عن التدبّر --باختصار--

إنضم
10/04/2011
المشاركات
129
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
بسم الله الرحمن الرحيم
تعريف التدبر : هو الفهم لِما يُتلى في القرآن مع حضور القلب وخشوع الجوارح للعملِ بِمُقتَضــاه.
لماذا نتدبّر ؟
*للعمل بكلام الله تعالى . *حلّ لكثير من الإشكالات المُواجِهة. *العلم بمـــراد الله تعالى .
كيف كان تدبُّر رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
*التكرار. *التسبيح. *الإجابة عن استفهامات القرآن الكريم .. وغيرها.
أركان التدبّر :
1/معرفة الألفاظ وما يُرادُ بها , مثل قوله تعالى : ( تتخذون منه سكراً ), معنى تتخذون في الآية : تعصرون , وفي الآية الأخرى : (تتخذون ايمانكم دخلاً): تجعلون.
2/تأمُّل ما تدلّ عليه الآية ممّا يُفهَم من السّياق أو تركيب الجُمَل , مثل قوله تعالى : (لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد) , بيان أكبر نعيم في الجنة وهو رضا الله تبارك وتعالى والنظر إلى وجهه الكريم.
3/اعتبار العقل بحجج هذا الكتاب العظيم , وتَحرُّك القلب ببشائره وزواجره , قال الحسن البصري -رحمه الله-: (يا ابن آدم كيف يرقُّ قلبُك وإنّما همّتُكَ في آخِر السُورة).
4/اليقين بأخباره والخضوع لتعاليــمه.
ما الأساليب المـــانعة من تدبّر كلام الله تعالى ؟
منها:أمراض القلوب والإصرار على الذنوب , انشغال القلب وشرود الذهن , قصر الخشوع على أحوال وآيات معينة , ترك التدبّر تورّعاً عن القول على الله بغير علم , قصر الهمّة على كثرة القراءة فقط , قصر معاني الآيات على قومٍ مضوا أو أحوال خاصّة قد انتهت , الانشغال بالمُبهمات , النّظر في القرآن من خلال مفهومات قاصرة..
كيفية التدبّر :
وذلك أن نقرأ كقراءة نبيّنا صلوات الله وسلامه عليه :
بالتأثر بها والتفاعل معها , وبالتسبيح والذكر , وبالدعاء , وباستحضار الحزن والبكاء عند القراءة , والاجابة على استفهامات القرآن , وبالقياس والمُقارنة..
فائدة:كانت قراءة الفُضيل بن عياض -رحمه الله- قراءة حزيــــــــــــــنة شهيّـــــــــــــة مُسترسِلــــة كأنّه يُخاطب إنساناً.
ركائز فهم القرآن الكريم:
هما ركيزتان : 1/أن تعلم علماً يقينياً بعظمة القرآن الكريم . قال أحد السلف : (إنّ من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم تبارك وتعالى , فكانوا يتدبّرونها في الليل ويفقدونها في النهار), وسُئل الإمام مالك -رحمه الله- عن مسألة فقال : لا أدري, فقيل له : مسألة خفيفة سهلة , فغضِب وقال : ليس في العلم شيء خفيف , ألم تسمع قوله تعالى : ( إنّا سنُلقي عليك قولاً ثقيلاً ) , فكانوا يأمرون بأخذ القرآن كما أُنزِل بالتدريج وذلك لعدة أمور منها :
*لأنّ أخذَه دفعة واحدة لا يُستطاع أبداً لعِظَم القرآن وثقله.
*لأنّ أخذه كما نزل يثبّت الفؤاد كما في الآية ( كذلك لنُثبِّتَ بِهِ فُؤادَك ).
*لأنّ أخذه مُتدرّجاً يوطّن النفسَ على القبول لِما يأتي بعد الآية الأولى من الشرائع.
2/الركيزة الثانية : القلــــــــــــــب , قال ابن مسعود -رضي الله عنه- : إنّ القلوبَ أوعية , فأشغلوها بالقرآن ولا تُشغلوها بغيره .
وقال مالك بن دينار-رحمه الله- : يأهل القرآن ما زرع القرآن في قلوبكم ؟ فإن القرآن غيث القلب كما أنّ المطر غيث الأرض.
قال ابن القيّم -رحمه الله-في نونيته: للقلب سرٌّ ليس يعرِفُ قدرَهُ إلّا الذي آتــــــــــــــاه للإنسانِ
مهارات التدبر :
*التفـــــــــــكُّر والنّظر والاعتبار .
*التأثّر والخشوع.
*الاستجابة والخضوع.
*استخراج الحِكَم والمواعِظ.
*الاستعانة بكتب التفسير.
والله الموفّق الهادي للصواب..
 
عودة
أعلى