محمد محمود إبراهيم عطية
Member
قَوْله تَعَالَى : {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} [الملك: 15] .
قال ابن القيم - رحمه الله : أخبر سُبْحَانَهُ أَنه جعل الأَرْض ذلولا منقادة للْوَطْء عَلَيْهَا وحفرها وشقّها وَالْبناء عَلَيْهَا ، وَلم يَجْعَلهَا مستصعبة ممتنعة على من أَرَادَ ذَلِك مِنْهَا ؛ وَأخْبر سُبْحَانَهُ أَنه جعلهَا مهادا وفراشا وبساطا وقرارا وكفاتا ، وَأخْبر أَنه دحاها وطحاها وَأخرج مِنْهَا ماءها ومرعاها ، وثبَّتها بالجبال ، ونهج فِيهَا الفجاج والطرق ، وأجرى فِيهَا الْأَنْهَار والعيون ، وَبَارك فِيهَا وقدّر فِيهَا أقواتها ؛ وَمن بركتها أَن الْحَيَوَانَات كلهَا وأرزاقها وأقواتها تخرج مِنْهَا ، وَمن بركاتها أَنَّك تودع فِيهَا الْحبّ فتخرجه لَك أَضْعَاف أَضْعَاف مَا كَانَ ، وَمن بركاتها أَنَّهَا تحمل الْأَذَى على ظهرهَا وَتخرج لَك من بَطنهَا أحسن الْأَشْيَاء وأنفعها ، فتواري مِنْهُ كل قَبِيح ، وَتخرج لَهُ كل مليح ؛ وَمن بركتها أَنَّهَا تستر قبائح العَبْد وفضلات بدنه وتواريها ، وتضمّه وتؤويه ، وَتخرج لَهُ طَعَامه وَشَرَابه ، فَهِيَ أحمل شَيْء للأذى وأعوده بالنفع ، فَلَا كَانَ من التُّرَاب خير مِنْهُ وَأبْعد من الْأَذَى وَأقرب إِلَى الْخَيْر ... ( الفوائد ، ص: 17) .
قال ابن القيم - رحمه الله : أخبر سُبْحَانَهُ أَنه جعل الأَرْض ذلولا منقادة للْوَطْء عَلَيْهَا وحفرها وشقّها وَالْبناء عَلَيْهَا ، وَلم يَجْعَلهَا مستصعبة ممتنعة على من أَرَادَ ذَلِك مِنْهَا ؛ وَأخْبر سُبْحَانَهُ أَنه جعلهَا مهادا وفراشا وبساطا وقرارا وكفاتا ، وَأخْبر أَنه دحاها وطحاها وَأخرج مِنْهَا ماءها ومرعاها ، وثبَّتها بالجبال ، ونهج فِيهَا الفجاج والطرق ، وأجرى فِيهَا الْأَنْهَار والعيون ، وَبَارك فِيهَا وقدّر فِيهَا أقواتها ؛ وَمن بركتها أَن الْحَيَوَانَات كلهَا وأرزاقها وأقواتها تخرج مِنْهَا ، وَمن بركاتها أَنَّك تودع فِيهَا الْحبّ فتخرجه لَك أَضْعَاف أَضْعَاف مَا كَانَ ، وَمن بركاتها أَنَّهَا تحمل الْأَذَى على ظهرهَا وَتخرج لَك من بَطنهَا أحسن الْأَشْيَاء وأنفعها ، فتواري مِنْهُ كل قَبِيح ، وَتخرج لَهُ كل مليح ؛ وَمن بركتها أَنَّهَا تستر قبائح العَبْد وفضلات بدنه وتواريها ، وتضمّه وتؤويه ، وَتخرج لَهُ طَعَامه وَشَرَابه ، فَهِيَ أحمل شَيْء للأذى وأعوده بالنفع ، فَلَا كَانَ من التُّرَاب خير مِنْهُ وَأبْعد من الْأَذَى وَأقرب إِلَى الْخَيْر ... ( الفوائد ، ص: 17) .