أبو عبد الله محمد مصطفى
New member
غريب سورة الكهف(1) للمجاصي المغربي
ثم انتهى إلي في الرقيم(2) سبعة أقوال على الترسيم
----------------------------------------------
(1)وهي مكية :قاله ابن عباس وبه قال الحسن ومجاهد وقتادة و وقال ابن الجوزي وهذا باجماع المفسرين من غير خلاف نعلمه , إلا أنه روى عن ابن عباس وقتادة أنها آية مدنية وهي قوله تعالى ( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم ) آية 28 وقال مقاتل من أولها الى (صعيداً جرزاً ) من آية 1-8 مدني : وقوله (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا خالدين فيها لا يبغون عنها حولا ) الآيتان 107 – 108 مدنيتان وباقيها مكي وعدد آياتها 110 . انظر زاد الميسر لابن الجوزي 5/102 وتفسير القرآن العظيم لابن كثير 5/133 والجامع لأحكام القرآن للقرطبي 10/346 ، أما فضلها فقد ورد فيه عدة أحاديث :عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قرأ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال . رواه مسلم في كتاب صلاة المسافرين باب فضل سورة الكهف رقم (809) 1/555 وأبو داوود في كتاب الملاحم باب خروج الدجال رقم 4/323 والترمذي في كتاب فضائل القرآن باب فضل سورة الكهف (2886) 5/149 بلفظ من قرأ ثلاث آيات من أول سورة الكهف عصم من فتنة الدجال . وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور مابين الجمعتين . رواه البيهقي في المسند الكبرى 3/249 وشعب الإيمان رقم (3039) 3 / 112-113 ، وصححه الألباني في إرواء الغليل رقم (626) 3/93 وصحيح الترغيب رقم (738) 1/310 ومشكاة المصابيح رقم (2175) 1/669 وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ سورة الكهف كانت له نوراً يوم القيامة من مقامه الى مكة ومن قرأ العشر آيات من آخرها ثم خرج الدجال لم يضره ومن توضأ فقال: سبحانك اللهم وبحمدك اشهد أن لا إله الا أنت أستغفرك وأتوب إليك كتب في رق ثم جعل في طابع فلم يكسر إلى يوم القيامة رواه الحاكم 1/564 وقال صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي والطبراني في الأوسط رقم (1455) 2/123 والبيهقي في شعب الإيمان رقم (3038) 3/112 والهيثمي في مجمع الزوائد 1/239 ، 7/53 ومجمع البحرين رقم (428) 1/344 وقال رجاله رجال الصحيح . وعن أبي سعيد قال من قرأ سورة الكهف كما أنزلت ثم خرج الدجال لم يسلط عليه أو لم يكن له عليه سبيل رواه الحاكم 4/511 وقال صحيح الإسناد ووافقه الذهبي .
(2)سورة الكهف آية 9 : الرقيم فعيل بمعنى مفعول : أصله مرقوم قم صرف إلى فعيل للمجروح جريح وللمقتول قتيل يقال رقمت كذا وكذا أذا كتبته , والعرب تقول عليك بالرقمة ودع الضفة : بمعنى عليك برقمة الوادي حيث الماء ودع الضفة الحانية والضفتان جانباً الوادي. انظر تفسير الطبري 15/199، ولسان العرب لابن منظور 12/250 والنهاية في غريب الحديث 2/254 .
أولها اللوح(1) مع الكتاب(2) واسلم لكلب لابث بالباب(3)
------------------------------------------
(1) قاله ابن عباس في رواية وبه قال سعيد بن جبير ووهب بن منبه ومجاهد والفراء.
انظر تفسير ابن أبي حاتم 7/2346 ، وتفسير الطبري 15/199 ، وزاد المسير لابن الجوزي 5/107 ، ومعاني القرآن للزجاج 3/269 ، والدر المنثور 4/383-384 ، ولسان العرب 12/250 ومختار الصحاح 253 .
(2) قاله ابن عباس في رواية وبه قال ابن زيد وعكرمة ومقاتل .
انظر تفسير ابن أبي حاتم 7/2346 وتفسير الطبري 15/198-199 وزاد المسيرة /107-108 والمحرر الوجيز لابن عطية 10/367 والدر المنثور 4/383 ولسان العرب 12/250 ومختار الصحاح ص253 .
(3) قاله أنس بن مالك وبه قال سعيد بن جبير في رواية انظر زاد المسير5/108 والدر المنثور 4/384.
وقرية(1) وصخرة(2) والوادي(3) ثم الدواة(4) داخل الأعداد .
---------------------------------------
(1) قاله كعب الأحبار . انظر تفسير ابن أبي 7/367 والمحرر الوجيز 10/367 وزاد المسير 5/107 وتفسير ابن كثير 5/138-139 وجامع الأحكام للقرطبي 10/346.
(2) قاله السدي . انظر تفسير ابن حاتم 7/2346 وزاد المسير 5/107-108 .
(3) قاله ابن عباس في رواية وبه قال قتادة والضحاك وعطية العوفي في رواية انظر تفسير ابن أبي حاتم 7/2346 وتفسير الطبري 15/189 وزاد المسير 5/108 والمحرر الوجيز 10/367 وتفسير ابن كثير 5/138 ولسان العرب لابن منظور 12/250 .
(4) الدواة بلغة الروم : قاله عكرمة ومجاهد كلاهما في رواية انظر زاد المسير5/107-108 ولسان العرب لابن منظور 12/250 وروي أن الرقيم : اسم للجبل الذي كان فيه الكهف : قاله ابن عباس في رواية وبه قال الحسن البصري وعطية العوفي وعن ابن عباس في رواية أنه بنيان. انظر تفسير الطبري 15/199 والمحرر الوجيز لابن عطية 10/367 وزاد المسير لابن الجوزي 5/107-108 ومعاني القرآن للزجاج 3/269 ، ولسان العرب لابن منظور 12/250 .
قلت ويمكن الجمع بين قوله من قال أ ن الرقيم : الجبل من قال أنه الصخرة : بأن الصخرة جزء من الجبل فمن قال أنه الحبل عبر بالكل ومن قال أنه الصخرة عبر بالجزء عن الكل .
قال أبو جعفر الطبري رحمه الله وأولى الأقوال عندي أنه لوح أو حجر أو شيء مكتوب فيه كتاب . انظر تفسير ابن جرير 15/199.
تقرضهم(1) ناحية للجوف وفجوة(2) متسع في الكهف
قد حاطهم في نومهم(3) ذو العرش واستقبلوا إلى بنات نعش(4)
-------------------------------------------------------
(1)سورة الكهف آية 17: تقرضهم : أي تذرهم : قاله ابن عباس وقال سعيد بن جبير ومجاهد تتركهم وتعول عنهم : وقال قتادة تدعهم : وأصل القرض القطع يقال منه قرضت الثوب إذا قطعته ومنه قيل للمقراض مقراض لأنه يقطع ومنه قوله ذو الرحمة إلى ظعن يقرض أجواز مشرف شمالا وعن أيما نص الفوارس ، قلت : وكل هذه الأقوال وهي تذرهم وتدعهم وتتركهم بمعنى واحد لاختلاف بينها انظر تفسير الطبري 15/211-212 وتفسير ابن أبي حاتم 7/2351 وزاد المسير 5/117-118 ولسان العرب 7/218-219 ومختار الصحاح ص 221.
(2)فجوة : الخلوة من الأرض : أي الناحية قاله سعيد بن جبير في رواية وروي عنه أنه المكان الداخل : وقال مجاهد المكان الذاهب وقال أبو عبيد المكان المتسع قلت وهذه الأقوال لاختلاف بينها لان الخلوة هي الناحية من الأرض المتسعة .
انظر تفسير ابن أبي حاتم 7/2352 وتفسير الطبري15/212-213 وزاد المسير 5/117 ومعاني القرآن للزجاج 3/273 والفائق في الغريب 1/80 والغريب لابن قتيبة ص231 ولسان العرب 15/148 ومختار الصحاح ص206 .
(3)يشير الى قوله تعالى ( وتحسبهم أيقاظاً وهم رقود ) سورة الكهف آية 18 . انظر تفسير ابن أبي حاتم 7/2352 وتفسير الطبري 15/213 وزاد المسير 5/116.
(4) قال المفسرون كان كهفهم بأزاءات بنات نعش في أرض الروم فكانت الشمس تميل عنهم طالعة وغاربة لا تدخل عليهم فتؤذيهم بحرها وتغير ألوانهم .
انظر زاد المسير 5/117-118 وتفسير القرطبي 10/369 ومعاني القرآن الكريم للزجاج 3/273-274 .
وعتبة الباب(1) هو الوصيد(2) ثم فناء(3) الكهف يا سعيد
وبعض أهل العلم قالوا الباب(4) وموضع الغلق هو الصواب(5)
---------------------------------------
(1)قاله عطاء : قال ابن قتيبة وهذا أعجب ألي . انظر زاد المسير 5/119 وغريب القرآن لابن قتيبة ص 265 والسيرة النبوية لابن هشام 1/326.
(2)سورة الكهف آية 18 .
(3) قاله ابن عباس في رواية : وبه قال سعيد بن جبير ومجاهد والضحاك وقتادة وعطية العوفي ابن جريح والفراء. قال الفراء أهل الحجاز يقولون الوصيد وأهل نجد يقولون الا صيد وهو الحظيرة والفناء. انظر زاد المسير 5/119 وتفسير الطبري 15/214 ومعاني القرآن للزجاج 3/274 ومختار الصحاح ص18,724 ولسان العرب 3/460 .
(4) قاله ابن عباس في رواية وبه قال السعدي : قال ابن قتيبة فيكون المعنى : فكلبهم باسط ذراعيه بالباب . قال الشاعر بأرض فضاء لا يسعد وصدها : علي ومعروفي بها غير منكري : البيت لعبيد بن وهب العبسي انظر غريب القرآن لابن قتيبة ص265 وتفسير الطبري 15/215 ومعاني القرآن للزجاج 3/274 وزاد المسير 5/119 والقرطبي 10/351,373 والبحر المحيط 6/93 والدر المنثور 4/392 .
