عن نشر المستشرقين للتراث

بدر الدريس

New member
إنضم
10/07/2013
المشاركات
7
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
العمر
39
الإقامة
المدينة
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك والصلاة والسلام على نبيك،
يقول محمود شاكر عن المستشرقين "كانوا لا يطبعون قط أي كتاب نشروه أكثر من خمسمئة نسخة -ولم تزل هذه سنتهم إلى يومنا هذا- توزع على مراكز الاستشراق"
وهذا يفسر لنا أمورًا كثيرة لعلكم توافقونني فيها :
لم يكن هدفهم نشر التراث ونشر العلم بين الناس (العرب) ولكن كانوا مشغولين باكتشاف هؤلاء العرب وتاريخهم ومن هم وكيف نقضي عليهم؟ ومن الوسائل : زيارة بلدانهم والتعرف عليهم عن قرب، والبحث في تراثهم -وهنا يدور الحديث-
والأمر ليس بالهين، يحتاج لجهود دول ومؤسسات وعمل دؤوب وعاجل أيضًا.
كانت المخطوطات تملأ خزائنهم ومؤسساتهم ومكتباتهم المتفرقة في دول أوروبا ، وكان عملهم في التحقيق أشبه ببحث ودراسة للكتاب (لأنهم يحتاجون ذلك) وينشر الكتاب معها، فتجد دراسة وافية للمؤلف وعصره ومقدمة عن الفن الذي أُلف فيه الكتاب وغير ذلك مما يحتاجونه لمعرفة سر هذا الكابوس (العرب) ، وبعد أن ينتهي أحدهم من دراسته تلك يقوم بإرسالها إلى صحبه في مختلف المؤسسات والهيئات والمكتبات فلا داعي للإكثار من النسخ المطبوعة تكفي مئتان أو ثلاثمئة وإذا بلغت الحمى فلا تتجاوز خمسمئة ، إذن لم تكن للبيع ولا للنشر كانت أداة من أدوات التعرف والسيطرة والاحتلال .

الأمر الآخر : كان الذي يقرأ الكتاب (المستشرقون) جهلة به وبالعلم الذي ألف فيه وبرجاله ومصطلحاته، فلزم المحقق أو الدارس لهذا الكتاب أن يعرّف بكل شيء يمر به فلا يدع علَمًا ولا بلدًا ولا اصطلاحًا ولا صغيرًا ولا كبيرًا لكي يفهم الأعاجم أكثر عن هؤلاء العرب المسلمين فيحكموا القبضة.
وهم أمة مادية دقيقة لدرجة الغباء فكان واجبًا عليه حتى لا يعرض نفسه للاتهام أن يثبت فروق النسخ في الهامش ولو كان "وعاد" و "ثم عاد" لئلا يعود عليه بالخيانة !

هذا شيء عنهم وعن طبيعة عملهم ولكن ..
لماذا اتبعنا سننهم ؟
إذا كان المحقق منهم يعرّف بالكوفة -مثلًا- في الهامش فلأن الأحمق الآخر لا يعلم ما هي الكوفة وربما لم تطرق مسامعه في حياته أكثر من خمس مرات ، فلماذا نأتي ونعرف بها ؟!!!
حتى المواضع المجهولة لنا، لماذا نعرف بها ومعجم البلدان لا تخلو منه مكتبة طالب علم في العشرين من عمره ؟!! وهؤلاء لا يهتمون في مكتباتهم الشخصية بتراثنا فاحتاجوا للتعريفات المملة
وقل مثل ذلك في الأعلام واصطلاحات العلوم وغيرها مما تمتلئ به حواشي المحققين ! (محققين) هزلت والله!

إذا كان المحقق منهم يقدم كتابه بدراسة عن المؤلف ومؤلفاته وشيوخه وطلابه ومولده وحياته ووفاته ، فلماذا نفعل ذلك وطلاب العلم الصغار بله الكبار لا تخلو مكتباتهم من كتب التراجم والرجال ؟ إذا كان القراء من العوام فلا بأس ولكن أيها المحققون الذي يقرأ طلبة علم .

