"عيشة راضية"

إنضم
30/10/2004
المشاركات
342
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
قال تعالى(([color=990033]فهو في عيشة راضية))[/color]
وقال تعالى(([color=990033]خلق من ماء دافق))[/color]

وقال تعالى(([color=990033]لا عاصم اليوم من أمر الله))[/color]

وقال تعالى (([color=990033]حرما آمنا))[/color]

ماهي النكتة البلاغية النحوية في---[color=990000]عاصم---آمنا---دافق--راضية[/color]

أنا بصراحة قرات النكتة البلاغية اللغوية وأعرفها ولكن لجعل طريقة العرض مشوقة وحيوية ارغب أن أسمع الجواب من غيري----مع المزيد من الأمثلة
 
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

سوف أحاول الإجابة رغم أني لست ضليعا في النحو و لا في البلاغة .

هذه الكلمات أسماء فعل : راضي - دافق - عاصم - آمن , من الأفعال : رضي - دفق - عصم - أمن .
و اسم الفاعل هو اسم مشتق يصاغ من الفعل المبني للمعلوم للدلالة على من قام بالفعل . فكيف نوفق بين هذا التعريف و معانيها في الآيات .

فالنقطة البلاغية و المشتركة بينها والتي تشير إليها - أخي جمال - ربما تدخل في ما يسمى إسناد الوصف إلى غير ما هو له وهو من المبالغة .

و قد عدت إلى "التحرير و التنوير " كما عهدتني - أخي جمال - فوجدته يقول :

- " في عيشة راضية " وصف عيشة براضية مجاز عقلي لملابسة العيشة حالة صاحبها وهو العائش ملابسة الصفة لموصوفها .
و الراضي هو صاحب العيشة لا العيشة لأن " راضية" اسم فاعل رضيت إذا حصل لها الرضى وهو الفرح و الغبطة . و العيشة ليست راضية و لكنها لحسنها رضي صاحبها . فوصفها براضية من إسناد الوصف إلى غير ما هو له وهو من البالغة لأنه يدل على شدة الرضى بسببها حتى سرى إليها .
و لذلك الاعتبار أرجع السكاكي ما يسمى بالمجاز العقلي إلى الاستعارة المكنية كما ذُكر في علم البيان ( أعترف أني لم أفهم هذه الجملة ) .

- أما عن " دافق " فيقول الشيخ ابن عاشور :
و صيغة " دافق " اسم فاعل من دفق القاصر وهو قول فريق من اللغويين وقال الجمهور : لا يستعمل دفق قاصرا و جعلوا دافقا بمعنى اسم المفعول و جعلوا ذلك من النادر .
و عن الفراء : أهل الحجاز يجعلون المفعول فاعلا إذا كان في طريقة النعت . و سيبويه جعله من صيغ النسب كقولهم : لابِـن و تامِـر ففُسر دافق: بذي دفق .

- " لا عاصم من أمر الله إلا من رحم " لم أجد في التفسير توضيحا آخر و لكني لا أريد الخوض في كلام الله بدون علم .
- " حرما آمنا " لم أعثرعلى تعليق من الشيخ ابن عاشور و لكن كما سبق فالآمن هو اسم فاعل و المأمون اسم مفعول فالأصل أن يكون البلد مأمونا و الناس فيه آمنين . ولكن من المبالغة في الأمن جرت الصفة على المكان فأصبح الحرم آمنا .

و الله أعلم .

اللهم فقهنا في الدين و علمنا التأويل .
 
رحم الله ابن عاشور رحمة واسعة


وجزاه في كل ما قال على كل حرف حسنة



فلقد أجاد وأي إجادة


وبالفعل جميع ماورد الأصل فبها أن تكون إسم مفعول--دافق--مدفوق

راضية---مرضية


آمنا---مأمونا


عاصم--معصوم


ولقد كنت قد استخرجت كل ذلك من كتاب "فقه اللغة" للثعالبي


وبارك الله فيك يا أبا زينب
 
ابن القيم - رحمه الله - غير موافق

ابن القيم - رحمه الله - غير موافق

في كتابه " بدائع الفوائد " وجدت أن ابن القيم ذهب منحى آخر فهو يقول في الجزء 3 :

قوله تعالى " لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم" فإنه تعالى لما ذكر العاصم استدعى معصوما مفهوما من السياق فكأنه قيل لا معصوم اليوم من أمره إلا من رحمه فإنه لما قال لا عاصم اليوم من أمر الله بقي الذهن طالبا للمعصوم فكأنه قيل فمن الذي يعصم فأجيب بأنه لا يعصم إلا من رحمه الله و دل هذا اللفظ باختصاره و جلالته و فصاحته على نفي كل عاصم سواه و على نفي كل معصوم سوى من رحمه الله . فدل الاستثناء على أمرين على المعصوم من هو و على العاصم وهو ذو الرحمة .
وهذا من أبلغ الكلام و أفصحه و أوجزه و لا يلتفت إلى ما قيل في الآية بعد ذلك و قد قالوا فيها ثلاثة أقوال أخر :

- أحدها : أن عاصما بمعنى معصوم كماء دافق و عيشة راضية و المعنى لا معصوم إلا من رحمه الله و هذا فاسد لأن كل واحد من اسم الفاعل و اسم المفعول موضوع لمعناه الخاص به فلا يشاركه فيه الآخر و ليس الماء الدافق بمعنى المدفوق بل هو فاعل على بابه كما يقال ماء جار فدافق كجار فما الموجب للتكلف البارد .
و أما عيشة راضية فهي عند سيبويه على النسب كتامر و لابن أي ذات رضى و عند غيره كنهار صائم و ليل قائم على المبالغة .