(5) انظر تفسير الطبري 15/215 قال الوصيد : هو الباب أو فناء الباب حيث يغلق : روى أن الوصيد الصعيد وهو التراب قاله ابن عباس في رواية وبه قال سعيد بن جبير ومجاهد في رواية عنهما : انظر الطبري 15/215 والقرطبي 10/351,373 والبحر المحيط 6/93 والدر المنثور 4/392 قال أبو جعفر ابن جرير الطبري وأولى الأقوال عندي بالصواب قوله من قال الوصيد الباب أو فناء الباب حيث يغلق الباب وذلك أ ن الباب يوصد وإيصاده إطباقة من قول الله عز وجل أنها عليهم مؤصدة سورة الهمزة آية 8 . انظر تفسير الطبري 15/215 وغريب القرآن لابن قتيبة ص 265 .
وفضة(1) تذاب المهل(2) وقيل عكر الزيت(3) ذاك المثل
وقيل فيح ودم للجاحد وهذه القولة (4) عن مجاهد(5)
---------------------------------------
(1) قاله ابن مسعود وبه قال الخضيف وأبو عبيدة ورواية عن مجاهد . انظر تفسير ابن أبي حاتم 7/2358-2359 ، وتفسير الطبري 15/239 وزاد المسير 5/135 ، ومعاني القرآن للزجاج 3/282 ، وغريب الحديث لأبي عبيدة القاسم بن سلام 4/270 ، والدر المنثور 4/400 . (5 ) هو أبو الحجاج : مجاهد بن جبر المكي المخزومي : مولى أبي السائب , ويقال مولى عبد الله بن السائب : ولد سنة 24هـ وقيل سنة 28هـ أحد أعلام التابعين الإمام العلامة شيخ القراء والمفسرين في زمانه وثقه ابن معين وطائفة , روى عن ابن عباس وأبي هريرة وعائشة وجابر بن عبد الله , وروى عنه عكرمة وطاووس وعطاء وأيوب السختياني , توفى سنة 104 هـ وقيل سنة 108 هـ . انظر : التاريخ الكبير للبخاري رقم ( 1805 ) 7 / 411- 412 ، وطبقات ابن سعـد 5 / 466 ، وسير أعلام النبلاء رقم (175 ) 4/ 449 - 45
(1)سورة الكهف آية 29 .
(2)قاله ابن عباس وأبو مالك الأشعري ورواية عبد الله ابن مسعود وبه قال سعيد بن جبير في رواية , انظر : تفسير ابن أبي حاتم 7/2358-2359 ، وتفسير ابن الطبري 15/240 وزاد المسير 5/135 ، ومعاني القرآن للزجاج 3/282 ، والدر المنثور 4/400 ، ولسان العرب لابن منظور 11/633 ومختار الصحاح ص266 .
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم تفسير المهل : انه كعكر الزيت من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ماء كالمهل : كعكر الزيت فإذا قربته إليه سقطت فروة وجهه . رواه الترمذي في كتاب صفة جهنم باب ما جاء في صفة شراب أهل النار رقم (2581) 4/607 وأحمد 3/70-71 والحاكم 2/501 وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي وأبو يعلي رقم (1375) 2/520 وابن حيان رقم (7473) وابن جريد الطبري 15/240-241 وضعفه الألباني في ضعيف سنن الترمذي رقم (2581) ص 260 .
(3) انظر تفسير ابن أبي حاتم 7/2359 وتفسير الطبري 15/240 في رواية عن مجاهد وزاد المسير 5/135 ومعاني القرآن للزجاج 3/282 وروي أن المهل هو الذي نتقى حره قاله سعيد بن جبير في رواية : انظر تفسير الطبري 15/240 وزاد المسير 5/135 .
وروي أنه الرماد الذي ينفض عن الخبزة أذا أخرجت من التنور حكاه ابن الأنباري : انظر زاد المسير 5/135 , وروي انه ماء جهنم أسود وهي سوداء وشجرها أسود وأهلها سود : قاله الضحك : انظر الطبري 15/240 . قال أبو جعفر ابن جرير الطبري هذه الأقوال وإن اختلفت بها ألفاظ قائليها فمتقاربة المعنى وذلك أن كل ما أذيب من رصاص أو ذهب أو فضة فقد انتهى حره وأن ما أوقد عليه من ذلك النار حتى صار كدردى الزيت فقد انتهى أيضا حره : فالمهل كل مائع أو قد عليه حتى بلغ غاية حره أولم يكن مائعاً فانماع بالوقود عليه وبلغ أقصى الغاية في شدة الحر
وعن معمر بن المثنى أنه قال سمعت المنتجع بن نبهان يقول والله لفلان أبغض إلي من الطلياء والمهل قال فقلنا له وما هما فقال الجرباء والملة التي تنحدر عن جوانب الخبزة إذا ملت في النار من النار كأنها سهلة حمراء مدققة فهي أحمره فالمهل إذا هو كل مائع قد أوقد عليه حتى بلغ غاية حره أو لم يكن مائعاً فإنماع بالوقود عليه وبلغ أقصى الغاية في شدة الحر. انظر تفسير الطبري 15/240 .
والباقيات(1) الصلوات الخمس(2) هذا مقال ليس فيه لبس
قيل تسبيح مع التحميد والكبرياء لله والتوحيد(3)
--------------------------------------
(1)سورة الكهف آية 46.
(2)قاله عبد الله بن مسعود ورواية عن ابن عباس وبه قال مسروق وعمرو بن شرحبيل وإبراهيم النخعي وأبو ميسرة ورواية عن سعيد بن حبيب.
انظر تفسير ابن أبي حاتم 7/2365 وتفسير الطبري 15/254-255 وزاد المسير 5/149 والوسيط في تفسير القرآن المجيد للواحدي 3/151 وجزء الباقيات الصالحات للعلائي ص19-21 .
(3)قاله عثمان بن عفان وابن عمر ورواية عن ابن عباس وبه قال سعيد بن المسيب والحسن البصري وعطاء ومجاهد ومحمد بن كعب وعكرمة والضحاك ورواية عن سعيد بن جبير . انظر تفسير الطبري 15/254-255 وزاد المسير 5/149 وجزء الباقيات الصالحات للعلائي ص19-21 . وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه بلفظ خذوا جنتكم قلنا يارسول الله أمن عدو قد أحضر قال لا جنتكم من النار قولوا سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر فإنها يأتين يوم القيامة منجيات ومقدمات وهن الباقيات الصالحات ، رواه الحاكم 1/541 وقال حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي والطبراني في الأوسط رقم (4027) 4/219-220 والصغير 1/145 والخطيب في تاريخ بغداد 9/336 والهيثمي في مجمع الزوائد 10/89 ومجمع البحرين رقم (4538) 7/328-329 وقال رجاله رجال الصحيح غير داوود بن بلال وهو ثقة وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم (3214) 1/612.
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أستكثروا من الباقيات الصالحات قيل وما هن يارسول الله قال التكبير والتهليل والتسبيح والحمد لله ولا حول ولا قوة الا بالله رواه احمد 3/75 وابن حبان رقم(840) 3/121 والحاكم 1/512 وصححه ووافقه الذهبي والطبري 15/255 وأبو يعلى رقم(1384) 2/524 والبغوي في شرح السنة رقم(1282) 5/64-65 والهيثمي في مجمع الزوائد 10/87 وقال إسناده حسن وضعفه الألباني في ضعيف الجامع رقم(828) ص19.
وروي أن الباقيات الصالحات جميع أعمال الحسنات قاله ابن عباس في رواية وبه قال قتادة وابن زيد . وروي أيضاً أنها الكلام الطيب قاله ابن عباس في رواية ، انظر تفسير الطبري 15/256 وزاد المسير 5/149-150. قال أبو جعفر الطبري وأولي الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال هن جميع أعمال الخير لأن ذلك كله من الصالحات التي تبقي لصاحبها في الآخرة وعليها يجازى ويثاب : والحديث الذي ورد بأنها سبحان الله والحمد لله : المراد به أنها من الباقيات الصالحات . انظر الطبري 15/256 : قلت الراجح عندي أن الباقيات الصالحات هي التسبيح والتحميد والتهليل كما صرح بذلك الحديث الصحيح المتقدم بلفظ من الباقيات ولم يقد من الباقيات الصالحات : وأما باقي أعمال البر من صلاة وصيام وحج وغيرهم لا تسمى الباقيات الصالحات أنما تسمى أعمال البر والطاعات ولاشك أنها باقية ومدخرة لصاحبها يوم القيامة عند الله عز وجل من حيث الثواب والعقاب ولكن لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنها تسمى الباقيات الصالحات إنما نقل عنه أن الباقيات الصالحات هي سبحان الله والحمد لله ولا اله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة ألا بالله . والله أعلم .
والموبق(1) الموعد(2) ثم المهلك(3) وسربا(4) يعني طريقا يسلك (5)
---------------------------------------------
(1)موبقا : سورة الكهف آية 52 .
(2) قاله أبو عبيد . انظر زاد المسير 5/156 .
(3)قاله ابن عباس وبه قال قتادة والضحاك وابن زيد وعرفجة . انظر تفسير ابن أبي حاتم 7/2367 وتفسير الطبري 15/264 وزاد المسير 5/155 ومعاني القرآن للزجاج 3/295 والدر المنثور 4/414 وفتح القدير للشوكاني 3/417 وروي أنه واد عميق يفرق به بين أهل الضلال وأهل الهدى: قاله ابن عمر وعبد الله بن عمرو وبه قال البكالي انظر تفسير ابن أبي حاتم 7/2367 وتفسير الطبري 15/264 وزاد المسير 5/156 والدر المنثور 4/414 وفتح القدير 3/417 وروى أنه واد في جهنم من قيح دم قاله أنس بن مالك وبه قال مجاهد . انظر تفسير أبن أبي حاتم 7/2367 وزاد المسير 5/156 والدر المنثور 4/414 وفتح القدير 3/417 .وروي انه موضع المحبس في النار : قاله الربيع بن أنس . أنظر زاد المسير 5/156. وروي أنه العداوة : قاله الحسن البصري . انظر زاد المسير 5/156 وتفسير الطبري 15/264 قال أبو جعفر ابن جرير الطبري وأولي الأقوال في ذلك بالصواب قول ابن عباس ومن وافقه أنه المهلك وذلك أن العرب تقول في كلامها قد أو بعد فلانا إذا أهلكته ومنه قول الله عز وجل ( أو يوبقهن بما كسبوا ) بمعنى يهلكهن ،
ويقال للمهلك نفسه قد وبق فلان فهو يوبق وبقا ولغة بني عامر يابق بغير همز وحكي عن تميم أنها تقول يبيق وقد حكي وبق يبق وبوقا حكاها الكسائي وكان بعض أهل العلم بكلام العرب من أهل البصرة يقول الموبق الوعد ويستشهد لقيله ذلك بقول الشاعر وحاد شروري فالستار فلم يدع تعارا له والواديين بموبق ويتأوله بموعد وجائز أن يكون ذلك المهلك الذي جعل الله جل ثناؤه بين هؤلاء المشركين هو الوادي الذي ذكر عن عبد الله بن عمرو وجائز أن يكون العداوة التي قالها الحسن وقوله ورأى المجرمون النار يقول وعاين المشركون النار يومئذ فظنوا أنهم مواقعوها يقول فعلموا أنهم داخلوها كما حدثنا الحسن بن يحيى قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن قتادة في قوله فظنوا أنهم مواقعوها قال علموا حدثني يونس قال أخبرنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال إن الكافر يرى جهنم فيظن أنها مواقعته من مسيرة أربعين سنة . انظر تفسير الطبري 15/265 ولسان العرب 10/370 ومختار الصحاح ص294 والنهاية 5/146.
