طارق مصطفى حميدة
New member
لفت الباحثون في القصص القرآني، وعلى رأسهم الأستاذ سيد قطب منذ كتايه التصوير الفني في القرآن، إلى أن القرآن الكريم وهو يعرض لأبطال قصصه لا يبدأ حديثه عنهم من لحظة الميلاد غالبا، بل يكون بدء الحديث عنهم بحسب الغرض من ذكر القصة، ومن هنا فقد تعرفنا مثلا على نوح وهود وصالح وشعيب من لحظة النبوة والدعوة، وتعرفنا على إبراهيم فتىً راشدا، وعلى زوجه عجوزا عقيما، وتعرفنا على يوسف غلاماً، وعلى زكريا شيخا كبيرا.
لكن فيما يتعلق بعيسى عليه السلام فقد تعرفنا عليه وهو جنين في بطن أمه، بل وهو بشارة لها من الملائكة، وليس ذلك فحسب بل إننا أيضاً تعرفنا على والدته وهي جنين في بطن أمها امرأة عمران: ( رب إني نذرت لك ما في بطني محرراً).
إن الله تعالى وهو العليم الحكيم ، يعلم جوانب الضعف البشري ومداخل الشيطان إلى نفوسهم، قدّر أن يكون ميلاد عيسى معجزة خارقة تواجه الإغراق في المادية، وتُذكر الناس بخلق آدم ومهمته، وتعلن توقف الرسالة في بني إسرائيل، حيث كان إعلان النهاية شبيها بإعلان البداية في ولادة إسحاق عليه السلام الخارقة. ولذلك كان إظهاره حملا جنينا بل بشارة من الملائكة ثم نفخة من جبريل، لبيان قدرة الله الخارقة، كان ذلك لبيان أنه بشر ابن بشر؛ عبد ابن أمة، ومن قبل كان عرض قصة جدته امرأة عمران وهي حامل بأمه، ثم وضعها مريم، لتعزيز معنى أنه بشر وأمه من البشر وكذا جدته من البشر، فهو عريق في بشريته مغرق في عبوديته.
ومن هنا كانت سورتان إحداهما باسم أمه مريم، والأخرى عى اسم عائلة جده لأمه وبطلتها الأولى جدته امرأة عمران، ولا يوجد سورة باسم عيسى عليه السلام، لترسيخ هذا المفهوم. وكان من الملاحظ أنه قد تصدر الحديث عن قصة آل عمران قوله تعالى: ( إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين، ذريةً بعضها من بعض...)، ليعزز فكرة اتصال عيسى عليه السلام بآدم. فحيث إن مريم أم عيسى من البشر، وكذلك جدته امرأة عمران من البشر، فإن امرأة عمران وآل عمران جميعهم هم امتداد لآل إبراهيم، والذين هم من نسل نوح، والذي هو من ذرية آدم، وبالتالي فإن عيسى عليه السلام هو ابن آدم، نسلا وسلالة، لا يختلف عن أحد من أبنائه، وعندما يُذكّر القرآن الكريم في السورة نفسها وفي ختام القصة ( إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون) فإن ذلك يجيء بمثابة النتيجة والخلاصة والتأكيد لكل ما تقدم.
وبالتالي فإن عيسى عليه السلام نظير لآدم في الخلق كما أنه امتداد له في النسل والسلالة، فكيف يخرج عن طبيعته، وأنى له صفات الألوهية؟!!
وللحديث تتمة بإذن الله تعالى.
لكن فيما يتعلق بعيسى عليه السلام فقد تعرفنا عليه وهو جنين في بطن أمه، بل وهو بشارة لها من الملائكة، وليس ذلك فحسب بل إننا أيضاً تعرفنا على والدته وهي جنين في بطن أمها امرأة عمران: ( رب إني نذرت لك ما في بطني محرراً).
إن الله تعالى وهو العليم الحكيم ، يعلم جوانب الضعف البشري ومداخل الشيطان إلى نفوسهم، قدّر أن يكون ميلاد عيسى معجزة خارقة تواجه الإغراق في المادية، وتُذكر الناس بخلق آدم ومهمته، وتعلن توقف الرسالة في بني إسرائيل، حيث كان إعلان النهاية شبيها بإعلان البداية في ولادة إسحاق عليه السلام الخارقة. ولذلك كان إظهاره حملا جنينا بل بشارة من الملائكة ثم نفخة من جبريل، لبيان قدرة الله الخارقة، كان ذلك لبيان أنه بشر ابن بشر؛ عبد ابن أمة، ومن قبل كان عرض قصة جدته امرأة عمران وهي حامل بأمه، ثم وضعها مريم، لتعزيز معنى أنه بشر وأمه من البشر وكذا جدته من البشر، فهو عريق في بشريته مغرق في عبوديته.
ومن هنا كانت سورتان إحداهما باسم أمه مريم، والأخرى عى اسم عائلة جده لأمه وبطلتها الأولى جدته امرأة عمران، ولا يوجد سورة باسم عيسى عليه السلام، لترسيخ هذا المفهوم. وكان من الملاحظ أنه قد تصدر الحديث عن قصة آل عمران قوله تعالى: ( إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين، ذريةً بعضها من بعض...)، ليعزز فكرة اتصال عيسى عليه السلام بآدم. فحيث إن مريم أم عيسى من البشر، وكذلك جدته امرأة عمران من البشر، فإن امرأة عمران وآل عمران جميعهم هم امتداد لآل إبراهيم، والذين هم من نسل نوح، والذي هو من ذرية آدم، وبالتالي فإن عيسى عليه السلام هو ابن آدم، نسلا وسلالة، لا يختلف عن أحد من أبنائه، وعندما يُذكّر القرآن الكريم في السورة نفسها وفي ختام القصة ( إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون) فإن ذلك يجيء بمثابة النتيجة والخلاصة والتأكيد لكل ما تقدم.
وبالتالي فإن عيسى عليه السلام نظير لآدم في الخلق كما أنه امتداد له في النسل والسلالة، فكيف يخرج عن طبيعته، وأنى له صفات الألوهية؟!!
وللحديث تتمة بإذن الله تعالى.