فائدة الاستثناء في قوله تعالى:"ألف سنة إلا خمسين عاما"

إنضم
20/11/2013
المشاركات
30
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
مصر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في قوله تعالى "فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما" العنكبوت:14
ذكر الإمام السيوطي ، محمد صديق خان ، الأبياري _رحمة الله عليهم- *
في تعليل مجئ الآية بصيغة الاستثناء هذا القول: الإخبار بهذه الصيغة تمهيد عذر نوح في دعائه على قومه بدعوة أهلكتهم عن آخرهم.

هل يوجد دليل على هذا القول؟
أو كيف أفادت صيغة الاستثناء أنه تمهيد عذره في دعائه على قومه؟ ما الرابط بينهما؟









ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*(معترك الأقران1/296)،(فتح البيان10/173)،(الموسوعة القرآنية2/263)
 
ذكر أبو حيان في البحر المحيط :"لِأَنَّ التَّعْبِيرَ عَنِ الْمُدَّةِ الْمَذْكُورَةِ بِمَا عُبِّرَ بِهِ، لِأَنَّ ذِكْرَ رَأْسِ الْعَدَدِ الَّذِي لَا رَأْسَ أَكْبَرُ مِنْهُ أَوْقَعُ وَأَوْصَلُ إِلَى الْغَرَضِ مِنَ اسْتِطَالَةِ السَّامِعِ مُدَّةَ صَبْرِهِ"

وقال ابن كثير:" لَمَّا طَالَ عَلَيْهِ ذَلِكَ وَاشْتَدَّ عَلَيْهِ تَكْذِيبُهُمْ، وَكُلَّمَا دَعَاهُمُ ازْدَادُوا نُفْرَةً، فَدَعَى رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ، فَغَضِبَ اللَّهُ لِغَضَبِهِ عَلَيْهِمْ"

وقال الرازي: "نَّ ذِكْرَ لُبْثِ نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي قَوْمِهِ كَانَ لِبَيَانِ أَنَّهُ صَبَرَ كَثِيرًا فَالنَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَوْلَى بِالصَّبْرِ مَعَ قِصَرِ مُدَّةِ دُعَائِهِ..."

فهذا كله دليل على أن نوح عليه السلام قد نفذ صبره لطول مدة دعوته إليهم فكان اخبار الله بمدة لبثه تمهيدا لسبب دعائه عليهم ، فلم بلقى أحد من الأنبياء أشد مما لقي نوح عليه السلام .

والله أعلم ...
 
ذكر أبو حيان في البحر المحيط :"لِأَنَّ التَّعْبِيرَ عَنِ الْمُدَّةِ الْمَذْكُورَةِ بِمَا عُبِّرَ بِهِ، لِأَنَّ ذِكْرَ رَأْسِ الْعَدَدِ الَّذِي لَا رَأْسَ أَكْبَرُ مِنْهُ أَوْقَعُ وَأَوْصَلُ إِلَى الْغَرَضِ مِنَ اسْتِطَالَةِ السَّامِعِ مُدَّةَ صَبْرِهِ"

وقال ابن كثير:" لَمَّا طَالَ عَلَيْهِ ذَلِكَ وَاشْتَدَّ عَلَيْهِ تَكْذِيبُهُمْ، وَكُلَّمَا دَعَاهُمُ ازْدَادُوا نُفْرَةً، فَدَعَى رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ، فَغَضِبَ اللَّهُ لِغَضَبِهِ عَلَيْهِمْ"

وقال الرازي: "نَّ ذِكْرَ لُبْثِ نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي قَوْمِهِ كَانَ لِبَيَانِ أَنَّهُ صَبَرَ كَثِيرًا فَالنَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَوْلَى بِالصَّبْرِ مَعَ قِصَرِ مُدَّةِ دُعَائِهِ..."

فهذا كله دليل على أن نوح عليه السلام قد نفذ صبره لطول مدة دعوته إليهم فكان اخبار الله بمدة لبثه تمهيدا لسبب دعائه عليهم ، فلم بلقى أحد من الأنبياء أشد مما لقي نوح عليه السلام .

والله أعلم ...

: الاسثناء فهمت منه كما ذكر العلماء يفيد التوكيد وتحقيق العدد ولئلا يتوهم بإطلاق هذا العدد على أكثره،وأن هذه القصة مسوقة لتسلية النبي فذكر العدد بهذه الصيغة تعظيما للمدة وأن النبي أولى بالصبر.
فكل هذه الأقوال تعضد بعضها وتشرحه ومستفادة من الاستثناء.
لكن عذره في دعائه على قومه ما زلت لا أعلم الربط بينه وبين الاستثناء

ألا يفهم عذره من العدد بدون استثناء؟؟
ثانيا من يمهد العذر ؟ولمن ؟ هل تمهيد من الله عزوجل لنا لكي نعذر نوح؟
أم أن نوحا عليه السلام يذكر مدة لبثه بهذه الصيغة معذرة إلى ربه؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
هذا الجواب ( تمهيد عذر نوح في دعائه على قومه )على فائدة الاستثناء لم أفهمه بعد
 
قد يحل الاستشكال بالتفريق بين العام والسنة

ففي غالب استعمال القرآن الكريم : العام للرخاء والسنة للشدة

انقسم لبث نوح عليه السلام وسط قومه إلى مرحلتين

المرحلة الأول: قبل الطوفان = مع الطالحين من قومه وقليل من الصالحين = شدة:
950 سنة

المرحلة الثانية: بعد الطوفان = مع الصالحين من قومه = رخاء:
50 عاماً (يتخللها بعض الابتلاءات الخفيفة في الصحة والتعب..)

والله أعلم
 
في تعليل مجئ الآية بصيغة الاستثناء هذا القول: الإخبار بهذه الصيغة تمهيد عذر نوح في دعائه على قومه بدعوة أهلكتهم عن آخرهم.

هل يوجد دليل على هذا القول؟
أو كيف أفادت صيغة الاستثناء أنه تمهيد عذره في دعائه على قومه؟ ما الرابط بينهما؟

ألف سنة: رقم كبير هائل يعطي صدمة لدى السامع أكثر من 950 سنة

والإعذار هنا من محمد صلى الله عليه وسلم لمشركي قومه، لقنه الله تبارك وتعالى إياه

وكأن الله تعالى يخبر محمداً أن يخبر قومه بأن تأخر نزول العذاب عليهم لا يعني بالضرورة عدم وقوعه

فالإمهال الذي يعطيه الله للكفار لا يعني بالضرورة رضاه وعدم سخطه

لذا قال السيوطي في الإتقان
باب: الاستدراك والاستثناء

ومثال الاستثناء: {فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما} فإن الإخبار عن هذه المدة بهذه الصيغة يمهد عذر نوح في دعائه على قومه بدعوة أهلكتهم عن آخرهم إذ لو قيل: "فلبث فيهم تسعمائة وخمسين عاما"لم يكن فيه من التهويل ما في الأول لأن لفظ"الألف"في الأول أول ما يطرق السمع فيشتغل بها عن سماع بقية الكلام وإذا جاء الاستثناء لم يبق له بعدما تقدمه وقع يزيل ما حصل عنده من ذكر الألف.

وبنحوه قال أبو الخير في مفتاح دار السعادة
ومثال الاستثناء: (فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما (، فيه تمهيد عذر نوح في دعائه بهلاك قومه، حيث دعاهم مدة طويلة، ولم يجيبوه، وقال ألف تهويلا لأسماعهم بحيث لا يلتفت بعده إلى الاستثناء ولو قال تسعمائة وخمسين، لم تحصل هذه الفائدة.
 
عودة
أعلى