شايب زاوشثتي
New member
قال: الـنـبوات ظاهرة خاصة بالشرق الأوسط إذ لا أثر لـ "الابراهيمية" في الثقافات الأخرى ! وهذا معطى يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار في أي تفكير حول عـدل الإلـه بالأساس ثم لطفه ورحمانيته ومنته وفضله وكرمه تباعا، لصياغة تصور جديد لا اشكال عليه !
قلت: في القرآن {وإن من أمة إلا خلا فيها نذير}؛ وأنت بما أنك دارس لمقارنة الأديان مع اهتمام موسع بالابحاث الانثروبولوجية والتاريخية والاثرية وغيرها لا شك أنك ..
قاطعني فقال: وانت ايضا لا اشك في فهمك لمعنى الظاهرة، اذ اني لا اتحدث عن ( فكرة التوحيد ) ولا اتحدث عن ( ابراهيم محتمل ) في الثقافات الاخرى، بل اتحدث عن الابراهيمية بما لازمها من تراث قصصي شفوي وكتابي وطقوسي ضخم تشترك فيه أديان ولدت بالشرق الأوسط، فالتتابع والتدفق أو التسلسل بهذا الشكل الابراهيمي لا نظير له في الثقافات الأخرى، وانا لا اعترض على من يقول باحتمال نبوة بعض الرموز الدينية، لأن المستشكل الظاهرة.
قلت: وهل {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا} داخلة فيما تستشكل؟
قال: اظن انك تشير بهذا الى ( الفترة ) لكن هذا موضوع آخر تماما!
قلت: فما المشكل اذن؟
قال: تلك المعاني القرآنية: الهداية، والتوبة، والبيان، والشفاء، والشرعة والمنهج، والنعمة، والسعادة في الدارين، وغيرها..
قلت: قبل ان اقول لك ما ارى في هذه المسألة، اريد ان اسألك سؤالا، عن الابراهيمية: ما ادراك انها غائبة بالفعل؟
قال: لا نرجم بالغيب ولا نتكلم الا بما بين ايدينا من معلومات.
قلت: ان المعطى المسيحي يدفع بي الى التشكيك في هذا الافتراض ..
قال: كيف ذلك؟
قلت: لننظر كيف نشأت الثورة مبكرا، حتى تمت أسطرة ( يسوع ) من داخل الجدالات اللاهوتية وعن التفاعل السياسي الثوري مما دفع الفكرة الاصلية الى الانحراف عن المسار الابراهيمي، فظهرت البنوة والصلب والفداء .. أو ما عبر عنه أحدهم بقوله ( إن المسيحية عندما دخلت روما، لم تتنصر روما، ولكن المسيحية هى التى ترومت ).. وهذا حدث في فترة زمنية قصيرة نسبيا، بل حدث شيء مشابه في مدة اقصر بكثير ان كنت تعرف قصة السامري والعجل. فنحن اذن نتحدث عن النفس البشرية من جهة، وعن رسالات لم تكن خاتمة من جهة ثانية، وهذا كله في مهد الحضارات وقبلة الثقافات ومسرح اللغات، فما يؤفكه عما عبرت عنه بالثقافات الأخرى؟
قال: اتريد القول بامكانية تأويل الامثال والاساطير والاثار والتصورات والتعاليم بما يؤدي الى اكتشاف مقابل ما للابراهيمية في هذه الثقافات؟
قلت: بل اقول ما المانع وما الاحتمال الوارد ان نحن اتخذنا الابراهيمية مرجعا افتراضيا في التأويل. وانا اقول لك هذا من باب استشكال مشكلتك ليس الا، لان الابراهيمية ليست ضرورة لقيام تلك المعاني على الأرض، وهذا نستفيده من واقعنا ومن التاريخ ومن القصص..
قاطعني فقال: هذه لم افهمها، كيف ليست ضرورة؟
قلت: دعني اسألك ثم اجيبك: نتفق ان الرسالة من السماء قاسم مشترك في الابراهيمية، واظن ان الابهيشيكية قاسم مشترك بين الديانات الدارمية، اليس كذلك؟
قال: يمكن ان تقول هذا.
قلت: اولا، ان التوحيد هي الرسالة، ويمكن أن يستقر التوحيد صافيا نقيا في نفوس مؤمنة لألف سنة في جزيرة من الجزائر لا تعرف ذاكرتها التاريخية الجامعة الا ((مصلحا)) واحدا، ولا يستقر بهذا المنوال في جزيرة أخرى تتابع فيها الرسل.
ثانيا: ان علامات الفلاح الايمان بالغيب واقامة الصلاة (الابهيشيكية) والتضامن (الزكاة)، علامات متسلسلة عامة شاملة، بغض النظر عما طرأ عليها من أسطرة وأمثلة وتغريب وتمسح ..
ثالثا: المفلحون على هدى من ربهم، وهذا الهدى هو ما ينبغي ان نتباحث في ماهيته، لانه جاء بالعموم، وتخصيصه بالانبياء في رسالات سابقة، وبالنبي الخاتم في الاسلام، لا يلزم منه الحصر في التاريخ كله.
رابعا: غياب الابراهيمية ان سلمنا به لا يعني غياب الهدى لكن يعني شيئا آخر، ربما جاز النظر اليه من باب الرحمانية الا يختبر اهل تلك الجزائر في تلك الازمنة لحكمة يعلمها خالقهم.
