قلنا: الفائدة فيه ما ذكره صاحب «الكشاف» ، وقد أحسن فيه جدا فقال:
إن المقصود منه، التنبيه على أن الله تعالى لو كان حاضراً بالعرش!! لكان حملة العرش والحافون حول العرش يشاهدونه ويعاينونه، ولما كان إيمانهم بوجود الله موجباً للمدح والثناء؛ لأن الإقرار بوجود شيء حاضر مشاهد معاين لا يوجب المدح والثناء، ألا ترى أن الإقرار بوجود الشمس وكونها مضيئة لا يوجب المدح والثناء، فلما ذكر الله تعالى إيمانهم بالله على سبيل الثناء والمدح والتعظيم، علم أنهم آمنوا به بدليل أنهم ما شاهدوه حاضرا جالسا هناك، ورحم الله صاحب «الكشاف» فلو لم يحصل في كتابه إلا هذه النكتة لكفاه فخراً وشرفاً.انتهى كلام الرازي.
وبعد: فإنني مع فرحي بهذه الفائدة التي ذكرها الزمخشري ، إلا أنني متعجب من هذا الإطراء من عالم بقامة الرازي، فهذه الفائدة مع قوتها، فثمة ما هو أعمق وأقوى منها في "الكشاف" ولكن هذا دليل على تفاوت الناس في تذوق وتقييم اللطائف والفوائد، وربما تكون للحالة التي يعيشها العالم أثناء التحرير والتصنيف لها أثرها، والله أعلم.
 
هذه تلحق بما يستخرج بالمناقيش من اعتزاليات الزمخشري - عفا الله عنه - ، وقد أعجبت الرازي لما تضمنته من نفي صفة العلو الذاتي والاستواء على العرش.
وهذه الفائدة المتوهمة يقضي عليها ما ورد في سماع الملائكة تكلم الله تعالى بالوحي.
وكذلك فإن الإيمان لا يقصر على الإيمان بالوجود؛ فهذا القدر يقر به أكثر أهل الأرض فضلاً عن الملائكة.
 
ما ارى ما ذكرت الا التكلف بعينه وتقويل الناس مالم يقولوه والحكم على المتقدمين بما سطرته كتب المتاخرين وهذا من العجب الذي يجب ان يوضع له حد
 
ماذا يمكن أن نفهم من :"لو كان حاضراً بالعرش!! "؟ والكل يعرف أن ( لو ) حرف امتناع لامتناع.
 
ما قاله الأخ الفاضل عبدالعزيز الداخل صواب والحمد لله

ما قاله الأخ الفاضل عبدالعزيز الداخل صواب والحمد لله

قال ابن القيمرحمه الله في( الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة)/ الفصل الرابع والعشرون:
(الطائفة الثانية من يعتقد أن لكلامه باطنا يخالف ظاهره وتأويلا يخالف حقيقته فالطريقة الأولى للمتفلسفة ومن يتتلمذ لهم والطريقة الثانية للجهمية ومن اقتفى آثارهم وكثير من المتأخرين يجمع بين الطريقتين فيتفلسف تارة ويتجهم تارة ويجمع بين الإدامين تارة فهذه درجات المنع وأما درجات المعارضة فثلاثة أيضا
إحداها أن يعارض المنقول بمثله ويسقط دلالتهما أو يرجح دلالة المعارض كما عارض الجهمي قوله { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } بقوله { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } وزعم أنه لو كان على العرش لم يكن أحدا وعارضه بقوله { وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ } وزعم أنه لو كان على عرشه لم يكن معنا وعارضه بقوله { الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ } وهذه معارضة الزمخشري في كشافه قال( وفيها التنبيه على أن الأمر لو كان كما يقوله المجسمة كان حملة العرش ومن حوله مشاهدين معاينين ولما وصفوا بالإيمان لأنه إنما يوصف بالإيمان الغائب ولما وصفوا به على سبيل الثناء عليهم، علم أن إيمانهم وإيمان من في الأرض وكل من غاب عن ذلك المقام سواء في إيمان الجميع بطريق النظر والاستدلال لا غير وأنه لا طريق إلى معرفته إلا هذا وأنه منزه عن صفات الأجرام)
فلو كان المجسم بزعمك مجسما حقيقة لما رضي لنفسه ولمن يخاطبه بمثل هذا الكلام الذي هو من أقبح الكلام وأبطله ولشح على زمانه وأوراقه أن يضيعه بمثله ولمنعه وقار القرآن وعظمته في صدره أن يفسره بمثل هذا الكلام الذي هو كما قيل مثل حجارة الكنيف ترجع وتنجس فقد صرح قائله بأن إيمان محمد بن عبد الله وإبراهيم الخليل وموسى الكليم وجميع الأنبياء والمرسلين إنما هو عن نظر واستدلال وهم بسعادتهم قد سدوا جميع طرق الإيمان والمعرفة إلا طريق الجواهر والأعراض والاجتماع والافتراق وإبطال حوادث لا أول لها وزعموا أن من لم يعرف ربه من تلك الطريق مات ولم يعرف له ربا ولم يقر بأن له إلها وخالقا وزادوا في الافتراء والكذب والبهت فزعموا أن إيمان جبريل وميكائيل والملائكة المقربين وجميع المرسلين مبني على هذه الطريقة وأن إيمانهم كلهم سواء وأنهم لا طريق لهم إلى معرفته إلا هذا النظر والاستدلال الذي وضعه لهم شيوخ الجهمية ومبتدعة المتكلمين وضلال أهل الاعتزال فها هنا يسجد المجسم بزعمكم شكرا لله إذ عافاه الله من مثل هذا البلاء العظيم وهذا القول أقل وأحقر من أن يتكلف للوجوه التي تدل على بطلانه بأكثر من حكايته.
إنتهى كلام ابن القيم
 
هناك من يقول الإنسان ما لم يقل وربما حدث هذا مع الزمخشري في بعض المواطن، لكن لا ينبغي أن تكون ردة الفعل هي رفض تقويله ما قاله.
 
