عن قول الله جل وعلا (فقد جاؤوا ظلما وزورا)

إنضم
07/07/2010
المشاركات
207
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
بالمدينة المنورة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فهذه أولى مشاركاتي في هذا الملتقى المبارك وفقنا الله وإياكم إلى كل خير وأدعو الله أن لا تكون الأخيرة
ومشاركتي هي عن قول الله جل وعلا[FONT=QCF_BSML] ﭽ [/FONT][FONT=QCF_P360]ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ[/FONT][FONT=QCF_P360]ﭴ[/FONT][FONT=QCF_P360] ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ [/FONT][FONT=QCF_BSML]ﭼ[/FONT]الفرقان: ٤
س/هل قوله جل وعلا (فقد جاؤوا ظلما وزورا) رد من الله على المشركين أم هو تتمة لكلام المشركين فيكون معنى الآية والله أعلم فقد جاء محمدصل1 ومن أعانه ظلما وزورا؟
س/هل ورد عن أحد من الصحابة أو التابعين أنه فسر قوله جل وعلا (فقد جاؤوا ظلما وزورا) أنها رد من الله على المشركين حيث أني لم أجد ذلك في كتب التفسير بالمأثور؟
 
تنبيه: للآية التي حصل خطأ في كتابتها والآية هي(وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك افتراه وأعانه عليه قوم آخرون فقد جاؤوا ظلما وزورا)
 
نظرا لأني لم أجد من ذكر جوابا لسؤالي في المشاركة السابقة فسأذكر ما ظهر لي من الجواب لعلني أصيب عين الحق فيه والله الهادي إلى الصراط المستقيم
فجوابي هو: أن قول الله (فقد جاؤوا ظلما وزورا) أنه تتمة لكلام المشركين وليس ردا من الله عليهم ودليل ذلك مايلي:
- أن رد الله على قولهم هو قوله( قل أنزله الذي يعلم السر في السموات والأرض )
- ليس من عادة القرآن أن يجيب بجوابين على قضية واحدة كما في قوله( سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم ) فرد الله على كلا القولين بقوله(رجما بالغيب)
- لم يرد والله أعلم عن أحد من الصحابة أنه فسرها بأنها رد من الله على المشركين
وعليه فالتفسير الأقرب لقوله جل وعلا(فقد جاؤوا ظلما وزورا) أنه تتمة لكلام المشركين والمعنى فقد جاء محمد صل1 ومن أعانه ظلما وزورا

وقد وجدت في المصحف المطبوع في مجمع الملك فهد أن المشرفين على طباعته وضعوا علامة جواز الوقف على قوله جل وعلا( وأعانه عليه قوم ءاخرون) بناء على التفسير المشهور والأقرب والله أعلم عدم وضعها.

هذا ماظهر لي ومن لديه التعقيب فذاك ما أسعى إليه
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
هل ما ذكر صحيح ؟
بورك فيكم
والسلام
لا، ليس بصحيح لأنه خلاف مقتضى السياق ، فالحكم بأنها ظلم وزور هو حكم الله تعالى على هذه المقالة الجائرة ولا أعلم خلاف ذلك عن أحد من المفسرين.
وممن ذكر هذا التقرير من الأئمة ابن جرير والبغوي وابن تيمية في الجواب الصحيح وابن كثير والشنقيطي وابن عاشور .
ثم ذكر الله عز وجل مقالة أخرى لهم بعد ذلك في قوله: {وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا } ورد عليها بقوله: {قل أنزله الذي يعلم السر في السموات والأرض إنه كان حليماً غفورا }

وقولك: ( ليس من عادة القرآن أن يجيب بجوابين على قضية واحدة ) ليس بصحيح .
ومثل هذه الإطلاقات الكبيرة يجب علينا التحرز منها ، ولا يقدم عليها طالب العلم إلا أن يكون ناقلاً لكلام إمام من الأئمة المعتبرين أو يكون كلامه مبنياً على استقراء صحيح بعد تأهل وخبرة وحسن معرفة لئلا يقع في القول على الله بلا علم .
وهذا الإطلاق تنقضه أمثلة بينة في القرآن الكريم:
- منها قوله تعالى: { وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنْظَرُونَ (8) وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ (9) } والآيات التي تليها كلها تلقين من الله لنبيه صلى الله عليه وسلم في جواب اعتراضاتهم بما يقتلع أصولها ويبطل فروعها.
- وكذلك قوله تعالى: {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آَيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (37) وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (39) قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (40) بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ (41) }
فذكر أنواعاً من الأجوبة على هذه المطالبة من المشركين المعاندين.
- وكذلك قوله تعالى: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (88) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89) تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (91) وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا (92) إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94) وَكُلُّهُمْ آَتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا (95) }
- وكذلك قوله تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (74) مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآَيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (75) قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (76) }
وانظر هنا لبيان ما تضمنته هذه الآيات من أنواع الأجوبة على هذه القضية .

