فإذا هي بيضاء للناظرين

إنضم
23/09/2017
المشاركات
614
مستوى التفاعل
20
النقاط
18
الإقامة
غير معروف
بسم الله الرحمن الرحيم

قوله تعالى: {فَأَلۡقَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِیَ ثُعۡبَانࣱ مُّبِینࣱ ۝٣٢ وَنَزَعَ یَدَهُۥ فَإِذَا هِیَ بَیۡضَاۤءُ لِلنَّـٰظِرِینَ ۝٣٣} [ سورة الشعراء].

كيف يتم معرفة من الآيتين بدون الرجوع الي تفاسير المفسرين أن التي أصبحت بيضاء للناظرين هي اليد و ليست العصا؟
 
السلام عليكم

أختنا الفاضلة: إن ظاهر اللفظ وباطنه يشهدان أن اليد هي التي أصبحت بيضاء.
وإن قواعد اللغة تقر أن اليد هي التي أصبحت بيضاء.
وإن السياق يجزم أن اليد هي التي أصبحت بيضاء، لأن تصور أن العصا هي المقصودة بوصف بيضاء تكلف بعيد جدا ولا يقربه علة لغوية ولا بلاغية ولا نحوية

فإن شئتِ مؤكدا آخر فاسألي: من أين نُزِعَت اليد؟
تجدين الجواب في : {وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ} [النمل: 12]

وبعدها لا أظن يوجد مجال لشك أن يكون وصف {بيضاء} لغير اليد.
 
جزاكما خيرا، صراحة ما زلت لا أرى أنها هي اليد بوضوح، هل يمكن تبيان ذلك أكثر من قواعد اللغة أو ضاهر اللفظ، لأن أصلا قبل ما أنشر هذا الموضوع حاولت عدة مرات أن أفهمها على أنها هي اليد و كل مرة لا أفلح، فهل يمكن تبيان ذلك من حيث اللغة أو الإعراب أو شيء من هذا القبيل . فمثلا هنا في هذه الآية التالية : وَٱضۡمُمۡ یَدَكَ إِلَىٰ جَنَاحِكَ تَخۡرُجۡ بَیۡضَاۤءَ مِنۡ غَیۡرِ سُوۤءٍ ءَایَةً أُخۡرَىٰ ۝٢٢ سورة طه . فلماذا لا يكون معنى آية أخرى هو تحول العصا إلى بيضاء، و لقد قال الله تعالى بعدها {لِنُرِیَكَ مِنۡ ءَایَـٰتِنَا ٱلۡكُبۡرَى} ۝٢٣ سورة طه .
لقد فسر على أن الآية الكبرى هي آية اليد و لكن الآية الكبرى و الله أعلم هو حين لقفت العصا ما صنعوا السحرة أي إبطال السحر فحينها علموا السحرة أن موسى عليه السلام هو رسول من رب العالمين، أي أن اليد لم تكن هي الآية الكبرى، فما الحكمة من الذهاب بها إلى فرعون و ملئه دون السحرة.
 
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

إضافة إلى ما ذكره الدكتور محمد والدكتور عبد الرحمن، أقول لك أختي الفاضلة بهجة، لا شك أن المقصود اليد وليس العصا وذلك لعدة أمور، منها:

1- أن الأمر وقع موقع الإعجاز، فأيهما أدل على الإعجاز هل هو بياض العصا أم بياض اليد، لا ريب أن الإعجاز إنما هو بياض اليد، بياضا يخطف الأبصار من غير سوء.

2- أن القرآن يفسر بعضه بعضا ويوضح بعضه بعضا، فهب أن الإشكال وقع في آية الشعراء، فهناك عدة آيات تجلي أن اليد هي المقصوة بالبياض: "وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى (22)"-طه-، فمع أنه سبق ذكر العصا قبل هذه الآية لكن السياق يمنع من حمل وصف البياض على العصا، فقوله (تخرج بيضاء) هذه هي الحال التي ستكون عليها اليد إذا ضم عضده عليها وليس العصا.

" وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ (10) إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (11) وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (12)"-النمل-، فانظري أختي إلى الفصل في هذه الآية بين ذكر العصا واليد، وهذا الفصل يمنع من رد وصف البياض إلى العصا، لأن فيه تكلفا كبيرا يأباه من له أدنى فصاحة في الكلام فكيف بكلام رب الأكوان.

3- هناك مجموعة من القواعد التي يمكن اعتمادها هنا -والله أعلم-:
* (مهما أمكن إلحاق الكلام بما يليه أو بنظيره فهو أولى)، وإلحاق أية الشعراء بغيرها مما أولى، مع أن الأمر يتضح من الآية وحدها دون الرجوع لغيرها-لعدم وجود أدنى إشكال في نظري والله أعلم-
* (القرآن عربي فيسلك به في الإستنباط والإستدلال مسلك العرب في تقرير معنيها).
* ( سبعة أمور يندفع بها الإشكال عن التفسير: ومنها:دلالة السياق).-مختصر قواعد التفسير-.


أما قولك أختي:" أي أن اليد لم تكن هي الآية الكبرى" ففيه نظر بل لايصح-والله أعلم- ، فآية اليد كآية العصا كلاهما من آيات موسى الكبرى كما بينه قوله جل في علاه:

- "وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ (31) اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (32)"-القصص-، يقول العلامة السعدي رحمه الله تعالى:"{ فَذَانِكَ } انقلاب العصا حية، وخروج اليد بيضاء من غير سوء { بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ } أي: حجتان قاطعتان من اللّه" اهـــ.

وقال رحمه الله تعالى في موضع آخر:"{ لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى } أي فعلنا ما ذكرنا من انقلاب العصا حية تسعى ومن خروج اليد بيضاء للناظرين لأجل أن نريك من آياتنا الكبرى الدالة على صحة رسالتك وحقيقة ما جئت به فيطمئن قلبك ويزداد علمك وتثق بوعد الله لك بالحفظ والنصرة ولتكون حجة وبرهانا لمن أرسلت إليهم." اهـــ.


تساءلت أختي:"فما الحكمة من الذهاب بها إلى فرعون و ملئه دون السحرة."؟

الجواب: موسى عليه السلام أرسله الله تعالى إلى فرعون بكلا الآيتين: العصا واليد، كما قال تعالى:"قَالَ إِنْ كُنْتَ جِئْتَ بِآيَةٍ فَأْتِ بِهَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (106) فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ (107) وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ (108) " -الأعراف-.
أما السحرة فكان الأنسب الإتيان بآية العصا وليس اليد، فهم قد ألقوا حبالهم وعصيهم وسحروا أعين الناس فظهرت في صورة حيات تسعى فكان الأنسب هنا في هذا المشهد العظيم آية العصا وليس اليد،: "وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى (69) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى (70) "-طه-.
" وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ (117) فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (118) فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ (119) وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (120)"-الأعراف-.
 
من السياق القرآني هناك ثلاث أشياء جعلتني أراها بسهولة أنها العصا قبل أن تقع عيني على التفاسير.

١ ، قول الله لموسى عليه السلام : {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى} [طه:17] فهنا كأن تنبيه لموسى عليه السلام أن ما سيأتي سيكون وقوعه على العصا، أي أن التغيرات ستطرأ فقط على العصا و إن اختلفت الآيات فإنها ستختلف باختلاف أحوال العصا أو أفعالها(تلقف ما يأفكون).

٢ . إن عبارة "فإذا هي " جاءت في القرآن الكريم تسع مرات في تسع آيات، سبع مرات لموسى عليه السلام، و أكثرها جاءت لتدل على العصا.