ماذا كان يقول الزمخشري في سجوده عندما كان يسجد وماذا قال عند قوله تعالى سبح اسم ربك الاعلى وماذا قال عند قوله وهو العلي العظيم؟ هل انكر علو الله تعالى كما يتهمه خصومه مثل ابن القيم وغيره؟
 
كان الزمخشري رحمه الله يفتخر بانتسابه للاعتزال و كان إذا أتي و دق باب بيت و قيل له : من ؟ قال معتزا بمذهبه : " أنا جار الله المعتزلي " ... فلا أظنك أستاذنا الكريم جمال تجهل أن نفي العلو من أهم العقائد لدى القوم و تندرج تحت أول أصل لهم وهو " التوحيد " ... زعموا ... و نفيه للعلو في الآية المذكورة ظاهرة لأول وهلة و و الله لقد انقدحت في ذهني قبل أن يعلق المشايخ عليها ...
 
ماذا قال الزمخشري والمعتزلة في قوله تعالى سبح اسم ربك الاعلى وماذا كانوا يقولون في السجود عندما يصلون
انا اريد الجواب عن هذا السؤال ولست معنيا بمذهبهم الاعتزالي الان ارجو الجواب عن هذا السؤال
 
جاء في تفسير الرازي (27 / 488) في تفسير الآية 7 من سورة غافر:
"مما حكى الله عن هؤلاء الملائكة هو قوله تعالى: {ويؤمنون به} فإن قيل: فأي فائدة في قوله: {ويؤمنون به} فإن الاشتغال بالتسبيح والتحميد لا يمكن إلا وقد سبق الإيمان بالله؟
قلنا: الفائدة فيه ما ذكره صاحب «الكشاف» ، وقد أحسن فيه جدا فقال:
إن المقصود منه، التنبيه على أن الله تعالى لو كان حاضراً بالعرش!! لكان حملة العرش والحافون حول العرش يشاهدونه ويعاينونه، ولما كان إيمانهم بوجود الله موجباً للمدح والثناء؛ لأن الإقرار بوجود شيء حاضر مشاهد معاين لا يوجب المدح والثناء، ألا ترى أن الإقرار بوجود الشمس وكونها مضيئة لا يوجب المدح والثناء، فلما ذكر الله تعالى إيمانهم بالله على سبيل الثناء والمدح والتعظيم، علم أنهم آمنوا به بدليل أنهم ما شاهدوه حاضرا جالسا هناك، ورحم الله صاحب «الكشاف» فلو لم يحصل في كتابه إلا هذه النكتة لكفاه فخراً وشرفاً.انتهى كلام الرازي.
وبعد: فإنني مع فرحي بهذه الفائدة التي ذكرها الزمخشري ، إلا أنني متعجب من هذا الإطراء من عالم بقامة الرازي، فهذه الفائدة مع قوتها، فثمة ما هو أعمق وأقوى منها في "الكشاف" ولكن هذا دليل على تفاوت الناس في تذوق وتقييم اللطائف والفوائد، وربما تكون للحالة التي يعيشها العالم أثناء التحرير والتصنيف لها أثرها، والله أعلم.
لايلزم من حمل العرش والوجود حول العرش مشاهدة المستوي على العرش إلا في ذهن الذي يسبق إليه التشبيه ، ومادام أن الله ليس كمثله شيء فلا قيمة لهذه الفائدة المزعومة ، الذي يفهم أن الله غيب بالنسبة لحملة العرش وكونه غيب لا ينفي الاستواء على العرش، أعتقد أنه هكذا يجب أن تفهم الآية.
 
هذا الموضوع من الفوائد العلمية الجليلة

هذا الموضوع من الفوائد العلمية الجليلة

نحن هنا في (ملتقى أهل التفسير) لا أهل الحديث فلا يسوغ ولا يجوز قسر الناس على تبني آراء أهل الحديث في معاني بعض الآيات بل لكل الحق في الوجود ، وهكذا كان المفسرون متنوعي مشارب الفهوم ، وفي هذه المسألة مثلما الحال في كثير من المسائل حصل خلط وخوض فيما لا علم للخائضين به على مدار التاريخ وإذا كان الأنبياء كما حصل من نبي الله نوحصل1 لم يكونوا في مأمن من أن يخاطبهم الله تعالى بقوله (((فلا تسألن ما ليس لك به علم ))) فـ(((ـقال رب إني اعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم)))، فلا شك أن غيرهم من المؤمنين من باب أولى ليسوا بمأمن أن يخوضوا فيما لا علم لهم به.ونحن نعوذ بالله تعالى كما عاذ به أنبياؤه المصطفون الأخيار أن نخوض فيما ليس لنا به علم من مسائل صفاته وحقائق دينه، محتسبين اتباعهم في العوذ به تعالى مما عاذوا به منه. ولكن فهوم الناس لمسائل الدين قد حصل فيها (تخندق حول الكتلة) لدى علماء الحديث ولدى من سمّوا بالمعتزلة، وما زلنا نجترّ خلافاتهم ونتخندق حول شعارات كلية شمولية كمصطلح "السنة " و"السلف" "العقيدة الصحيحة" و"الفرقة الناجية"وغيرها.​


