عزام عز الدين
New member
- إنضم
- 22/02/2006
- المشاركات
- 65
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 6
أدعياء التجديد الديني
منقول من جريدة العرب القطرية
أحمد خيري العمري *
عندما تقرأ لبعض أدعياء التجديد الديني فإنك تشعر بحنين جارف للشيخ التقليدي بسحنته الغاضبة والمتجهمة وصراخه العالي على المنبر حتى لو كنت تضيق ذرعا به..
يحدث هذا على الأقل معي، إني أشعر بالتعاطف مع التقليديين والتقليديين جدا رغم كثرة مؤاخذتي على ما يطرحونه عندما أقارنه بما يطرحه أدعياء التجديد هؤلاء، وإذا كان هذا يحدث معي، فإنه ولابد يحدث ومن باب أولى مع من لا يمتلك موقفا سلبيا من المؤسسة الدينية التقليدية، وهذا هو المنجز الأهم لمدعي التجديد وأدعيائه حتى الآن، لقد نجحوا نجاحا باهرا في شيء واحد على الأقل حتى الآن: في زيادة رصيد أعداء التجديد من التقليديين وإعطائهم مزيدا من دعم الجماهير لهم ولطروحاتهم.
ولست واثقا من أن هذا سيهم أدعياء التجديد، فقد حصلوا في خضم ذلك -بعضهم على الأقل- على الشهرة.. وبعضهم حصل على الشهرة والمال معها، وبعضهم حصل على سفرات غامضة إلى جامعات غربية هنا وهناك، وحاضر عن (إسلام آخر) غير الذي نعرفه وغير الذي يعرفه الغربيون أيضا، لكنه إسلام يتوافق مع ما يريد الغربيون أن يسمعوه، ويصب هذا كله في صالح «نظرية المؤامرة» العتيدة التي يرد بها التقليديون أصلا على كل من يجرؤ على مخالفتهم، وبشكل آلي.
وفي أسوأ الأحوال وحتى إن لم يحصل هؤلاء على شيء من هذا كله فإن بإمكانهم التباكي على كونهم قد سبقوا زمانهم، وبأن الواحد منهم يعد «فولتير العرب» الذي تحاربه «كنيسة» المسلمين كما تصرح بالفعل «كويتبة» لم يصدر لها كتاب واحد حتى الآن!!
والنتيجة النهائية لكل هذا ومحصلته أن الجمهور الذي ربما لديه ملاحظات وانتقادات -خافتة وسرية ولكنها موجودة- ضد مشايخه ووعاظه التقليديين سيفضل حتما المشايخ على هؤلاء، لقد أَلِف مشايخه وأسلوبهم وعرف خيرهم من شرهم، نشأ وكبر على مواعظهم وصراخهم وتناقضاتهم وبكائهم، وهو يعرف أين سيذهب معهم (إلى لا مكان طبعا)، لكن مع هؤلاء الذين يلقبون بالتجديديين فالأمر يبدو أسوأ، إذ إنهم يقودونه إلى مكان مجهول، مكان قد يكون أسوأ مما هو فيه، بعبارة أخرى قد يتصور أنهم سيخرجونه من دينه.
لا يحمل هؤلاء التجديديون سمت رجل الدين التقليدي الذي يفرض الاحترام والهيبة على العامة، وهذا ليس سيئا جدا في حد ذاته، إلا أن الأمر أسوأ بكثير عندما يرى المتلقي العادي أن كل ما أنتجوه من تجديد لا يخرج عن كونه قراءة للنص تنتج إلغاء للنص، هذا كل شيء!
في كل موضوع خاض فيه هؤلاء التجديديون -وكلها مواضيع حساسة- قاموا بإلغاء النص وتعطيل الحكم الوارد فيه بحجة تاريخية النص التي صارت معها النصوص الدينية بمثابة «شواهد تاريخية» خلف واجهة زجاجية (فترينة) نتفرج عليها من خلال الزجاج ونقول: كان زمان..
