بسم اللهِ، والحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أمّا بعد:
فإنّي قد بحثتُ قبل مدّة في إعراب قوله تعالى: {للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم} ورجعت في ذلك لعشرات المصادر والمراجع، ورجّحتُ أن يكون قوله: (للفقراء) بدل من ذي القربي وما بعده: {ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل}.
مُعتمدة في ذلك على قواعد الترجيح في الإعراب؛ فالأعاريب الأخرى فيها القول بالحذف والتقدير وذلك خلاف الأصل.
واليوم كنت أتصفح كتاب (قواعد التفسير) فلمحته متحدثا عن هذه الآية، فاستبشرتُ خيراً، طمعاً في أن أرى القول الذي يراه صواباً في إعراب الآية ومؤلفه هو هو في علمه ومكانته عندي، ولكني لم أجده يشير إلى الإعراب الصحيح، بل اكتفى بالقول بأنّ الذين جعلوا (للفقراء) بدلاً من (ذي القربي) هم من المتعصبين !!
سبحان الله ! وهل كل الذين رجحوا هذا الإعراب من الحنفية الذين يشترطون الفقر في ذي القربى حتى يتعصبوا لمذهبهم ؟!
بل كثير منهم ليسوا من الحنفية أصلاً، وأنا عندما رجحت هذا القول فإن ذلك لم يكن انطلاقا من رأي فقهي فضلاً عن أن أتعصب له، لاسيما والفيء باب الاجتهاد فيه مفتوح؛ فليس هو كالزكاة والغنائم.
ثم إني أحببتُ أن أرى رأي المؤلف وتوجيهه لأغيّر ما رجحته سابقاً إن تبيّن لي أنه خلاف الصواب، فلو كنتُ من أهل البدع أو المتعصبين لمَا تمنيتُ ذلك ولتمسكتُ برأيي.
فإني أدعو كلَّ مَن لديه أي فائدة في هذه المسألة أن يدلي بدلوه لعلنا نهتدي للصواب، وأدعو الشيخ المؤلف إن كان مشتركا هنا ويرى كلامي أن يبيّن لنا الإعراب الراجح عنده وسبب الترجيح مشكورًا.
وحقٌ عليّ أن أوافق الصواب، وإنما رجحتُ ما رجحته سابقاً لأني رأيته الأقوى ولم أجد أقوى منه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معلومات أساسية:
* الشافعي يرى أن الفقر ليس شرطاً في ذي القربى، وتقدير الآية: اعجبوا للفقراء.
* قال ببدلية (للفقراء) من (لذي القربى) وما بعده = عدد كبير من العلماء والمعربين المعاصرين: منهم: النحاس، أبو البقاء، فخر الدين الرازي، الزمخشري، البيضاوي، السمين الحلبي، أبو السعود، ابن عاشور، محمود صافي، أحمد الخراط ...وغيرهم.
فإنّي قد بحثتُ قبل مدّة في إعراب قوله تعالى: {للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم} ورجعت في ذلك لعشرات المصادر والمراجع، ورجّحتُ أن يكون قوله: (للفقراء) بدل من ذي القربي وما بعده: {ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل}.
مُعتمدة في ذلك على قواعد الترجيح في الإعراب؛ فالأعاريب الأخرى فيها القول بالحذف والتقدير وذلك خلاف الأصل.
واليوم كنت أتصفح كتاب (قواعد التفسير) فلمحته متحدثا عن هذه الآية، فاستبشرتُ خيراً، طمعاً في أن أرى القول الذي يراه صواباً في إعراب الآية ومؤلفه هو هو في علمه ومكانته عندي، ولكني لم أجده يشير إلى الإعراب الصحيح، بل اكتفى بالقول بأنّ الذين جعلوا (للفقراء) بدلاً من (ذي القربي) هم من المتعصبين !!
سبحان الله ! وهل كل الذين رجحوا هذا الإعراب من الحنفية الذين يشترطون الفقر في ذي القربى حتى يتعصبوا لمذهبهم ؟!
بل كثير منهم ليسوا من الحنفية أصلاً، وأنا عندما رجحت هذا القول فإن ذلك لم يكن انطلاقا من رأي فقهي فضلاً عن أن أتعصب له، لاسيما والفيء باب الاجتهاد فيه مفتوح؛ فليس هو كالزكاة والغنائم.
ثم إني أحببتُ أن أرى رأي المؤلف وتوجيهه لأغيّر ما رجحته سابقاً إن تبيّن لي أنه خلاف الصواب، فلو كنتُ من أهل البدع أو المتعصبين لمَا تمنيتُ ذلك ولتمسكتُ برأيي.
فإني أدعو كلَّ مَن لديه أي فائدة في هذه المسألة أن يدلي بدلوه لعلنا نهتدي للصواب، وأدعو الشيخ المؤلف إن كان مشتركا هنا ويرى كلامي أن يبيّن لنا الإعراب الراجح عنده وسبب الترجيح مشكورًا.
وحقٌ عليّ أن أوافق الصواب، وإنما رجحتُ ما رجحته سابقاً لأني رأيته الأقوى ولم أجد أقوى منه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معلومات أساسية:
* الشافعي يرى أن الفقر ليس شرطاً في ذي القربى، وتقدير الآية: اعجبوا للفقراء.
* قال ببدلية (للفقراء) من (لذي القربى) وما بعده = عدد كبير من العلماء والمعربين المعاصرين: منهم: النحاس، أبو البقاء، فخر الدين الرازي، الزمخشري، البيضاوي، السمين الحلبي، أبو السعود، ابن عاشور، محمود صافي، أحمد الخراط ...وغيرهم.