ما ننفي أن يكون لرأي الزمخشري رحمه الله وهو عندي سليم العقيدة
[لأني لا أعد استصحاب حال قرارات متاخري الحنابلة وفهمهم لما عزوه إلى مذهب السلف من العقيدة أصلا. فقد انجرّ كثير من هذا القوم إلى الانزلاق إلى ما أسميه "البدعة المقابلة".فلا شك ان من الصواب في معاني الآيات التي تتحدث عن صفات الباري تعالى أن تمرّ على ظاهرها وأن يتبع فيها الذوق الفطري الذي كان عليه الصحابة وما يكون عليه المسلمون قبل التفلسف والتعبير عن فهومهم التي يخونهم فيها التعبير مثلما حصل في غير مسألة.]
ما ننفي أن يكون لما ذهب إليه الزمخشري في معنى الآية متعلقا بمذهب من تلمذ عليهم واعتزى إليهم من المعتزلة في إنكار الرؤية وهو ما سبق لي أن نقلته في هذا المنتدى من أن مسألة الرؤية قد حلها فيما بعد ابن حزم وأعني بـ(ـفيما بعد) أن المسألة قد استوى طبخها واحترقت منذ القرن الثالث وأن متأخري "أهل السنة" و"المعتزلة" إن هم إلا مجترون وآكلون من تلك الطبخة.​


لكني أؤيد الأستاذ عمر في استحسانه والأخ جمال في دفاعه بحق عن أبي القاسم، فلا يجب أن نتناول المسالة كما يفعل تلاميذ متاخري الحنابلة ممن ما يزالون يسمون أنفسهم بالسلفية بل يجب وجوبا علميا وأخلاقيا أن نحفظ للمسلمين الظن الحسن بهم وأن نشكر لهم اجتهادهم.
ولكيلا يكون الكلام إنشائيا أو مطنبا غير ذي فائدة سأقوم بذكر المسائل العقدية التي يكثر في مثلها النقاش والتي لا أؤيد فيها الإخوة السلفية لأن تعبيرهم عن تلكم الأفكار هو فهمهم هم لما يظنون أن السلف كانوا عليه، ومعلوم من العقل التحليلي بالضرورة أن فهمي وفهمك لمسألة لا يكون مطابقا بالضرورة لفهم السلف لها .
وإذا كان السلفيون يظنون أن تمجيدهم وإشادتهم بالسلف يعطيهم شرعية تمثيل السلف قلنا فما يقوم به الفرس إذن من لطم ونواح وتطبير وتزمير على الحسين وآل محمد رضي الله عنهم يجعلهم أولى الناس بآل محمد رضي الله عنهم وهذا لا يقول به عاقل. فنحن وإن كنا لا نزعم أن السلفية أبعد الناس عن السلف بنفس القدر الذي يكون فيه الفرس ومن على مذهبهم أبعد الناس عن آل محمد لكنا نجزم بأن القرارات التي يتبناها "السلفيون" عازين لها إلى السلف قابلة للنقاش والمخالفة ولا يكابر في ذلك رجل هو من العلم في شيء.​

ولكيلا يتحول الكلام إلى مماحكة وجدلا فارغا أقوم فألقي الضوء على هذه المسائل التي نقمها السلفيون على الزمخشري ومعه كثير من المعتزلة لأني لا أعد المعتزلة كلا واحدا كما لا أعد السلفية كلا واحدا فشيخ الإسلام ابن تيمية عالم جليل يُحترم اجتهاده وقراراته على حين يكشف المادحون له الزاعمون أنهم متبنون لأفكاره كل يوم عن فهوم لم يقل بها أحد لله فيه حاجة مثلما يفعل الجاهلون بسؤال المسلم (أين الله) ظنا منهم أنهم يطبقون سنة رسول الله صل1 إذ سأل جارية لا يدري أمسلمة هي أم كافرة أين الله؟​

ولو كان فهمهم محترما لرجعوا إلى أنفسهم فقالوا لو كان هذا الفهم صوابا لورد أن أحد الصحابة سألوا مسلما واحدا أين الله وهيهات.فلا يسأل مسلما أين الله إلا جاهل ليس لله فيه حاجة.فكل مسلم يقرأ كل يوم (((أأمنتم من في السماء ان يخسف بكم الأرض)))​

وقبل الخوض في هذا الموضوع الذي يبدو حساسا لدى كثير من الناس ولا سيما الذين يتتلمذون على وعاظ "السلفية" أقول إن السلامة لمن لا يريد التعمق في هذه المسائل كما هو في جميع المسائل ( الالتزام بما أجمع عليه الفقهاء والعلماء )وما اختلفوا فيه فليس من عزائم الدين لا شريعة ولا عقيدة.​

وقد قام الأخ سعدي أبو جيب باستخراج كل ما قالوا فيه أجمعوا ، لا أعلم فيه خلافا، وهو إجماع المسلمين، أو قول الصحابي ولا مخالف له يعرف فوجد أنها 14400 مسألة ، في كتاب أسماه موسوعة الإجماع في الفقه الإسلامي.
وفي مسائل علم اصول الدين والشرع على السواء كانت الأمة ستربح كثيرا لو لم يتصدر للإصلاح فيها أناس بدو ليسوا بحال بأهل لقيادة الأمة دينيا ، ولو كانت حالة الإصلاح الديني المعاصرة رشيدة لتبنت مؤسسات الدعوة (ما أجمع عليه العلماء فقط) إذن لربحت الامة والدعوة إلى الإسلام ربحا كثيرا بدل أن صار الحال ان يقوم خريج ابتدائية بتصنيف علماء الإسلام إلى "صحيح العقيدة" و"غير سليم العقيدة" مما كشف عن خطأ المنهج إذ قيمة الأفعال بنتائجها.​

