عن معنى قوله تعالى كذلك وأورثناها بني اسرائيل

إنضم
21/05/2011
المشاركات
5
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
أرجو من المشايخ الفضلاء بيان معنى هذه الاية الكريمة في سورة الشعراء : {كذلك و أورثناها بني اسرائيل }. أي أرض مصر بعد ما ذكر فرعون و هلاكه ، مع أنه لا يعرف أنهم استوطنو مصر بعد ذلك ؟، مع العلم أن الشيخ صالح المغامسي قال عن هذه الأية : هذه الأية من القرءان الذي لم أفهمة . وجزاكم الله خيرا وبارك فيكم
 
هناك الكثير من الأمور المطوية في قصص بني إسرائيل فهناك إشارات كثيرة وقوية تدل على أنهم سكنوا مصر بعد هلاك فرعون وجنوده ومنها هذه الآية ، وقوله تعالى في سورة الإسراء:
(وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا )(104)
وقوله تعالى في سورة الدخان:
(كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (25) وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (26)وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ (27) كَذَٰلِكَ ۖ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ (28))
وقد بينت آية سورة الشعراء المقصود بالقوم الآخرين
وكذلك قوله تعالى في سورة البقرة :
(وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَنْ نَصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا ۖ قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ۚ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ ۗ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ۗ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۗ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ )(61)
هذا والله أعلم
 
قال بن كثير رحمه الله تعالى:
"وقوله : ( فأراد أن يستفزهم من الأرض ) أي يخليهم منها ويزيلهم عنها ( فأغرقناه ومن معه جميعا وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض ) وفي هذا بشارة لمحمد صلى الله عليه وسلم بفتح مكة مع أن السورة نزلت قبل الهجرة ، وكذلك وقع ؛ فإن أهل مكة هموا بإخراج الرسول منها ، كما قال تعالى : ( وإن كادوا ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها وإذا لا يلبثون خلافك إلا قليلا سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا ولا تجد لسنتنا تحويلا ) [ الإسراء : 76 ، 77 ] ؛ ولهذا أورث الله رسوله مكة ، فدخلها عنوة على أشهر القولين ، وقهر أهلها ، ثم أطلقهم حلما وكرما ، كما أورث الله القوم الذين كانوا يستضعفون من بني إسرائيل مشارق الأرض ومغاربها ، وأورثهم بلاد فرعون وأموالهم وزروعهم وثمارهم وكنوزهم ، كما قال : ( كذلك وأورثناها بني إسرائيل ) [ الشعراء : 59 ] وقال هاهنا ( وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا ) أي : جميعكم أنتم وعدوكم ."

وقال الرازي رحمه الله :
"(ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله ) ( فاطر : 43 ) أراد فرعون أن يخرج موسى من أرض مصر لتخلص له تلك البلاد ، والله تعالى أهلك فرعون وجعل ملك مصر خالصة لموسى ولقومه ، وقال لبني إسرائيل : اسكنوا الأرض خالصة لكم خالية من عدوكم قال تعالى : ( فإذا جاء وعد الآخرة ) يريد القيامة ( جئنا بكم لفيفا ) من ههنا وههنا ، واللفيف الجمع العظيم من أخلاط شتى من الشريف والدنيء والمطيع والعاصي والقوي والضعيف ، وكل شيء خلطته بشيء آخر فقد لففته."
 
عودة
أعلى