وفقك الله .
 
أنت تعلم أخي الكريم أن ما نقل عن الصحابة رضي الله عنهم في التفسير ليس كثيرا مقارنة بما نقل عن التابعين، وكثير من الآيات لم ينقل فيها عن الصحابة شيء، أقول هذا كقاعدة عامة ولم أتتبع هل نقل عنهم بخصوص هذه الآية شيء.
 
ويضاف أيضا،،،،
يرد على التفسير المشهور للآية اعتراضان:
- أن فيه انتقالا لجهة الكلام من قائل إلى قائل دون إشارة في النص ذاته.
- لمَ تكفل الله جل وعلا بالرد على المقولة الأولى وأمر نبيه بالرد على المقولة الثانية؟
مع أن المقولتين منبعهما واحد ومصبهما واحد.
وشكر الله لكم.
 
ويضاف أيضا ،،،
وجدت عند صاحب البحر المحيط كلا القولين في الآية:
{والظاهر أن الضمير في (فَقَدْ جاؤُوا) عائد على الَّذِينَ كَفَرُوا
وقيل : الضمير عائد على قوم آخرين وهو من كلام الكفار} انتهى.
والله أعلم.
 
لا أعرف عن أحد من الصحابة نصاً على هذه المسألة ، وهي ظاهرة يُسار فيها على ما يقتضيه ظاهر السياق، كما صرح أبو حيان أن هذا هو الظاهر، ويفهم من قوله أن القول الآخر خلاف الظاهر ، وما كان خلاف الظاهر فإنه لا يقبل إلا بدليل يرجحه.
وهذا القول الذي ذكره ابن حيان بصيغة التمريض والبناء لما لم يسمَّ فاعله قد يكون احتمالاً إعرابياً ذكره بعض النحاة ، فإني لا أعرفه عن أحد من المفسرين المعروفين مع حرصي على تقصي الأقوال في التفسير، والنحاة ربما توسعوا في الاحتمالات الإعرابية، والقاعدة فيما يحتمله الإعراب أنه محكوم عليه بقواعد التفسير وأصوله ، وليس كل ما يحتمله الإعراب يكون مقبولاً كما أنه ليس كل ما يحتمله اللفظ من المعاني اللغوية يفسر به كلام الله عز وجل.
والقاعدة أيضاً أن المجاهيل لا يعتد بهم في الخلاف والإجماع.
وإذا جرى اتفاق المفسرين على قول من غير نكير ولا مخالفة لدليل هو أرجح منه فهو إجماع معتبر تلزم به الحجة.