  1. ـ في قضية رؤية الله تعالى قال جماعة من المتكلمين وهم أغلب المعتزلة بحق إن الرؤية لا تقع إلا على الملون فما لا لون له لا تراه العين والله تعالى خالق الألوان فلا تدركه الأبصار وحجتهم هذه قد أدركها علم الفيزياء منذ القدم وكذلك يدرك الذوق الفطري أن العين ترى ما هو أمامها لا ما هو خلفها فكيف يكون الله تعالى في مكان وهو خالق المكان ، لكن ما جانفوا فيه الصواب هو (أن قاسوا عالم الغيب على عالم الشهادة) فأنكروا الرؤية حتى يوم القيامة وشرعوا يلوون أعناق النصوص الظاهرة مثل (إلى ربها ناظرة) فجاء عبقري العلماء ابن حزمرحمه الله في الفصل في الملل والأهواء والنحل فقال ونحن نؤيدهم في أن الرؤية لا تقع الا على الملون وتشترط مسافة بين الرائي والمرئي لكنا سنرى الله تعالى يوم القيامة برؤية يركبها فينا مصداقا لقوله صل1 سترون ربكم يوم القيامة، ومن الإنصاف القول أن المعتزلة لا ينكرون قول ابن حزم هذا أو هكذا نحسبهم. ويجب على الإخوة دارسي العلوم الشرعية أن يتصفوا بالإنصاف فلا يوجد مسلم يسمع رسول الله صل1 ويخالفه، هذا ما لا نظن مسلما يفعله. ولذلك يتهم العقلانيون من المعتزلة الرواة لا السنن نفسها بل يظنون أن الذاكرة البشرية قد وهمت، وهكذا شككت عائشة رضي الله عنها في الرواية حين ظنت أنها تعني التعليل فحين روي لها قول النبي صل1 الميت يعذّب في قبره بما نيح عليه، ذهب ظنها إلى أن الباء تعليلية فهو يعذب بسبب النواح عليه، فردت الرواية لأنها على فهمها لها تصادم معلوما من الدين بالضرورة وهو أن (((لا تزر وازرة وزر أخرى)))، ولو فهمته على أن الميت يتألم في قبره بما نيح عليه، فهو يسمع النواح فيتألم لما ردت الرواية. ويحسن هنا لفت الانتباه إلى أنها رضي الله عنها قد عبرت عن رد الرواية بقولها (والله ما قال رسول اللهصل1 ذلك) تعني أنه لا يقول ذلك.

  2. قضية علم الله تعالى بالجزئيات، مسألة انجر إليها مع الاسف بعض المتكلمين فمزجوا بين علم الله تعالى الشامل الذي لا يستوعبه عقل مخلوق وبين اختيار العبد فقالوا إنه إذا كان الله تعالى يعلم أن العبد سيرتكب الإثم فهذا يعني أنه جبره والمشاهد المحسوس أنه مختار والعدل يقتضي أن يكون الإنسان مختارا لا مجبرا. ولذلك حين سئل القاضي عبيدالله بن الحسن من المصيب المجبرة أم القدرية قال كل مصيب هؤلاء قوم نزهوا الله[يعني عن الظلم] وهؤلاء قوم عظموا الله[يعني فوصفوه بشمول القدرة والعلم].لكن الكلمة الذهبية التي ينبغي على المسلم المعاصر أن يلتفت إليها هي كلمة الإمام الشافعي رضي الله عنه "إذا سلم القدري العلم خصم" يعني إذا سلم بشمول علم الله تعالى"فقد وافق قول اهل السنة" كما فسرها الحافظ في الفتح. وقد قمتُ بتتبع الكشاف من أوله إلى آخره وتوقفت عند آيات العلم فما وجدت أبا القاسم إلا مقرا مسلما بالعلم، فهو موافق لقول أهل السنة إذن.

  3. مسألة إثبات الظاهر مع نفي المماثلة [في الصفات التي يوهم ظاهرها التجسيم ] هو تعبير متأخري الحنابلة ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم عن فهمهم لمذهب السلف، والنقد العلمي لهذا الفهم ، يكون أنه مجرد تعبير أناس عن فهمهم لمذهب السلف لا أن واحدا من السلف قد قال إني أثبت الظاهر وأنفي المماثلة. واحتجاجهم بقول مالك الذي لم يتواتر عنه وهو ليس مشرعا أصلا قوله الاستواء معلوم والكيف مجهول والسؤال عنه بدعة قالوا يعني السؤال عن الكيف بدعة قلنا فلعله يعني السؤال عن الاستواء أصلا! فالخوض في مسألة معنى صفات الباري ظنا من الخائض أنه يقرر عقيدة يبغض ويحب في ضوئها هو من الدخول في قوله تعالى (((فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة))). وهكذا ادى خوض البدو والحضر في هذه المسالة إلى الفتنة وتصنيف الناس تصنيفا وهميا بين مؤيد لفهم ابن تيمية ومخالف أي بين صحيح العقيدة وما ليس بصحيح العقيدة، وتطرف جهالهم وهم كثر فاختزلوا سلامة العقيدة في الموقف من هذه المسألة. وهذا سببه ضلال الناس عن إجماع أهل العلم وتبنيهم لما يظنون أنه مذهب السلف.

  4. مسألة خلق القرآن قد سبق لي أن بينت في هذا المنتدى ان المعتزلة قد استخدموا مصطلحا لا يليق وهو مخلوق يعنون به محدث، فانجر المنكرون لبدعية المصطلح الى التعبير السقيم غير مخلوق وكانوا يعنون به لا يوصف بمخلوق، فأدى سوء التعبير عن الفكرة إلى أن امتص طاقات الأمة لألف سنة مما تعدون. وقد أيد شيخ الإسلام ابن تيمية المعتزلة في قولهم محدث وخالفهم في وصف مخلوق ، ومذهبه هو الصواب، لكن يظل من الحق أن نقرر أن المعتزلة خطؤهم صغير جدا وأن مخالفيهم قد انجروا إلى أسوأ بدعة في تاريخ الإسلام حين ظنوا أنه ليس محدثا بل أزليا.