تاريخية النص هذه شملت أمورا متعددة، من لباس المرأة إلى المواريث مرورا بالجهاد وبأحكام الزواج وغيره.. وهكذا لم يبق «شيء على شيء» مما ألفناه وتعودنا عليه، فلباس المرأة المسلمة اختزل إلى تغطية الرقبة عند البعض، وتغطية الصدر عند البعض الآخر، وتغطية ما هو أقل من ذلك عند بعض آخر.
الزواج ذلك الميثاق الغليظ لم يعد ميثاقا ولا غليظا، بل صار من الممكن له أن يكون تجريبيا في مرحلة ما، ولا يشترط إلا شيئين: أن يعرف به الأهل، أهل البنت طبعا، أما أهل الشاب فلا داعي لذلك على ما يبدو، الشرط الثاني أن تكون البنت على دراية بوسائل منع الحمل.. انتهى!
أما أحكام الإرث طبعا ومن باب أولى فاقرأ عليها الفاتحة بضمير حاول أن يكون مرتاحا ومعه كل ما يتعلق بالمرأة من أحكام كالعدة مثلا، فلم يعد لها داع ما دامت الأجهزة الطبية قد تطورت وصار بإمكاننا معرفة وجود جنين منذ أسبوعه الأول، ولذلك تستطيع الأرملة أن تكون طروبا منذ اليوم الأول لترملها، والبركة في تقنيات الموجات فوق الصوتية والقراءة التاريخية للنصوص.
تعتمد آلية القراءة (الإلغائية) هذه بعد تجريدها من تفاصيل متشعبة على انتقائية واضحة في التعامل مع النصوص، فهناك نصوص تنتقى بوضوح لكي تصير نصوصا مطلقة لكل زمان ومكان لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها، ونصوص أخرى تنتقى لكي تصير «تاريخية» زاعمين انتهاء صلاحيتها وكونها محصورة بزمان ومكان..
الطريف أن آلية الانتقاء هذه التي تجعل نصا ما مطلقا وآخر تاريخيا لا تعتمد على شروط علمية واضحة -أو حتى غير واضحة- إلا بقدر ما ينسجم هذا النص مع طروحات معينة يود أدعياء التجديد الوصول إليها بكل وسيلة، وهكذا يمكن أن يكون النص المنتقى نصا مطلقا ولو كان حديث آحاد، والنص المنتقى يصير تاريخا «فات ومات» وإن كان نصا قرآنيا واضح الدلالة والاستدلال. ومن الأمثلة المفضلة لدى هؤلاء على النص الذي يتحول مع قراءتهم ليصير مطلقا وصالحا لكل زمان ومكان حديث «أنتم أعلم بأمر دنياكم» وهو حديث آحاد مرتبط بواقعة شديدة الخصوص هي واقعة تأبير النخل، ويمكن قراءتها في الوقت نفسه على أنها دعوة للتجريب في التقنيات وليس لإلغاء النصوص، ويتعامل مدعو التجديد مع حديث الآحاد هذا ليلغوا نصوصا قرآنية بتفاصيل واضحة بدعوى أنها «تتدخل في أمور الدنيا»، وبما أن الرسول الكريم -عليه الصلاة والسلام- قال في حديث آحاد وواقعة مخصصة بأننا أعلم بأمور دنيانا، إذاً لابد لنا أن نلغي الحكم الوارد في القرآن لأنه مجرد نص تاريخي وذلك امتثالا لأمره عليه الصلاة والسلام!! ولأن القراءة التاريخية عندما تبدأ فإنها لا تنتهي باعتبار أن النص القرآني نزل فعلا في مرحلة تاريخية ما، وقسر «تاريخية النص» هذه على قراءته سيكون بمثابة «مفرمة» لا تبقي ولا تذر من الأحكام القرآنية ومن فاعليتها.. وهكذا فإن كل ما يتعلق بالمرأة في القرآن الكريم مرتبط ولابد -حسب نظر هؤلاء- بسياق تاريخي كان المجتمع فيه يعج بالرق وبملك اليمين -ابحثوا عن الربط- وبما أن الرق قد انتهى والحمد لله، فإن أحكام النساء قد انتهت أيضا، والمزيد من الحمد لمستحق الحمد!! سنسألهم جادين لكن غير مصدقين: إن كانت أحكام المرأة قد انتهت بانتهاء مرحلة العبودية التاريخية، ألا يجري ذلك -من باب أولى وبربط أشد وضوحا- في العبودية باعتبارها العلاقة الإسلامية بين الإنسان وخالقه؟ سيقولون نعم بالتأكيد! العبودية انتهت كعلاقة أيضا، صارت الآن «العبادية»، وسيقولونها بمنتهى الجدية..!