- و القول الثاني : أن من رحم فاعل لا مفعول . و المعنى لا يعصم اليوم من أمر الله إلا الراحم فهو استثناء فاعل من فاعل و هذا وإن كان أقل تكلفا فهو أيضا ضعيف جدا و جزالة الكلام و بلاغته تأباه بأول نظر .

- و القول الثالث : أن في الكلام مضافا محذوفا قام المضاف إليه مقامه و التقدير : لا معصوم عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحمه الله و هذا من أنكر الأقوال و أشدها منافاة للفصاحة و البلاغة و لو صرح به لكان مستغثا .

اهــ.

أما أنا فإني باق على رأي ابن عاشور . و الله أعلم .

اللهم فقهنا في الدين و علمنا التأويل .
 
أبا زينب


أنا لا أرى أن إبن القيم على جلال قدره قد أصاب في قوله

(([color=990033]دل هذا اللفظ باختصاره و جلالته و فصاحته على نفي كل عاصم سواه و على نفي كل معصوم سوى من رحمه الله . فدل الاستثناء على أمرين على المعصوم من هو و على العاصم وهو ذو الرحمة ))[/color]

لسببين1-لا حاجة في سياق موجه لنبي من أنبياء الله أن يذكر ببدهية أن لا عاصم من أمر الله

فإذا جاء أمر الله ليس هناك من قوة تقف في وجه هذا الأمر

2-إن في سياق الآية وما قبلها ما يدل على صحة القول بأن لامعصوم من أمر الله وذلك لأن إبنه ظن أن صعوده إلى رأس جبل سيعصمه من الماء فصح أن يقول له لست معصوما من أمر الله بصعودك للجبل


أما قوله((: [color=990000]أن عاصما بمعنى معصوم كماء دافق و عيشة راضية و المعنى لا معصوم إلا من رحمه الله و هذا فاسد لأن كل واحد من اسم الفاعل و اسم المفعول موضوع لمعناه الخاص به فلا يشاركه فيه الآخر و ليس الماء الدافق بمعنى المدفوق بل هو فاعل على بابه كما يقال ماء جار فدافق كجار فما الموجب للتكلف البارد [/color].))

فلست أرى صواب تهجمه على من قال بأن لا عاصم بمعنى لا معصوم وذلك في قوله(([color=990033]فما الموجب للتكلف البارد .)) وقوله((و هذا فاسد ))[/color]
وعظام المفسرين قالوا عن الماء الدافق بأنه مدفوق--وبالفعل فهو مدفوق فمن يستطيع أن يقول أن ماء الرجل غير مدفوق ---ولكنه استخدام بليغ عبر فيه القرآن عن آلية إندفاع ماء الرجل الباهرة وكأنه إندفاع فاعل مقرر لا إندفاع مفعول

ولا بد لنا أن نشير إلى أن إبن القيم رحمه الله من أنصار القول بعدم وجود مجاز وكنايات في النصوص القرآنية مع أن ذلك مما لا يقره عليه عظام المفسرين



إلا أننا للإنصاف نورد تفسير القرطبي للاية

((

[color=3333FF]أَيْ لَا مَانِع ; فَإِنَّهُ يَوْم حَقَّ فِيهِ الْعَذَاب عَلَى الْكُفَّار . وَانْتَصَبَ " عَاصِم " عَلَى التَّبْرِئَة . وَيَجُوز " لَا عَاصِم الْيَوْم " تَكُون لَا بِمَعْنَى لَيْسَ .

إِلَّا مَنْ رَحِمَ

فِي مَوْضِع نَصْب اِسْتِثْنَاء لَيْسَ مِنْ الْأَوَّل ; أَيْ لَكِنْ مَنْ رَحِمَهُ اللَّه فَهُوَ يَعْصِمهُ , قَالَهُ الزَّجَّاج . وَيَجُوز أَنْ يَكُون فِي مَوْضِع رَفْع , عَلَى أَنَّ عَاصِمًا بِمَعْنَى مَعْصُوم ; مِثْل : " مَاء دَافِق " [ الطَّارِق : 6 ] أَيْ مَدْفُوق ; فَالِاسْتِثْنَاء . عَلَى هَذَا مُتَّصِل ; قَالَ الشَّاعِر : بَطِيء الْقِيَام رَخِيم الْكَلَا م أَمْسَى فُؤَادِي بِهِ فَاتِنَا أَيْ مَفْتُونًا . وَقَالَ آخَر : دَعْ الْمَكَارِم لَا تَنْهَض لِبُغْيَتِهَا وَاقْعُدْ فَإِنَّك أَنْتَ الطَّاعِم الْكَاسِي أَيْ الْمَطْعُوم الْمَكْسُوّ . قَالَ النَّحَّاس : وَمِنْ أَحْسَن مَا قِيلَ فِيهِ أَنْ تَكُون " مَنْ " فِي مَوْضِع رَفْع ; بِمَعْنَى لَا يَعْصِم الْيَوْم مِنْ أَمْر اللَّه إِلَّا الرَّاحِم ; أَيْ إِلَّا اللَّه . وَهَذَا اِخْتِيَار الطَّبَرِيّ . وَيُحَسِّن هَذَا أَنَّك لَمْ تَجْعَل عَاصِمًا بِمَعْنَى مَعْصُوم فَتُخْرِجهُ مِنْ بَابه , وَلَا " إِلَّا " بِمَعْنَى " لَكِنْ "[/color]
 
عودة
أعلى