  5. فلا يكفي أن تمجد السلف لتكون مصيبا بل قد تكون أكثر الناس تمجيدا للسلف والعقيدة الصحيحة وتكون أبعد الناس عن فهم السلف في نفس الوقت.
والله من وراء القصد​
 
نحن في ملتقى التفسير

نحن في ملتقى التفسير

دكتور عبد الرحمن ما دام أنا في ملتقى التفسير فدعنا في فهم الآية.....
العرش بالنسبة لنا غيب
والحملة غيب
والحافين من حول العرش غيب
وكل هذه مخلوقات ومع هذا لا سبيل لنا إلى معرفة حقيقتها
فكيف يكون الأمر بالنسبة للخالق تبارك تعالى الذي قال عن نفسه " ليس كمثله شيء وهو السميع البصير" وقال " الرحمن على العرش استوى"؟
وعليه يصبح كلام الزمخشري رحمه الله:
"إن المقصود منه، التنبيه على أن الله تعالى لو كان حاضراً بالعرش!! لكان حملة العرش والحافون حول العرش يشاهدونه ويعاينونه،"
بالنسبة لي نوعا من الهراء.
إن هناك صورة ذهنية تخيلها الزمخشري دفعه إليها ضغط الصور الحسية التي يعجز العقل تصور خلافها فجاء كلامه بناء على ذلك.
والله أعلى وأعلم.
 
لا أرى أنه هراء

لا أرى أنه هراء

فكّر الزمخشري في داخل الصورة التي رسمها النص للملائكة فاستدل من أنهم (((يؤمنون به))) وأننا لا نطلق في اللغة يؤمن به على ما يراه ويدركه بحواسه أن لا يكون فيما ذكر من آيات أخرى كـ (استوى على العرش )ما يفيد تجسيما أو رؤية محسوسة. وهذا تفكير حسن وهو ما استحسنه منه الرازي ونستحسنه منه معه، ولعل الحامل للأخ عمر على إيراده لا مجرد نقل استحسان عالم لصنيع آخر بل أنه وجده حسنا أيضا.
وليس في قولك انها كلها غيبيات معتمد لأن المخشري كان في عصر ما تزال لمسائل الكلام سوق رائجة وأنه كان مستفَزا من قبل المنتصرين لظاهر اللغة في الصفات حتى لم يتمالك نفسه أن يورد في تفسيره ما هجاهم به. فالغيبيات كائنات لغوية يجوز الحديث عنها كما تصورها اللغة، وهذا السبب الذي حدا بابن الجوزي رحمه الله أن ينكر أن يكون مذهب السلف كان إثبات الظاهر مع نفي المماثلة قال (ومذهب السلف هو التوقف الكامل في المتشابهات من غير تأويل لأن التأويل ظن ومن غير إثبات لأن الإثبات تجسيم قال ومن أثبت فيُسأل هل المراد من العضو حقيقة العضو [يعني حين تثبت يدا فهي يد لغةً لا عينٌ ولا أذن] فإن قال نعم فهو تجسيم لأن الإشارة الحسية إليه جائزة وإن قال لا[لا أعني حقيقة العضو لغة] فهو تأويل[لأنه صرف اللفظ عن ظاهره] وإن زعم أنه لا يؤول)
، ما أريد أن أوصله إليك أخي سعد أن كون المذكورات من الغيب لا ينفي أن استخدامهن في اللغة يخلق في ذهن المتلقي تصورا معينا تقتضيه اللغة ولا ريب فساغ للزمخشري كما يسوغ لغيره التفكير فيها بحسب مدلولاتها اللغوية. والله أعلم
والجميل في تفكير الزمخشري انتباهه إلى ورود يؤمنون به مع أنهم حافون من حول عرشه أنها قد تعني أنهم م لا يرونه أو لا يدركونه حسا، وهذا وإن كنا نحن اليوم لا نعده من عزائم العقائد التي نتقاتل فكريا عليها بل لا نصنف المسلمين في ضوئها ، فهو من محاسن اللفتات.
أعني أننا نفكر داخل علم الدلالة فقط، وما نستحسنه من أبي القاسم هو استحسان دلالي لا غير.
 
ماذا قال الزمخشري والمعتزلة في قوله تعالى سبح اسم ربك الاعلى وماذا كانوا يقولون في السجود عندما يصلون
انا اريد الجواب عن هذا السؤال ولست معنيا بمذهبهم الاعتزالي الان ارجو الجواب عن هذا السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل جمال
سأذكر لك كلام الزمخشري في تفسير الآية.
فعند تفسير قول الله تعالى (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الاّعْلَى)، قال الزمخشري في (الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل): ( تسبيح اسمه عز وعلا : تنزيهه عما لا يصح فيه من المعاني التي هي إلحاد في أسمائه ، كالجبر والتشبيه ونحو ذلك ، مثل أن يفسر الأعلى بمعنى العلو الذي هو القهر والاقتدار ، لا بمعنى العلوّ في المكان والاستواء على العرش حقيقة )