هكذا، مع أدعياء التجديد هؤلاء لا خط أحمر من أي نوع لا عقائدي ولا فقهي ولا نص قرآني ولا حديث متواتر، وهو الأمر الذي يجعل الناس عموما يسيؤون الظن بالتجديد برمته، وعندما لا يكون هناك خطوط حمراء فيما تقول: إنه تجديد، ويكون تجديدا بلا ضابط ولا رابط فإنك تضع خطا أحمر وعلامة (X) عليك وعلى كل نتاجك، في الوقت نفسه فإن الشيخ التقليدي سيكون أكثر انسجاما مع طروحاته ومع مجتمعه.. وستزيد مصداقيته بالمقارنة مع تهريج يلقب بالتجديد كهذا، وسيواجه أي تجديد «حقيقي» بنفس سوء الظن من باب التعميم المعتاد،
ومن أجل ذلك قلت: إنك قد تشعر بالحنين إلى الشيخ التقليدي عندما تقرأ ما ينتجه هؤلاء، بل إنك قد تشعر بالحنين ليس إلى الشيخ التقليدي فحسب، بل إلى مُلا الكتاتيب القديمة الذي كان يقوم بتحفيظ القرآن بواسطة الفلقة.. بالذات ستشتاق إلى الفلقة وإلى استعمالها مع أولئك المجددين الجدد!
*كاتب عراقي مقيم قي سوريا
23/11/2007
منقول من جريدة العرب القطرية
أحمد خيري العمري *
عندما تقرأ لبعض أدعياء التجديد الديني فإنك تشعر بحنين جارف للشيخ التقليدي بسحنته الغاضبة والمتجهمة وصراخه العالي على المنبر حتى لو كنت تضيق ذرعا به..
يحدث هذا على الأقل معي، إني أشعر بالتعاطف مع التقليديين والتقليديين جدا رغم كثرة مؤاخذتي على ما يطرحونه عندما أقارنه بما يطرحه أدعياء التجديد هؤلاء، وإذا كان هذا يحدث معي، فإنه ولابد يحدث ومن باب أولى مع من لا يمتلك موقفا سلبيا من المؤسسة الدينية التقليدية، وهذا هو المنجز الأهم لمدعي التجديد وأدعيائه حتى الآن، لقد نجحوا نجاحا باهرا في شيء واحد على الأقل حتى الآن: في زيادة رصيد أعداء التجديد من التقليديين وإعطائهم مزيدا من دعم الجماهير لهم ولطروحاتهم.
ولست واثقا من أن هذا سيهم أدعياء التجديد، فقد حصلوا في خضم ذلك -بعضهم على الأقل- على الشهرة.. وبعضهم حصل على الشهرة والمال معها، وبعضهم حصل على سفرات غامضة إلى جامعات غربية هنا وهناك، وحاضر عن (إسلام آخر) غير الذي نعرفه وغير الذي يعرفه الغربيون أيضا، لكنه إسلام يتوافق مع ما يريد الغربيون أن يسمعوه، ويصب هذا كله في صالح «نظرية المؤامرة» العتيدة التي يرد بها التقليديون أصلا على كل من يجرؤ على مخالفتهم، وبشكل آلي.
