عود الضمير فى قوله تعالى :" نُّسْقِيكُمْ مِّمَّا فِي بُطُونِهِ "

مصطفى سعيد

New member
إنضم
7 أغسطس 2007
المشاركات
788
مستوى التفاعل
4
النقاط
18
قال تعالى: وَإِنَّ لَكُمْ فِي ٱلأَنْعَامِ لَعِبْرَةًنُّسْقِيكُمْ مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَناً خَالِصاً سَآئِغاً لِلشَّارِبِينَ {66}ْ
هذا الضمير الوارد فى الآية دائما ما يستوقف قارئ القرآن المتدبر له ... علام يعود ؟!
ومحاولات معرفة عوده غالبا لاتصل إلى رؤية متينة بينة
ولذلك كثيرا ما يُثار السؤال نفسه
ولفهمه يجب أن نفهم معنى الاضافة ، ونفهم السياق الذى ورد فيه
معنى الاضافة
لاأقول القاعدة ولكن أضرب مثلا مباشرة
إن ملك زيدا سيارة يوصل بها ركاب ... فيمكن اضافتها له فنقول سيارة زيد ، ويمكن اضافتها لما تحمله فنقول سيارة ركاب
إن ملك زيدا حقلا زرعه فول فهو حقل زيد وهو حقل فول
كذلك البطن قد يٌضاف إلى مايحويه .... فهو بطن بقرة ، وهو بطن لبن



*****
ماهو اللبن

هو محلول مائى غنى بالعناصر الغذائية تفرزه غدد خاصة فى الحيوانات الثديية لترضعه صغارها ، والغدد اللبنية ليس لها علاقة بالبطن سواءا فى الحيوان أو الانسان .أى أن اللبن لايتكون فى ذلك الجزء من الجسم الذى يُسمى البطن ....والذى يمتد بين القفص الصدرى والحوض ،
فهل هناك بطن آخر هو المقصود ؟
نعم .....ولنعلمه نبحث فى معنى البطن.......
لنستخلص أن البطن كجزء من الجسم هو مقابل الظهر ...
والباطن مقابل الظاهر
لذلك نجد باطن القدم ، باطن الجفن ..
وكل ماهوغير ظاهر فهو باطن
فالدمع كان فى بطن له قبل أن يظهر فى مقلة العين وعلى الخد،وكذلك اللعاب ... والبول كذلك . وهكذا
وعندما تكون بطن داخل بطن ....... تسمى الصغرى بطن والكبرى بطن أيضا
فالجزء الذى يسمى بطن من الجسم يحوى بطون .... واحدة للطعام ؛ وأخرى للفضلات وثالثة للبول ورابعة للجنين فى الاناث .... هذا فضلا عن البطون الأصغر للدم..... فمجارى الدم من شرايين وأوردة هى بطون له.أو بطونه

بعد هذه المقدمة نأت للضمير
قال تعالى: "وَمِنثَمَرَاتِ ٱلنَّخِيلِ وَٱلأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ {67}ْ
إن الاشكال القائم فى عود الضمير فى الآية 66 هو نفس الاشكال فى التى تليها فى قوله تعالى : " تَتَّخِذُونَ مِنْهُ " .........من ماذا ؟

قال صاحب اللباب
قوله{وَمِن ثَمَرَاتِ ٱلنَّخِيلِ } فيه أربعة أوجه:
أحدها: أنه متعلق بمحذوف، فقدَّره الزمخشري: ونسقيكم من ثمرات النَّخيل والأعناب، أي: من عصيرها؛ وحذف لدلالة " نُسْقِيكُمْ " قبله عليه قال: " وتتَّخِذون بيان وكشف عن كيفية الإسقاء ".

