عودة "القرآنيين" !!!

إنضم
28/02/2009
المشاركات
767
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
لا زال إعجابي يزداد يوما بعد يوم بالفهم الثاقب الذي يتفضل به الله تعالى على العلماء الربانيين - نحسبهم كذلك ولا نزكي على الله أحدا - وعندما أخلو بمؤلفاتهم وفهومهم تختلج في نفسي مشاعر كثيرة من الغبطة والتعجب والحسرة :
غبطة لهم بما آتاهم الله تعالى من العلم النافع .
وتعجب من الطريقة التي حصلوا بها تلك العلوم الجمة في عمر ليس بالطويل في الغالب .
وحسرة على أنهم مضوا وماتوا دون أن نُكرم بمشافهتهم والأخذ عنهم بلا واسطة ..
ومن هؤلاء العلماء الشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه الله تعالى ؛ والكل يعرف من هو الشيخ الوكيل : إنه المجاهد الذي حارب البدع والأهواء في مصر ؛ ولم يخش في الله لومة لائم ؛ حتى احتفل الصوفيون بوفاته وأقاموا الولائم فرحا بموته ..
وسوف أقتبس هنا بعضا من رده على بعض البدعيين الذين ظهروا في عصرنا الحاضر ؛ وصاروا يدفنون أنفسهم في التراب فترة ثم يعاودون الظهور ليجسوا نبض الأمة من جديد..
أعني من يسمون ب"القرآنيين".
يقول الشيخ الوكيل رحمه الله تعالى : ( ...وقد نبتت للشيطان فتنة جديدة دفعت بعض من ختم الله على قلوبهم إلى حمأة جديدة من الكفر إذ يفترون الكذب على الله؛ فيزعمون أن القرآن وحده هو مصدر التشريع، أما السنة فلا!! وهؤلاء أشد خطرا على الدين ممن ينابذونه العداوة جهارا، إذ يتراءون بالتقديس الخاشع لكتاب الله، فيحسبهم الغر المفتون من ذوي الفكر الثاقب الحر والتجديد ويكفرون به رسولا بين ما في القرآن؟ والأمين الذي ائتمنه الله على كتابه، فبلغه، وشهد الله له أنه بلغه، أليس هو الأمين الذي بين وفصل أحكام أمانة ربه؟ ...
ويقول صلى الله عليه وسلم " لا أعرفن الرجل منكم يأتيه الأمر من أمري إما أمرت به أو نهيت عنه، وهو متكئ على أريكته فيقول: ما ندري ما هذا!؟ عندنا كتاب الله وليس هذا فيه!! " وما لرسول الله أن يقول ما يخالف القرآن، وبالقرآن هداه الله وإن هذا الحديث ليعد من أعلام النبوة؛ فما أخبر به واقع اليوم!) دعوة الحق ص 137-138
 
رحمه الله وغفر له وكتاباته قيمة حقاً ، وما أشار إليه باقتضاب كتب فيه غيره مؤلفات واسعة عن هؤلاء المبتدعة الذين اطرحوا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وراء ظهورهم ، فكانوا باقتصارهم على القرآن مخالفين للقرآن نفسه . وقد ظهروا في زماننا هذا في ثياب ومظاهر مختلفة عبر الانترنت والفضائيات والمؤلفات الهزيلة التي تنادي على جهلهم وخبث طويتهم ، وقد انخدع بكلامهم بعض المسلمين والله المستعان .
 