وفي أسوأ الأحوال وحتى إن لم يحصل هؤلاء على شيء من هذا كله فإن بإمكانهم التباكي على كونهم قد سبقوا زمانهم، وبأن الواحد منهم يعد «فولتير العرب» الذي تحاربه «كنيسة» المسلمين كما تصرح بالفعل «كويتبة» لم يصدر لها كتاب واحد حتى الآن!!
والنتيجة النهائية لكل هذا ومحصلته أن الجمهور الذي ربما لديه ملاحظات وانتقادات -خافتة وسرية ولكنها موجودة- ضد مشايخه ووعاظه التقليديين سيفضل حتما المشايخ على هؤلاء، لقد أَلِف مشايخه وأسلوبهم وعرف خيرهم من شرهم، نشأ وكبر على مواعظهم وصراخهم وتناقضاتهم وبكائهم، وهو يعرف أين سيذهب معهم (إلى لا مكان طبعا)، لكن مع هؤلاء الذين يلقبون بالتجديديين فالأمر يبدو أسوأ، إذ إنهم يقودونه إلى مكان مجهول، مكان قد يكون أسوأ مما هو فيه، بعبارة أخرى قد يتصور أنهم سيخرجونه من دينه.
لا يحمل هؤلاء التجديديون سمت رجل الدين التقليدي الذي يفرض الاحترام والهيبة على العامة، وهذا ليس سيئا جدا في حد ذاته، إلا أن الأمر أسوأ بكثير عندما يرى المتلقي العادي أن كل ما أنتجوه من تجديد لا يخرج عن كونه قراءة للنص تنتج إلغاء للنص، هذا كل شيء!
في كل موضوع خاض فيه هؤلاء التجديديون -وكلها مواضيع حساسة- قاموا بإلغاء النص وتعطيل الحكم الوارد فيه بحجة تاريخية النص التي صارت معها النصوص الدينية بمثابة «شواهد تاريخية» خلف واجهة زجاجية (فترينة) نتفرج عليها من خلال الزجاج ونقول: كان زمان..
تاريخية النص هذه شملت أمورا متعددة، من لباس المرأة إلى المواريث مرورا بالجهاد وبأحكام الزواج وغيره.. وهكذا لم يبق «شيء على شيء» مما ألفناه وتعودنا عليه، فلباس المرأة المسلمة اختزل إلى تغطية الرقبة عند البعض، وتغطية الصدر عند البعض الآخر، وتغطية ما هو أقل من ذلك عند بعض آخر.
الزواج ذلك الميثاق الغليظ لم يعد ميثاقا ولا غليظا، بل صار من الممكن له أن يكون تجريبيا في مرحلة ما، ولا يشترط إلا شيئين: أن يعرف به الأهل، أهل البنت طبعا، أما أهل الشاب فلا داعي لذلك على ما يبدو، الشرط الثاني أن تكون البنت على دراية بوسائل منع الحمل.. انتهى!
أما أحكام الإرث طبعا ومن باب أولى فاقرأ عليها الفاتحة بضمير حاول أن يكون مرتاحا ومعه كل ما يتعلق بالمرأة من أحكام كالعدة مثلا، فلم يعد لها داع ما دامت الأجهزة الطبية قد تطورت وصار بإمكاننا معرفة وجود جنين منذ أسبوعه الأول، ولذلك تستطيع الأرملة أن تكون طروبا منذ اليوم الأول لترملها، والبركة في تقنيات الموجات فوق الصوتية والقراءة التاريخية للنصوص.
تعتمد آلية القراءة (الإلغائية) هذه بعد تجريدها من تفاصيل متشعبة على انتقائية واضحة في التعامل مع النصوص، فهناك نصوص تنتقى بوضوح لكي تصير نصوصا مطلقة لكل زمان ومكان لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها، ونصوص أخرى تنتقى لكي تصير «تاريخية» زاعمين انتهاء صلاحيتها وكونها محصورة بزمان ومكان..