خامسا: حتى لو سلمنا بغياب التسلسلين معا - الابراهيمية والهدى - فهذا لا يثبت انعدام الكرم الالهي المتمثل عندنا في المعاني الدينية مثل ( الفطرة ) و ( الشهادة الميثاقية ) و ( اتمام مكارم الاخلاق ) وغيرها ..
قلت: في القرآن {وإن من أمة إلا خلا فيها نذير}؛ وأنت بما أنك دارس لمقارنة الأديان مع اهتمام موسع بالابحاث الانثروبولوجية والتاريخية والاثرية وغيرها لا شك أنك ..
قاطعني فقال: وانت ايضا لا اشك في فهمك لمعنى الظاهرة، اذ اني لا اتحدث عن ( فكرة التوحيد ) ولا اتحدث عن ( ابراهيم محتمل ) في الثقافات الاخرى، بل اتحدث عن الابراهيمية بما لازمها من تراث قصصي شفوي وكتابي وطقوسي ضخم تشترك فيه أديان ولدت بالشرق الأوسط، فالتتابع والتدفق أو التسلسل بهذا الشكل الابراهيمي لا نظير له في الثقافات الأخرى، وانا لا اعترض على من يقول باحتمال نبوة بعض الرموز الدينية، لأن المستشكل الظاهرة.
قلت: وهل {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا} داخلة فيما تستشكل؟
قال: اظن انك تشير بهذا الى ( الفترة ) لكن هذا موضوع آخر تماما!
قلت: فما المشكل اذن؟
قال: تلك المعاني القرآنية: الهداية، والتوبة، والبيان، والشفاء، والشرعة والمنهج، والنعمة، والسعادة في الدارين، وغيرها..
قلت: قبل ان اقول لك ما ارى في هذه المسألة، اريد ان اسألك سؤالا، عن الابراهيمية: ما ادراك انها غائبة بالفعل؟
قال: لا نرجم بالغيب ولا نتكلم الا بما بين ايدينا من معلومات.
قلت: ان المعطى المسيحي يدفع بي الى التشكيك في هذا الافتراض ..
قال: كيف ذلك؟
قلت: لننظر كيف نشأت الثورة مبكرا، حتى تمت أسطرة ( يسوع ) من داخل الجدالات اللاهوتية وعن التفاعل السياسي الثوري مما دفع الفكرة الاصلية الى الانحراف عن المسار الابراهيمي، فظهرت البنوة والصلب والفداء .. أو ما عبر عنه أحدهم بقوله ( إن المسيحية عندما دخلت روما، لم تتنصر روما، ولكن المسيحية هى التى ترومت ).. وهذا حدث في فترة زمنية قصيرة نسبيا، بل حدث شيء مشابه في مدة اقصر بكثير ان كنت تعرف قصة السامري والعجل. فنحن اذن نتحدث عن النفس البشرية من جهة، وعن رسالات لم تكن خاتمة من جهة ثانية، وهذا كله في مهد الحضارات وقبلة الثقافات ومسرح اللغات، فما يؤفكه عما عبرت عنه بالثقافات الأخرى؟
قال: اتريد القول بامكانية تأويل الامثال والاساطير والاثار والتصورات والتعاليم بما يؤدي الى اكتشاف مقابل ما للابراهيمية في هذه الثقافات؟
قلت: بل اقول ما المانع وما الاحتمال الوارد ان نحن اتخذنا الابراهيمية مرجعا افتراضيا في التأويل. وانا اقول لك هذا من باب استشكال مشكلتك ليس الا، لان الابراهيمية ليست ضرورة لقيام تلك المعاني على الأرض، وهذا نستفيده من واقعنا ومن التاريخ ومن القصص..
قاطعني فقال: هذه لم افهمها، كيف ليست ضرورة؟
قلت: دعني اسألك ثم اجيبك: نتفق ان الرسالة من السماء قاسم مشترك في الابراهيمية، واظن ان الابهيشيكية قاسم مشترك بين الديانات الدارمية، اليس كذلك؟
قال: يمكن ان تقول هذا.
قلت: اولا، ان التوحيد هي الرسالة، ويمكن أن يستقر التوحيد صافيا نقيا في نفوس مؤمنة لألف سنة في جزيرة من الجزائر لا تعرف ذاكرتها التاريخية الجامعة الا ((مصلحا)) واحدا، ولا يستقر بهذا المنوال في جزيرة أخرى تتابع فيها الرسل.
ثانيا: ان علامات الفلاح الايمان بالغيب واقامة الصلاة (الابهيشيكية) والتضامن (الزكاة)، علامات متسلسلة عامة شاملة، بغض النظر عما طرأ عليها من أسطرة وأمثلة وتغريب وتمسح ..
ثالثا: المفلحون على هدى من ربهم، وهذا الهدى هو ما ينبغي ان نتباحث في ماهيته، لانه جاء بالعموم، وتخصيصه بالانبياء في رسالات سابقة، وبالنبي الخاتم في الاسلام، لا يلزم منه الحصر في التاريخ كله.
رابعا: غياب الابراهيمية ان سلمنا به لا يعني غياب الهدى لكن يعني شيئا آخر، ربما جاز النظر اليه من باب الرحمانية الا يختبر اهل تلك الجزائر في تلك الازمنة لحكمة يعلمها خالقهم.
خامسا: حتى لو سلمنا بغياب التسلسلين معا - الابراهيمية والهدى - فهذا لا يثبت انعدام الكرم الالهي المتمثل عندنا في المعاني الدينية مثل ( الفطرة ) و ( الشهادة الميثاقية ) و ( اتمام مكارم الاخلاق ) وغيرها ..