مصطلح لا يسوغ إطلاقه على منكري السنة

مصطلح لا يسوغ إطلاقه على منكري السنة

شاع لدى الناس مصطلح قرآنيين على منكري السنة وهو أول ما نشأ في شبه القارة الهندية وما أرى أنه مصطلح موفق ، فالنسبة إلى القرآن وسام شرف لا يجوز إطلاقه على من خالف القرآن أصلا، فالسنة بمعناها اللغوي وهو السيرة ففي الصحاح (والسنة السيرة)، وهو ما ينبغي على المسلمين أن يفهموا به معنى سنة لأن القاعدة الصحيحة هي أن نفهم أقوال النبي صل1 باللغة لا بالمصطلحات الحادثة فيما بعد. فلو تتبعت جميع الأخطاء التي ارتكبها متكلمو الأمة من أهل السنة وغيرهم لوجدت سببها واحدا وهو (الفهم بمفهوم متأخر)، السنة لا يجوز إنكارها جملة أبدا بل يجوز رد بعض الأخبار بأسباب علمية مقنعة روايةً أو درايةً مما هو مجال علمي الحديث والفقه.
وإذا كان الاصطلاح قد أطلق السيرة على قصة حياة النبي صلى الله عليه وسلم بما فيها أقواله وأفعاله وإقراراته وأطلق السنة على هذه الثلاثة الأخيرة فقط كانت السنة إذن جزءا من السيرة لأن السيرة تضيف إلى (الأقوال والأفعال والإقرارات) الترتيب الزمني لها والسياق الوصفي العام الذي يجلي معانيها، ولا شك أن مقصد النبي صلى الله عليه وسلم بقوله عليكم بسنتي ليس (الأقوال والأفعال والإقرارات مجردة من ترتيبها الزمني ومن سياق ورودها) بل كل ذلك وهذا يدل على أن (السنة السيرة ) كما هو معناها لغة هو مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فالسنة أو السيرة هي السياق التاريخي الضروري لفهم القرآن فلا يمكن أن يفهم القرآن العظيم بدونها أبدا، فكيف تم إطلاق مصطلح قرآنيين على مخالفي أوامر القرآن أصلاً. ؟ فالقرآني الحقيقي هو من كان خلقه القرآن بأبي هو وأمي صل1 ومن تمسكوا بالقرآن واتبعوه من أصحابه الكرام لا من خالف القرآن جهارا نهارا ممن يصطادون في الماء العكر فيرتكبون أخطاء في الاستقراء حيث يأخذون الصحيح بذنب الواهي من الروايات وهم في ذلك يعبرون عن كسلهم وقصور باعهم وجهلهم وقلة حيائهم
فإن قال قائل إن الأشياء قد تسمى بأضدادها قلنا نعم قد يحصل مثل ذلك ولكن مع الحذر من تغير الدلالة فلا يتسع صدري أن أصف منكر السنن بالقرآني أبدا.
هذا وقد رأيت بعض الناس يطلق ما شاء من مصطلحات على من خالفه في فهم أو منهج ، ولا سيما أولئك المبالغون في تصديق الروايات معتمدين على ما قالته كتب الرجال عن أسماء الرواة فقط، وهؤلاء ليسوا من العلم في شيء وهم كانوا سببا في صرف كثير من الناس إلى مضادتهم ومضادة مقبول السنن معهم، وهذا أمر بابه واسع لا يتسع لتفصيل القول فيه المقام لكن ذكره لازم إنصافاً.
ولو تمسك الناس بما أجمع عليه الفقهاء وهو 14400 مسألة روتها كتب الفقه المقارن لكانوا تمسكوا بالسنة التي لا يجوز ردها فمن خرق الإجماع فقد شذ "وسار في الوعث إعراضا عن الجدد". لأن علماء الإسلام الكبار ولاسيما في القرن الثاني كانوا على علم وإحاطة بسياق الأخبار وبما كان مجتمعا عليه أمر الناس ، فالفقهاء أقرب إلى السنة من المحدثين والمحدثون أكثر إنفاقا للوقت مع (الأقوال والأفعال والإقرارات)، فالفرق في تركيز التفكير إذن ولا شك أن من ركز تفكيره على كل سنة النبي (أقواله وأفعاله وإقراراته في ترتيبها الزمني وسياقها من حياته ورسالته) أي إلى سيرته أقرب إلى سنته ممن ظن أن السنة هي مجرد الأقوال والأفعال والإقرارات بمفردها، وهذا ما حمل المحدثين أن يطلقوا مصطلح(سنن) على أخبارهم وليس هناك إلا سنة واحدة .