أسأل الله لنا ولكم التوفيق هذا شيء مما يجول بخاطري أحببت مشاركتكم به ، اللهم صل وسلم على نبينا محمد
 
رد على : عن نشر المستشرقين للتراث

رد على : عن نشر المستشرقين للتراث

أود أن أكتب بعض سطور فحسب حول هذه المشاركة بالإشارة إلى بعض التفاصيل بغير التعمق فيها :

المشاركة أعلاه مرفوضة من أولها إلى آخرها .
قد نشر المستشرقون عددا لا يحصى من التراث الاسلامي قبل نشره عند العرب .
كذلك يقوم المستشرقون بنشر كتبا تراثية إلى يومنا هذا وبنسخ عددها محدودة . ويعود السبب في ذلك إلى عدة أمور يجهلها كاتب المشاركة جهلا تاما : تكاليف الطبع لهذه الكتب باللغة العربية عالية جدا في الغرب ، ويباع كتاب فيه نص محقق ما يزيد أحيانا على أكثر من ١٠٠ يورو لنسخة واحدة وهي غير مجلدة كما جرت العادة في التجليد عند العرب. وللمحقق حق للحصول على ما لا يزيد على ١٠ نسخ حسب الاتفاق ! وهذه الكتب المحققة لا توزع بين أصحاب المستشرقين والزملاء ، كما يزعم الكاتب ، بل هي يباع من طريق دور النشر . ونظرا إلى الأسعار الهائلة لا يشتري هذه الكتب إلا المعاهد والمكتبات العلمية الكبيرة المتخصصة في العلوم الاسلامية .
يعني : هذه الصيحة الكبيرة لصاحبها أعلاه لا أساس لها . أما الباقي ما كتبه فلا تعليق عليه لأسباب .
وبهذه المناسبة أود الإشارة إلى سرقة الكتب المحققة بين أصحاب المحققين العرب . وهذا الأمر المؤسف معروف ولا يحتاج إلى التفاصيل .
 
تعليق على الكلام التالي

تعليق على الكلام التالي

يقول صاحب هذه المشاركة أيضا :
إذا كان المحقق منهم يعرّف بالكوفة -مثلًا- في الهامش فلأن الأحمق الآخر لا يعلم ما هي الكوفة وربما لم تطرق مسامعه في حياته أكثر من خمس مرات ، فلماذا نأتي ونعرف بها ؟!!!
حتى المواضع المجهولة لنا، لماذا نعرف بها ومعجم البلدان لا تخلو منه مكتبة طالب علم في العشرين من عمره ؟!! وهؤلاء لا يهتمون في مكتباتهم الشخصية بتراثنا فاحتاجوا للتعريفات المملة
وقل مثل ذلك في الأعلام واصطلاحات العلوم وغيرها مما تمتلئ به حواشي المحققين ! (محققين) هزلت والله!
أقول وأضرب مثلا لمعاملة النصوص لدى الدكتور يحيى وهيب الجبوري في إخراجه كتاب المحن لأبي العرب التميمي (دار الغرب الاسلامي ، ١٩٨٨ ، الطبعة الثانية) وله علاقة بما جاء على لسان صاحب هذه المشاركة.
ص ٢٨٠ : جاء ذكر إبراهيم بن أبي سمحان قاضي مدينة قَسْطِيليّة بإحالة المحقق المذكور في الحاشية رقم ٤ : ... مدينة بالأندلس .
ص ٤٦٨ : جاء ذكر محنة محمد بن عبد الله بن الفرج (وكان على قضاء قسطيلية وما والاها ، فأّتي به مخشَّبا .... إلخ ) بإحالة المحقق في الحاشية رقم ١ : مدينة بالأندلس وهي حاضرة نحو كورة البيرة كثيرة الأشجار متدفقة تشبه دمشق (ياقوت : قسطيلية) .

نعم! هكذا ! لا بأس بذكر المصادر مثل ياقوت ومعجمه ، غير أنّ المحقق المستنير وقع في خطأ لا عذْر له . قسطيلية المذكورة عند أبي العرب تقع في جنوب تونس وهي المنطقة الحارة ذات جفاف ، بلا أشجار وأنهار ما عدا مدينة توزور بواحاتها في الشط الجريد ! وكيف أتي بهذا القاضي مخشبا (أي مصلوبا على خشبة) من الأندلس إلى القيروان ؟
نعم ، ذكر الأماكن في إخراج النصوص من الأولويات .... إن كان صحيحا !

ملخص القول : إنّ هذه المشاركة مهجورة ومرغوب عنها من جميع النواحي .

 
عودة
أعلى