بدر الدريس
New member
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك والصلاة والسلام على نبيك،
يقول محمود شاكر عن المستشرقين "كانوا لا يطبعون قط أي كتاب نشروه أكثر من خمسمئة نسخة -ولم تزل هذه سنتهم إلى يومنا هذا- توزع على مراكز الاستشراق"
وهذا يفسر لنا أمورًا كثيرة لعلكم توافقونني فيها :
لم يكن هدفهم نشر التراث ونشر العلم بين الناس (العرب) ولكن كانوا مشغولين باكتشاف هؤلاء العرب وتاريخهم ومن هم وكيف نقضي عليهم؟ ومن الوسائل : زيارة بلدانهم والتعرف عليهم عن قرب، والبحث في تراثهم -وهنا يدور الحديث-
والأمر ليس بالهين، يحتاج لجهود دول ومؤسسات وعمل دؤوب وعاجل أيضًا.
كانت المخطوطات تملأ خزائنهم ومؤسساتهم ومكتباتهم المتفرقة في دول أوروبا ، وكان عملهم في التحقيق أشبه ببحث ودراسة للكتاب (لأنهم يحتاجون ذلك) وينشر الكتاب معها، فتجد دراسة وافية للمؤلف وعصره ومقدمة عن الفن الذي أُلف فيه الكتاب وغير ذلك مما يحتاجونه لمعرفة سر هذا الكابوس (العرب) ، وبعد أن ينتهي أحدهم من دراسته تلك يقوم بإرسالها إلى صحبه في مختلف المؤسسات والهيئات والمكتبات فلا داعي للإكثار من النسخ المطبوعة تكفي مئتان أو ثلاثمئة وإذا بلغت الحمى فلا تتجاوز خمسمئة ، إذن لم تكن للبيع ولا للنشر كانت أداة من أدوات التعرف والسيطرة والاحتلال .
الأمر الآخر : كان الذي يقرأ الكتاب (المستشرقون) جهلة به وبالعلم الذي ألف فيه وبرجاله ومصطلحاته، فلزم المحقق أو الدارس لهذا الكتاب أن يعرّف بكل شيء يمر به فلا يدع علَمًا ولا بلدًا ولا اصطلاحًا ولا صغيرًا ولا كبيرًا لكي يفهم الأعاجم أكثر عن هؤلاء العرب المسلمين فيحكموا القبضة.
وهم أمة مادية دقيقة لدرجة الغباء فكان واجبًا عليه حتى لا يعرض نفسه للاتهام أن يثبت فروق النسخ في الهامش ولو كان "وعاد" و "ثم عاد" لئلا يعود عليه بالخيانة !
هذا شيء عنهم وعن طبيعة عملهم ولكن ..
لماذا اتبعنا سننهم ؟
إذا كان المحقق منهم يعرّف بالكوفة -مثلًا- في الهامش فلأن الأحمق الآخر لا يعلم ما هي الكوفة وربما لم تطرق مسامعه في حياته أكثر من خمس مرات ، فلماذا نأتي ونعرف بها ؟!!!
حتى المواضع المجهولة لنا، لماذا نعرف بها ومعجم البلدان لا تخلو منه مكتبة طالب علم في العشرين من عمره ؟!! وهؤلاء لا يهتمون في مكتباتهم الشخصية بتراثنا فاحتاجوا للتعريفات المملة
وقل مثل ذلك في الأعلام واصطلاحات العلوم وغيرها مما تمتلئ به حواشي المحققين ! (محققين) هزلت والله!
إذا كان المحقق منهم يقدم كتابه بدراسة عن المؤلف ومؤلفاته وشيوخه وطلابه ومولده وحياته ووفاته ، فلماذا نفعل ذلك وطلاب العلم الصغار بله الكبار لا تخلو مكتباتهم من كتب التراجم والرجال ؟ إذا كان القراء من العوام فلا بأس ولكن أيها المحققون الذي يقرأ طلبة علم .