(4)سورة الكهف آية 61 .
(5)قاله ابن عباس في رواية وبه قال قتادة وابن زيد ومجاهد . انظر تفسير ابن أبي حاتم 7/2377 وتفسير الطبري 15/273 وزاد المسير 5/166 والنهاية في غريب الحديث 2/356 وروي أنه أثره كأنه حجر قاله ابن عباس في رواية وروى أنه ماء جامد قاله قتادة . انظر الطبري 15/274 وروي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم عن بي بن كعب رضي الله عنه قال : قال رسول الله عليه وسلم حين ذكر حديث ذلك ما أنجاب ماء منذ كان الناس غيره ثبت مكان الحوت الذي فيه فانجاب كالقوة حتى رجع موسى فرأى مسلكه فقال ذلك ما كنا نبغي رواه ابن جرير الطبري 15/274 وابن كثير 5/174 .
قال أبو جعفر ابن جرير الطبري والصواب من القول في ذلك أ ن يقال كما قال الله عز وجل واتخذ الحوت طريقة في البحر سربا وجائز أن يكون ذلك السرب كان بأنجباب من الأرض وجائز أن يكون مجمود الماء وجائز ان يكون بتحوله حجراً وأصح الأقوال فيه ما روي الخبر فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ذكرناه عن أبي بن كعب رضي الله عنه . والله أعلم .
وحقبا(1) دهراً(2) أتى مبينا وهو ثمانون(3) من السنينا
مقدار يومها من الأيام فيما روى ألف من الأعوام(4)
وليس للأحقاب حد يعرف ولا له حد عليه يوقف(5)
-----------------------------------------
(1)سورة الكهف آية 60.
(2) قاله ابن عباس وبه قال قتادة وابن زيد_ابن أبي حاتم 7/2376 والطبري 15/271 وزاد المسير 5/165 وتفسير ابن كثير 5/174 والمحرر الوجيز 10/422 والتسهيل لابن جزي 1/514 والتفسير الصحيح لحكمت ياسين 3/319 وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة ص 269 .
(3) قاله عبد الله بن عمرو وأبو هريرة . انظر تفسير ابن أبي حاتم 7/2376 وتفسير الطبري 15/272 والمحرر الوجيز 10/422 وزاد المسير 5/165 والتسهيل لابن جزي 1/514 والتفسير الصحيح لحكمت ياسين 3/319 وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة ص269 .
(4)انظر زاد المسير 5/165 .
(5)روي أنه سبعون خريفا : قاله مجاهد : وروي أنه سبعون ألف سنة : قاله الحسن : وروي أنه سبعة عشر ألف سنة : قاله مقاتل بن حيان : وروي أنه سنة بلغة قيس ذكره الفراء وروي أنه وقت غير محدود : قاله أبو عبيدة : وروي أنه زمانا قاله ابن عباس في رواية انظر تفسير ابن أبي حاتم 7/2376 وتفسير الطبري 15/271-272 وزاد المسير 5/165 والمحرر الوجيز 1/422 والتسهيل لابن جزي 1/514 .
والذي يترجح عندي أنه الدهر وهو القول الأول الذي قاله ابن عباس ومن وافقه كما تقدم وهو قول يجمع كل الأقوال لأنه قول شامل وباقي الأقوال جزء منه لأن الدهر عام يدخل فيه سبعون سنة وثمانون سنة وسنة وسبعة عشر ألف سنة وغيرهم والله أعلم .
وموئلا(1) فاعلم بمعنى مهرباً(2) وبعده أمرا سمعنا عجبا
وراءهم(3) يعني به قدامهم(4) وهو من الأضداد حقا عندهم
----------------------------------------------------------
(1)سورة الكهف آية 58 .
(2)الموئل : الملجأ قاله ابن عباس وبه قال ابن زيد وأبو عبيدة وأنشد للأعشى وقد أخالس رب البيت غفلته : وقد يحاذر مني مايئل : والعرب تقول إنه ليوائل إلى موضعه أي : يذهب إلى موضعه : قال الشاعر لا واءالت نفسك خليتها للعامرين ولم تكلم . انظر تفسير الطبري 15/269-270 وزاد المسير 5/160 والتسهيل 1/513 وتفسير ابن أبي حاتم 7/2369 والدر المنثور 4/416 والتفسير الصحيح 3/316 وغريب القرآن لابن قتيبة ص 269 والنكت والعيون تفسير الماردي 35/320 والمحرر الوجيز 10/419 . وروي بأن الموئل الولي قاله قتادة وروي بأن مؤلا محرزا : قاله مجاهد انظر النكت والعيون 3/320 وتفسير الطبري 269/15 والدر المنثور 4/416 .
(3)سورة الكهف آية 79 .
(4)قاله ابن عباس وبه قال قتادة وأبو عبيدة والزجاج وقيل وراءهم خلفهم واختلف أهل العربية في استعمال وراء موضع أمام على ثلاثة أقاويل أحدهما يجوز استعماله بكل حال وفي كل مكان وهو من الاضداء : قال الله تعالى ( من ورائهم جهنم ) سورة إبراهيم آية 16 : أي من أمامهم وقدامهم جهنم قال الشاعر : أيرجو بنو مروان سمعي وطاعتي وقومي تميم والغلات ورائيا
(5)يعني أمامي : الثاني أن وراءك يجوز أن يستعمل في موضع أمام في المواقيت والأزمان لأن الانسان قد يجوزها فتصير وراءه ولا يجوز في غيرها الثالث أن يجوز في الأجسام التي لا وجه لها كحجرية متقابلين كل واحد منهما وراء الآخر ولا يجوز في غيره ، قال أبن عيسى: انظر النكت والعيون 3/332-333 وتفسير الطبري 16/2 وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة ص269 ومعاني القرآن للزجاج 3/305 وزاد المسير 5/178 .
يريد ان ينقض(1) يعني ينهدم(2) والحمأة(3) الطين بهمز ملتزم
--------------------------------------------
(1)سورة الكهف آية 77 .
(2)قال الطبري اختلف أهل العلم بكلام العرب : فقال بعض أهل البصرة : ينقض : أي ينقلع من أصله ويتصدع وقال بعض أهل الكوفة الانقياد الشق في طول الحائط ، وفي طي البئر وفي سن الرجل : يقال قد انقاضت سنه: إذا انشقت طولا وقال بعض أهل البصرة ليس للحائط ارادة ولا للموت ولكن هذا من باب المجاز، وقال بعض الكوفيين من كلام العرب أن يقولوا الجدار يريد ان يسقط : كقول الشاعر : يشكوا الى جملي طول السرى صبراً جميلا فكلانا مبتلى : قال والجمل لم يشك انما تكلم به على انه لو تكلم لقال ذلك ومنه قوله تعالى ( ولما سكت عن موسى الغضب ) سورة الاعتراف آية 154 ، والغضب لا يسكت وإنما صاحبه : ومعناه سكن ، قال الطبري : والصواب من القول في ذلك ان يقال ان الله عز وجل اخبر ان صاحب موسى وجدا حوارا يريد ان ينقض فأقامه صاحب موسى بمعنى عدل ميله حتى عاد مستويا وجائز أن يكون كان يرفع منه له بده فاستوى بقدرة الله وزال عنه ميله بلطفه، قال الشيخ محمد الامين الشنقيطي في أضواء البيان لا مانع من إبقاء إرادة الجدار على حقيقتها لإمكان ان الله اعلم منه إرادة الانقضاض وان لم يعلم خلقه تلك الإرادة ، وهذا واضح جدا مع انه من الأساليب العربية إطلاق الإرادة على المقاربة والميل الى الشئ . كما قال الشاعر يريد ارمح صدر أبي براء ويرغب عند ماء بني عقيل .
قلت : القول بأن هذا أسلوب من أساليب اللغة العربية يرفع الإشكال والخلاف القديم والحديث في الحقيقة والمجاز ، ولاشك ان للجمادات إرادات يعلمها الله عز وجل كما قال تعالى ( وإن من شيء ألا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم ) سورة الإسراء آية 44 . انظر تفسير الطبري 15/288-291 وتفسير ابن أبي حاتم 7/2379 وزاد المسير 5/176 والنكت والعيون للمارودي 3/331 وأضواء البيان 4/179 .
(3)طينة سوداء قاله كعب : وقيل ماء ذات حمأة : قاله مجاهد وقتادة : وقيل ماء يغلي كغليان القدور ، قاله الحسن وقتادة , انظر النكت والعيون للمارودي 3/338-339 والوسيط في تفسير القرآن المجيد للواحدي 3/164-165 وزاد المسير 5/186 .
ومن قرأ حامية بالمد(1) بالشرح مفهوم فدبر عقد(2)
--------------------------------------------------
(1) قال الشاطبي : فأتبع خفف في الثلاثة فأكثر *** وحامية بالمد صحبة كلا قرأ عامر وشعبة وحمزة والكسائي : في عين حامية بألف بعد الحاء وإبدال الهمزة ياء وقرأ غيرهم بحذف الألف مع بقاء الهمزة على حاله ، قال الزجاج فمن قرأ حمئته أراد في عين ذات حماة : يقال حمأت البئر أذا أخرجت حماتها . وأحماتها إذا لفيت فيها الحمأة ، ومن قرأ حامية بغير همز أراد حارة وقد تكون حارة ذات حماة . وروي عن ابن عباس أنها حماة سوداء تغرب فيها الشيء في رواية وبه قال قتادة والحسن وعبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الشمس حين غابت فقال في نار الله الحامية في نار الله الحامية لولا ما يزعها من أمر الله لأحرقت ما على الأرض وعن أبي بن كعب ان النبي صلى الله عليه وسلم اقرأه حمئة .