وها أنا أسوق لك عبارات المفسرين ممن وجدته نص على هذه المسألة فتأمل أقوالهم جيداً وتعرف على ما أودعوه من لطائف الإشارات
قال الدارمي في الرد على الجهمية: (فكذَّبَ الله عز وجلَّ قولَهم وأبطل دعواهم فقال تعالى: {فقد جآؤوا ظلما وزورا}).
وقال ابن جرير في تفسيره: (وقوله:( فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا ) يقول تعالى ذكره: فقد أتى قائلو هذه المقالة، يعني الذين قالوا:( إِنْ هَذَا إِلا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ ) ظلما، يعني بالظلم نسبتهم كلام الله وتنزيله إلى أنه إفك افتراه محمد صلى الله عليه وسلم، وقد بيَّنا فيما مضى.
أن معنى الظلم: وضع الشيء في غير موضعه، فكان ظلم قائلي هذه المقالة القرآن بقيلهم هذا وصفهم إياه بغير صفته، والزور: أصله تحسين الباطل. فتأويل الكلام: فقد أتى هؤلاء، القوم في قيلهم( إِنْ هَذَا إِلا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ ) كذبا محضا.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، وحدثني القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جُرَيج، عن مجاهد( فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا ) قال: كذبًا).
- ولم يذكر قولاً غيره، ونسب هذا القول إلى أهل التأويل.
- وفي تفسير ابن أبي حاتم عن مجاهد نحو ما قال.
وقال الثعلبي: (قال الله سبحانه وتعالى: {فقد جاؤوا} يعني قائلي هذه المقالة {ظلماً وزوراً} بنسبتهم كلام الله سبحانه إلى الإفك والافتراء).
وقال الواحدي في الوجيز: ({ فقد جاؤوا } بهذا القول { ظلما وزورا } كذبا ).
وقال البغوي: (قال الله تعالى: { فَقَدْ جَاءُوا } يعني قائلي هذه المقالة، { ظُلْمًا وَزُورًا } أي: بظلم وزور. فلما حذف الباء انتصب، يعني جاؤوا شركًا وكذبًا بنسبتهم كلام الله تعالى إلى الإفك والافتراء).
وقال الرازي: (ولما حكى عنهم قوله : { إِنْ هذا إِلاَّ إِفْكٌ افتراه وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوم آخَرُون } سماهم كاذبين بقوله : { فَقَدْ جَاءوا ظُلْماً وَزُوراً })
وقال أيضاً: (واعلم أن الله تعالى أجاب عن هذه الشبهة بقوله : {فَقَدْ جَآءُو ظُلْمًا وَزُورًا} وفيه أبحاث :
الأول : أن هذا القدر إنما يكفي جواباً عن الشبهة المذكورة ، لأنه قد علم كل عاقل أنه عليه السلام تحداهم بالقرآن وهم النهاية في الفصاحة ، وقد بلغوا في الحرص على إبطال أمره كل غاية ، حتى أخرجهم ذلك إلى ما وصفوه به في هذه الآيات ، فلو أمكنهم أن يعارضوه لفعلوا ، ولكان ذلك أقرب إلى أن يبلغوا مرادهم فيه مما أوردوه في هذه الآية وغيرها ، ولو استعان محمد عليه السلام في ذلك بغيره لأمكنهم أيضاً أن يستعينوا بغيرهم ، لأن محمداً صلى الله عليه وسلّم كأولئك المنكرين في معرفة اللغة وفي المكنة من الاستعانة ، فلما لم يفعلوا ذلك والحالة هذه علم أن القرآن قد بلغ النهاية في الفصاحة وانتهى إلى حد الإعجاز ، ولما تقدمت هذه الدلالة مرات وكرات في القرآن وظهر بسببها سقوط هذا السؤال ، ظهر أن إعادة هذا السؤال بعد تقدم هذه الأدلة الواضحة لا يكون إلا للتمادي في الجهل والعناد ، فلذلك اكتفى الله في الجواب بقوله : {فَقَدْ جَآءُو ظُلْمًا وَزُورًا} ).
وقال الخازن: (قال الله تعالى { فقد جاؤوا } يعني قائلي هذه المقالة { ظلماً وزوراً } أي بظلم وزور ، وهو تسميتهم كلام الله بالإفك والافتراء).
وقال ابن تيمية في الجواب الصحيح: (فبين سبحانه أن قول هذا من الكذب الظاهر المعلوم لأعدائه فضلا عن أوليائه فإنهم يعلمون أنه ليس عنده أحد يعينه على ذلك، وليس في قومه ولا في بلده من يحسن ذلك ليعينه عليه فلهذا قال تعالى: {فقد جاءوا ظلما وزورا}
فإن جميع أهل بلده وقومه المعادين له يعلمون أن هذا ظلم له وزور ولهذا لم يقل هذا أحد من عقلائهم المعروفين).
وقال ابن جزيء الكلبي: ({ فَقَدْ جَآءُوا ظُلْماً وَزُوراً } أي ظلموا النبي صلى الله عليه وسلم فيما نسبوا إليه وكذبوا في ذلك عليه).
وقال ابن كثير: (يقول تعالى مخبرًا عن سخافة عقول الجهلة من الكفار، في قولهم عن القرآن: { إِنْ هَذَا إِلا إِفْكٌ } : أي: كذب ، { افْتَرَاهُ } يعنون النبي صلى الله عليه وسلم، { وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ } أي: واستعان على جمعه بقوم آخرين. قال الله تعالى: { فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا } أي: فقد افتروا هم قولا باطلا هم يعلمون أنه باطل، ويعرفون كذب أنفسهم فيما يزعمون).
وقال الخطيب الشربيني: (فردّ الله تعالى عليهم بقوله تعالى: {فقد جاؤوا} أي: قائلوا هذه المقالة {ظلماً} وهو جعل الكلام المعجز إفكاً مختلقاً متلقفاً من اليهود، وجعلوا العربي يتلقن من العجمي الرومي كلاماً عربياً أعجز بفصاحته جميع فصحاء العرب {وزوراً} أي: بهتوه بنسبة ما هو بريء منه إليه).
وقال أبو السعود: (في قوله تعالى : { فَقَدْ جَاءوا ظُلْماً وَزُوراً } بعد قوله تعالى : { وَقَالَ الذين كَفَرُواْ إِنْ هذا إِلاَّ إِفْكٌ افتراه وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ ءاخَرُونَ } فإن ما جاءوه أي فعلوه من الظلم والزور عينُ قولِهم المَحْكِيّ ، لكنه لما كان مغايراً له مفهوماً وأشنَعَ منه حالاً رُتِّبَ عليه بالفاء ترتيبَ اللازم على الملزوم تهويلاً لأمره).
وقال الشوكاني: (ثم رد الله سبحانه عليهم فقال : { فقد جاؤوا ظلما وزورا } أي فقد قالوا ظلما هائلا عظيما وكذبا ظاهرا).
وقال ابن عاشور: (وفرع على حكاية قولهم هذا ظهور أنهم ارتكبوا بقولهم ظلما وزورا لأنهم حين قالوا ذلك ظهر أن قولهم زور وظلم لأنه اختلاق واعتداء).
وقال الشنقيطي: (فَقَدْ جَاءُوا ظُلْماً وَزُوراً} فصرح بأن قولهم هذا من الظلم والزور).
 