وقدَّره أبوالبقاء: خلق لكم أو جعل لكم وما قدَّره الزمخشري أليقُ.
لايقال: لا حاجة إلى تقدير نسقيكم، بل قوله: " ومِنْ ثَمراتِ " عطف على قوله: " ممَّافي بُطونهِ " فيكون عطف بعض متعلقات الفعل الأوّل على بعض؛ كما تقول: سَقيْتُ زيْداً من اللَّبنِ ومن العسَلِ، فلا يحتاج إلى تقدير فعل قَبْل قولك: من العسل.
لا يقال ذلك؛ لن " نُسْقِيكُمْ " الملفوظ به وقع تفسير لـ " عِبْرَة " الأنعام، فلا يليق تعلُّق هذابه؛ لأنه ليس من العبرة المتعلِّقة بالأنعام.
الثاني: أنه متعلق بـ " تتَّخذُونَ " ، و " مِنْهُ " تكرير للظرف توكيداً؛ نحو: زيْدٌ في الدَّار فيها، قاله الزمخشري - رحمه الله تعالى - وعلى هذا فالهاء في " مِنْهُ " فيها ستَّة أوجه:
أحدها: أنها تعود على المضاف المحذوف الذي هو العصير؛ كما رجع في قوله تعالى:
{ أَوْ هُمْ قَآئِلُونَ }
[الأعراف: 4] إلى الأهل المحذوف.
الثاني: أنهاتعود على معنى الثمرات؛ لأنها بمعنى الثَّمر.
الثالث: أنها تعود على النَّخيل.
الرابع: أنها تعود على الجنس.
الخامس: أنهات عود على البعض.
السادس: أنها تعود على المذكور.
نفند الضعيف من هذه الآراء .. ونبدأ بالأخير فهو بيّن العوار ،
" بعض " أفادتها كلمة " من " التبعيضية فلا داعى للتكرار ،
الجنس : عندنا جنسان النخيل والأعناب ... فلو صح لكان منهما وليس منه ،
الثمر ... بعيد لأن البلاغة تقتضى عدم العدول عن الملائم للسياق إلا لغاية ..... وهنا لايوجد مبرر للعدول بلاغيا كان أم دلاليا ؛
عصير : عصير ثمرات ... لا أجد لهذا نقدا... بل هو الواقع لأن السكر يُتخذ من العصير وليس من الثمرة ذاتها
بالبحث فى أقوال المفسرين عن عود الضمير فى الأية 66 نجد أن أقوالهم فيها لم تخرج كثيرا عما أوردته من أقوالهم فى الآية 67 ،وألخصها كالآتى:
ذكر سيبويه الأنعام في باب ما لا ينصرف في الأسماء المفردة الواردة على أفعال، كقولهم " ثَوْب أسْمَال " ، ولذلك رجع الضمير إليه مفرداً،
جمع التكسير فيما لا يعقل يعامل معاملة الجماعة، ومعاملة الجمع.
لأنه يسدُّ مسدَّ الواحد يُفهم الجمع فإنه يسد مسده نعم،
إنَّما ذكر الضمير؛ لأنه يعود على البعض،
يفصد في بطون ما ذُكِر ".
أن اللبن لبن الفحل
ويرد على قولهم الجمع والجماعة أن الأنعام دائما مايأت الضمير العائد عليها مؤنثا
كقولهتعالى :
{ وَإِنَّ لَكُمْ فِي ٱلأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُمْ مِّمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فيِهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ }[المؤمنون: 21]، وقوله:{ وَٱلأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ }[النحل: 5] وقوله:{ أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا خَلَقْنَا لَهُم مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَآ أَنْعاماً فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلاَ يَشْكُرُونَ }[يس: 71-73]، وقوله:{ أَفَلاَ يَنظُرُونَ إِلَى ٱلإِبْلِ كَيْفَ خُلِقَتْ }[الغاشية: 17]،
فلابد أنه فى آية النحل لايعود عليها
وأنا هنا بصدد البحث عما يعود عليه
لنقرأ الآيات من أولها
قال تعالى " وَٱللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ ٱلْسَّمَآءِ مَآءً فَأَحْيَا بِهِ ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَآ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ {65} وَإِنَّ لَكُمْ فِي ٱلأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُمْ مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَناً خَالِصاً سَآئِغاً لِلشَّارِبِينَ {66}ْ وَمِن ثَمَرَاتِ ٱلنَّخِيلِ وَٱلأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ {67}ْ وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَىٰ ٱلنَّحْلِ أَنِ ٱتَّخِذِي مِنَ ٱلْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ ٱلشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ {68} ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَاتِ فَٱسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَآءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {69} النحل

الضمائر فى الآيات 65 ، 66 ، 76 كلها تعود على شيء واحد هو الماء
الأمر صريح فى الآية 65 .... الماء يحيي الأرض من خلال تكوين محاليل مائية فى بذور وحبوب النبات ، ومن حبيبات التربة ليتغذى عليها النبات ... ثم هو فى الأنعام يكون به بطون متعددة يجرى فى كل منها محلول معين .. فهذا دم وهذا فرث وهذا لبن ..... لاتختلط ببعضها والدليل أنكم تشربون لبنا خالصا ، وفى ثمرات النخيل والأعناب يكون الماء بصورة ثالثة ، ثم هو فى الثمرات التى تأكلها الحشرات صورة رابعة

وليس المقصود أن اللبن يتميع بين الدم والفرث...... إنما التقدير: من بطونه من بين بطن ماء دم وبطن ماء فرث ....

