عندي سؤال في قول الله تعالى : { وما كنت متخذ المضلين عضدا }

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع راجية
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

راجية

New member
إنضم
11/02/2009
المشاركات
10
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

شيوخنا الأفاضل و طلبة العلم الكرام في ملتقى أهل التفسير المبارك

عندي سؤال بارك الله فيكم أسأل الله أن يشرح صدوركم للإجابة عليه

قرأت عن القاعدة التي تقول: نفي الضد دليل على ثبوت ضده

ثم استوقفني قول الله تعالى: { و ما كنت متخذ المضلين عضدا } [الكهف] ، و تعالى الله ، تعالى الله ، كيف ستطبق هذه القاعدة مع هذه الآية، فهل سيكون المعنى أن الله تعالى يتخذ عضدا من غير المضلين، تبارك ربي و تعالى ؟؟

لما قرأت في بعض التفاسير لم أجد إلا ذكر تفسير لفظ العضد : أنه المعين ،، فقط

فكيف أفهم هذه الآية ؟

جزاكم الله خيرا و شرح صدوركم و أنطقكم بما يحبه ويرضاه و هداني و إياكم إلى صراطه المستقيم

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
 
الحركة نقيض السكون، فإذا نفيت الحركة فالسكون حتما هو البديل.
الأبيض ضد الأسود، فإذا نفي البياض فهذا لا يعني أن البديل الحتمي هو الأسود، بل البدائل هي آلاف الألوان.
وبعد أن فرقنا بين النقيض والضد، نعود إلى السؤال:
وما كنت متخذ المضلين عضدا، مفهوم المخالفة هنا أنه يمكن اتخاذ العضد من غير المضلين. ومفهوم المخالفة عند الأحناف لا يصلح دليلاً شرعياً. أما الجمهور فعملوا بمفهوم المخالفة بشروط، وأنصحك أخي أن ترجع إلى كتب أصول الفقه وتنظر شروط العمل بمفهوم المخالفة.
 
جزاك الله خيرا و بارك فيك

الفرق بين الضد و النقيض اتضح و لله الحمد

أما عن شروط العمل بمفهوم المخالفة، فقد بحثت في النت فوجدتها و لله الحمد و جزى الله خيرا من كتبها

الشرط الذي - و الله أعلم - أظن أنه يناسب هذه الآية هو الشرط الأول:

ـ أولا ـ أن لا يدل على المسكوت عنه دليل خاص يعارض مفهوم المخالفة ، مثال ذلك قوله تعالى وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ الصّلاَةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الّذِينَ كَفَرُوَاْ ‏النساء - 101- ‏، فمفهوم المخالفة ( مفهوم الشرط ) يدل على عدم جواز القصر حالة الأمن، ولكن ورد دليل خاص يجوز صلاة القصر في الخوف والأمن على السواء ، وهو قوله " صَدَقَةٌ تَصَدَّقَ اللَّهُ بِهَا عَلَيْكُمْ فَاقْبَلُوا صَدَقَتَهُ " رواه مسلم ، فيقدم النص على مفهوم المخالفة، لأن المنطوق مقدم على المفهوم.

و لا أدري إن كان يحق لي أن آتي بدليل من فهمي يعارض مفهوم المخالفة، لكن أسأل الله أن يغفر لي إن أخطأت، و أتمنى أن يصوب لي شيوخنا الأفاضل في المنتدى

الدليل حسب فهمي - و هذا الذي ذكرني به ربي تبارك و تعالى - هو قول الله تعالى : { قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ (22) } [سورة سبأ]

جاء في تفسير ابن كثير ما يلي:

{وما له منهم من ظهير} أي وليس لله من هذه الأنداد من ظهير يستظهر به في الأمور, بل الخلق كلهم فقراء إليه عبيد لديه, قال قتادة في قوله عز وجل: {وماله منهم من ظهير} من عون يعينه بشيء.


فهل ما كتبته صوابا ؟

و جزاكم الله خيرا
 
اقول من باب المدارسه

لو شاء الله ان يكون له اعوان لايمكن ان يتخذ هؤلاء المضلين

الم تر الى قوله تعالى (لو اراد الله ان يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق مايشاء )

يعنى هو ليس له ولد ولو افترضنا ان يكون له فيكون باختياره لا ماينسبه له اهل الاهواء

وبالتالى مفهوم الاية

ليس له اعوان وان شاءت حكمته ان يكون له اعوان لايكون هؤلاء المضلون

مشاركتى من باب المدارسه والعرض على اهل العلم

والله اعلم
 
السلام عليكم ورحمة الله
من أهم ما يعين على فهم معنى الآية: تأمل السياق الواردة فيه
أول الآية:
(ما أشهدتهم خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم) أي ما أشهدتُ إبليس وذريته خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم ولا استعنتُ بهم، وما كنت متخذَهم عضداً أي أعواناً، فكيف تشركونهم معي في عبادتي وطاعتي وأنا المنفرد بالخلق وهم مخلوقون مثلكم وأعداءُ أبيكم.
إذن معنى (وما كنت متخذ المضلين عضدا) أي وما كنت متخذهم (إبليس وذريته) عضداً: أعواناً.
ووقع في هذه الآية الإظهار في مقام الإضمار.
قال الشيخ الطاهر بن عاشور رحمه الله:
(وَالْعُدُولُ عَنِ الْإِضْمَارِ بِأَنْ يُقَالَ: وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَهُمْ إِلَى الْمُضِلِّينَ لِإِفَادَةِ الذَّمِّ، وَلِأَنَّ التَّذْيِيلَ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ كَلَامًا مُسْتَقِلًّا.)
التحرير والتنوير - (15 / 344)
 
أستسمح الأحبة الأكاريم؛
فنفي اتخاذ المظلين عضدا، يعني من جانب آخر أن الله يوالي من والاه، {اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }[البقرة : 257]

وبأضداها تعرف الأشياء ففي قوله تعالى {إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ} [التحريم : 4]
لكن فهمنا المسبق لمعاني الشرك بغير ضابط شرعي يبقى الحاجز النفسي لمنع إدراك حقيقة الأمر.
أليس كافيا أن يكون الله نصيره؟ {إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [آل عمران : 160]؛
فما وجه الاستشهاد بالله وجبريل وصالح المؤمنين ثم الملائكة بعد ذلك ظهير؟ إن لم ننعم النظر في معاني الآيات لا يتفتح لنا الفهم السوي إلا بعرض للمعنى في دراسة موضوعيبة متكاملة، وهو ما لا يتأتى في هذه العجالة، وما لا يدرك كله لا يترك جله؛ وقد وعدنا الجليل جل جلاله {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ [فصلت : 30]نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ} [فصلت : 31]}
والملاحظ أن الملائكة تأتي بالبشرى والنصرة لعباد الله الصالحين؟ وهل فقط الملائكة وحدها تأتي في النصرة؟. فإن وعد الله بنصرة نبيه من قبل جبريل وصالح المؤمنين والملائكة، فكيف ننفي ذلك عن غيره من الخلق؟
أليس الأليق بنا التأدب مع الأحاديث المتواترة في الأقطاب والنقباء والنجباء[ الأبدال في أمتي ثلاثون، بهم تقوم الأرض، و بهم تمطرون و بهم تنصرون] الراوي: عبادة بن الصامت المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 3033 خلاصة حكم المحدث: صحيح.
فهل نحيد على مبدأ معتقد السلف الصالح من الصحب الكرام والتابعين لهم بإحسان؟
 
عودة
أعلى