غض من طرفك..يزدد فهمك

إنضم
16/08/2010
المشاركات
38
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
غض من طرفك..يزدد فهمك
إذاما غاب الحياء من مُسدي النعمة، (معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي)ونسيت الأفهام دواعي الخوف(اعلموا أن الله شديد العقاب )وتلاشت عن العقول دلائل الرجاء( وأن الله غفورٌ رحيمٌ) ونسيت النفوس جمال اللقاء(سلامٌ عليكم بماصبرتم فنعم عقبى الدار)
وغفلت القلوب عن تهديد العدوّ( فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم)
ثم نسيت قواطع الأمر الصريح
(قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم)

فغاب عنها بالكلية حُسْنَ العاقبة
( ذلك أزكى لهم)

وردت عين السراب،ولَحقت بمضمحل الآل،
مابالنا نسير زرافاتٍ ووحداناً، ونتطلع خفافاً وثقالاً،ونسعى صغاراً وكباراً نبحثُ عن سعادة التفوق ، وبهجة الرِّفعة، ودوام التوفيق، وكمال التحصيل، فإذا حائلٌ يحول، وعقبةٌ كؤود تنشأ، إنه رؤية ماحَرَّم الله
،بإطلاق العنان لشوارد النظر، وفتح الباب لرَّوغان البصر،سعياً وراء مِلاح الصور، قل لي بربِّك: ماحال رسولك إذا ما أقبلت المرأة ورأى من ينظر إليها
( فصار يصرف وجه الفضل عنها)
وإذا ما أرادت أن تصافحة امرأة ، رغبةً في البيعة
( إني لا أصافح النساء)
وماهوهديه لك في الأجنبيات( لايخلونَّ رجلٌ بامرأة )

وماالذي أوصي به كُل مَحرَم( انطلق فحج مع امرأتك)
وماالذي أوعد به مَنْ غَضَّ طرفهُ
(أبدله الله روحاً )
الأمرّيستحق، والدَّعوى مجاهدة، وحُسن النية
لاتُبرر فعلك، ولاتلتمس العذر، ثم تختلق الدعاوي،فالقلب يَتمنَّ، والنفس تشتهي، وفطرةُ الميل باقيةٌ، والخالق بعباده أعلم( ألا يعلمُ من خلق)والنبيُّ بلغ عن ربه،( ماعلى الرسول إلا البلاغ). والأسرارُ عند الخالق ظاهرةٌ( والله يعلمُ ماتُبدون وماتكتمون) ياهذا تلاشت أمامك الحجج
فإلى أين تذهب، وقامت البيات فلِأيٍّ طريقٍ ترغب.
احذر مصايد إبليس ،وتنبه لِشباك الأعوان،وتحسس حبائلَ المردة ،ألا أدُّلك على مايزيد من نورُ وجهك ، ويقوي للعلم فهمك. ويسهل في الدرس حفظك،
لعلي أكثرت، وتالله إن الأمرَ يستحق،
وماغاب عن خاطري حديثُ أُسامة، ومافيه من العظة لذوي الفهامة،
(مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنْ النِّسَاءِ )
هل يستوي عند الله مطيع وعاصي،
والفائزُ من أرغم جموح نفسه، وقهر سُلطان هواه ، ودفع تزيين شيطانه،
وأرخى على النفس سياط الخوف فارتدعت، ْ(ويحذركم الله نفسه )وأعطاها حِبالَ الرجاء فاعتدلت (والله رووفٌ بالعباد)
وأوعدها منزلة( ياجبريلُ إني أحب فلان)
وأسمعها حادي الرحلة( من كان يرجوا لقاء الله فإن أجل الله لآتٍ)، لتخف عليها مَؤونة النُّقلة،وأوقد في طريق عجزها ..مقابيس الفضائل، وأشعل في ظُلمةكَسلها.. أنوارُ الهمة ..وصاح بها... الدارُ قريبة،( إن الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله) تلك الدار الآخرة يانفسُ فاصبري عن هوى كلِّ نزوة، وترفعي عن أماني كلِّ شهوة، يانفسُ.. هذه قافلة الأنبياء قد سارت دونما توقف، وهذه أعلام الصالحين على الجادة تُرفرف
أخييَ كُن - أرشدك الله -على الطريق ساير ، وبالحبل مُستمسك ، وفي ذات الله محتسب ،لاتغتر بمن يهتف لك ،ولو كان من بني جلدك،
أنسيت صادق الحديث يوم أن حذرك
(دعاة ٌعلى أبواب جهنم ، من أجابهم إليها قذفوه فيها )
ام تناسيت حُسن وعده الجميل يوم أن بَشَّرك
(اصبروا حتي تلقوني علي الحوض)
وهناك السِّقاء الهنيءالذي لاظمأ بعده
،والعلم الذي تريده بضاعتُهُ غاليةٌ، وحمائل أثقاله ثقيلةٌ، لكنها في الدارين جميلةٌ ، ولذائذُ تحصيلها لاتعدلها اللذات، وفصول أبوابه نورٌ لك في الظلمات،
فصاحبُه في أفنان الحدائق مُنعم، وبين الجنان غداً مُكرَم، ووعد الله حقٌ فافهم،
(يرفع الله الذين آمنوامنكم والذين أوتوا العلم درجات) وأمرك سهلٌ أوله يحتاج شجاعة ،وسيعقبه طول الدهرقناعة، وسترى بأمِّ عينيك صُنوف البضاعة، في العاجل والآجل فأعطني منك العزيمة فأنا مُنتظر إقدامك ، وخُذ بأولِّ السلم لترقى بأقدامك،لترى الأمر ويظهر فضلك ،

وتزداد فهما"إلى فهمك
تحريرا"بقلم:أحمد المغيِّري

 
عودة
أعلى