أسأل الله لنا ولكم التوفيق هذا شيء مما يجول بخاطري أحببت مشاركتكم به ، اللهم صل وسلم على نبينا محمد
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك والصلاة والسلام على نبيك،
يقول محمود شاكر عن المستشرقين "كانوا لا يطبعون قط أي كتاب نشروه أكثر من خمسمئة نسخة -ولم تزل هذه سنتهم إلى يومنا هذا- توزع على مراكز الاستشراق"
وهذا يفسر لنا أمورًا كثيرة لعلكم توافقونني فيها :
لم يكن هدفهم نشر التراث ونشر العلم بين الناس (العرب) ولكن كانوا مشغولين باكتشاف هؤلاء العرب وتاريخهم ومن هم وكيف نقضي عليهم؟ ومن الوسائل : زيارة بلدانهم والتعرف عليهم عن قرب، والبحث في تراثهم -وهنا يدور الحديث-
والأمر ليس بالهين، يحتاج لجهود دول ومؤسسات وعمل دؤوب وعاجل أيضًا.
كانت المخطوطات تملأ خزائنهم ومؤسساتهم ومكتباتهم المتفرقة في دول أوروبا ، وكان عملهم في التحقيق أشبه ببحث ودراسة للكتاب (لأنهم يحتاجون ذلك) وينشر الكتاب معها، فتجد دراسة وافية للمؤلف وعصره ومقدمة عن الفن الذي أُلف فيه الكتاب وغير ذلك مما يحتاجونه لمعرفة سر هذا الكابوس (العرب) ، وبعد أن ينتهي أحدهم من دراسته تلك يقوم بإرسالها إلى صحبه في مختلف المؤسسات والهيئات والمكتبات فلا داعي للإكثار من النسخ المطبوعة تكفي مئتان أو ثلاثمئة وإذا بلغت الحمى فلا تتجاوز خمسمئة ، إذن لم تكن للبيع ولا للنشر كانت أداة من أدوات التعرف والسيطرة والاحتلال .
الأمر الآخر : كان الذي يقرأ الكتاب (المستشرقون) جهلة به وبالعلم الذي ألف فيه وبرجاله ومصطلحاته، فلزم المحقق أو الدارس لهذا الكتاب أن يعرّف بكل شيء يمر به فلا يدع علَمًا ولا بلدًا ولا اصطلاحًا ولا صغيرًا ولا كبيرًا لكي يفهم الأعاجم أكثر عن هؤلاء العرب المسلمين فيحكموا القبضة.
وهم أمة مادية دقيقة لدرجة الغباء فكان واجبًا عليه حتى لا يعرض نفسه للاتهام أن يثبت فروق النسخ في الهامش ولو كان "وعاد" و "ثم عاد" لئلا يعود عليه بالخيانة !
هذا شيء عنهم وعن طبيعة عملهم ولكن ..
لماذا اتبعنا سننهم ؟
إذا كان المحقق منهم يعرّف بالكوفة -مثلًا- في الهامش فلأن الأحمق الآخر لا يعلم ما هي الكوفة وربما لم تطرق مسامعه في حياته أكثر من خمس مرات ، فلماذا نأتي ونعرف بها ؟!!!
حتى المواضع المجهولة لنا، لماذا نعرف بها ومعجم البلدان لا تخلو منه مكتبة طالب علم في العشرين من عمره ؟!! وهؤلاء لا يهتمون في مكتباتهم الشخصية بتراثنا فاحتاجوا للتعريفات المملة
وقل مثل ذلك في الأعلام واصطلاحات العلوم وغيرها مما تمتلئ به حواشي المحققين ! (محققين) هزلت والله!
إذا كان المحقق منهم يقدم كتابه بدراسة عن المؤلف ومؤلفاته وشيوخه وطلابه ومولده وحياته ووفاته ، فلماذا نفعل ذلك وطلاب العلم الصغار بله الكبار لا تخلو مكتباتهم من كتب التراجم والرجال ؟ إذا كان القراء من العوام فلا بأس ولكن أيها المحققون الذي يقرأ طلبة علم .
أسأل الله لنا ولكم التوفيق هذا شيء مما يجول بخاطري أحببت مشاركتكم به ، اللهم صل وسلم على نبينا محمد