محمد محمود إبراهيم عطية
Member
روى أحمد والشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يحكي عن ربه قال : " أَذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْبًا فَقَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي ، فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا ، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ ، وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ ؛ ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ ، فَقَالَ : أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي ، فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : عَبْدِي أَذْنَبَ ذَنْبًا ، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ ، وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ ؛ ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ ، فَقَالَ : أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي ؛ فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا ، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا ، يَغْفِرُ الذَّنْبَ ، وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ ، اعْمَلْ مَا شِئْتَ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكَ "، لفظ مسلم . والمعنى : مادمت تذنب ، ثم تتوب مقرًّا بالذنب ، غير مصر عليه ، غفرت لك . قال القرطبي في ( المفهم على صحيح مسلم ) : يدل هذا الحديث على عظيم فائدة الاستغفار ، وعلى عظيم فضل الله وسعة رحمته وحلمه وكرمه ، لكن هذا الاستغفار هو الذي ثبت معناه في القلب مقارنًا للسان ، لينحل به عقدة الإصرار ، ويحصل معه الندم ، فهو ترجمة للتوبة ، ويشهد له حديث : " خياركم كل مفتن تواب " ، ومعناه : الذي يتكرر منه الذنب والتوبة ، فكلما وقع في الذنب عاد إلى التوبة ، لا من قال : أستغفر الله بلسانه ، وقلبه مصر على تلك المعصية ، فهذا الذي استغفاره يحتاج إلى استغفار .
وفائدة هذا الحديث : أن العود إلى الذنب ، وإن كان أقبح من ابتدائه ؛ لأنه انضاف إلى ملابسة الذنب نقض التوبة ، لكن العود إلى التوبة أحسن من ابتدائها ، لأنه انضاف إليها ملازمة الطلب من الكريم ، والإلحاح في سؤاله ، والاعتراف بأنه لا غافر للذنب سواه .ا.هـ.
وفائدة هذا الحديث : أن العود إلى الذنب ، وإن كان أقبح من ابتدائه ؛ لأنه انضاف إلى ملابسة الذنب نقض التوبة ، لكن العود إلى التوبة أحسن من ابتدائها ، لأنه انضاف إليها ملازمة الطلب من الكريم ، والإلحاح في سؤاله ، والاعتراف بأنه لا غافر للذنب سواه .ا.هـ.