فائدة في وجه امتناع الإمالة في ( غير مضار ) .

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع محمد بن عيد الشعباني
  • تاريخ البدء تاريخ البدء
م

محمد بن عيد الشعباني

Guest
فائدة في وجه امتناع الإمالة في ( غير مضار ) مع أن الراء متطرفة ومكسورة .
قال العلامة القاضي - رحمه الله - :
" ومما تجب معرفته: أن الألف لا تمال إلا إذا اتصلت بالراء ولم يفصل بينهما فاصل فإذا فصل بينهما فاصل امتنعت إمالة الألف نحو وَلا طائِرٍ. فإن الهمزة فصلت بين الألف والراء.
ونحو مُضَارٍّ في غَيْرَ مُضَارٍّ، فإن أصله مضارر فسكنت الراء الأولى وأدغمت في الثانية، ومثله وَلَيْسَ بِضارِّهِمْ شَيْئاً " انتهى من الوافي على شرح الشاطبية - باب الفتح والإمالة ص 153 .
... ولكن أين أصل هذا الكلام في كتب السلف , نبحث فنجد أصل ذلك ما ذكره الإمام الداني المتوفى سنة 444هـ بقوله :
"والأصل الخامس: قوله في البقرة [102]: وما هم بضآرّين وفي النساء [12]: غير مضآرّ وفي المجادلة [10]: بضآرّهم شيئا أمال هذه الثلاثة أبو عمرو فيما أنا أبو الفتح عن عبد الله بن الحسين عن موسى بن جرير عن أبي شعيب عن اليزيدي عنه.
وهذا نقض لما حكاه اليزيدي عنه من أنه إنما يميل من الألفات اللاتي بعدهنّ الراءات ما كانت الراء فيه لاما والإعراب مسوق إليها لا غير، والراء التي تلي الألف في هذه المواضع هي عين، وحركتها لو ظهرت حركة بناء لا حركة إعراب إلا أنها أسكنت للإدغام، وما كانت الراء فيه كذلك، فهو مخلص فتحه اتباعا لما قرأ عليه من أئمته نحو بطارد [هود: 29] ومّارد [الصافات: 7] وو مشارب [يس: 73] ومّارج [الرحمن: 15] وما أشبهه.
قال أبو عمرو: وقد يصحّ الإمالة فيما تقدّم،- ولا تخرج عن مذهب أبي عمرو- من وجه لطيف وهو الراء التي هي عين لما ذهبت بالإدغام رأسا، وارتفع اللسان بها وباللام- التي هي لام ارتفاعة واحدة كارتفاعه بالحرف الواحد صار المتصل بالألف الممالة الراء المجرورة التي هي لام، فأمليت لأجلها كما تمال بذلك في جميع القرآن.
وقد جاء بالإمالة نصّا عن أبي عمرو في قوله: غير مضآرّ [النساء:
12] عبيد الله بن معاذ عن أبيه عنه، وبإخلاص الفتح قرأت ذلك من طريق السّوسي وغيره، وبه آخذ." انتهى من جامع البيان ( 2 / 733 ) .
 
عودة
أعلى