عند بلوغ الأربعين تاب ... هل نمدحه على توبته أو نذمه على ماضيه

منيب عرابي

New member
إنضم
07/06/2010
المشاركات
143
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
وَوَصَّينَا الإِنسانَ بِوالِدَيهِ إِحسانًا ۖ حَمَلَتهُ أُمُّهُ كُرهًا وَوَضَعَتهُ كُرهًا ۖ وَحَملُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثونَ شَهرًا ۚ حَتّىٰ إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَربَعينَ سَنَةً قالَ رَبِّ أَوزِعني أَن أَشكُرَ نِعمَتَكَ الَّتي أَنعَمتَ عَلَيَّ وَعَلىٰ والِدَيَّ وَأَن أَعمَلَ صالِحًا تَرضاهُ وَأَصلِح لي في ذُرِّيَّتي ۖ إِنّي تُبتُ إِلَيكَ وَإِنّي مِنَ المُسلِمينَ ﴿١٥﴾
أُولٰئِكَ الَّذينَ نَتَقَبَّلُ عَنهُم أَحسَنَ ما عَمِلوا وَنَتَجاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِم في أَصحابِ الجَنَّةِ ۖ وَعدَ الصِّدقِ الَّذي كانوا يوعَدونَ ﴿١٦﴾ - الأحقاف

بداية الآية تشير إلى أن الإنسان جحود (حيث أنه لم يشكر ربه ولم يقدر تعب والديه إلا عندما أصبح له ذرية) ثم تدارك نفسه في الأربعين فتاب ودعا ربه فتقبل الله منه وأدخله الجنة.

شعرت أول الآية أن الله عز وجل سيذم مثل هذا الإنسان (مثله كمثل الآيات التي تذكر أن الإنسان جحود بالرخاء وعند المصيبة يعرف ربه ويتوجه إليه أو مثله كمثل الآيات التي تذكر الإنسان الذي يشرك بالله وعندما تموج به السفينة وتضطرب يوحد الله ويدعوه تضرعاً) ... ولكن تبين أن الله مدحه !!

حيث أن الله تجاوز عن سيئاته لأنه دعا ربه وتاب ولو كان بالأربعين.

هل من تفسير جيد يلقي ظلال على هذه الآية من هذا المنظار؟

ولماذا الرقم 40 بالذات ؟
عادةً في تلك الفترة (وحتى في زمننا) يصبح الإنسان أباً أو أماً في 25-30 إن لم يكن أقل ، فلماذا صور الله أن مثل هذا الإنسان لم يتب إلا عندما أصبح عمره 40 سنة؟ هل هناك حادثة معينة نزلت فيها هذه الآية - مثلاً نزلت في شخص تاب على ال 40؟
 
بسم1
الاخ / منيب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قوله تعالى ( وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ (16) وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (17) أُولَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ (18) - الاحقاف

هما صورتان متقابلتان للمؤمن البار بولدايه والكافر العاق بهما
الصورة الاولي : بار بوالديه من عند بلوغه الحلم ( قول بعض المفسرين ) وبار بهما عند بلوغه سن الاربعين التي هى مدعاة للانصراف عنهما بشؤون الدنيا والاولاد والعطف يقتضى المغايرة . وفي سن الاربعين زاد في اجتهاده وتقربه الى الله ، وسؤاله الثبات في شكر النعمة وبر والديه والتوفيق لعمل الصالحات والذرية الصالحة فهي كما ترى صورة لرجل صالح مؤمن .
والثانية كانت لعاق بوالديه : رده الشديد على والديه وقول الله مخبرا عنه ( اف لكما ) وفي سورة اخرى النهي عن مثل هذا القول ( ولاتقل لهما اف) ، واضافه لعقه لوالديه فهو غير مؤمن وقوله تعالى ( أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي ) .

اسأل الله ، سبحانه وتعالى في هذا الشهر الفضيل ان يجعلنا ( جميعا)من البارين بأمهاتهم وابائهم ، انه سميع مجيب

والسلام عليكم ورحمة الله
 
هذا يعني:
قوله تعالى: "حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ..."
لا تعني بالضرورة أنه كان عاق قبل ذلك - حيث أن بعض المفسرين قالوا كان باراً بوالديه منذ الحلم كما ذكرت أخي عمر- ولكن تعني أنه زاد شكره لربه وبره بوالديه بهذا العمر.

بالنسبة لاختصاص سن الأربعين بالآية:
أضف إلى المشاغل التي ذكرتها فإن والدي الرجل يكونان قد كبرا (60-70 سنة) ويحتاجان للمساعدة. وبما أنه رجل صالح مؤمن بار بوالديه فقد دفعه هذا الشعور (شعور أن والديه يحتاجانه وهو بسن الأربعين) أن يطلب من ربه ذرية صالحة كما كان هو صالحاً مع والديه. وكونه صالحاً مع والديه يُعد نعمة من نعم الله عليه ومن نعم الله على والديه.

"ربِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي"
 
يقول الله تعالى في سورة الأحقاف : [ وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ{15} أُوْلَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ {16} وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَّكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتْ الْقُرُونُ مِن قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ{17} أُوْلَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ{18} وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَالَهُمْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ{19}]
هذه الآيات الكريمات مشهد عظيم يبين كيفية تمرير الدعوة الإسلامية من الآباء إلى الأبناء
إنها مسئولية عظيمة وخطيرة يتحملها الآباء . فتارة تكون الانسيابية في التمرير أثناء التربية المستمرة والملازمة حتى يبلغ الإنسان أشده ثم تستمر إلى أن يبلغ سن الأربعين التي هي سن النضج العقلي الكامل ، حيث يتحمل المسئولية لتمرير الدعوة بدوره إلى أبنائه .
بخلاف الذي يُظهر الكفر أمام والديه ويدعي أن ما جاء به الإسلام هو أساطير الأولين ، ويعلن القطيعة بينه وبين ما يعتقده الوالدان من شريعة الإسلام . هذان الوالدان اللذان عملا كل ما في وسعهما لاستمرار الدعوة في هذا الابن لكن دون جدوى .
إنهما نموذجان متناقضان لبيان دور الوالدين في استمرار الدعوة الإسلامية عبر الأجيال .
ويأتي التعقيب من الله العلي الحكيم الذي لا يضيع أجر العاملين : {وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَالَهُمْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ }[الأحقاف:19] . لأن الهداية بيده وحده ، {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ } [القصص:56]
والله أعلم وأحكم
 
عودة
أعلى