أما رواية أخبار عن النبي صل1 دون سياقها من سيرته ودون معرفة كيف فهمها العلماء الكبار والشروع في تطبيقها بعد أن دونت في الكتب وحفظت بحجة أنها سنة فهذا هو الجهل بعينه لسببين من بين أسباب أولهما أن من الأقول ما يقولها النبي بوصفه إماما أي حاكما فهذا سنة لمن كان إماما، حاكما أو واليا فقط، ولا يتضح هذا الأمر إلا بمعرفة كيف فهمها العلماء ولذلك يكون من تمسك بما أجمع عليه الفقهاء بمأمن من أن يكل نفسه إلى فهمه أو أن يضل من حيث يظن أنه يتبع السنة. والسبب الثاني أن الخبر دون سياق فاقد لحجيته ومعناه، وقد أتي الناس في دينهم من هذا الباب كثيرا، نسأل الله السلامة
هذا ونحن لا ننكر أن ما ارتكبه متبعو فرادى الفقهاء من التعبد بأقوالهم كان خطأ قاد إلى أن فقدوا فضيلة الاتباع واحتسابه عند الله تعالى.
وقصدي من استطرادي في التعليق دعوة الإخوة الذين تشغلهم هذه المسألة إلى تركيز التفكير فيها وفقا لهذه الأسيقة. لا أن من بين منكري السنة من يؤمل منه خير أو ممن رأيناه قارب المسألة مقاربة علمية. وتحذير بعض الإخوة ممن رأيتهم يتبعون خُطا المحدثين أن يضلوا بنبذ فقهاء القرن الثاني أو حتى أن يظنوا أن المحدثين أقرب إلى السنة من الفقهاء
والله أعلم
 
ماشاء الله كلامكم جميل ، حقيقة أنا معجبت في منتداكم و من فيه ، أجزل الله لكم العطاء
شيوخي أرجوكم بأن تدعو لي بالعلم والفَهم الحسن عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
 
شاع لدى الناس مصطلح قرآنيين على منكري السنة وهو أول ما نشأ في شبه القارة الهندية وما أرى أنه مصطلح موفق ، فالنسبة إلى القرآن وسام شرف لا يجوز إطلاقه على من خالف القرآن أصلا
بارك الله فيك يا دكتور عبدالرحمن . وأتفق معك في هذا تماما ، ولكنهم اختطفوا هذا الاسم للأسف وأصبح ينصرف الذهن إليهم عند إطلاقه ، وينبغي تصحيح هذا الخطأ ووصفهم بوصف يليق بحالهم مثل (منكرو السنة) أو نحو ذلك مما يطابق وصفهم .
 
بارك الله فيك يا دكتور عبدالرحمن . وأتفق معك في هذا تماما ، ولكنهم اختطفوا هذا الاسم للأسف وأصبح ينصرف الذهن إليهم عند إطلاقه ، وينبغي تصحيح هذا الخطأ ووصفهم بوصف يليق بحالهم مثل (منكرو السنة) أو نحو ذلك مما يطابق وصفهم .

بارك الله في الإخوة المشاركين الفضلاء .
أردت فقط أن أشير إلى أني وضعت كلمة"قرآنيين" بين مزدوجتين هكذا حتى لا يظن ظان أني أسميهم قرآنيين لأسباب ذكر الشيخ د.عبد الرحمن الصالح بعضا منها .
أما استطراد شيخنا الصالح فبعضه غير مسلم ؛ ولا نريد أن نخرج عن الموضوع الأصلى ؛ وهو أن هناك من يدعي أنه من المتمسكين بالقرآن الكريم ؛ متسلقا من خلال ذلك إلى التقليل أو التنقيص من شأن السنة النبوية مستدلا على ذلك بأدلة قد تنطلي على صغار طلبة العلم ؛ وقد ينخدع بها كثير من العوام ..
وأذكر شيخنا الشهري حفظه الله تعالى بأن الشيخ عبد الرحمن الوكيل لم يشر إلى "القرآنيين" - بين مزدوجتين - الإشارة التي نقلت وحدها ؛ بل خصص لهم صفحات متعددة من كتابه دعوة الحق ، وأظن أنه خصص لهم صفحات من بعض مقالاته في الهدي النبوي .
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
 
فالنسبة إلى القرآن وسام شرف لا يجوز إطلاقه على من خالف القرآن أصلا،

شكر الله لكم ..
وأضيف إلى زيادة على ما ذكره أخي الدكتور عبدالرحمن الشهري، فإن إطلاق بعض الأوصاف أحياناً يراد به النقيض، كما سمى السلف القدرية ، مع أنهم ينكرون القدر إما كلية أو بصورة جزئية ـ في تفاصيل معروفة في كتب العقائد ـ.
لذا ؛ فإن الاعتراض الذي ذكره الدكتور عبدالرحمن الصالح يخف، بناء على هذا الإيضاح، والله الموفق.
 
عودة
أعلى