الطريف أن آلية الانتقاء هذه التي تجعل نصا ما مطلقا وآخر تاريخيا لا تعتمد على شروط علمية واضحة -أو حتى غير واضحة- إلا بقدر ما ينسجم هذا النص مع طروحات معينة يود أدعياء التجديد الوصول إليها بكل وسيلة، وهكذا يمكن أن يكون النص المنتقى نصا مطلقا ولو كان حديث آحاد، والنص المنتقى يصير تاريخا «فات ومات» وإن كان نصا قرآنيا واضح الدلالة والاستدلال. ومن الأمثلة المفضلة لدى هؤلاء على النص الذي يتحول مع قراءتهم ليصير مطلقا وصالحا لكل زمان ومكان حديث «أنتم أعلم بأمر دنياكم» وهو حديث آحاد مرتبط بواقعة شديدة الخصوص هي واقعة تأبير النخل، ويمكن قراءتها في الوقت نفسه على أنها دعوة للتجريب في التقنيات وليس لإلغاء النصوص، ويتعامل مدعو التجديد مع حديث الآحاد هذا ليلغوا نصوصا قرآنية بتفاصيل واضحة بدعوى أنها «تتدخل في أمور الدنيا»، وبما أن الرسول الكريم -عليه الصلاة والسلام- قال في حديث آحاد وواقعة مخصصة بأننا أعلم بأمور دنيانا، إذاً لابد لنا أن نلغي الحكم الوارد في القرآن لأنه مجرد نص تاريخي وذلك امتثالا لأمره عليه الصلاة والسلام!! ولأن القراءة التاريخية عندما تبدأ فإنها لا تنتهي باعتبار أن النص القرآني نزل فعلا في مرحلة تاريخية ما، وقسر «تاريخية النص» هذه على قراءته سيكون بمثابة «مفرمة» لا تبقي ولا تذر من الأحكام القرآنية ومن فاعليتها.. وهكذا فإن كل ما يتعلق بالمرأة في القرآن الكريم مرتبط ولابد -حسب نظر هؤلاء- بسياق تاريخي كان المجتمع فيه يعج بالرق وبملك اليمين -ابحثوا عن الربط- وبما أن الرق قد انتهى والحمد لله، فإن أحكام النساء قد انتهت أيضا، والمزيد من الحمد لمستحق الحمد!! سنسألهم جادين لكن غير مصدقين: إن كانت أحكام المرأة قد انتهت بانتهاء مرحلة العبودية التاريخية، ألا يجري ذلك -من باب أولى وبربط أشد وضوحا- في العبودية باعتبارها العلاقة الإسلامية بين الإنسان وخالقه؟ سيقولون نعم بالتأكيد! العبودية انتهت كعلاقة أيضا، صارت الآن «العبادية»، وسيقولونها بمنتهى الجدية..!
هكذا، مع أدعياء التجديد هؤلاء لا خط أحمر من أي نوع لا عقائدي ولا فقهي ولا نص قرآني ولا حديث متواتر، وهو الأمر الذي يجعل الناس عموما يسيؤون الظن بالتجديد برمته، وعندما لا يكون هناك خطوط حمراء فيما تقول: إنه تجديد، ويكون تجديدا بلا ضابط ولا رابط فإنك تضع خطا أحمر وعلامة (X) عليك وعلى كل نتاجك، في الوقت نفسه فإن الشيخ التقليدي سيكون أكثر انسجاما مع طروحاته ومع مجتمعه.. وستزيد مصداقيته بالمقارنة مع تهريج يلقب بالتجديد كهذا، وسيواجه أي تجديد «حقيقي» بنفس سوء الظن من باب التعميم المعتاد،
ومن أجل ذلك قلت: إنك قد تشعر بالحنين إلى الشيخ التقليدي عندما تقرأ ما ينتجه هؤلاء، بل إنك قد تشعر بالحنين ليس إلى الشيخ التقليدي فحسب، بل إلى مُلا الكتاتيب القديمة الذي كان يقوم بتحفيظ القرآن بواسطة الفلقة.. بالذات ستشتاق إلى الفلقة وإلى استعمالها مع أولئك المجددين الجدد!
*كاتب عراقي مقيم قي سوريا
23/11/2007