٣. وجود كلمة عبارة تخرج و عبارة ءاية أخرى في آخر الأية التالية توحي لي أن الآيتين تختلفان فقط في اختلاف أحوال العصا "وَٱضۡمُمۡ یَدَكَ إِلَىٰ جَنَاحِكَ تَخۡرُجۡ بَیۡضَاۤءَ مِنۡ غَیۡرِ سُوۤءٍ ءَایَةً أُخۡرَىٰ " [طه:22]

عموما أنا شاركتكم ما كنت أراه قبل أن يقع عيني على التفاسير، و إن شاء الله يهديني أن أراها على حقيقتها سواء كانت اليد او العصا، و أشكركم على جهودكم و جعله الله في ميزان حسناتكم
 
بارك الله فيكم يا دكتورة بهجة، وشكراً على مشاركتنا هذه المسألة ونقاشها هنا، فالمقصود هو المعرفة والتعلم.
وحقاً فمن أسباب اختلاف المفسرين في التفسير هي الضمائر وعود الضمائر، والاختلاف على من يعود هذا الضمير أو ذاك الضمير.
 
السلام عليكم ورحمة الله
كيف يتم معرفة من الآيتين بدون الرجوع الي تفاسير المفسرين أن التي أصبحت بيضاء للناظرين هي اليد و ليست العصا؟

فمثلا هنا في هذه الآية التالية :( وَٱضۡمُمۡ یَدَكَ إِلَىٰ جَنَاحِكَ تَخۡرُجۡ بَیۡضَاۤءَ مِنۡ غَیۡرِ سُوۤءٍ ءَایَةً أُخۡرَىٰ )فلماذا لا يكون معنى آية أخرى هو تحول العصا إلى بيضاء، و لقد قال الله تعالى بعدها ( {لِنُرِیَكَ مِنۡ ءَایَـٰتِنَا ٱلۡكُبۡرَى} ) .

الجواب :
أولاً : التصريح : أي أن الله سبحانه وتعالى صرح بأن اليد هي التي يخرج بيضاء وليست العصا .
ثانياً : جمع الآيات الواردة في القصة الواحدة يعين على الفهم لأن القرآن يفسر بعضه بعضاً .
مثل قوله تعالى ( اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ) القصص .
وقوله تعالى ( وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ) النمل .

أما الأخ ناصر عبد الغفور غفر الله لنا وله

أن الأمر وقع موقع الإعجاز، فأيهما أدل على الإعجاز هل هو بياض العصا أم بياض اليد، لا ريب أن الإعجاز إنما هو بياض اليد، بياضا يخطف الأبصار من غير سوء .

( وقع موقع الإعجاز ) من أين لك بهذا الكلام ؟ وعن أي إعجازٍ تتكلم يا رجل ؟!! ربما تقصد ( الآيات والبينات والبراهين ) لكن الشيطان لعنة الله عليه منعك من قولها .
( لا ريب أن الإعجاز إنما هو بياض اليد، بياضا يخطف الأبصار من غير سوء ) . هل من دليل على أن بياض يد موسى عليه السلام خطف الأبصار ؟!! يبدو أنك متأثر بما قيل في كتب التفسير والاسرائيليات !!

البياض هو آية الموات / الموت .

قال تعالى ( وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ ) بياض العين يعني موتها ( عماها ) .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إنَّما سُمِّيَ الخَضِرَ أنَّهُ جَلَسَ علَى فَرْوَةٍ بَيْضَاءَ، فَإِذَا هي تَهْتَزُّ مِن خَلْفِهِ خَضْرَاءَ ) رواه البخاري .
جلَس على فَروةٍ بيضاء، أي: جلَس على أرضٍ يابسةٍ ميتةٍ ، فإذا هي تهتزُّ مِن خَلفِه خضراءَ حية ، أي: أنبتَتْ وخرَج منها الزَّرعُ بمجرَّدِ جلوسِه عليها .
فآية موت الأرض هو يبسها ( بياضها ) ، وآية حياتها ( اخضرارها ) .

فكذلك بياض يد موسى عليه السلام خرجت بيضاء أي ميتة على عظمها لذلك لما رآها فرعون خاف وأدرك وفهم معناها .
قال تعالى ( وما نرسل بالآيات إلا تخويفا ) .
أما قصة خطف الأبصار وأن شعاعها ( من شدة بياضها ) غلب شعاع الشمس فهذه من الخرافات والخزعبلات التي لا دليل عليها.​
 
عودة
أعلى