إذن الضمير فى الآية 66 و 67 يعود على الماء الذى فى الآية 65 والذى له صور مختلفة أوردتها الآيات التالية
والله أعلم
والماء ورد ذكره فى أول السورة فى قوله تعالى : هُوَ ٱلَّذِي أَنْزَلَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ مَآءً لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ{10}يُنبِتُ لَكُمْ بِهِ ٱلزَّرْعَ وَٱلزَّيْتُونَ وَٱلنَّخِيلَ وَٱلأَعْنَابَ وَمِن كُلِّ ٱلثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ{11}
وقالت الآية 10 أن لنا منه شراب
وبينت الآيات 65 حتى 69 أنواع الأشربة
ماء نقى ، لبن ، عصائر ، عسل
ربما يسأل سائل ولماذا فى آية عسل النحل لم يذكر هو أيضا على نسق ما يخرج من بطون الأنعام وما ينتج من الثمرات وجاء" يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا"
أقول وبالله التوفيق ..
إن عسل النحل هو رحيق الزهور ... وهذا الرحيق يتجمع فى كئوس الأزهار ... ثم تأتى النحلة ترتشفه وتحمله فى معدة العسل بها حتى تأتى خليتها فتفرغه فى عيون شمعية ، ثم ترف عليه بأجنحتها لتقليل نسبة الرطوبة به ، ثم تختم عليه ؛
ومن هذا يتبين أن النحلة حملته فى وعاء - معدة العسل - وأفرغته فى الخلية ، والوعاء ملكها ... فهو بطنها
أم بطن العسل أو الرحيق الحقيقى فهو كأس الزهرة التى أفرزته قبل أن ترتشفه النحلة
و قد يسمى العسل عسل النحل....ولكن الأدق أن يسمى باسم الزهرة التى أفرزته فنقول عسل سدر ، عسل موالح ، عسل برسيم .... إلخ
********
آية " المؤمنون "
" وَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّٰهُ فِي ٱلأَرْضِ وَإِنَّا عَلَىٰ ذَهَابٍ بِهِ لَقَٰدِرُونَ {18 } فَأَنشَأْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَّكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ {19 } وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَآءَ تَنبُتُ بِٱلدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلآكِلِيِنَ {20 }وَإِنَّ لَكُمْ فِي ٱلأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُمْ مِّمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فيِهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ {21} وَعَلَيْهَا وَعَلَى ٱلْفُلْكِ تُحْمَلُونَ {22}"
هنا الكلام ليس عن الماء كشراب، ولكن عن وظائف أخرى ... تنشأ به جنات ...، وتخرج به شجرة ، وتشربه أنعام ؛ والحديث ينصب على هذه النعم ولذلك جاءت فائدة كل منها
فالجنات فيها فواكه ومنها أكل ؛ والشجرة منها زيت وصبغ ، والأنعام منها مايسقى ،وفيها منافع كثيرة ،ومنها أكل ،وعليها حمل .
كما أن هناك فرقا آخر وهو أن اللبن لم يذكر صراحة - وإن ذكر اشارة - فى آية المؤمنون .... وهو مايؤيد ماذهبت إليه
هذا
والله تعالى أعلى وأعلم



 
بارك الله في جهودكم
نحن نحمد الله أنا عرب لا لأنا مواقفنا تشرف في هذه الأيام .
بل لأنا نستطع فهم كلام ربنا .

تذكرت حديث في مامعناه
لما عرج برسول الله صلى الله عليه والسماء عرض عليه أكواب من شراب فختار اللبن .
 