فما هو موقفك الآن؟
 
فكّر الزمخشري في داخل الصورة التي رسمها النص للملائكة فاستدل من أنهم (((يؤمنون به))) وأننا لا نطلق في اللغة يؤمن به على ما يراه ويدركه بحواسه أن لا يكون فيما ذكر من آيات أخرى كـ (استوى على العرش )ما يفيد تجسيما أو رؤية محسوسة. وهذا تفكير حسن وهو ما استحسنه منه الرازي ونستحسنه منه معه، ولعل الحامل للأخ عمر على إيراده لا مجرد نقل استحسان عالم لصنيع آخر بل أنه وجده حسنا أيضا.
هذا نص كلام الزمخشري من( الكشاف) فأين (ذكر الآيات الأخرى )الذي تتحدث عنه ؟غير موجود.
قال في ( الكشاف):(وفائدة أخرى : وهي التنبيه على أن الأمر لو كان كما تقول المجسمة ، لكان حملة العرش ومن حوله مشاهدين معاينين ، ولما وصفوا بالإيمان ؛ لأنه إنما يوصف بالإيمان : الغائب، فلما وصفوا به على سبيل الثناء عليهم ، علم أنّ إيمانهم وإيمان من في الأرض وكل من غاب عن ذلك المقام سواء : في أنّ إيمان الجميع بطريق النظر والاستدلال لا غير ، وأنه لا طريق إلى معرفته إلاّ هذا ، وهو منزه عن صفات الأجرام )
وكموقف الزمخشري هو موقف المعجب به (الرازي) حيث قال في (تفسيره) عند تفسير الآية الأولى من سورة الأعلى :​
(وثانيها : أن لا يفسر أسماءه بما لا يصح ثبوته في حقه سبحانه نحو أن يفسر الأعلى بالعلو في المكان والاستواء بالاستقرار بل يفسر العلو بالقهر والاقتداء والاستواء بالاستيلاء )

أخيرا أقول ،:ها قد مرّ الوقت وياليتنا قضيناه بعلم مما هو أنفع لنا في ديننا، بدلا من الرد على د عبدالرحمن الصالح-هداه الله-.
 
هذا نص كلام الزمخشري من( الكشاف) فأين (ذكر الآيات الأخرى )الذي تتحدث عنه ؟غير موجود.

معلوم أن مسائل الكلام تفرض نفسها على ذاكرة أبي القاسم الزمخشري لأنه كان مشغولا بها ، بل إن تفكيره ذهب هذا الاتجاه بسبب
أنه مشغول البال به فهو لا يفتأ يبحث عن حجج يرد بها على مخالفيه، وليس بالضرورة أن يرد ذكر الآية المعنية بل يكفي حضور موضوعها أو لازمه. هذا ما كنت أقصده. ودمتم بودّ
 
بل هو الهراء بعينه

بل هو الهراء بعينه

النص " يؤمنون به" لم يرسم صورة للملائكة ، لأن هذا من أفعال القلوب ، وليس هنا صورة.
وإنما الصورة التي نعجز أن نصل إليها من خلال النص ، هو أن هناك عرش وهناك حملة وهناك حافون من حول العرش والألفاظ وحدها لا تسعفك أن تتصور الحقيقة ، لأنك لم ترى الملائكة ولا العرش ولا ما يشبهها فأنى لك يا دكتور أو للزمخشري أو الرازي أن ينفي عن الحامل والمحمول أو يثبت وهم خلق ، فكيف بمن " ليس كمثله شيء"؟
 
النص كل الآية والصورة بيانية عبارة عن تصور يوجده النص في ذهن المتلقي

النص كل الآية والصورة بيانية عبارة عن تصور يوجده النص في ذهن المتلقي

فكّر الزمخشري في داخل الصورة التي رسمها النص
((( الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم)))
للملائكة فاستدل من أنهم (((يؤمنون به))) وأننا لا نطلق في اللغة يؤمن به على ما يراه ويدركه بحواسه أن لا يكون فيما ذكر من آيات أخرى كـ (استوى على العرش )ما يفيد تجسيما أو رؤية محسوسة. وهذا تفكير حسن وهو ما استحسنه منه الرازي ونستحسنه منه معه، ولعل الحامل للأخ عمر على إيراده لا مجرد نقل استحسان عالم لصنيع آخر بل أنه وجده حسنا أيضا.
وليس في قولك انها كلها غيبيات معتمد لأن المخشري كان في عصر ما تزال لمسائل الكلام سوق رائجة وأنه كان مستفَزا من قبل المنتصرين لظاهر اللغة في الصفات حتى لم يتمالك نفسه أن يورد في تفسيره ما هجاهم به. فالغيبيات كائنات لغوية يجوز الحديث عنها كما تصورها اللغة، وهذا السبب الذي حدا بابن الجوزي رحمه الله أن ينكر أن يكون مذهب السلف كان إثبات الظاهر مع نفي المماثلة قال (ومذهب السلف هو التوقف الكامل في المتشابهات من غير تأويل لأن التأويل ظن ومن غير إثبات لأن الإثبات تجسيم قال ومن أثبت فيُسأل هل المراد من العضو حقيقة العضو [يعني حين تثبت يدا فهي يد لغةً لا عينٌ ولا أذن] فإن قال نعم فهو تجسيم لأن الإشارة الحسية إليه جائزة وإن قال لا[لا أعني حقيقة العضو لغة] فهو تأويل[لأنه صرف اللفظ عن ظاهره] وإن زعم أنه لا يؤول)
، ما أريد أن أوصله إليك أخي سعد أن كون المذكورات من الغيب لا ينفي أن استخدامهن في اللغة يخلق في ذهن المتلقي تصورا معينا تقتضيه اللغة ولا ريب فساغ للزمخشري كما يسوغ لغيره التفكير فيها بحسب مدلولاتها اللغوية. والله أعلم
والجميل في تفكير الزمخشري انتباهه إلى ورود يؤمنون به مع أنهم حافون من حول عرشه أنها قد تعني أنهم م لا يرونه أو لا يدركونه حسا، وهذا وإن كنا نحن اليوم لا نعده من عزائم العقائد التي نتقاتل فكريا عليها بل لا نصنف المسلمين في ضوئها ، فهو من محاسن اللفتات.
أعني أننا نفكر داخل علم الدلالة فقط، وما نستحسنه من أبي القاسم هو استحسان دلالي لا غير.