(2) قال الماوردي : وعلى قرائه حامية : يعني حارة وليس يمتنع أن يكون ذلك صفة للعبد أن تكون سوداء حامية : وقد نقد مأثوراً في شعر تبع : وقد وصف ذا القرنين بما يوافق هذا فقال : قد كان ذو القرنين قبلي مسلما : ملكا تدميه له الملوك وتسجد بلغ المشارق والمغارب يبتغي : أسباب أمر من حكيم مرشد فرأى مغيب الشمس عند غروبها : في عيده ذي خلب وشاط حرمد الخلب : الطين ، الثأط : الحمأة ، الحرمد : الأسود . قال الطبري والصواب من القول في ذلك عندي أنهما قراءتان مستفيضتان في قراءة الأمصار ولكل واحد منهما وجه صحيح ومعنى مفهوم وذلك انه جائز ان تكون الشمس تغرب في عين حارة وطين فيكون القارئ في عين حامية بصفتها التي هي لها : وهي الحرارة ، ويكون القارئ في عين حماة واصفها بصفتها التي هي بها ، وهي إنها ذات حماة وطين .انظر تفسير الطبري 16/11 والنكت والعيون للمارودي 3/338-339 والوسيط للواحدي 3/164-165 وزاد المسير 5/185-186 والوافي شرح الشاطبية للقاضي عبد الفتاح ص314 والتيسير للداني ص104 والنشر في القرآت للجزري 2/314 وتفسير القرطبي 11/49 وفتح القدير للشوكاني 3/440-441 وتفسير ابن أبي حاتم 7/2383-2385 .
(2) رواه احمد 2/207 والطبري 16/11 وابن كثير 5/192 والهيثمي في مجمع الزوائد 8/131.
والشمس(1) في عين لها قد تغرب(2) وقيل خلف العين ذاك المذهب(3)
--------------------------------------------
(1)سورة الكهف آية 86 .
(2) قال ابن عباس وبه قال الحسن البصري وقتادة ومجاهد وكعب ، انظر النكت والعيون للمارودي 3/338-339 والوسيط للواحدي 3/164-165 وزاد المسير 5/185-186 والطبري 16/11-12 وتفسير ابن أبي حاتم 7/2383-2385 .
(3)قال ابن السائب : وربما توهم متوهم ان هذه الشمس على عظم قدرها نغوص بذاتها في عين ماء وليس كذلك فإنها أكبر من الدنيا مرارا فكيف تسعها عين ، وقيل إن الشمس بقدر الدنيا مائة وخمسين مرة ، وقيل بقدر الدنيا مائة وعشرين مرة ، والقمر بقدر الدنيا ثمانين مرة وإنما وجدها تقرب في العين كما يرى راكب البحر الذي لا يرى طرفه ان الشمس تغرب في الماء ، وذلك لأن القرنين انتهى الى آخر البنيان فوجد عينا حماة ليس بعدها أحد . قلت الراجح عندي أنها تغرب في عين حمئة ، أو حامية على القراءتين السبعيتين الصحيحين المتقدمتين ، كما قال الله عز و جل ، وتقدمت الآثار في ذلك عن السلف كابن عباس وغيره ـــ ولا نرد ذلك يكونها كبيرة ولا يمكن غروبها في عين كما قال ابن السائب لأمرين : الأول لأننا لا نعلم مقدار العين التي تغرب فيها : وقد تكون أكبر من الشمس بأضعاف أضعاف ، الثاني لأن الله عز وجل بأنها تغرب في عين ، ووصفها أنها حامية ، أو حميئة على القراءتين : ولا نعترض على الله بل نسلم ونؤمن بما جاء عن الله . انظر زاد المسير 5/186 .
وجاء في اسكندري(1) نبي (2) وقيل عبد صالح تقي(3)
----------------------------------------------
(1) اختلفوا في اسم ذي القرنين على خمسة أقوال : أحدهما انه الملك الأسكندر اليوناني قاله معاذ بن جبل وبه قال وهب منبه في رواية ، الثاني اسمه عبد الله بن الضحاك : قاله علي ابن أبي طالب وابن عباس ، الثالث اسمه عياش قاله محمد بن علي الحسين ، الرابع انه الصعب بن جابر بن القلمي : ذكره ابن أبي خيثمة ، الخامس انه رجل من أهل مصر اسمه مرز بابن مردية اليوناني من ولد يونس بن يافث بن نوح . وقال وهب بن منبه في رواية كان ملكاً ولم يوح إليه ، ورجح الطبري انه رجل من الروم ابن عجوز من عجائزهم ليس ولد غيره وكان اسمه الأسكندر قال ابن هشام هو الذي بنى الأسكندر . انظر تفسير الطبري 16/17 والنكت والعيون 3/337 وتفسير الثعالبي 3/540 وزاد المسير 5/183-184 وفتح القدير للشوكاني 3/438 والطبري 16/8-9 .
قاله عبد الله بن عمرو بن العاص وبه قال الضحاك بن مزاحم : قال الثعالبي القول بأنه نبي ضعيف
كان عبداً صالحاً أحب الله وأحبه وناصح لله قاله علي بن أبي طالب .
انظر النكت والعيون 3/337 وتفسير الثعالبي 3/540 وزاد المسير 5/184 والطبري 16/8-9،17 وفتح القدير للشوكاني 3/438-439 .
ولم يكن يوما له قرنان لكنها كانت ضفيرتان(1)
------------------------------------------
(1) غديرتان من شعر : قاله الحسن البصري ووهب بن منبه في رواية ويونس بن عبيد:"قال ابن الانباري والعرب تسمى الضفيرتين من الشعر غديرتين وجميرتين وقرنين" انظر زاد المسير5/184 والنكت والعيون3/337 والدر المنثور4/436.
وشج قالوا في قرون الرأسي(1) وقيل من أجل قرون الشمس(2)
-----------------------------------------------
(1) قاله علي بن أبي طالب: قال لأنه دعا قومه الى الله تعالى فضربوه على قرنه فهلك فغير زمانا ثم بعثه الله فدعاهم الى الله فضربوه على قرنه الآخر فهلك: فذلك قرناه وبه قال وهب بن منبه في رواية وإبراهيم بن علي بن جعفر. ذكر ابن الجوزي أنه كانت على صفتين رأسه قرنان من نحاس: (2) قاله علي بن أبي طالب في رواية وابن عباس وبه قال وهب بن منبه في رواية. (انظر تفسير الطبري16/8 ،والنكت والعيون3/337 ، وزاد المسير 5/184 ، والدر المنثور 4/436 ).
حين انتهى إليهما في السير(1 ) كذا رواه ابن شهاب الزهري(2)
-----------------------------------------------
(1 ) أي بلغ طرفي الأرض من الشرق والغرب: قاله ابن عباس وبه قال أبو العالية وابن زيد وابن شهاب الزهري . انظر النكت والعيون3/337 ، وزاد المسير 5/184 ، والدر المنثور 4/436-438 . (2 ) هو أبو بكر محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري القرشي المدني , ولد سنة 51 هـ أحد أعلام التابعين الإمام العالم العلامة الحجة الثقة الثبت , روى عن أنس بن مالك وعروة بن الزبير والسائب بن يزيد , وروى عنه عطاء بن أبي رباح ومالك بن أنس وعمر بن عبد العزيز . توفى سنة 123 هـ
(1)انظر التاريخ الكبير للبخاري رقم ( 693 ) 1/ 220- 221
وسير ألام النبلاء رقم ( 160 ) 5/ 326 – 350 ووفيات الأعيان 4/ 177- 179 .
وقائل قرنان في فوديه كانت له تقرب من أذنيه(1)
-----------------------------------------------
(2)قال يونس بن عبيد. وقيل سمي بذي القرنين: لأنه انقرض في زمانه قرنان من الناس وهو حي: قاله أبو إسحاق الثعالبي . وقيل لأنه كان كريم الطرفين من أهل بيت وشرف، وقيل لأنه سلك الظلمة والنور، وقيل لأنه ملك فارس والروم، لأنهما عاليان على جانبين من الأرض يقال لهما قرنان ذكر هذه الأقوال أبو إسحاق الثعالبي، وقيل لأنه رأى في المنام كأنه امتد من السماء إلى الأرض وأخذ بقرني الشمس نقص ذلك على قومه، فسمي بذي القرنين، قاله وهب بن منبه. (انظر النكت والعيون3/337، وزاد المسير5/183-184، والدر المنثور4/436-439 ).
وقوله الجليل بين السدين(1) على قراءتين بين الجبلين(2)
----------------------------------------------
(1) سورة الكهف آية93.
(2) قال الشاطبي في الشاطبية في القراءات : على حق السدين أصحاب حقق * الضم مفتوح وسيد شد علا قرأ نافع وابن عامر وأبو بكر شعبة عن عاصم وحمزة والكسائي بضم السين: قال الكسائي وابن الأعرابي والزجاج والطبري وثعلب: السد والسد لفتان بمعنى واحد: وكل ما قبلت فسد ما وراءه فهو سد وسد: نحو الضعف والضعف والسديد هما جبلان منيفان في السماء من ورائهما البحر ومن أمامهما البلدان وهما بمنقطع أرض الترك مما يلي أرمينية: قاله وهب بن منبه: وقيل هما جبلان من قيل أرمينية وإذ ربجان : قاله ابن عباس وبه قال عطاء الخراساني . ( انظر تفسير الطبري16/15-16، والنكت والعيون 3/341، وزاد المسير5/189، والدر المنثور4/448، والوافي شرح الشاطبية للقاضي عبد الفتاح ص314).
والسُّد بالضمة صنع الرحمن وهو بفتحتين صنع الإنسان(1)
----------------------------------
(1) السد بالضم صنع الرحمن وبالفتح صنع الآدميين: قاله ابن عباس وبه قال قتادة والضحاك وعكرمة وأبو عبيدة: قال الفراء وعلى هذا رأيت المشيخة وأهل العلم من النحويين وروي أن السد بفتح السين: الحاجزين السيئين: والسد بضمها الغشاوة في العين: قاله أبو عمرو بن العلاء. (انظر تفسير الطبري16/15-16، والنكت والعيون3/341، وزاد المسير5/189-190، والدر المنثور4/448).