بسم1

الضمائر فى الآيات 65 ، 66 ، 76 كلها تعود] على شيء واحد هو الماء

الاخ / مصطفى سعيد - جزيت خيرا
اعلم ان في الامر متسع ،ولكن ماذكرت سابقا و أن الضمائر في ايات سورة النحل تعود على الماء ..لايسلم ..!! لعدم اتفاقه مع بعض قواعد الضمائر .
---------------
سورة النحل
قوله تعالى (اللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (65) وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ (66) وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (67) وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69)
الاية تفصيل وبيان لنعمة اللبن ودعوة للتتدبر والتفكر في امره وكيفية تكونه في بطون الانعام

بعض قواعد الضمائر
1- رجوع الضمير للمحدث عنه اولى من غيره والمحدث عنه فى الاية هي ( الانعام )
2- حمل الضمير على الاقرب اولى من حمله على البعيد والقريب هنا هو ( الانعام) ولاقرينه لحمله على البعيد.
3- جاء ضمير الجمع المذكر الغائب هنا متصلا بشي وهو(البطن) والبطن يكون (لاناث الانعام )
4- ضمير الغائب قد يعود الي غير ملفوظ به ويرد الي مرجعه سياقا ، فالانعام تشمل الذكور والاناث فارجاع الضمير للذكور منها دون الاناث لما يلي..! وتوسعا في الكلام وتصريفه واقتدارا واختصارا ثقة بفهم السامع .

اعمال القاعدة التي تقول : تغليب المذكر على المؤنث في الخطاب القراني
قوله تعالى (قال تعالى: ((ولأبويه لكل واحد منهما السدس ) سورة البقرة . قيل: فغلّب لفظ "الأب" لأنّ المقام يتناول الميراث وحقوق المال وفي ذلك يذكر الأب لأنه المسؤول عن النفقة والمال. وكذلك هنا غلب المذكر بسبب - والله اعلم - أن الانعام لاتصنع اللبن الا بوجود شريكها ومن بعد الولادة .وهذه المسألة مشهورة (تغليب المذكر على المؤنث ) ، وحتى لا اطيل المقام ، يمكن التثبت منها بالبحث لمن اراد الزيادة .

فالانعام في الاية تشمل
الابل والبقر والضان والماعز ولكن مرجع الضمير فى الاية للذكور منها ، وعملا بقاعدة التغليب :التي نعمل بها لالتقاء مذكر ومؤنث فيغلب الذكر والمراد الانثي ، فالضميرفي كلمة (بطونه ) يرجع الضمير لكل واحد من ذكور الانعام تغليبا وليس معنى .
وفيه اشارة لدور الفحول منها اولا في عملية تكون اللبن فالحمل والولاده ثم بعد ذلك انتاج اللبن ، فانتاج اللبن لابد له من لقاء بين الذكر والانثى . وقوله تعالى ( قوله تعالى (ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنْثَيَيْنِ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (143) وَمِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنْثَيَيْنِ أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ وَصَّاكُمُ اللَّهُ بِهَذَا فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (144) فغلب المذكر هنا باسلوب تعرفه العرب وتمييزه اعتمادا على فهم السامع وان شراب اللبن يكون من ضرع الاناث منها .

اما سورة المؤمنون فلا اشكال في مرجع الضمائر
وقوله تعالى ( قوله تعالى (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (21) وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ (22)
بيان للتفكر والتتدبر لاربع نعم متتاليه مجملة وهم شرابهم للبن والمنافع الكثيرة واكلهم منها والركوب فبدات الاية باناث الانعام والاستفادة من لبنها ، فجاءت الضمائر كلها مؤنثة على اصلها ، ونجد التتطابق في مرجع الضمائر ، والاية وان كانت صورة عامة مجملة تشير للاناث الانعام فهي تشمل وتعم ذكور الانعام ايضا لوجود القرائن في القران والسنة التى تدل على منافعها واكل لحومها ولان كلمة ( انعام ) وان اؤنثت تشمل الذكور منها .

فالانعام هنا مجملة دخل فيها كل شي ثم فصلت بمنفعتها ، تسخيرا منه سبحانه وتعالى للعباد وهذا التفصيل النفعى يدلنا على اصنافها المختلفه

فالاية (21) الابل والبقر والضان والماعز، للبن والمنافع واكل اللحم .
والاية (22) الابل والخيل والبغال والحمير للركوب .
ونستدل بهما على عظيم نعمة الابل

والله اعلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
بسم1
سورة النحل - مرجع الضمير في (منه )​
قوله تعالى (اللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (65) وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ (66) وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (67) وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69)

مرجع الضمير في (منه )​
يمكننا ان نعمل هنا قاعدة الضمائر التي تقول : ان تذكر شيئين ثم تفرد الضمير العائد اليهما مع اراده الجميع ـ كقوله تعالى ( والنخل والزرع مختلفا اكله)
فمرجع الضمير في قوله تعالى ( تَتَّخِذُونَ مِنْهُ)
اي من ثمر النخيل والعنب ، ضمير مفرد والمراد الجميع.

والله اعلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
عودة
أعلى