ويضاف أيضا،،،، يرد على التفسير المشهور للآية اعتراضان:
- أن فيه انتقالا لجهة الكلام من قائل إلى قائل دون إشارة في النص ذاته.
- لمَ تكفل الله جل وعلا بالرد على المقولة الأولى وأمر نبيه بالرد على المقولة الثانية؟
مع أن المقولتين منبعهما واحد ومصبهما واحد.
وشكر الله لكم.
يا أخ عبد العزيز أوردت كلام بعض علماء التفسير وكلامهم معروف مبثوث،،،
وفي الحقيقة طريقة الردود الانتقائية ليست - حسب فهمي - طريقة علمية،،،
فإما أن تجيب عن جميع الاعتراضات أو أن تتركها جميعها
حيث أنك لم تعرج على الاعتراضين السابقين وذهبت تورد احتمالات على كلام أبي حيان لا دليل عليها!!!
وقاعدة: المجاهيل لا يعتد بهم في الخلاف والإجماع
أظن أن هذه القاعدة تشملني أيضاً فلا حاجة إذن للنقاش
عفى الله عنا جميعا
والسلام عليكم.
 
ويضاف أيضا،،،
لو كان التفسير المشهور للآية هو المراد
لكان الإظهار أولى من الإضمار في قوله(فقد جاءوا)
أي:لكانت الآية فقد جاء الذين كفروا ظلما وزورا
وأيضا قاعدة: عود الضمير على أقرب مذكور واردة هنا فأقرب مذكور هو قوله (قوم آخرون)
والله أعلم بمراد كلامه.,
 
غفر الله لك.
وأنا لم أرد إلا إجابة سؤالك وتوضيح المسألة لطلاب العلم بعدما رأيت تكرر المطالبة بالجواب؛ فإن فهمت من إجابتي إساءة لك فأنا أعتذر إليك أني لم أتلطف في العبارة كما ينبغي.
 
شكر الله لك
وأعتذر عن سوء الفهم الذي حصل
ومازالت مسألتنا غير محسومة
فكيف يتم إذن حسمها؟
هل الراجح قول جماهير علماء التفسير أو القول الثاني؟
وجزاكم الله خيرا.
 
التعديل الأخير:
عودة
أعلى