فائدة في معنى « الناس مؤتمنون على أنسابهم »

إنضم
23/04/2003
المشاركات
805
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
الرياض
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم .
أما بعد فهذه فائدة ذكرها الشيخ العلامة بكر أبو زيد حفظه الله في كتاب التعالم ص104:

تحت مبحث : التوقي من الغلط على الأئمة في أقوالهم ومذاهبهم .
قال الشيخ بكر حفظه الله :
وكنت مرة مع شيخ جرنا الحديث معه إلى البحث في الأنساب وأن الموالي اتسعت دعواهم النسب في العرب كادعاء العجم والفرس : النسب إلى أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم .
فقال الشيخ : « الناس مؤتمنون على أنسابهم » كما قال مالك رحمه الله تعالى .
فأبنتُ له أن المراد فيه : اللقيط فالمسلم مؤتمن عليه بحكم الشرع يرعى أموره ولا يتبناه ، ولا يراد به ما هو شائع من تصديق مدعي النسب من غير بينة ؛ كاستفاضة وشهرة ونحوهما ؛ لأنه بهذا المعنى يناهض قاعدة الشرع من أن « البينة على المدعي » ، وقوله صلى الله عليه وسلم : « لو يعطى الناس بدعواهم ... » الحديثَ .
فشكر ذلك وقد بينته في كتاب « فقه النوازل » المواضعة في الاصطلاح . والله أعلم . اهـ
 
لكن الاستفاضة والشهرة يثبت بهما النسب يا شيخ عبد الرحمن,وقد أشار إلى ذلك الإمام الدسوقي رحمنا الله وإياه بقوله في باب صلاة الجماعة في حاشيته على متن سيدي خليل رحمه الله (والمراد بمجهول الأب اللقيط, لا الطارئ , لأن الناس مؤتمنون على أنسابهم)
ويقول العلاَّمة محمد الحسن ولد الددو الشنقيطي في سؤال وُجه إليه بهذا النص:
ما مدى اعتبار هذه القاعدة(الناس مؤتمنون على أنسابهم أو مصدقون في أنسابهم)؟؟

فأجاب بما نصه:(إن هذه القاعدة صحيحةٌ من الناحية الفقهية , فالنسب يحاز بما يحاز به المِلكُ, والأملاك اختـُلف في حوزها , فقيل: عشر سنين وقيل: خمس عشرة سنة , وقيل:ثلاثين سنة , فمذهب الحنفية ثلاثون سنة ومذهب الشافعية والحنابلة خمسة عشرة سنة ومذهب المالكية عشر سنوات ,إذا حاز فيها غير شريك وهو الأجنبي وتصرف والمالك حاضر ساكت بلا عذر لم تقبل دعواه ولا بينته بعد ذلك.
فكذلك الأنساب, إذا جاء شخص فزعم أنه ابن فلان ولم ينكر ذلك أحد, ولم يأت ما يخالفه ,وعُـرف ذلك أزمانا متطاولةً ,ولم ينكره أحد ثبت له النسبُ بذلك فيرثه,وهكذا , فليس المقصود النسب المشكوك فيه أن يأتي فلان من الناس ويلصق نفسه في نسب معين ادعاءاً , الناس لا يصدقونه فهذا ليس هو المقصود, المقصود ما سكت عنه الناس وسلموه فهذا الذي يحاز كما تحاز الأملاك كلها, من حاز أرضا الأصل أنه لا يقال له من أين لك هذا.)
موقع الشيخ:www.dedew.net
 
عبارة الإمام مالك رحمه الله تعالى التي نقلها عنه الونشريسي في المعيار :"الأنساب تحاز كما تحاز الأملاك " وعفواً لعدم استيفاء المصدر لأني كتبته الآن من الذاكرة ،ويغلب على الظن أنها في الجزء الحادي عشر والله أعلم0
 
محمود الشنقيطي قال:
لكن الاستفاضة والشهرة يثبت بهما النسب
أخي الفاضل الشيخ محمود الشنقيطي وفقه الله
لا أرى فرقا بين ما تفضلتم بنقله ، وبين ما قرره الشيخ بكر وفقه الله ، فقد نص على أن النسب يقبل بالاستفاضة والشهرة ، ولا يقبل بمجرد الدعوى .
عبدالرحمن السديس قال:
ولا يراد به ما هو شائع من تصديق مدعي النسب من غير بينة ؛ كاستفاضة وشهرة ونحوهما
 
وذكر الشيخ في معجم المناهي اللفظية أن هذا اللفظ المنسوب للإمام مالك: « الناس مؤتمنون على أنسابهم » لم يعثر عليه مسندا .اهـ

وبحثت عنه ولم أجده ، وقد نسبه له السخاوي في المقاصد الحسنة وتبعه العجلوني في كشف الخفاء .
 
أحسن الله تعالى إليك فلم أعِ كلامَ الشيخ شفاه الله على الوجه الصحيح ,ويكون ما ذكرته إتماما لما سبق وليساعتراضا عليه..
ودمتم بعافية وخير..
 
عودة
أعلى