غاية التفكر ..

أبو عاتكة

New member
إنضم
20/05/2004
المشاركات
260
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
نقل ابن كثير رحمه الله عند تفسير قوله تعالى (( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ (190) )) الآيات من سورة آل عمران ..
قال : وهكذا رواه عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا في كتاب "التفكر والاعتبار" عن شجاع بن أشرص، به. ثم قال: حدثني الحسن بن عبد العزيز: سمعت سُنَيْدًا يذكر عن سفيان -هو الثوري-رفعه قال: من قرأ آخر آل عمران فلم يتفكر فيه ويْلَه. يعد بأصابعه عشرا. قال الحسن بن عبد العزيز: فأخبرني < 2-190 > عُبَيد بن السائب قال: قيل للأوزاعي: ما غاية التفكر فيهن؟ قال: يقرأهن وهو يعقلهن.

قال ابن أبي الدنيا: وحدثني قاسم بن هاشم، حدثنا علي بن عَيَّاش، حدثنا عبد الرحمن بن سليمان قال: سألت الأوزاعي عن أدنى ما يَتَعلق به المتعلق من الفكر فيهن وما ينجيه من هذا الويل؟ فأطرق هُنَيّة ثم قال: يقرؤهن وهو يَعْقلُهُن.
 
وقال الآلوسي في روح المعاني :

أخرج الطبراني وابن مردويه وغيرهما عن ابن عباس أنه قال: أتت قريش اليهود فقالوا: ما جاءكم به موسى من الآيات؟ قالوا: عصاه ويده بيضاء للناظرين وأتوا النصارى فقالوا: كيف كان عيسى فيكم؟
قالوا: كان يبرىء الأكمة والأبرص ويحيـى الموتى ،فأتوا النبـي صلى الله عليه وسلم : ادع لنا ربك يجعل لنا الصفا ذهباً فدعا ربه فنزلت: { إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَـٰوَاتِ وَالأَْرْضِ وَاخْتِلَـٰفِ الَّيْلِ وَالنَّهَارِ لأَيَـٰتٍ لأُِوْلِى الأْلْبَـٰبِ }.

وأخرج ابن حبان في «صحيحه»، وابن عساكر وغيرهما عن عطاء قال: قلت لعائشة رضي الله تعالى عنها : أخبريني بأعجب ما رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
قالت: وأي شأنه لم يكن عجبا؟ " إنه أتاني ليلة فدخل معي في لحافي ثم قال: ذريني أتعبد لربـي فقام فتوضأ ثم قام يصلي فبكى حتى سالت دموعه على صدره ثم ركع فبكى ثم سجد فبكى ثم رفع رأسه فبكى فلم يزل كذلك حتى جاء بلال فأذنه بالصلاة فقلت: يا رسول الله ما يبكيك وقد غفر الله تعالى لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟
قال: أفلا أكون عبداً شكوراً ولِمَ لا أفعل وقد أنزل الله تعالى علي في هذه الليلة { إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَـٰوَاتِ وَالأَْرْضِ } إلى قوله سبحانه: { فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } [آل عمران: 190، 191] ثم قال: ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها " .اهـ
 
جزاك الله خيرا على الإضافة أخي الكريم
 
عودة
أعلى