ثم انتهى إلي في الرقيم(2) سبعة أقوال على الترسيم
----------------------------------------------
(1)وهي مكية :قاله ابن عباس وبه قال الحسن ومجاهد وقتادة و وقال ابن الجوزي وهذا باجماع المفسرين من غير خلاف نعلمه , إلا أنه روى عن ابن عباس وقتادة أنها آية مدنية وهي قوله تعالى ( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم ) آية 28 وقال مقاتل من أولها الى (صعيداً جرزاً ) من آية 1-8 مدني : وقوله (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا خالدين فيها لا يبغون عنها حولا ) الآيتان 107 – 108 مدنيتان وباقيها مكي وعدد آياتها 110 . انظر زاد الميسر لابن الجوزي 5/102 وتفسير القرآن العظيم لابن كثير 5/133 والجامع لأحكام القرآن للقرطبي 10/346 ، أما فضلها فقد ورد فيه عدة أحاديث :عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قرأ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال . رواه مسلم في كتاب صلاة المسافرين باب فضل سورة الكهف رقم (809) 1/555 وأبو داوود في كتاب الملاحم باب خروج الدجال رقم 4/323 والترمذي في كتاب فضائل القرآن باب فضل سورة الكهف (2886) 5/149 بلفظ من قرأ ثلاث آيات من أول سورة الكهف عصم من فتنة الدجال . وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور مابين الجمعتين . رواه البيهقي في المسند الكبرى 3/249 وشعب الإيمان رقم (3039) 3 / 112-113 ، وصححه الألباني في إرواء الغليل رقم (626) 3/93 وصحيح الترغيب رقم (738) 1/310 ومشكاة المصابيح رقم (2175) 1/669 وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ سورة الكهف كانت له نوراً يوم القيامة من مقامه الى مكة ومن قرأ العشر آيات من آخرها ثم خرج الدجال لم يضره ومن توضأ فقال: سبحانك اللهم وبحمدك اشهد أن لا إله الا أنت أستغفرك وأتوب إليك كتب في رق ثم جعل في طابع فلم يكسر إلى يوم القيامة رواه الحاكم 1/564 وقال صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي والطبراني في الأوسط رقم (1455) 2/123 والبيهقي في شعب الإيمان رقم (3038) 3/112 والهيثمي في مجمع الزوائد 1/239 ، 7/53 ومجمع البحرين رقم (428) 1/344 وقال رجاله رجال الصحيح . وعن أبي سعيد قال من قرأ سورة الكهف كما أنزلت ثم خرج الدجال لم يسلط عليه أو لم يكن له عليه سبيل رواه الحاكم 4/511 وقال صحيح الإسناد ووافقه الذهبي .
(2)سورة الكهف آية 9 : الرقيم فعيل بمعنى مفعول : أصله مرقوم قم صرف إلى فعيل للمجروح جريح وللمقتول قتيل يقال رقمت كذا وكذا أذا كتبته , والعرب تقول عليك بالرقمة ودع الضفة : بمعنى عليك برقمة الوادي حيث الماء ودع الضفة الحانية والضفتان جانباً الوادي. انظر تفسير الطبري 15/199، ولسان العرب لابن منظور 12/250 والنهاية في غريب الحديث 2/254 .
أولها اللوح(1) مع الكتاب(2) واسلم لكلب لابث بالباب(3)
------------------------------------------
(1) قاله ابن عباس في رواية وبه قال سعيد بن جبير ووهب بن منبه ومجاهد والفراء.
انظر تفسير ابن أبي حاتم 7/2346 ، وتفسير الطبري 15/199 ، وزاد المسير لابن الجوزي 5/107 ، ومعاني القرآن للزجاج 3/269 ، والدر المنثور 4/383-384 ، ولسان العرب 12/250 ومختار الصحاح 253 .
(2) قاله ابن عباس في رواية وبه قال ابن زيد وعكرمة ومقاتل .
انظر تفسير ابن أبي حاتم 7/2346 وتفسير الطبري 15/198-199 وزاد المسيرة /107-108 والمحرر الوجيز لابن عطية 10/367 والدر المنثور 4/383 ولسان العرب 12/250 ومختار الصحاح ص253 .
(3) قاله أنس بن مالك وبه قال سعيد بن جبير في رواية انظر زاد المسير5/108 والدر المنثور 4/384.
وقرية(1) وصخرة(2) والوادي(3) ثم الدواة(4) داخل الأعداد .
---------------------------------------
(1) قاله كعب الأحبار . انظر تفسير ابن أبي 7/367 والمحرر الوجيز 10/367 وزاد المسير 5/107 وتفسير ابن كثير 5/138-139 وجامع الأحكام للقرطبي 10/346.
(2) قاله السدي . انظر تفسير ابن حاتم 7/2346 وزاد المسير 5/107-108 .
(3) قاله ابن عباس في رواية وبه قال قتادة والضحاك وعطية العوفي في رواية انظر تفسير ابن أبي حاتم 7/2346 وتفسير الطبري 15/189 وزاد المسير 5/108 والمحرر الوجيز 10/367 وتفسير ابن كثير 5/138 ولسان العرب لابن منظور 12/250 .
(4) الدواة بلغة الروم : قاله عكرمة ومجاهد كلاهما في رواية انظر زاد المسير5/107-108 ولسان العرب لابن منظور 12/250 وروي أن الرقيم : اسم للجبل الذي كان فيه الكهف : قاله ابن عباس في رواية وبه قال الحسن البصري وعطية العوفي وعن ابن عباس في رواية أنه بنيان. انظر تفسير الطبري 15/199 والمحرر الوجيز لابن عطية 10/367 وزاد المسير لابن الجوزي 5/107-108 ومعاني القرآن للزجاج 3/269 ، ولسان العرب لابن منظور 12/250 .
قلت ويمكن الجمع بين قوله من قال أ ن الرقيم : الجبل من قال أنه الصخرة : بأن الصخرة جزء من الجبل فمن قال أنه الحبل عبر بالكل ومن قال أنه الصخرة عبر بالجزء عن الكل .
قال أبو جعفر الطبري رحمه الله وأولى الأقوال عندي أنه لوح أو حجر أو شيء مكتوب فيه كتاب . انظر تفسير ابن جرير 15/199.
تقرضهم(1) ناحية للجوف وفجوة(2) متسع في الكهف
قد حاطهم في نومهم(3) ذو العرش واستقبلوا إلى بنات نعش(4)
-------------------------------------------------------
(1)سورة الكهف آية 17: تقرضهم : أي تذرهم : قاله ابن عباس وقال سعيد بن جبير ومجاهد تتركهم وتعول عنهم : وقال قتادة تدعهم : وأصل القرض القطع يقال منه قرضت الثوب إذا قطعته ومنه قيل للمقراض مقراض لأنه يقطع ومنه قوله ذو الرحمة إلى ظعن يقرض أجواز مشرف شمالا وعن أيما نص الفوارس ، قلت : وكل هذه الأقوال وهي تذرهم وتدعهم وتتركهم بمعنى واحد لاختلاف بينها انظر تفسير الطبري 15/211-212 وتفسير ابن أبي حاتم 7/2351 وزاد المسير 5/117-118 ولسان العرب 7/218-219 ومختار الصحاح ص 221.
(2)فجوة : الخلوة من الأرض : أي الناحية قاله سعيد بن جبير في رواية وروي عنه أنه المكان الداخل : وقال مجاهد المكان الذاهب وقال أبو عبيد المكان المتسع قلت وهذه الأقوال لاختلاف بينها لان الخلوة هي الناحية من الأرض المتسعة .
انظر تفسير ابن أبي حاتم 7/2352 وتفسير الطبري15/212-213 وزاد المسير 5/117 ومعاني القرآن للزجاج 3/273 والفائق في الغريب 1/80 والغريب لابن قتيبة ص231 ولسان العرب 15/148 ومختار الصحاح ص206 .
(3)يشير الى قوله تعالى ( وتحسبهم أيقاظاً وهم رقود ) سورة الكهف آية 18 . انظر تفسير ابن أبي حاتم 7/2352 وتفسير الطبري 15/213 وزاد المسير 5/116.
(4) قال المفسرون كان كهفهم بأزاءات بنات نعش في أرض الروم فكانت الشمس تميل عنهم طالعة وغاربة لا تدخل عليهم فتؤذيهم بحرها وتغير ألوانهم .
انظر زاد المسير 5/117-118 وتفسير القرطبي 10/369 ومعاني القرآن الكريم للزجاج 3/273-274 .
وعتبة الباب(1) هو الوصيد(2) ثم فناء(3) الكهف يا سعيد
وبعض أهل العلم قالوا الباب(4) وموضع الغلق هو الصواب(5)
---------------------------------------
(1)قاله عطاء : قال ابن قتيبة وهذا أعجب ألي . انظر زاد المسير 5/119 وغريب القرآن لابن قتيبة ص 265 والسيرة النبوية لابن هشام 1/326.
(2)سورة الكهف آية 18 .
(3) قاله ابن عباس في رواية : وبه قال سعيد بن جبير ومجاهد والضحاك وقتادة وعطية العوفي ابن جريح والفراء. قال الفراء أهل الحجاز يقولون الوصيد وأهل نجد يقولون الا صيد وهو الحظيرة والفناء. انظر زاد المسير 5/119 وتفسير الطبري 15/214 ومعاني القرآن للزجاج 3/274 ومختار الصحاح ص18,724 ولسان العرب 3/460 .
(4) قاله ابن عباس في رواية وبه قال السعدي : قال ابن قتيبة فيكون المعنى : فكلبهم باسط ذراعيه بالباب . قال الشاعر بأرض فضاء لا يسعد وصدها : علي ومعروفي بها غير منكري : البيت لعبيد بن وهب العبسي انظر غريب القرآن لابن قتيبة ص265 وتفسير الطبري 15/215 ومعاني القرآن للزجاج 3/274 وزاد المسير 5/119 والقرطبي 10/351,373 والبحر المحيط 6/93 والدر المنثور 4/392 .