لم يشأ أحد الإخوة أن يرى أي فائدة دلالية في قوله تعالى((( ويؤمنون به))) فرأى أن ما استحسنه المستحسنون من لفتة دلالية في كلام الزمخشري إن هو إلا هراء، وما أراه إلا مبعدا للنجعة،. وهو حرّ فيما يذهب إليه وفي طريقته في فهم النصوص
 
، ما أريد أن أوصله إليك أخي سعد أن كون المذكورات من الغيب لا ينفي أن استخدامهن في اللغة يخلق في ذهن المتلقي تصورا معينا تقتضيه اللغة ولا ريب فساغ للزمخشري كما يسوغ لغيره التفكير فيها بحسب مدلولاتها اللغوية. والله أعلم
والجميل في تفكير الزمخشري انتباهه إلى ورود يؤمنون به مع أنهم حافون من حول عرشه أنها قد تعني أنهم م لا يرونه أو لا يدركونه حسا، وهذا وإن كنا نحن اليوم لا نعده من عزائم العقائد التي نتقاتل فكريا عليها بل لا نصنف المسلمين في ضوئها ، فهو من محاسن اللفتات.
أعني أننا نفكر داخل علم الدلالة فقط، وما نستحسنه من أبي القاسم هو استحسان دلالي لا غير.
الدلالة اللغوية ممكن أن نطبقها في الأمور المشاهدة أو ما يماثلها ، أما في أمور الغيب فليس هناك من سبيل ، وعليه فبناء الأحكام في مثل هذا لا يصح وخاصة إذا كان الأمر يتعلق بصفات الباري تبارك وتعالى.
ولو أن الزمخشري اكتفى بدلالة الآية على عدم رؤية الملائكة لله وأنه غيب بالنسبة لهم لقبل هذا أما أن يرتب على ذلك ما ينفي عن الله ما وصف به نفسه ، لأنه واقع تحت الصورة الذهنية الت ي لايستطع تصور غيرها فهذا غير مقبول ، وانظر الدليل على ذلك قوله:
"إن المقصود منه، التنبيه على أن الله تعالى لو كان حاضراً بالعرش!! "
وقوله:
"فلما ذكر الله تعالى إيمانهم بالله على سبيل الثناء والمدح والتعظيم، علم أنهم آمنوا به بدليل أنهم ما شاهدوه حاضرا جالسا هناك،"

 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
للإمام ناصر الدين أحمد بن محمد بن منصور المعروف بابن المنَيِّر (توفي 683هـ( كتاب اسمه (الإنتصاف من الكشاف) وقد طبع بهامش (الكشاف)، ومما قاله ابن المنيِّر في (الإنتصاف) حول ما دار بحثه مما صادفني اليوم في كتابه، أنقل هذين النقلين المفيدين:
الأول منهما مفيد للرد على استدلال الزمخشري بالآية على أن الملائكة ليسوا مشاهدين، فعند [سورة غافر (40) : الآية 7] يقول ابن المنير:
قال محمود (يعني الزمخشري) : ((إن قلت. ما فائدة قوله (وَيُؤْمِنُونَ بِهِ) ولا يخفى على أحد أن حملة العرش ومن حوله من الملائكة مؤمنون باللّه تعالى ... الخ» قال أحمد (يعني نفسه في كتابه الإنتصاف) : كلام حسن إلا استدلاله بقوله وَيُؤْمِنُونَ بِهِ على أنهم ليسوا مشاهدين ، فهذا لا يدل ، لأن الايمان هو التصديق غير مشروط فيه غيبة المصدق به ، بدليل صحة إطلاق الايمان بالآيات مع أنها مشاهدة ، كانشقاق القمر وقلب العصا حية. وإنما نقب الزمخشري بهذا التكلف عما في قلبه من مرض ، لكنه طاح بعيدا عن الغرض ، فقرر أن حملة العرش غير مشاهدين ، بدليل قوله تعالى (وَيُؤْمِنُونَ) لأن معنى الايمان عنده التصديق بالغائب. ثم يأخذ من كونهم غير مشاهدين : أن الباري عز وجل لو صحت رؤيته لرأوه ، فحيث لم يروه لزم أن تكون رؤيته تعالى مما لا يصححه العقل ، وقد أبطلنا ما ادعاه من أن الايمان مستلزم عدم الرؤية ، ولو سلمناه فلا نسلم أنه يلزم من كون حملة العرش غير مشاهدين له تعالى أن تكون رؤيته غير صحيحة ....))
والثاني مفيد لإدراك الفائدة البلاغية فيقول ابن المنير عند[سورة المائدة (5) : آية 44]:
قال محمود (يعني الزمخشري) : «قوله أسلموا صفة أجريت على النبيين على سبيل المدح ... الخ» قال أحمد (يعني نفسه في كتابه الإنتصاف) : وإنما بعثه على حمل هذه الصفة على المدح دون التفصلة والتوضيح أن الأنبياء لا يكونون إلا متصفين بها ، فذكر النبوة يستلزم ذكرها ، فمن ثم حملها على المدح. وفيه نظر فان المدح إنما يكون غالباً بالصفات الخاصة التي يتميز بها الممدوح عمن دونه.
والإسلام أمر عام يتناول أمم الأنبياء ومتبعيهم كما يتناولهم. ألا ترى أنه لا يحسن في مدح النبي أن يقتصر على كونه رجلا مسلما فان أقل متبعيه كذلك. فالوجه واللَّه أعلم أن الصفة قد تذكر للعظم في نفسها ولينوه بها إذا وصف بها عظيم القدر ، كما يكون تنويها بقدر موصوفها. فالحاصل أنه كما يراد إعظام الموصوف بالصفة العظيمة ، قد يراد إعظام الصفة بعظم موصوفها. وعلى هذا الأسلوب جرى وصف الأنبياء بالصلاح في قوله تعالى : (وَبَشَّرْناهُ بِإِسْحاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ) وأمثاله ، تنويهاً بمقدار الصلاح إذ جعل صفة الأنبياء وبعثا لآحاد الناس على الدأب في تحصيل صفته ، وكذلك قيل في قوله تعالى : (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا) فأخبر عن الملائكة المقربين بالايمان تعظيما لقدر الايمان ، وبعثا للبشر على الدخول فيه ليساووا الملائكة المقربين في هذه الصفة ، وإلا فمن المعلوم أن الملائكة مؤمنين ليس إلا ، ولهذا قال : (وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا) يعنى من البشر لثبوت حق الاخوة في الايمان بين الطائفتين ، فكذلك - واللَّه أعلم - جرى وصف الأنبياء في هذه الآية بالإسلام تنويهاً به. ولقد أحسن القائل في أوصاف الأشراف ، والناظم في مدحه عليه الصلاة والسلام
فلئن مدحت محمداً بقصيدتي فلقد مدحت قصيدتي بمحمد
والإسلام وإن كان من أشرف الأوصاف إذ حاصله معرفة اللَّه تعالى بما يجب له ويستحيل عليه ويجوز في حقه ، إلا أن النبوة أشرف وأجل ، لاشتمالها على عموم الإسلام مع خواص المواهب التي لا تسعها العبارة ، فلو لم نذهب إلى الفائدة المذكورة في ذكر الإسلام بعد النبوة في سياق المدح ، لخرجنا عن قانون البلاغة المألوف في الكتاب العزيز ، وفي كلام العرب الفصيح ، وهو الترقي من الأدنى إلى الأعلى لا النزول على العكس. ألا ترى أبا الطيب كيف تزحزح عن هذا المهيع في قوله :
شمس ضحاها هلال ليلتها در تقاصيرها زبرجدها
فنزل عن الشمس إلى الهلال. وعن الدر إلى الزبرجد ، في سياق المدح ، فمضغت الألسن عرض بلاغته ، ومزقت أديم صيغته. فعلينا أن نتدبر الآيات المعجزات ، حتى يتعلق فهمنا بأهداب علوها في البلاغة المعهود لها ، واللَّه الموفق للصواب.

