د محمد الجبالي
Well-known member
سألني منذ قليل صديق مصري يعمل هنا في ماليزيا عن صيام يوم عرفة في ماليزيا الذي يوافق يوم العيد في مكة.
فأجبته:
إن ماليزيا تعمل بالحساب الفلكي في تقدير بدايات ونهايات الشهور الهجرية فتقويم السنة الهجرية كلها يوضع قبل بداية المحرم.
ولعل اختلاف بداية الصوم في رمضان أمر هين لا مشكلة فيه، لكن المشكلة تقع حين يختلف مطلع ذي الحجة في بلد ما مع مطلعه في أرض الحرمين سواء تقدمت أو تأخرت البداية، حيث يختلف يوم عرفه الذي قد يوافق العيد هناك، أو العيد عندنا في ماليزيا يوافق الوقوف بعرفة هناك.
فيقع في النفوس بلبلة وتساؤلات عن صوم عرفة والأضاحي وغير ذلك.
وقد حدثت هذه المسألة هنا مرارا خلال سنوات عملي في ماليزيا، والأمر فيه سعة، حيث إن القول لدى أكثر العلماء في اختلاف مطالع شهر رمضان يتساوى عندهم في اختلاف مطالع شهر ذي الحجة، بمعنى أن يتبع المقيم البلد التي هو فيها.
وبعض العلماء المعاصرين يرون اتباع الحجيج في مكة وعدم مخالفتهم؛ ذلك لأن يوم عرفة ميقات زماني وميقات مكاني، فالعبرة عندهم بالوقوف في عرفة، كما أن نشر خبر طلوع هلال ذي الحجة في أرض الحرمين يعم الأرض في ساعة، فالأولى اتباع رؤية الهلال في أرض الحرمين.
أما أنا فإني هنا في ماليزيا ألتزم الحجيج في مكة أصوم عرفة يوم يقفون بعرفة سواء وافق عرفة هنا في ماليزيا أو لم يوافق، لكني لا أعلن ذلك للماليزيين ولا أشعرهم أني أخالفهم.
فإن سألوني:
قلت: إن العلماء أجازوا هذا الاختلاف في مطالع ذي الحجة كما أجازوه في اختلاف مطالع رمضان ولا بأس وأنا معكم مثلي مثلكم.
ذلك لأن إعلان المخالفة ستحدث بَلْبَلَة لدى القوم هنا، وقد تحدث مشاكل ونزاعات بين المسلمين هم في غنى عنها والأمر فيه سعة.
لكني أخالفهم سرا لأن قلبي لا يطمئن لفتوى جواز اختلاف مطالع ذي الحجة مع وصول أخبار الحج والحجيج إلينا أولا بأول، وأستطيع أن أتابع في التلفاز خطواتهم خطوة خطوة،
فكيف أخالفهم فأُعَيِّدُ وهم على عرفة؟!
أو كيف أصوم عرفة في البلد التي أنا فيها وأنا أرى الحجيج يُعَيِّدُون وينحرون أضاحيهم؟!
د. محمد الجبالي
فأجبته:
إن ماليزيا تعمل بالحساب الفلكي في تقدير بدايات ونهايات الشهور الهجرية فتقويم السنة الهجرية كلها يوضع قبل بداية المحرم.
ولعل اختلاف بداية الصوم في رمضان أمر هين لا مشكلة فيه، لكن المشكلة تقع حين يختلف مطلع ذي الحجة في بلد ما مع مطلعه في أرض الحرمين سواء تقدمت أو تأخرت البداية، حيث يختلف يوم عرفه الذي قد يوافق العيد هناك، أو العيد عندنا في ماليزيا يوافق الوقوف بعرفة هناك.
فيقع في النفوس بلبلة وتساؤلات عن صوم عرفة والأضاحي وغير ذلك.
وقد حدثت هذه المسألة هنا مرارا خلال سنوات عملي في ماليزيا، والأمر فيه سعة، حيث إن القول لدى أكثر العلماء في اختلاف مطالع شهر رمضان يتساوى عندهم في اختلاف مطالع شهر ذي الحجة، بمعنى أن يتبع المقيم البلد التي هو فيها.
وبعض العلماء المعاصرين يرون اتباع الحجيج في مكة وعدم مخالفتهم؛ ذلك لأن يوم عرفة ميقات زماني وميقات مكاني، فالعبرة عندهم بالوقوف في عرفة، كما أن نشر خبر طلوع هلال ذي الحجة في أرض الحرمين يعم الأرض في ساعة، فالأولى اتباع رؤية الهلال في أرض الحرمين.
أما أنا فإني هنا في ماليزيا ألتزم الحجيج في مكة أصوم عرفة يوم يقفون بعرفة سواء وافق عرفة هنا في ماليزيا أو لم يوافق، لكني لا أعلن ذلك للماليزيين ولا أشعرهم أني أخالفهم.
فإن سألوني:
قلت: إن العلماء أجازوا هذا الاختلاف في مطالع ذي الحجة كما أجازوه في اختلاف مطالع رمضان ولا بأس وأنا معكم مثلي مثلكم.
ذلك لأن إعلان المخالفة ستحدث بَلْبَلَة لدى القوم هنا، وقد تحدث مشاكل ونزاعات بين المسلمين هم في غنى عنها والأمر فيه سعة.
لكني أخالفهم سرا لأن قلبي لا يطمئن لفتوى جواز اختلاف مطالع ذي الحجة مع وصول أخبار الحج والحجيج إلينا أولا بأول، وأستطيع أن أتابع في التلفاز خطواتهم خطوة خطوة،
فكيف أخالفهم فأُعَيِّدُ وهم على عرفة؟!
أو كيف أصوم عرفة في البلد التي أنا فيها وأنا أرى الحجيج يُعَيِّدُون وينحرون أضاحيهم؟!
د. محمد الجبالي