(5) انظر تفسير الطبري 15/215 قال الوصيد : هو الباب أو فناء الباب حيث يغلق : روى أن الوصيد الصعيد وهو التراب قاله ابن عباس في رواية وبه قال سعيد بن جبير ومجاهد في رواية عنهما : انظر الطبري 15/215 والقرطبي 10/351,373 والبحر المحيط 6/93 والدر المنثور 4/392 قال أبو جعفر ابن جرير الطبري وأولى الأقوال عندي بالصواب قوله من قال الوصيد الباب أو فناء الباب حيث يغلق الباب وذلك أ ن الباب يوصد وإيصاده إطباقة من قول الله عز وجل أنها عليهم مؤصدة سورة الهمزة آية 8 . انظر تفسير الطبري 15/215 وغريب القرآن لابن قتيبة ص 265 .
وفضة(1) تذاب المهل(2) وقيل عكر الزيت(3) ذاك المثل
وقيل فيح ودم للجاحد وهذه القولة (4) عن مجاهد(5)
---------------------------------------
(1) قاله ابن مسعود وبه قال الخضيف وأبو عبيدة ورواية عن مجاهد . انظر تفسير ابن أبي حاتم 7/2358-2359 ، وتفسير الطبري 15/239 وزاد المسير 5/135 ، ومعاني القرآن للزجاج 3/282 ، وغريب الحديث لأبي عبيدة القاسم بن سلام 4/270 ، والدر المنثور 4/400 . (5 ) هو أبو الحجاج : مجاهد بن جبر المكي المخزومي : مولى أبي السائب , ويقال مولى عبد الله بن السائب : ولد سنة 24هـ وقيل سنة 28هـ أحد أعلام التابعين الإمام العلامة شيخ القراء والمفسرين في زمانه وثقه ابن معين وطائفة , روى عن ابن عباس وأبي هريرة وعائشة وجابر بن عبد الله , وروى عنه عكرمة وطاووس وعطاء وأيوب السختياني , توفى سنة 104 هـ وقيل سنة 108 هـ . انظر : التاريخ الكبير للبخاري رقم ( 1805 ) 7 / 411- 412 ، وطبقات ابن سعـد 5 / 466 ، وسير أعلام النبلاء رقم (175 ) 4/ 449 - 45
(1)سورة الكهف آية 29 .
(2)قاله ابن عباس وأبو مالك الأشعري ورواية عبد الله ابن مسعود وبه قال سعيد بن جبير في رواية , انظر : تفسير ابن أبي حاتم 7/2358-2359 ، وتفسير ابن الطبري 15/240 وزاد المسير 5/135 ، ومعاني القرآن للزجاج 3/282 ، والدر المنثور 4/400 ، ولسان العرب لابن منظور 11/633 ومختار الصحاح ص266 .
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم تفسير المهل : انه كعكر الزيت من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ماء كالمهل : كعكر الزيت فإذا قربته إليه سقطت فروة وجهه . رواه الترمذي في كتاب صفة جهنم باب ما جاء في صفة شراب أهل النار رقم (2581) 4/607 وأحمد 3/70-71 والحاكم 2/501 وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي وأبو يعلي رقم (1375) 2/520 وابن حيان رقم (7473) وابن جريد الطبري 15/240-241 وضعفه الألباني في ضعيف سنن الترمذي رقم (2581) ص 260 .
(3) انظر تفسير ابن أبي حاتم 7/2359 وتفسير الطبري 15/240 في رواية عن مجاهد وزاد المسير 5/135 ومعاني القرآن للزجاج 3/282 وروي أن المهل هو الذي نتقى حره قاله سعيد بن جبير في رواية : انظر تفسير الطبري 15/240 وزاد المسير 5/135 .
وروي أنه الرماد الذي ينفض عن الخبزة أذا أخرجت من التنور حكاه ابن الأنباري : انظر زاد المسير 5/135 , وروي انه ماء جهنم أسود وهي سوداء وشجرها أسود وأهلها سود : قاله الضحك : انظر الطبري 15/240 . قال أبو جعفر ابن جرير الطبري هذه الأقوال وإن اختلفت بها ألفاظ قائليها فمتقاربة المعنى وذلك أن كل ما أذيب من رصاص أو ذهب أو فضة فقد انتهى حره وأن ما أوقد عليه من ذلك النار حتى صار كدردى الزيت فقد انتهى أيضا حره : فالمهل كل مائع أو قد عليه حتى بلغ غاية حره أولم يكن مائعاً فانماع بالوقود عليه وبلغ أقصى الغاية في شدة الحر
وعن معمر بن المثنى أنه قال سمعت المنتجع بن نبهان يقول والله لفلان أبغض إلي من الطلياء والمهل قال فقلنا له وما هما فقال الجرباء والملة التي تنحدر عن جوانب الخبزة إذا ملت في النار من النار كأنها سهلة حمراء مدققة فهي أحمره فالمهل إذا هو كل مائع قد أوقد عليه حتى بلغ غاية حره أو لم يكن مائعاً فإنماع بالوقود عليه وبلغ أقصى الغاية في شدة الحر. انظر تفسير الطبري 15/240 .
والباقيات(1) الصلوات الخمس(2) هذا مقال ليس فيه لبس
قيل تسبيح مع التحميد والكبرياء لله والتوحيد(3)
--------------------------------------
(1)سورة الكهف آية 46.
(2)قاله عبد الله بن مسعود ورواية عن ابن عباس وبه قال مسروق وعمرو بن شرحبيل وإبراهيم النخعي وأبو ميسرة ورواية عن سعيد بن حبيب.
انظر تفسير ابن أبي حاتم 7/2365 وتفسير الطبري 15/254-255 وزاد المسير 5/149 والوسيط في تفسير القرآن المجيد للواحدي 3/151 وجزء الباقيات الصالحات للعلائي ص19-21 .
(3)قاله عثمان بن عفان وابن عمر ورواية عن ابن عباس وبه قال سعيد بن المسيب والحسن البصري وعطاء ومجاهد ومحمد بن كعب وعكرمة والضحاك ورواية عن سعيد بن جبير . انظر تفسير الطبري 15/254-255 وزاد المسير 5/149 وجزء الباقيات الصالحات للعلائي ص19-21 . وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه بلفظ خذوا جنتكم قلنا يارسول الله أمن عدو قد أحضر قال لا جنتكم من النار قولوا سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر فإنها يأتين يوم القيامة منجيات ومقدمات وهن الباقيات الصالحات ، رواه الحاكم 1/541 وقال حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي والطبراني في الأوسط رقم (4027) 4/219-220 والصغير 1/145 والخطيب في تاريخ بغداد 9/336 والهيثمي في مجمع الزوائد 10/89 ومجمع البحرين رقم (4538) 7/328-329 وقال رجاله رجال الصحيح غير داوود بن بلال وهو ثقة وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم (3214) 1/612.
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أستكثروا من الباقيات الصالحات قيل وما هن يارسول الله قال التكبير والتهليل والتسبيح والحمد لله ولا حول ولا قوة الا بالله رواه احمد 3/75 وابن حبان رقم(840) 3/121 والحاكم 1/512 وصححه ووافقه الذهبي والطبري 15/255 وأبو يعلى رقم(1384) 2/524 والبغوي في شرح السنة رقم(1282) 5/64-65 والهيثمي في مجمع الزوائد 10/87 وقال إسناده حسن وضعفه الألباني في ضعيف الجامع رقم(828) ص19.
وروي أن الباقيات الصالحات جميع أعمال الحسنات قاله ابن عباس في رواية وبه قال قتادة وابن زيد . وروي أيضاً أنها الكلام الطيب قاله ابن عباس في رواية ، انظر تفسير الطبري 15/256 وزاد المسير 5/149-150. قال أبو جعفر الطبري وأولي الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال هن جميع أعمال الخير لأن ذلك كله من الصالحات التي تبقي لصاحبها في الآخرة وعليها يجازى ويثاب : والحديث الذي ورد بأنها سبحان الله والحمد لله : المراد به أنها من الباقيات الصالحات . انظر الطبري 15/256 : قلت الراجح عندي أن الباقيات الصالحات هي التسبيح والتحميد والتهليل كما صرح بذلك الحديث الصحيح المتقدم بلفظ من الباقيات ولم يقد من الباقيات الصالحات : وأما باقي أعمال البر من صلاة وصيام وحج وغيرهم لا تسمى الباقيات الصالحات أنما تسمى أعمال البر والطاعات ولاشك أنها باقية ومدخرة لصاحبها يوم القيامة عند الله عز وجل من حيث الثواب والعقاب ولكن لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنها تسمى الباقيات الصالحات إنما نقل عنه أن الباقيات الصالحات هي سبحان الله والحمد لله ولا اله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة ألا بالله . والله أعلم .
والموبق(1) الموعد(2) ثم المهلك(3) وسربا(4) يعني طريقا يسلك (5)
---------------------------------------------
(1)موبقا : سورة الكهف آية 52 .
(2) قاله أبو عبيد . انظر زاد المسير 5/156 .
(3)قاله ابن عباس وبه قال قتادة والضحاك وابن زيد وعرفجة . انظر تفسير ابن أبي حاتم 7/2367 وتفسير الطبري 15/264 وزاد المسير 5/155 ومعاني القرآن للزجاج 3/295 والدر المنثور 4/414 وفتح القدير للشوكاني 3/417 وروي أنه واد عميق يفرق به بين أهل الضلال وأهل الهدى: قاله ابن عمر وعبد الله بن عمرو وبه قال البكالي انظر تفسير ابن أبي حاتم 7/2367 وتفسير الطبري 15/264 وزاد المسير 5/156 والدر المنثور 4/414 وفتح القدير 3/417 وروى أنه واد في جهنم من قيح دم قاله أنس بن مالك وبه قال مجاهد . انظر تفسير أبن أبي حاتم 7/2367 وزاد المسير 5/156 والدر المنثور 4/414 وفتح القدير 3/417 .وروي انه موضع المحبس في النار : قاله الربيع بن أنس . أنظر زاد المسير 5/156. وروي أنه العداوة : قاله الحسن البصري . انظر زاد المسير 5/156 وتفسير الطبري 15/264 قال أبو جعفر ابن جرير الطبري وأولي الأقوال في ذلك بالصواب قول ابن عباس ومن وافقه أنه المهلك وذلك أن العرب تقول في كلامها قد أو بعد فلانا إذا أهلكته ومنه قول الله عز وجل ( أو يوبقهن بما كسبوا ) بمعنى يهلكهن ،
ويقال للمهلك نفسه قد وبق فلان فهو يوبق وبقا ولغة بني عامر يابق بغير همز وحكي عن تميم أنها تقول يبيق وقد حكي وبق يبق وبوقا حكاها الكسائي وكان بعض أهل العلم بكلام العرب من أهل البصرة يقول الموبق الوعد ويستشهد لقيله ذلك بقول الشاعر وحاد شروري فالستار فلم يدع تعارا له والواديين بموبق ويتأوله بموعد وجائز أن يكون ذلك المهلك الذي جعل الله جل ثناؤه بين هؤلاء المشركين هو الوادي الذي ذكر عن عبد الله بن عمرو وجائز أن يكون العداوة التي قالها الحسن وقوله ورأى المجرمون النار يقول وعاين المشركون النار يومئذ فظنوا أنهم مواقعوها يقول فعلموا أنهم داخلوها كما حدثنا الحسن بن يحيى قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن قتادة في قوله فظنوا أنهم مواقعوها قال علموا حدثني يونس قال أخبرنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال إن الكافر يرى جهنم فيظن أنها مواقعته من مسيرة أربعين سنة . انظر تفسير الطبري 15/265 ولسان العرب 10/370 ومختار الصحاح ص294 والنهاية 5/146.
