محمد محمود إبراهيم عطية
Member
القدر الذي يستحب للإنسان من الأكل
لا شك أن الإفراط في الطعم والشراب مضر بالإنسان ، وقديمًا قال الأطباء : المعدة بيت الداء ، وتقدم أن الله لا يحب المسرفين في الطعام والشراب ، ولذلك وضع لنا النبي صلى الله عليه وسلم ميزانًا تَعَجَّب منه أهل الطب ؛ فقد روى أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجة عَنْ المِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : " مَا مَلَأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ ، بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أُكُلَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ ، فَإِنْ كَانَ لَا مَحَالَةَ فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ ، وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ ، وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ " [1] .
قال ابن حجر – رحمه الله : قَالَ الْقُرْطُبِيّ فِي ( شَرْح الْأَسْمَاء ) : لَوْ سَمِعَ بُقْرَاط بِهَذِهِ الْقِسْمَة ، لَعَجِبَ مِنْ هَذِهِ الْحِكْمَة ؛ وَقَالَ الْغَزَالِيّ قَبْله فِي ( بَاب كَسْر الشَّهْوَتَيْنِ ) مِنْ ( الْإِحْيَاء ) : ذُكَرَ هَذَا الْحَدِيث لِبَعْضِ الْفَلَاسِفَة فَقَالَ : مَا سَمِعْت كَلَامًا فِي قِلَّة الْأَكْل أَحْكَم مِنْ هَذَا .ا.هـ . وَلَا شَكَّ فِي أَنَّ أَثَر الْحِكْمَة فِي الْحَدِيث الْمَذْكُور وَاضِح ، وَإِنَّمَا خُصَّ الثَّلَاثَةُ بِالذِّكْرِ لِأَنَّهَا أَسْبَاب حَيَاة الْحَيَوَان ، وَلِأَنَّهُ لَا يَدْخُل الْبَطْن سِوَاهَا .
وَهَلْ الْمُرَاد بِالثُّلُثِ التَّسَاوِي عَلَى ظَاهِر الْخَبَر ، أَوْ التَّقْسِيم إِلَى ثَلَاثَة أَقْسَام مُتَقَارِبَة ؟ مَحَلّ اِحْتِمَال ، وَالْأَوَّل أَوْلَى [2] .
-----------------------------------
[1] أحمد : 4 / 132 ، الترمذي ( 2380 ) وصححه ، والنسائي في الكبرى ( 6768 ، 6769 ) ، وابن ماجة ( 3349 ) ، ورواه ابن حبان ( 674 ) .
[2] نقلا عن ( فتح الباري ) : 9 / 438 ، 439 .
لا شك أن الإفراط في الطعم والشراب مضر بالإنسان ، وقديمًا قال الأطباء : المعدة بيت الداء ، وتقدم أن الله لا يحب المسرفين في الطعام والشراب ، ولذلك وضع لنا النبي صلى الله عليه وسلم ميزانًا تَعَجَّب منه أهل الطب ؛ فقد روى أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجة عَنْ المِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : " مَا مَلَأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ ، بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أُكُلَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ ، فَإِنْ كَانَ لَا مَحَالَةَ فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ ، وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ ، وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ " [1] .
قال ابن حجر – رحمه الله : قَالَ الْقُرْطُبِيّ فِي ( شَرْح الْأَسْمَاء ) : لَوْ سَمِعَ بُقْرَاط بِهَذِهِ الْقِسْمَة ، لَعَجِبَ مِنْ هَذِهِ الْحِكْمَة ؛ وَقَالَ الْغَزَالِيّ قَبْله فِي ( بَاب كَسْر الشَّهْوَتَيْنِ ) مِنْ ( الْإِحْيَاء ) : ذُكَرَ هَذَا الْحَدِيث لِبَعْضِ الْفَلَاسِفَة فَقَالَ : مَا سَمِعْت كَلَامًا فِي قِلَّة الْأَكْل أَحْكَم مِنْ هَذَا .ا.هـ . وَلَا شَكَّ فِي أَنَّ أَثَر الْحِكْمَة فِي الْحَدِيث الْمَذْكُور وَاضِح ، وَإِنَّمَا خُصَّ الثَّلَاثَةُ بِالذِّكْرِ لِأَنَّهَا أَسْبَاب حَيَاة الْحَيَوَان ، وَلِأَنَّهُ لَا يَدْخُل الْبَطْن سِوَاهَا .
وَهَلْ الْمُرَاد بِالثُّلُثِ التَّسَاوِي عَلَى ظَاهِر الْخَبَر ، أَوْ التَّقْسِيم إِلَى ثَلَاثَة أَقْسَام مُتَقَارِبَة ؟ مَحَلّ اِحْتِمَال ، وَالْأَوَّل أَوْلَى [2] .
-----------------------------------
[1] أحمد : 4 / 132 ، الترمذي ( 2380 ) وصححه ، والنسائي في الكبرى ( 6768 ، 6769 ) ، وابن ماجة ( 3349 ) ، ورواه ابن حبان ( 674 ) .
[2] نقلا عن ( فتح الباري ) : 9 / 438 ، 439 .