 
هذه تلحق بما يستخرج بالمناقيش من اعتزاليات الزمخشري - عفا الله عنه - ، وقد أعجبت الرازي لما تضمنته من نفي صفة العلو الذاتي والاستواء على العرش.
وهذه الفائدة المتوهمة يقضي عليها ما ورد في سماع الملائكة تكلم الله تعالى بالوحي.
وكذلك فإن الإيمان لا يقصر على الإيمان بالوجود؛ فهذا القدر يقر به أكثر أهل الأرض فضلاً عن الملائكة.

جزاك الله خيرا
 
جاء في تفسير الرازي (27 / 488) في تفسير الآية 7 من سورة غافر:
"وبعد: فإنني مع فرحي بهذه الفائدة التي ذكرها الزمخشري ، إلا أنني متعجب من هذا الإطراء من عالم بقامة الرازي، فهذه الفائدة مع قوتها، فثمة ما هو أعمق وأقوى منها في "الكشاف" ولكن هذا دليل على تفاوت الناس في تذوق وتقييم اللطائف والفوائد، وربما تكون للحالة التي يعيشها العالم أثناء التحرير والتصنيف لها أثرها، والله أعلم.
لكم تعجبت يا شيخنا من قولكم (( مع قوتها )) فهي (( ليست قوية ولا يحزنون )) ، وفي الكشاف كما ذكرتم (( ما هو أعمق وأقوي منها )) وما فرح بها الرازي إلا لأنها تتوافق مع ما يدعو إليه من أشعرية (( تعبر في الحقيقة عن تأنيث للمعتزلة )) كما ذكره بعض الإخوة المشاركين .
ولكم كنت أتمني أن أري كتابا يجلي لنا فوائد الزمخشري ، وآخر يرد علي اعتزالياته (( من أهل السنة أصحاب الحديث!! )) أما الأول فقد رأيت ما يقارب (( وهو كتاب شيخنا العلامة الكبير محمد محمد أبو موسي )) وقد جلي بلاغة الزمخشري ، وما زال الكتاب بحاجة إلي خدمة رجل متبحر في الاعتقاد ، عالم بالتفسير ، أسأل الله أن يقر أعيننا به قريبا .
وأما المحاولات لنفي أن يكون الزمخشري ينفي علو الله علي عرشه فهذا شيئ عجيب !!
ويكفي ما ذكره الفاضل (( أبو هاجر )) .
 
وماذا لو أخذنا اللطيفة التفسيرية بقبول حسن كما قبلها شيخنا عمر المقبل تقبله الله في الصالحين ونريد أن نراجع تفاسير الآيات مع تنزيه علمائنا من التبديع والتجهيل فنقول الكل يريد تنزيه الله الجليل
 
وماذا لو أخذنا اللطيفة التفسيرية بقبول حسن كما قبلها شيخنا عمر المقبل تقبله الله في الصالحين ونريد أن نراجع تفاسير الآيات مع تنزيه علمائنا من التبديع والتجهيل فنقول الكل يريد تنزيه الله الجليل
أستاذنا الفاضل
القول الحسن هو الذي يقبل بقبول حسن
أما القول المصادم لنصوص القرآن وللفهم الصحيح فلا يمكن قبوله بقبول حسن
والحكم على الأمور لا يبنى على قبول عالم أورفضه وإنما يحكم عليها من خلال موافقتها أو مخالفتها للحق.
وتنزيه الله تعالى لا يكون بنفي صفاته ، وتأمل القول مرة أخرى:
"إن المقصود منه، التنبيه على أن الله تعالى لو كان حاضراً بالعرش!! لكان حملة العرش والحافون حول العرش يشاهدونه ويعاينونه، ولما كان إيمانهم بوجود الله موجباً للمدح والثناء"
والخلل في هذا القول ومخالفته للنص والعقل لا يحتاج إلى كبير عناء لإدركه.
 
عودة
أعلى