(4)سورة الكهف آية 61 .
(5)قاله ابن عباس في رواية وبه قال قتادة وابن زيد ومجاهد . انظر تفسير ابن أبي حاتم 7/2377 وتفسير الطبري 15/273 وزاد المسير 5/166 والنهاية في غريب الحديث 2/356 وروي أنه أثره كأنه حجر قاله ابن عباس في رواية وروى أنه ماء جامد قاله قتادة . انظر الطبري 15/274 وروي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم عن بي بن كعب رضي الله عنه قال : قال رسول الله عليه وسلم حين ذكر حديث ذلك ما أنجاب ماء منذ كان الناس غيره ثبت مكان الحوت الذي فيه فانجاب كالقوة حتى رجع موسى فرأى مسلكه فقال ذلك ما كنا نبغي رواه ابن جرير الطبري 15/274 وابن كثير 5/174 .
قال أبو جعفر ابن جرير الطبري والصواب من القول في ذلك أ ن يقال كما قال الله عز وجل واتخذ الحوت طريقة في البحر سربا وجائز أن يكون ذلك السرب كان بأنجباب من الأرض وجائز أن يكون مجمود الماء وجائز ان يكون بتحوله حجراً وأصح الأقوال فيه ما روي الخبر فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ذكرناه عن أبي بن كعب رضي الله عنه . والله أعلم .
وحقبا(1) دهراً(2) أتى مبينا وهو ثمانون(3) من السنينا
مقدار يومها من الأيام فيما روى ألف من الأعوام(4)
وليس للأحقاب حد يعرف ولا له حد عليه يوقف(5)
-----------------------------------------
(1)سورة الكهف آية 60.
(2) قاله ابن عباس وبه قال قتادة وابن زيد_ابن أبي حاتم 7/2376 والطبري 15/271 وزاد المسير 5/165 وتفسير ابن كثير 5/174 والمحرر الوجيز 10/422 والتسهيل لابن جزي 1/514 والتفسير الصحيح لحكمت ياسين 3/319 وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة ص 269 .
(3) قاله عبد الله بن عمرو وأبو هريرة . انظر تفسير ابن أبي حاتم 7/2376 وتفسير الطبري 15/272 والمحرر الوجيز 10/422 وزاد المسير 5/165 والتسهيل لابن جزي 1/514 والتفسير الصحيح لحكمت ياسين 3/319 وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة ص269 .
(4)انظر زاد المسير 5/165 .
(5)روي أنه سبعون خريفا : قاله مجاهد : وروي أنه سبعون ألف سنة : قاله الحسن : وروي أنه سبعة عشر ألف سنة : قاله مقاتل بن حيان : وروي أنه سنة بلغة قيس ذكره الفراء وروي أنه وقت غير محدود : قاله أبو عبيدة : وروي أنه زمانا قاله ابن عباس في رواية انظر تفسير ابن أبي حاتم 7/2376 وتفسير الطبري 15/271-272 وزاد المسير 5/165 والمحرر الوجيز 1/422 والتسهيل لابن جزي 1/514 .
والذي يترجح عندي أنه الدهر وهو القول الأول الذي قاله ابن عباس ومن وافقه كما تقدم وهو قول يجمع كل الأقوال لأنه قول شامل وباقي الأقوال جزء منه لأن الدهر عام يدخل فيه سبعون سنة وثمانون سنة وسنة وسبعة عشر ألف سنة وغيرهم والله أعلم .
وموئلا(1) فاعلم بمعنى مهرباً(2) وبعده أمرا سمعنا عجبا
وراءهم(3) يعني به قدامهم(4) وهو من الأضداد حقا عندهم
----------------------------------------------------------
(1)سورة الكهف آية 58 .
(2)الموئل : الملجأ قاله ابن عباس وبه قال ابن زيد وأبو عبيدة وأنشد للأعشى وقد أخالس رب البيت غفلته : وقد يحاذر مني مايئل : والعرب تقول إنه ليوائل إلى موضعه أي : يذهب إلى موضعه : قال الشاعر لا واءالت نفسك خليتها للعامرين ولم تكلم . انظر تفسير الطبري 15/269-270 وزاد المسير 5/160 والتسهيل 1/513 وتفسير ابن أبي حاتم 7/2369 والدر المنثور 4/416 والتفسير الصحيح 3/316 وغريب القرآن لابن قتيبة ص 269 والنكت والعيون تفسير الماردي 35/320 والمحرر الوجيز 10/419 . وروي بأن الموئل الولي قاله قتادة وروي بأن مؤلا محرزا : قاله مجاهد انظر النكت والعيون 3/320 وتفسير الطبري 269/15 والدر المنثور 4/416 .
(3)سورة الكهف آية 79 .
(4)قاله ابن عباس وبه قال قتادة وأبو عبيدة والزجاج وقيل وراءهم خلفهم واختلف أهل العربية في استعمال وراء موضع أمام على ثلاثة أقاويل أحدهما يجوز استعماله بكل حال وفي كل مكان وهو من الاضداء : قال الله تعالى ( من ورائهم جهنم ) سورة إبراهيم آية 16 : أي من أمامهم وقدامهم جهنم قال الشاعر : أيرجو بنو مروان سمعي وطاعتي وقومي تميم والغلات ورائيا
(5)يعني أمامي : الثاني أن وراءك يجوز أن يستعمل في موضع أمام في المواقيت والأزمان لأن الانسان قد يجوزها فتصير وراءه ولا يجوز في غيرها الثالث أن يجوز في الأجسام التي لا وجه لها كحجرية متقابلين كل واحد منهما وراء الآخر ولا يجوز في غيره ، قال أبن عيسى: انظر النكت والعيون 3/332-333 وتفسير الطبري 16/2 وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة ص269 ومعاني القرآن للزجاج 3/305 وزاد المسير 5/178 .
يريد ان ينقض(1) يعني ينهدم(2) والحمأة(3) الطين بهمز ملتزم
--------------------------------------------
(1)سورة الكهف آية 77 .
(2)قال الطبري اختلف أهل العلم بكلام العرب : فقال بعض أهل البصرة : ينقض : أي ينقلع من أصله ويتصدع وقال بعض أهل الكوفة الانقياد الشق في طول الحائط ، وفي طي البئر وفي سن الرجل : يقال قد انقاضت سنه: إذا انشقت طولا وقال بعض أهل البصرة ليس للحائط ارادة ولا للموت ولكن هذا من باب المجاز، وقال بعض الكوفيين من كلام العرب أن يقولوا الجدار يريد ان يسقط : كقول الشاعر : يشكوا الى جملي طول السرى صبراً جميلا فكلانا مبتلى : قال والجمل لم يشك انما تكلم به على انه لو تكلم لقال ذلك ومنه قوله تعالى ( ولما سكت عن موسى الغضب ) سورة الاعتراف آية 154 ، والغضب لا يسكت وإنما صاحبه : ومعناه سكن ، قال الطبري : والصواب من القول في ذلك ان يقال ان الله عز وجل اخبر ان صاحب موسى وجدا حوارا يريد ان ينقض فأقامه صاحب موسى بمعنى عدل ميله حتى عاد مستويا وجائز أن يكون كان يرفع منه له بده فاستوى بقدرة الله وزال عنه ميله بلطفه، قال الشيخ محمد الامين الشنقيطي في أضواء البيان لا مانع من إبقاء إرادة الجدار على حقيقتها لإمكان ان الله اعلم منه إرادة الانقضاض وان لم يعلم خلقه تلك الإرادة ، وهذا واضح جدا مع انه من الأساليب العربية إطلاق الإرادة على المقاربة والميل الى الشئ . كما قال الشاعر يريد ارمح صدر أبي براء ويرغب عند ماء بني عقيل .
قلت : القول بأن هذا أسلوب من أساليب اللغة العربية يرفع الإشكال والخلاف القديم والحديث في الحقيقة والمجاز ، ولاشك ان للجمادات إرادات يعلمها الله عز وجل كما قال تعالى ( وإن من شيء ألا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم ) سورة الإسراء آية 44 . انظر تفسير الطبري 15/288-291 وتفسير ابن أبي حاتم 7/2379 وزاد المسير 5/176 والنكت والعيون للمارودي 3/331 وأضواء البيان 4/179 .
(3)طينة سوداء قاله كعب : وقيل ماء ذات حمأة : قاله مجاهد وقتادة : وقيل ماء يغلي كغليان القدور ، قاله الحسن وقتادة , انظر النكت والعيون للمارودي 3/338-339 والوسيط في تفسير القرآن المجيد للواحدي 3/164-165 وزاد المسير 5/186 .
ومن قرأ حامية بالمد(1) بالشرح مفهوم فدبر عقد(2)
--------------------------------------------------
(1) قال الشاطبي : فأتبع خفف في الثلاثة فأكثر *** وحامية بالمد صحبة كلا قرأ عامر وشعبة وحمزة والكسائي : في عين حامية بألف بعد الحاء وإبدال الهمزة ياء وقرأ غيرهم بحذف الألف مع بقاء الهمزة على حاله ، قال الزجاج فمن قرأ حمئته أراد في عين ذات حماة : يقال حمأت البئر أذا أخرجت حماتها . وأحماتها إذا لفيت فيها الحمأة ، ومن قرأ حامية بغير همز أراد حارة وقد تكون حارة ذات حماة . وروي عن ابن عباس أنها حماة سوداء تغرب فيها الشيء في رواية وبه قال قتادة والحسن وعبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الشمس حين غابت فقال في نار الله الحامية في نار الله الحامية لولا ما يزعها من أمر الله لأحرقت ما على الأرض وعن أبي بن كعب ان النبي صلى الله عليه وسلم اقرأه حمئة .
(2) قال الماوردي : وعلى قرائه حامية : يعني حارة وليس يمتنع أن يكون ذلك صفة للعبد أن تكون سوداء حامية : وقد نقد مأثوراً في شعر تبع : وقد وصف ذا القرنين بما يوافق هذا فقال : قد كان ذو القرنين قبلي مسلما : ملكا تدميه له الملوك وتسجد بلغ المشارق والمغارب يبتغي : أسباب أمر من حكيم مرشد فرأى مغيب الشمس عند غروبها : في عيده ذي خلب وشاط حرمد الخلب : الطين ، الثأط : الحمأة ، الحرمد : الأسود . قال الطبري والصواب من القول في ذلك عندي أنهما قراءتان مستفيضتان في قراءة الأمصار ولكل واحد منهما وجه صحيح ومعنى مفهوم وذلك انه جائز ان تكون الشمس تغرب في عين حارة وطين فيكون القارئ في عين حامية بصفتها التي هي لها : وهي الحرارة ، ويكون القارئ في عين حماة واصفها بصفتها التي هي بها ، وهي إنها ذات حماة وطين .انظر تفسير الطبري 16/11 والنكت والعيون للمارودي 3/338-339 والوسيط للواحدي 3/164-165 وزاد المسير 5/185-186 والوافي شرح الشاطبية للقاضي عبد الفتاح ص314 والتيسير للداني ص104 والنشر في القرآت للجزري 2/314 وتفسير القرطبي 11/49 وفتح القدير للشوكاني 3/440-441 وتفسير ابن أبي حاتم 7/2383-2385 .
(2) رواه احمد 2/207 والطبري 16/11 وابن كثير 5/192 والهيثمي في مجمع الزوائد 8/131.
والشمس(1) في عين لها قد تغرب(2) وقيل خلف العين ذاك المذهب(3)
--------------------------------------------
(1)سورة الكهف آية 86 .
(2) قال ابن عباس وبه قال الحسن البصري وقتادة ومجاهد وكعب ، انظر النكت والعيون للمارودي 3/338-339 والوسيط للواحدي 3/164-165 وزاد المسير 5/185-186 والطبري 16/11-12 وتفسير ابن أبي حاتم 7/2383-2385 .
(3)قال ابن السائب : وربما توهم متوهم ان هذه الشمس على عظم قدرها نغوص بذاتها في عين ماء وليس كذلك فإنها أكبر من الدنيا مرارا فكيف تسعها عين ، وقيل إن الشمس بقدر الدنيا مائة وخمسين مرة ، وقيل بقدر الدنيا مائة وعشرين مرة ، والقمر بقدر الدنيا ثمانين مرة وإنما وجدها تقرب في العين كما يرى راكب البحر الذي لا يرى طرفه ان الشمس تغرب في الماء ، وذلك لأن القرنين انتهى الى آخر البنيان فوجد عينا حماة ليس بعدها أحد . قلت الراجح عندي أنها تغرب في عين حمئة ، أو حامية على القراءتين السبعيتين الصحيحين المتقدمتين ، كما قال الله عز و جل ، وتقدمت الآثار في ذلك عن السلف كابن عباس وغيره ـــ ولا نرد ذلك يكونها كبيرة ولا يمكن غروبها في عين كما قال ابن السائب لأمرين : الأول لأننا لا نعلم مقدار العين التي تغرب فيها : وقد تكون أكبر من الشمس بأضعاف أضعاف ، الثاني لأن الله عز وجل بأنها تغرب في عين ، ووصفها أنها حامية ، أو حميئة على القراءتين : ولا نعترض على الله بل نسلم ونؤمن بما جاء عن الله . انظر زاد المسير 5/186 .
وجاء في اسكندري(1) نبي (2) وقيل عبد صالح تقي(3)
----------------------------------------------
(1) اختلفوا في اسم ذي القرنين على خمسة أقوال : أحدهما انه الملك الأسكندر اليوناني قاله معاذ بن جبل وبه قال وهب منبه في رواية ، الثاني اسمه عبد الله بن الضحاك : قاله علي ابن أبي طالب وابن عباس ، الثالث اسمه عياش قاله محمد بن علي الحسين ، الرابع انه الصعب بن جابر بن القلمي : ذكره ابن أبي خيثمة ، الخامس انه رجل من أهل مصر اسمه مرز بابن مردية اليوناني من ولد يونس بن يافث بن نوح . وقال وهب بن منبه في رواية كان ملكاً ولم يوح إليه ، ورجح الطبري انه رجل من الروم ابن عجوز من عجائزهم ليس ولد غيره وكان اسمه الأسكندر قال ابن هشام هو الذي بنى الأسكندر . انظر تفسير الطبري 16/17 والنكت والعيون 3/337 وتفسير الثعالبي 3/540 وزاد المسير 5/183-184 وفتح القدير للشوكاني 3/438 والطبري 16/8-9 .
قاله عبد الله بن عمرو بن العاص وبه قال الضحاك بن مزاحم : قال الثعالبي القول بأنه نبي ضعيف
كان عبداً صالحاً أحب الله وأحبه وناصح لله قاله علي بن أبي طالب .
انظر النكت والعيون 3/337 وتفسير الثعالبي 3/540 وزاد المسير 5/184 والطبري 16/8-9،17 وفتح القدير للشوكاني 3/438-439 .
ولم يكن يوما له قرنان لكنها كانت ضفيرتان(1)
------------------------------------------
(1) غديرتان من شعر : قاله الحسن البصري ووهب بن منبه في رواية ويونس بن عبيد:"قال ابن الانباري والعرب تسمى الضفيرتين من الشعر غديرتين وجميرتين وقرنين" انظر زاد المسير5/184 والنكت والعيون3/337 والدر المنثور4/436.
وشج قالوا في قرون الرأسي(1) وقيل من أجل قرون الشمس(2)
-----------------------------------------------
(1) قاله علي بن أبي طالب: قال لأنه دعا قومه الى الله تعالى فضربوه على قرنه فهلك فغير زمانا ثم بعثه الله فدعاهم الى الله فضربوه على قرنه الآخر فهلك: فذلك قرناه وبه قال وهب بن منبه في رواية وإبراهيم بن علي بن جعفر. ذكر ابن الجوزي أنه كانت على صفتين رأسه قرنان من نحاس: (2) قاله علي بن أبي طالب في رواية وابن عباس وبه قال وهب بن منبه في رواية. (انظر تفسير الطبري16/8 ،والنكت والعيون3/337 ، وزاد المسير 5/184 ، والدر المنثور 4/436 ).
حين انتهى إليهما في السير(1 ) كذا رواه ابن شهاب الزهري(2)
-----------------------------------------------
(1 ) أي بلغ طرفي الأرض من الشرق والغرب: قاله ابن عباس وبه قال أبو العالية وابن زيد وابن شهاب الزهري . انظر النكت والعيون3/337 ، وزاد المسير 5/184 ، والدر المنثور 4/436-438 . (2 ) هو أبو بكر محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري القرشي المدني , ولد سنة 51 هـ أحد أعلام التابعين الإمام العالم العلامة الحجة الثقة الثبت , روى عن أنس بن مالك وعروة بن الزبير والسائب بن يزيد , وروى عنه عطاء بن أبي رباح ومالك بن أنس وعمر بن عبد العزيز . توفى سنة 123 هـ
(1)انظر التاريخ الكبير للبخاري رقم ( 693 ) 1/ 220- 221
وسير ألام النبلاء رقم ( 160 ) 5/ 326 – 350 ووفيات الأعيان 4/ 177- 179 .
وقائل قرنان في فوديه كانت له تقرب من أذنيه(1)
-----------------------------------------------
(2)قال يونس بن عبيد. وقيل سمي بذي القرنين: لأنه انقرض في زمانه قرنان من الناس وهو حي: قاله أبو إسحاق الثعالبي . وقيل لأنه كان كريم الطرفين من أهل بيت وشرف، وقيل لأنه سلك الظلمة والنور، وقيل لأنه ملك فارس والروم، لأنهما عاليان على جانبين من الأرض يقال لهما قرنان ذكر هذه الأقوال أبو إسحاق الثعالبي، وقيل لأنه رأى في المنام كأنه امتد من السماء إلى الأرض وأخذ بقرني الشمس نقص ذلك على قومه، فسمي بذي القرنين، قاله وهب بن منبه. (انظر النكت والعيون3/337، وزاد المسير5/183-184، والدر المنثور4/436-439 ).
وقوله الجليل بين السدين(1) على قراءتين بين الجبلين(2)
----------------------------------------------
(1) سورة الكهف آية93.
(2) قال الشاطبي في الشاطبية في القراءات : على حق السدين أصحاب حقق * الضم مفتوح وسيد شد علا قرأ نافع وابن عامر وأبو بكر شعبة عن عاصم وحمزة والكسائي بضم السين: قال الكسائي وابن الأعرابي والزجاج والطبري وثعلب: السد والسد لفتان بمعنى واحد: وكل ما قبلت فسد ما وراءه فهو سد وسد: نحو الضعف والضعف والسديد هما جبلان منيفان في السماء من ورائهما البحر ومن أمامهما البلدان وهما بمنقطع أرض الترك مما يلي أرمينية: قاله وهب بن منبه: وقيل هما جبلان من قيل أرمينية وإذ ربجان : قاله ابن عباس وبه قال عطاء الخراساني . ( انظر تفسير الطبري16/15-16، والنكت والعيون 3/341، وزاد المسير5/189، والدر المنثور4/448، والوافي شرح الشاطبية للقاضي عبد الفتاح ص314).
والسُّد بالضمة صنع الرحمن وهو بفتحتين صنع الإنسان(1)
----------------------------------
(1) السد بالضم صنع الرحمن وبالفتح صنع الآدميين: قاله ابن عباس وبه قال قتادة والضحاك وعكرمة وأبو عبيدة: قال الفراء وعلى هذا رأيت المشيخة وأهل العلم من النحويين وروي أن السد بفتح السين: الحاجزين السيئين: والسد بضمها الغشاوة في العين: قاله أبو عمرو بن العلاء. (انظر تفسير الطبري16/15-16، والنكت والعيون3/341، وزاد المسير5/189-190، والدر المنثور4/448).